عطيه الدماطى
المساهمات : 2111 تاريخ التسجيل : 18/01/2023
| موضوع: حواطر حول كتاب القضية الكبرى لوحيد الدين خان السبت يناير 21, 2023 5:23 pm | |
| القضية الكبرى الكتاب من تأليف وحيد الدين خان وهو يستهل كتابه من نهاية الحياة وهى الموت ويقول أن الناس فى غفلة عن الموت والإعداد الدنيوى له فهم منشغلون عنه بالسعى فى الدنيا لتحصيل متاعها رغم أن معظم البشر كما يقولون مؤمنون بالله واليوم الآخر ويتساءل الكاتب عن قضية الإنسان الكبرى فى هذا العصر فيقول إن الناس مختلفون فمنهم من يقول الزيادة السكانية ومنهم من يقول الإرهاب ومنهم من يقول التلوث ومنهم من يقول نزع السلاح النووى وغير ذلك ويبين أن التأمل فى حياة الناس سيعلمنا ان الناس مهتمون برغباتهم وشهواتهم الدنيوية ومن ثم فحركة التجارة والزراعة والصناعة وغيرها كلها تصب فى نفس الخانة وبين بألفاظ أخرى أن أمنية الإنسان الكبرى هى تحصيل كل ما يستطيع الحصول عليه من الدنيا وهم غافلون عن الآخرة وضرب الكاتب مثلا بصفارة الخطر التى تنطلق حيث يكون هم كل الناس الحفاظ على حياتهم فليلجئون للمخابىء فالناس رغم أن الله أطلق لهم صافرات الإنذار فى الكتب المقدسة حسب كل دين بالكلام عن الأخرة وثوابها وعقابها إلا أنهم لا يأبهون لها لأنهم يأبهون فقط للأشياء المحسوسة لهم فهم يستعملون العين الباصرة ولا يستعملون البصيرة وهى العقل وهذا هو سببا انعدام اليقين كما يقول ثم يطرح الكاتب السؤال ما الحقيقة التى يؤمن بها كل الناس بلا استثناء؟ ويجيب إنها الموت فلا أحد مهما كان دينه أو حتى إنكاره لله تعالى يقدر على أن ينكر الموت لأنه يراه فى حياته عشرات أو مئات أو ألوف المرات ومع هذه الرؤية اليقينية فلا أحد سوى قلة هى من تعمل لما بعد الموت ويطرح الكاتب السؤال ماذا ستكون عاقبتى بعد الموت؟ ويجيب أن غالبية البشر مؤمنة بأن الموت بعده حياة جديدة ويتساءل عن سبب الشك فى الحياة القادمة بعد الموت ويجيب سببان ألأول فناء الجسم بتحوله لتراب يراه الناس والثانى غياب الحياة الأخرى عن حواسنا ويقوم الرجل بتفنيد هذه الأسباب فيقول تحت عنوان الحياة بعد الموت: عندما أموت وأصبح ترابا هل أبعث إلى الحياة مرة ثانية؟ ويبين ان لا أحد يطرح السؤال بهذا الشكل فى الغالب ويجيب أن الله يعطينا البراهين من حياتنا فنحن بعد أن كنا شىء صغير هو المنى أصبحنا هكذا إن الإنسان هو مجموعة ذرات تجمعت معا فكونت الإنسان وعند موته تتفرق الذرات مرة أخرى ثم اكون بعد هذا إنسان اخر ومن ثم فالقادر على إعادة خلق الإنسان كل يوم قادر على إعادته وكذلك ترى النباتات تموت وبزخة مطر تعود للحياة مرة أخرى ويبين أن الشاك فى الحياة يشك لكونه يفكر فى الجسم الذى يغنى ولكنه لا يفكر فى النفس وهى الروح إن الميت بشبه الحى ومع هذا فالفارق بينهم أن الحى به نفس تستطيع أن تجعله يتحرك ويعمل ما يريد بينما الميت وهو الجسد لا يصنع شىء ويبين أن خلايا الجسم علميا نتيجة الهدم والبناء تجدد الجسم الذى يتغير كل عشر سنوات تقريبا فالجنين المولود جسميا ليس هو نفسه الطفل أو الشاب او الشيخ الذى يموت فى الجسم وأما النفس فهى هى فالإنسان الذى عاهد إنسان أخر على شىء يذكر هذا العهد بعد عشر سنوات لأن النفس باقية بينما الجسم كما يقول متغير ومن هذا يخلص لكون الحياة ليست الجسد الترابى الذى يتكون بترتيب ونظام معين وتحت عنوان العالم الأخر يطرح السؤال كيف تكون الحياة فى العالم الأخر ؟ ويجيب على لسان الرسل بوجود ثواب وعقاب أى جنة لمن آمن وعمل صالحا ونار لمن كذب وعمل سيئا ويبين الكاتب أن لعمل الإنسان صورتين : الأولى عمل ككل الحوادث فى الكون والثانية عمل بإرادته ويضرب لنا مثلا بأنه لو سقط على الإنسان حجر من شجرة فجرح رأسه فهو لا يغضب بينما لو آتاه الحجر من إنسان سيغضب ويحاول أن يتشاجر معه والسبب هو أن الشجرة ليس لديها إحساس يريد إصابته بينما الإنسان لدية إرادة لذلك ويترتب على ذلك أنه يوجد محرم ومباح نتيجة هذه الإرادة والتى تظهر نتيجتها فى الآخرة ويضرب الكاتب لنا مثالا على أن نتيجة العمل سواء الدنيوية أو الآخروية تظهر فى الحياة الدنيا بالصوت فهو عند العلماء موجات أثيرية فهى تظهر لنا فيما نسمعه ولكننا لا ترى تلك الموجات الأثيرية وبمقال الاسطوانة المسجلة التى تعمل فتسمعنا ما بداخلها ولكننا لا نراه وإنما نسمعه فقط رغم أنها جثة هامدة قبل تشغيلها وبعد ذلك يبين لنا المثال الواضح للدنيا والأخرة هو ان الفلاح له يوم الحصاد نتيجة عمله فإن كان قام برعاية زرعه كما يجب فإنه ينال يوم الحصاد نتيجة نجاحه وإن لم يرعاه جيدا كانت النتيجة يوم الحصاد قليل من المحصول ومن ثم فقر وخيبة ومن ثم فنحن كالفلاح دنيانا مزرعة لآخرتنا فمن عمل جيدا حصد ومن عمل سيئا خاب وخسر وتحت عنوان الدعوة إلى الله سأل الكاتب ما العده من خلق الله للإنسان وما خطة لله ؟ وأجاب بأن الله خلقنا للاختبار وهو الابتلاء وأما الخطة فهى إرسال الرسل للناس ليبينوا لهم الحلال والحرام وتحت عنوان القنبلة الموقوتة يضرب لنا مثلا بأن الإنسان إذا علم بوجود قنبلة موقوته ستنفجر بعد خمس دقائق فإنه يهرب بسرعة من المكان لينجو بحياته وكذلك الإنسان عليه أن يهرب من النار التى سيدخلها لينجو بحياته من العذاب المستمر وتحت عنوان ختم النبوة يقول أن المسلمين فهموا الأمر خطأ فليس معناه أن يحاربوا من يدعى النبوة بالجدال والمناظرات أو غير ذلك وإنما عليهم أن يدعو الأمم الأخرى للإسلام ويقول أن عقيدة ختم النبوة تقتضى إنهاء كل أشكال الصراع والقتال ويدخلنا الكاتب فى أن مهمة النبى(ص) والمؤمنين كانت الإنذار والتبشير وأما خوض العمليات العسكرية فكان رد فعل على عدوان الآخرين للقضاء على الفتنة وهى الظلم والقهر الذى يتعرض له الناس من قبل ملوكهم ورؤساءهم ومن ثم كان القضاء على امبراطوريتى فارس والروم نوع من رفع الظلم الذى يعانيه الناس فيهما ويطرح الكاتب قضية هامة وهى أن الاهتمام فى دراسة الإسلام انصب على الجانب القتالى من قبل الفقهاء ومن ثم نجد أن باب الجهاد موجود فى كل كتب الحديث وفى كل كتب الفقه بينما الجانب الدعوى وهو الدعوة إلى الله ليس له باب ثابت ولا توجد عنه إلا شذرات متفرقة أو لا توجد وهو إهمال بين للجناح الأول والأساسى والذى يبنى عليه الجهاد وحتى فى العصر الحديث نجد قلة تناولت الموضوع فالحديث عن الحروب والفتوحات طغى ومن ثم يجب ان نعود للدعوة إلى الله وضرب الكاتب مثالين بغاندى الذى لم يبتكر المقاومة السلمية حيث سبقه للكلام عنها كثيرين كتولستوى ولكنه طبقها عمليا فى مقاومة الإنجليز ونجح واليابان التى ظهرت فيها العسكرية المسماة السيتسوما ولكنها بعد الهزيمة تبنت المقاومة من نوع أخر وهى المقاومة العلمية حيث تفوقت على الغرب الذى هزمها عسكريا والكاتب يريد من المسلمين اعادة اكتشاف أنفسهم بترك القتال والعودة لدعوة الأمم الأخرى للإسلام وضرب مثلا لنا فى مسلمى العصر بتشبيههم بملك أرسل فرقة لإنقاذ الناس فى منطقة منكوبة وبدلا من ذلك حاربوا أهل المنطقة فعاقبهم الملك على ذلك فالله أرسل المسلمين لإنقاذ العالم بالدعوة وبدلا من ذلك تحاربوا معهم وفى الجزء الثانى من الكتاب وهو الدعوة الإسلامية بين الكاتب أن الحركات الإسلامية الحديثة على نوعين الأول حركات تتبنى الإسلام كدعوة وحركات تتبناه كسلطة سياسية وبين أن الفريقين يختلفان فى المسمى كما يطلق الهنود والانجليز كلمة بابى فالهنود يعنون به المذنب والإنجليز يعنون به الخشخاش وهو نبات الحشيش ثم يتناول الكاتب التوحيد وعنده هو الاعتماد على الله وحده ومنه ينبع كل شىء وقد قسم الأشياء لعبادات وأخلاقيات والهدف منها كلها طاعة الله كباقى الكائنات ثم قسم الكاتب الحياة لنوعين حياة طيبة وحياة سيئة كما قسم الله الشجر لطيب ومؤذى ثم تحدث عن كون مصادر الإسلام هى القرآن والحديث وليس وقائع التاريخ فالأحكام ينبغى ان تؤخذ من نصوص الوحى لأن الوقائع هى وقائع بشرية يوجد بها الصواب والخطأ الذى يرتكبه المسلمون بينما النصوص هى من تبين الحلال والحرام ويبين الرجل أن القضية الكبرى هى تحويل الإسلام لدين قتالى وليس دين دعوة ويتناول الرجل معنى الجهاد فى القرآن وهو على ثلاثة معانى كما يقول الاستقامة وبذل الجهد فى الدعوة والقتال ولكل معنى ظروف معينة ويبين الرجل أن على المسلمين إعداد قواهم المختلفة كما قال الله" واعدوا لهم ما استطعتم من قوة" لكى يردوا على أى عدوان من الآخرين فالمسلمون يدافعون عن أنفسهم ولا يبدءون الآخرين بالهجوم ويبين مسئولية المسلمين تجاه العالم وهى توصيل رسالة الله إلى الناس وتحت عنوان الإسلام والسياسة بين أن هناك أخطاء جرت فى هذا الموضوع منها جعل الإسلام هو الاشتراكية والدخول فى السياسة كأحزاب سياسية وتحت عنوان ما الحركة الإسلامية بين أنها حركة إنسانية تشبه البستانى الذى يرعى كل شجيرة بمفردها فليس الهدف الحكومة وإنما الهدف الأفراد الذين يصدر الحكم الأخروى عليهم بالجنة أو النار وتحت عنوان استغلال الإسلام كهتاف سياسى بين أن بعض الأغنياء استغل فقر الناس تحت دعوى مكافحة الفقر بالإسلام وهو بعيد عنه كل البعد وتحت عنوان الإسلام ليس محكمة جنايات بين أن الهدف من العقوبات الدنيوية فى الإسلام تنظيم المجتمع المسلم فليس الهدف من النظام الإسلامى تطبيق الحدود فقط وعاد الكاتب فبين أن الحركات الإسلامية ليست سوى ردود فعل وليست قاعدة تعمل للمجتمع المسلم فى كل وقت كما بين أن مصلحى العصر الحديث اخطئوا بالمطالبة بتطبيق النظام الإسلامى قبل أن يعلموا المسلمين ماهية أحكام الإسلام وتحت عنوان عودة الفتنة تحدث عن عودة الظلم والقهر الإنسانى الذى قضى عليه النبى(ص)وصحابته من خلال الحكام والدول الكبرى ثم عاد وتكلم عن وجوب وجود المجتمع المسلم قبل تطبيق النظام الإسلامى واعتبره بمثابة وضع العربة قبل الفرس فلابد من وجود أفراد قادرين على التطبيق قبل التطبيق وتحت عنوان شمولية نشاط الدعوة بين وجوب عدم التخلى عن الدعوة مهما كانت الظروف ثم بين أن إهمال الحكام كان سببا فى بقاء الظلم والقهر فالإنجليز لو كان الحاكم الناصر بدين الله استجاب لدعوة ملكهم جامل الك ليمد بإرسال دعاة الإسلام لأسلموا وظلت دولة الإسلام قائمة وهو كلام خاطىء فالملوك لا يدخلون الإسلام وإن دخلوه دخلوه ليفسدوا دولته وأما الإسلام الحقيقى فلن يفعلوه حتى لو كانوا يريدون لن منظمة الفساد التى تحكم كل دولة تقطع رقبة كا من يريد الإصلاح | |
|