جريمة الطعن فى الدين

جريمة الطعن فى الدين :
بداية الإسلام لا يكره أهله الناس على الدخول فيه لقوله سبحانه :
" لا إكراه فى الدين "
ومن ثم على من يريد دخول الإسلام أن يعلم أن الخروج من الإسلام بمثابة إعلان حرب على الإسلام والمسلمين لأنه بإعلان ردته يكون قد أعلن أن الإسلام ليس دين الله وإنما دين فاسد وهذا ما يسمى الطعن فى الدين ويترتب على هذا الجريمة أخرى وهى صد الكفار عن دخول الإسلام وجريمة ثالثة هى إرجاع المسلمين عن دينهم وفى هذا قال سبحانه :
""وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذى أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا أخره لعلهم يرجعون"
وجريمة رابعة وهى الاستهزاء بالدين ومن ثم فما يسمونه جريمة الردة وهى الطعن فى الدين هى جريمة مركبة من جرائم متعددة فالمرتد قد يكون قد أسلم لتحقيق أهداف دنيئة كزواجه من مسلمة لا يقدر على الاستمتاع وهو كافر وبهذا يكون قد ارتكب جريمة فى حق هذه المرأة لأنه استحل فرجها وهى لا تحل له لقوله سبحانه :
"لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن"
كما أنه ارتكب جريمة خداع أهلها وبقية المسلمين وأيضا لو أنجب أولادا فهناك جريمة أخرى وهى تهربه من النفقة عليهم ومن ثم فمن يتخيلون أن جريمة الردة هى مجرد جريمة عادية هم واهمون وإنما هى جرائم كثيرة قد لا يقدر الإنسان على إحصاء فروعها المختلفة
ومن ثم كانت عقوبتها هى عقوبة الحرابة أى محاربة الله وهى إنهاء الحياة بالقتل فى القتال أو الصلب مع تقطيع الأيدى والأرجل من خلاف أو الإغراق فى الماء وهو النفى من اليابس إن تمت القدرة عليهم أى القبض عليهم فى قوله سبحانه :
"إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم أو أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض"
وقد بين الله وجوب قتال المرتدين وهم الطاعنين فى الدين الذين كانوا مسلمين فقال :
"فإن تابوا وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فإخوانكم فى الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا فى دينكم فقاتلوا أئمة الكفر "
والطعن فى الدين قد يكون من خلال أفعال وأقوال يتنصل منها المرتد معلنا إسلامه ولكن تكرار تلك الأعمال كثيرا وعدم الانتهاء عنها يوجب على المسلمين قتال هؤلاء المنافقين وهم المرتدين كما قال سبحانه :
"لئن لم ينته المنافقون والذين فى قلوبهم مرض والمرجفون فى المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أين ما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا"
وقال :
"فما لكم فى المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا فى سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا"
ومن ثم نجد هنا أن المرتدين لا يقتلون على الفور وإنما يعطون عدة فرص للعودة للإسلام فإن أصروا على الردة بالعودة بالفتنة مرات عدة عوقبوا بالحرب وكرر الله هذا فى المرتدين المنافقين فقال :
"ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا "
والسلطان المبين هنا القتل كما هو السلطان لأهل القتيل وفيها قال سبحانه:
"ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا"
والقول فى الردة هو قوله سبحانه:
"ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم فى الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"
والقول هنا فى المصر على الردة فيموت والموت يطلق على الوفاة العادية والقتل كما قال سبحانه :
" كل نفس ذائقة الموت"ومن ثم يمكن تفسير الموت هنا بأنه القتل