جريمة النميمة

جريمة النميمة :
المقصود بالنميمية هى الوقيعة بين طرفين أو اكثر إما عن طريق الكذب وإما عن طريق نقل الحقيقة مضاف لها بعض التغييرات الكاذبة وقد جعلها الله عمل من أعمال الكافر فوصفه قائلا" مشاء بنميم"
وغرض النمام هو جعل الأطراف المختلفة تتشاجر أو يحدث بينها قطيعة وقد وضح الله هدف النمام وهو ابتغاء الفتنة فقال سبحانه :
"لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة "
كما وضح أنه يقلب الأمر أى يجعل حقا باطلا والباطل حقا وفى هذا قال سبحانه:
لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق فظهر أمر الله وهم كارهون"
ولهذا طالب الله كل مؤمن إن نقل له أحدهم خبر عن غيره يذمه فيه أو يذكره بسوء أو يذكر أنه فعل جريمة كذا أو كذا أن يتبين الخبر وهو النبأ بمعنى أن يتأكد من صحته أو بطلانه وذلك بالاتصال بالغير مباشرة أو عن طريق طرف أخر يرضي الطرفان عنه وبناء على هذا يكون التصرف مع النمام وفى هذا قال سبحانه :
" يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين "
ويوجد على النميمة عقوبة واحدة إن لم يحدث بناء عليها مصيبة أى ضرر فإذا علم الطرفان وأثبتا أن النمام أوقع بينهما وجب جلدة ثمانين جلدة لكذبه على الطرفين كما فى شهادة الزور ومنها رمى المحصنة فالجريمة هى الكذب وفى هذا قال سبحانه" فاجلدوهم ثمانين جلدة"
وأما النميمة التى يحدث بناء عليها ضرر حيث يقوم طرف بالشجار مع الطرف الأخر دون تثبت فالعقوبة تكون عقوبتين :
الأولى الجلد على الكذب
الثانية حسب ما حدث من ضرر فإن قتل أحد قتل النمام وإن جرح أحد جرح النمام وإن أتلف شىء تقاسم النمام تعويض الطرف المتلف شىء عنده مع المتلف الفاعل وأما إذا تعدت النميمة الحدود السابقة بحدوث قتال بين طائفتين ووجود جرحى وقتلى وحرق ممتلكات أو إتلافها فالواجب عقاب النمام بعقوبة الحرابة لأنه أفسد فى الأرض وفى ذلك قال سبحانه :
"إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم أو أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم"