مراجعة لمقال هل النبي (ص)والأئمة أفضل من كل الأنبياء (ص)؟
الكاتب هو على الكورانى والسؤال كان من جماعة جيش الصحابة والذى تمثل فى القول:
19 - هل أن مرتبة علي عندكم أفضل من جميع الأنبياء ما عدا النبي ( ص ) ؟ !
وكان جواب الكورانى هو :
أن على أفضل من الأنبياء(ص) هو وأهل بيته لأنهم كما قال فى درجة أو مرتبة واحدة
وهذا هو الجواب:
"الجواب :
نعم أمير المؤمنين علي عليه السلام هو أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وهو وزيره ووصيه وأخوه في الدنيا والآخرة ، وتدل أحاديث كثيرة عندنا وعندكم على أن عليا والأئمة من عترة النبي صلى الله عليه وآله هم معه ملحقون بدرجة النبي صلى الله عليه وآله يوم القيامة ، وما دامت درجته أفضل من درجات الأنبياء عليهم السلام ، فأهل بيته معه في تلك الدرجة .
إن أعلى درجة في جنة الفردوس هي لمحمد وآل محمد ، ثم لإبراهيم وآل إبراهيم ، ثم لبقية الأنبياء عليهم السلام ، وقد روت ذلك مصادركم ! بل روت مصادركم أن محبي أهل البيت يلحقون بهم فهم في درجتهم ودرجة النبي صلى الله عليه وآله ، فكيف بأهل البيت عليهم السلام ! ! !"
وكلام الكاتب متناقض فمرة جعل على وأهل بيته أفضل من كل الأنبياء(ص) حيث قال :
"وما دامت درجته أفضل من درجات الأنبياء عليهم السلام ، فأهل بيته معه في تلك الدرجة"
ومع هذا جعل إبراهيم(ص) واهله معهم فى نغس الدرجة وهى جنة الفردوس حيث قال :
"إن أعلى درجة في جنة الفردوس هي لمحمد وآل محمد ، ثم لإبراهيم وآل إبراهيم"
بالطبع نص كتاب الله يقول بأفضلية الرسل وهم الأنبياء(ص) على كل الخلق لأنهم اصطفاهم والمقصود اختارهم منهم حيث قال :
" الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس "
وقال الله أن فضل الرسل على العالمين وهم الناس جميعا حيث قال :
وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ "وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ"
ومن ثم تفضيل على وأهل بيته على النبيين(ص)مخالف لكتاب الله
والغلط فى كلام الكاتب أيضا :
أن من فى الفردوس هم على وأهل بيته وإبراهيم(ص) والرسل(ص) وهو ما يعارض أن الدرجة العليا لكل من جاهد فى سبيل الله بالمال أو النفس وفى المعنى قال سبحانه :
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "
ومن ثم فهناك أناس من العاديين فى الدرجة العليا
وكلام الكاتب عن كون من سبقونا فى الوجود الزمنى كالرسل وعلى وأهل بيته وحدهم فى الفردوس يكذب أن الله جعل من المتأخرين منا ومن سيأتون بعدنا فى نفس الدرجة
وفى هذا قال سبحانه :
" وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14)"
ونجد الكاتب يستدل بروايات كتب أهل السنة على ما ذهب إليه من أفضلية على وأهل بيته على الرسل(ص)
( روى الترمذي في سننه : 4 / 331 : أن النبي ( ص ) أخذ بيد حسن وحسين وقال : من أحبني ، وأحب هذين ، وأباهما ، وأمهما ، كان معي في درجتي يوم القيامة . هذا حديث حسن . انتهى ."
والرواية تكذب كلامه الكورانى فى أن من فى درجة على وأهل بيته(ص) محمد وإبراهيم(ص)
فالرواية تقول أن من أحب الرسول (ص) وعلى وفاطمة والحسن والحسين فى درجة واحدة معهم
ومن ثم لن يكون كلام الكاتب سوى كذب عن انفرادهم بالدرجة وحدهم لأن الرواية تقول بدخول من يحبهم معهم فى نفس الدرجة
والعائلة العلوية الفاطمية التى لا وجود لها لأنه لا يمكن زواج أخو النبى (ص) وابن عمه وهما فى مستوى قرابى واحد من ابنة ابن عمه لكونه أب لها لا يجوز زواجهما
الغريب أن الكاتب استبعد رواية أخرى وهى :
" المرء مع من أحب "
وهذا معناه أن كل المسلمين وحتى بعض الكفار المحبين لبعض المسلمين أو الذين يحبهم بعض المسلمين مع الرسول(ص) والمسلمين فى نفس الدرجة
والروايات سواء هذا أو تلك تكذب كتاب الله فى أن دخول الجنة بالعمل وليس عن طريق حب أشخاص كما قال سبحانه :
" وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون"
كما تكذب الله فى كتابه وهو وجود كراهية قلبية فقط بين بعض المسلمين وبعضهم وهى التى ينزعها أى يزيلها الله فى الجنة حيث قال :
" ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين"
وقد بين الله نوع من تلك الكراهية وهى كراهية الأزواج والزوجات حيث قال :
" وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا"
وأما بعض من أحبهم الرسول (ص) فهم فى النار لأنهم كذبوه ولم يؤمنوا برسالته وفيهم قال سبحانه :
" إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء"
وتكلم عن الحوض وكون على حامل لواء الحمد وهو من يسقى الناس فى روايات أهل السنة حيث قال :
كما ورد عندكم أن أهل بيته صلى الله عليه وآله أول من يرد عليه الحوض وأن عليا حامل لواء الحمد الذي هو لواء رئاسة المحشر ، وأنه الساقي على حوض الكوثر ، وذائد المنافقين عنه . . . الخ .
( من ذلك ما رواه أحمد بن حنبل في مناقب الصحابة 661 : عن أبى سعيد الخدري قال قال رسول الله ( ص ) : أعطيت في علي خمسا هن أحب إلى من الدنيا وما فيها ! أما واحدة : فهو تكأتي إلى بين يدي حتى يفرغ من الحساب .
وأما الثانية : فلواء الحمد بيده ، آدم عليه السلام ومن ولد تحته .
وأما الثالثة : فواقف على عقر حوضي يسقى من عرف من أمتي .
وأما الرابعة : فساتر عورتي ومسلمي إلى ربي . وأما الخامسة : فلست أخشى عليه أن يرجع زانيا بعد إحصان أو كافرا بعد إيمان ) .
( ورواه أبو نعيم في الحلية : 10 / 211 ، والطبري في الرياض النضرة : 2 / 203 ، والهندي في كنز العمال : 6 / 403 ) ."
وهنا استبعد الكاتب روايات أهل السنة فيما يقولون أصح الكتب وأحضره رواية من الكتب الضعيفة فهناك رواية تقول أن الرسول (ص) هو الساقى وهو حامل لواء الحمد وهى :
أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ ، وبيدي لِواءُ الحمدِ ولا فخرَ ، وما مِن نبيٍّ يَومئذٍ آدمَ فمَن سِواهُ إلَّا تحتَ لِوائي ، وأَنا أوَّلُ مَن ينشقُّ عنهُ الأرضُ ولا فخرَ ، قالَ : فيفزعُ النَّاسُ ثلاثَ فزعاتٍ ، فَيأتونَ آدمَ ، فيقولونَ : أنتَ أبونا آدمُ فاشفَع لَنا إلى ربِّكَ ، فيقولُ : إنِّي أذنبتُ ذنبًا أُهْبِطتُ منهُ إلى الأرضِ ولَكِن ائتوا نوحًا ، فيأتونَ نوحًا ، فيقولُ : إنِّي دَعَوتُ علَى أهْلِ الأرضِ دَعوةً فأُهْلِكوا ، ولَكِن اذهبوا إلى إبراهيمَ ، فيأتونَ إبراهيمَ فيقولُ : إنِّي كذبتُ ثلاثَ كذباتٍ ، ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : ما منها كذبةٌ إلَّا ما حلَّ بِها عن دينِ اللَّهِ. ولَكِن ائتوا موسَى ، فيأتونَ موسَى ، فيقولُ : إنِّي قد قتلتُ نفسًا ، ولَكِن ائتوا عيسَى ، فيأتونَ عيسَى ، فيقولُ : إنِّي عُبِدتُ مِن دونِ اللَّهِ ، ولَكِن ائتوا محمَّدًا صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قالَ : فَيأتوني فأنطلِقُ معَهُم - قالَ ابنُ جُدعانَ : قالَ أنسٌ : فَكَأنِّي أنظرُ إلى رسولِ اللَّهِِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ - قالَ : فآخذُ بحلقةِ بابِ الجنَّةِ فأُقَعقِها فيُقالُ : مَن هذا ؟ فيُقالُ : محمَّدٌ فيفتَحونَ لي ، ويُرحِّبونَ بي ، فيقولونَ : مرحبًا ، فأخِرُّ ساجدًا ، فيُلهِمُني اللَّهُ منَ الثَّناءِ والحمدِ ، فيُقالُ لي : ارفَع رأسَكَ وسَلْ تُعطَ ، واشفَعْ تُشَفَّع ، وقُلْ يُسمَعُ لقَولِكَ ، وَهوَ المقامُ المحمودُ الَّذي قالَ اللَّهُ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا" رواه الترمذى
والمقصود جملة :
"أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ ، وبيدي لِواءُ الحمدِ ولا فخرَ ، وما مِن نبيٍّ يَومئذٍ آدمَ فمَن سِواهُ إلَّا تحتَ لِوائي"
وأما السقى وهو مناولة الناس الماء بيد النبى (ص)فمن رواياته :
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( أنا فَرَطُكُمْ على الْحَوْضِ فليرفعن إلي رِجَالٌ مِنْكُمْ حتى إذا أَهْوَيْتُ لِأُنَاوِلَهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي فَأَقُولُ أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي يقول لَا تَدْرِي ما أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ) البخاري (6642).
ومن يريد الحق ويبحث عن حكم الله لا يستعمل الحجج على هواه فيقرب ما يأتى على هواه كما فعل الكاتب ويستبعد ما يعارض حجته وينفيها
وهذه هى عادة أغلب المتحاورين سواء من أهل السنة أو من الشيعة وهى اخفاء الدليل الذى مع ألأخربعدم ذكره لأنه يقلب الطاولة عليه
والعادة ألأخرى هى استبعاد معظمهم كتاب الله من الحوار وكل الخلافات هى خلافات حول الروايات وتفسيرها
واخر كلام الكاتب هو :
"وما دام محبو علي وفاطمة والحسنين مع النبي يوم القيامة فلماذا لا يكون علي أفضل الخلق بعد النبي صلى الله عليه وآله ؟ "
والحق أن المحبين ليسوا مع بعضهم كما بين الله فبعضهم فى الجنة وبعضهم فى النار فالنبى(ص) فى الجنة وبعض من أحبهم فى النار لتكذيبهم إياه فى الدنيا كما قال سبحانه :
" إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء"