الضيق فى كتاب الله
الضيق هو الاغتمام والاهتمام فى المعنى الشائع
موضع الضيق :
بين الله لنا ان موضع الضيق هو الصدر أى النفس فقال سبحانه:
"ولقد نعلم أنك يضيق صدرك"
وقال :
"ويضيق صدرى"
وسماه الله أيضا الذرع فقال :
"وضاق بهم ذرعا"
ومن ثم موضع الغموم والهموم هو نفس الإنيان
أسباب الضيق :
بين الله أن أسباب الضيق كثيرة منها:
-المكر وهو خداع الإنسان للإنسان وفى هذا قال سبحانه :
" ولا تك فى ضيق مما يمكرون"
-أقوال الناس المسيئة للإنسان كما فى قوله سبحانه:
"ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون "
-الضيق من بعض الوحى فالنبى(ص) كان مغموما من آية منع الآيات وهى المعجزات والسبب هو تكرار الكفار طلبها منه رغم علمهم بمنع الله وفى هذا قال سبحانه:
"فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك "
-الضيق وهو الاغتمام بسبب مجىء الضيوف خوفا عليهم من القوم الذين يريدون جماعهم زنى وفى هذا قال سبحانه:
"ولما جاءت رسلنا لوطا سىء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب"
-ضيق الصدر وهو اغتمام النفس بسبب تكذيب قوم فرعون وفى هذا قال سبحانه:
"قال رب إنى أخاف أن يكذبون ويضيق صدرى "
وبناء على السابق نجد أن الإنسان يغتم لأسباب كثيرة
النهى عن الضيق :
نهى الله نبيه(ص) فقال :
ولا تك فى ضيق مما يمكرون والمراد لا تصبح فى غم بسبب ما يعملون وبألفاظ أخرى لا تصبح فى حزن بسبب ما يصنعون وهذا يعنى أن المسلم عليه ألا يبالى بأسباب الضيق لأنها ستمنعه من طاعة الله وتشغله عن واجباته وفى هذا قال سبحانه:
" ولا تك فى ضيق مما يمكرون"
الصدر الضيق :
بين الله أن من يريد أن يرشده لاتباع الحق يشرح صدر للإسلام والمراد يفرح نفسه بطاعة الله وأما من يرد أن يضله والمراد من يرد أن يعاقبه يجعل صدره ضيقا حرجا والمراد يبعد نفسه ابعادا مؤذيا عن الإسلام وقد شبه الله صاحب الصدر الضيق وهو النفس المكذبة للوحى بالذى يصعد إلى السماء والمراد الذى يطلع فى الجو حتى يبلغ سقف السماء الأولى حيث يكاد يختنق بسبب قلة الهواء الصالح للتنفس – الذى يسمونه الأكسجين-للرئتين وفى هذا قال سبحانه :
"فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء "
التضييق على النساء :
نهى الله المطلقين عن إضرار المطلقات للتضييق عليهن والمراد نهاهم عن البخل على المطلقات فى النفقة من أجل أن يؤذيهن وفى هذا قال سبحانه :
"ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن:
ضيق الأرض على وسعها فى النفس:
بين الله ان الإنسان رغم اتساع الأرض تضيق عليه والمراد تصغر فى نفسه لأنه يريد شىء ولا يقدر على عمله فالمسلمون فى غزوة حنين عندما كانوا كثرة فى العدد وانهزموا فى أول المعركة بسبب اغترارهم بكثرتهم صغرت الدنيا فى أعينهم لعدم قدرتهم على تحويل الهزيمة لنصر فهربوا حتى أيدهم الله بنصر من عنده وفى هذا قفال سبحانه:
" ولقد نصركم الله فى مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين"
وبين الله أن الثلاثة المخلفين وهم الذين قعدوا عن الجهاد فى غزوة العسرة ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم والمراد حتى صغرت فى أنفسهم البلاد رغم كبرها العظيم وخافت عليهم ذواتهم من النار فالذى جعلهم فى غم هو أنهم لا يعلمون هل يقبل الله توبتهم أم لا لأنهم كانوا قادرين على الخروج للجهاد وقعدوا بدون عذر فهم اغتموا لأنهم وجدوا أن مصيرهم النار بسبب معصية أمر الله بالجهاد ومن ثم نتيجة هذا الاغتمام الكبير تابوا فتاب الله عليهم وفى هذا قال سبحانه:
"وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب الله عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم"
الإلقاء فى المكان الضيق:
بين الله أن الكفار إذا ألقوا والمراد إذا دخلوا النار كان مكانهم ضيقا والمراد المساحة التى يقدرون على التحرك فيها صغيرة ففى وسطها عمود وفى هذا العمود سلسلة طولها سبعون ذراع لا يقدرون على الخروج منها سنوات طويلة لا نهاية لها ولهذا يطلبون الثبور وهو الفناء التام وفى هذا قال سبحانه:
"وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا دعوا هنا لك ثبورا "
وفى الضيق المكانى حيث السلسلة قال سبحانه:
"خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم فى سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه"