مراجعة لمقال قانون الجذب
الكاتب هو اميل سمعان وموضوع المقال هو ما يسمى بقانون الجذب وهو من ضمنه ما يسمى بقانون الجاذبية المنسوب إلى نيوتن
قانون الجذب هو ما أطلق عليه القدماء شبيه الشىء منجذب إليه وهو نفس المعنى المعروف فى الحديث الذى ينسبونه للرسول(ص):
الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف
وقد تناول الكاتب معرفة القدامى بالقانون حيث قال :
"تكثر في السنوات الأخيرة الكتابة حول موضوع قانون الجذب وكأنه اختراع أو اكتشاف جديد تم التوصل له من قبل أخصائيين معاصرين.
لكن الحقيقة فإن قانون الجذب هو قانون قديم الزمن استعمله الفراعنة والبابليين واليونانيين في الفترات القديمة من الزمن وكان من أسرار الكهنة في تلك الفترة"
وفام بتعريف القانون وفى الحقيقة لم يعرفه حيث قال :
"ما هو قانون الجذب:
قانون الجذب هو قانون كوني, أي بأنه موجود منذ نشأة الكون, وهو لا يقتصر على الإنسان بل يمتد للحيوانات والطيور والحشرات والنباتات أيضا."
قانون الجذب هو أن كل فرد من أنواع الخلق ينجذب إلى أفراد نوعه ومن يقارب لهم ومن ثم تجد كل نوع يتزاوج أفراده أو يتصاحبون أو يتجاورون وأحيانا حسب قوانين الخلق يحدث تقارب اجبارى بين نوعين لحاجة كل منهم إلى الأخر كالتمساح وطائر ينظف له أسنانه بعد الوجبات فيستفيد هذا الأكل وهو الطائر ويستفيد التمساح تنظيف أسنانه وفمه من البقايا التى قد يؤدى بقائها إلى فساد فى فمه وهو ما يسمونه العلاقة التكافلية فى علم الأحياء أو لأن واحد منهم يجد فى ألأخر منفعته كالديدان التى تتغذى على ما فى الإنسان ويطبق عليها فى علم الأحياء العلاقة الطفيلية
يرجع الكاتب هذا الانجذاب إلى ذبذبات فى الهواء والفراغ حيث يقول :
"في الكون هناك الطاقات المختلفة مثل طاقة السعادة, الفرح, الحزن, المال, الشر, الخير, المحبة, الحب, الجنس, النجاح, الفشل و...الخ من الطاقات الإيجابية والسلبية معا.
هذه الطاقات عبارة عن ذبذبات وموجات متواجدة في الهواء والكون الفسيح, عندما نفكر بواحدة منها فنحن نجذب هذه الطاقة إلينا.
مثالا عندما نفكر بالحزن نحزن وعندما نفكر بالفرح نفرح"
وهو كلام نابع من إيمان الكاتب بالديانات المشرقية الهندوسية والبوذية وغيرها والحقيقة أن هذا راجع لقوانين وضعها الخالق سبحانه وتعالى للأنواع المختلفة فمثلا النحل منجذب إلى ثمار النباتات المختلفة كما قال تعالى :
" ثم كلى من كل الثمرات"
وآتانا الكاتب بتخريف أخر وهو أن ما يتمناه الفرد يتحقق حيث قال :
"لهذا فإن قانون الجاذبية أو الجذب لا يعتمد على الكفاح والنضال من أجل الحصول على أمنياتنا إنما فقط بالتمني, لذا عليك فقط أن تتمنى الشيء وهو يتحقق لوحده."
وبعد أن خرف عرف أن تخريفه كذب عاد فجعل بعض الأمانى تتحقق بالعمل حيث قال :
"طبعا هناك أمور لا يمكن أن تتحقق فقط من خلال الأمنيات مثالا لا يمكن أن يتمنى الشخص الحصول على اللقب الجامعي إذا لم يلتحق بجامعة. حتى إذا التحق بالجامعة لا يمكن له النجاح إذا لم يدخل المحاضرات أو يقرأ المواد المقررة.
يدعي أنصار هذا القانون بأن من يطبقه يحقق كل ما يريد, ويحصل على متمناه بلا عناء ولا كد, المهم من كل الفكرة أن تكون إيجابي لكي يعمل معك هذا القانون إيجابيا وإن كنت سلبي فهذا سيكون سلبي معك."
بالطبع هذا التخريف يدعو الناس إلى ما يسمى التواكل وهو الاعتماد على أمنيات الحمقى مثل سأقعد فى البيت والله يرزقنى ومثل لا أحد يموت من الجوع
وهو ما يعارض وجوب السعى خلق الرزق بالعمل كما قال سبحانه:
" فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه"
ونجد الكاتب يروج لخرافة التمنى حيث يقول:
"يعمل قانون الجذب بممارسة أربع خطوات:
الخطوة الأولى: هي أن تتمنى أو تتخيل ما تريد الحصول عليه وكأنه أصبح لك وملكك.
الخطوة الثانية: هي الإيمان المطلق بأنك ستحصل على ما تريد.
الخطوة الثالث: هي الاستجابة أو تحقيق الأمنية.
الخطوة الرابعة: عليك أن تشكر الكون على عطائه لك ليعطيك مجددا."
وهو كلام كما سبق القول يدعو إلى عصيان الله الذى ر يؤمن الكاتب به فيزعم أن الكون هو من يعطى
ولو جلس الفرد فى مكان متمنيا مصدقا لتمنيه وأنه سيأتى فإنه سيموت وهو جالس لو لم يسعفه اخوته من نفس النوع بما يقيم حياته
المقال هو دعوة إلى الضلال وهو أن يكف الناس عن العمل ويقعدوا فى بيوتهم منتظرين تحقيق أمنياتهم الحمقاء
وكعادة الحمقى يستدل الأحمق بحكايات كتبت فى كتاب عن تحقق ألأمنيات بالطبع لم يقع منها شىء حيث يقول:
"قبل سنوات صدر كتاب السر للمؤلفة روندا براين وقد ترجم تقريبا لجميع اللغات العالمية, يتحدث كتاب السر عن قوة الجذب أو الجاذبية وهناك الكثير من الأمثلة التي وردت في الكتاب تتحدث عن نجاحها بسبب قانون الجذب."
ولما كان يعرف أن هذا التخريف معروف كذبه فإنه يذكر أن قانون الجذب مخالف لقانون السببية حيث قال :
"الكثير من العلماء وفي مجالات تخصصهم المختلفة, ينتقدون قانون الجذب لأنه قانون لا يمكن إخضاعه للتجربة العلمية أو للملاحظة, فهو مجرد أراء وتجارب شخصية لا يمكن ملاحظتها أو الحكم عليها, ليس هذا فحسب بل إنه بمفهومه الحالي يخالف العديد من القوانين الكونية الأخرى مثل قانون السببية
(مختصر قانون السببية يقول بأن لكل شيء أو حدث بالكون يوجد سبب ما)."
وفى نهاية المقال يخير الكاتب القراء فى اتباع قانون الجذب أو قانون السببية وكأن قانون الجذب بالتمنى هو قانون فعلى وليس جنون وتخريف حيث قال :
"لهذا كما في جميع المجالات, هناك من يؤيد وهناك من يعارض, ويبقى لك الخيار عزيزي القاريء بتجربة قانون الجذب لتعرف مدى مصداقيته أو عدمها"