هل يتفق وجود دور المسنين مع أحكام الإسلام؟
أمر الله الناس من بدء الخليقة حتى الرسالة الخاتمة بأن يحسنوا إلى والديهم فقال سبحانه :
"قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"
وقال :
"وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"
وقال :
"وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"
وقال :
"وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا"
ولم يستطع المحرفون للرسالات السابقة سوى اثبات الإحسان للوالدين فى النصوص المحرفة مثل :
"أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ، فَتَطُولَ أَيَّامُكَ وَيَكُونَ لَكَ خَيْرٌ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُوَرِّثُهَا لَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ"سفر التكوين
ومثل :
"وَتَقَدَّمَ إِلَى يَسُوعَ بَعْضُ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ، وَسَأَلُوهُ: 2«لِمَاذَا يُخَالِفُ تَلاَمِيذُكَ تَقَالِيدَ الشُّيُوخِ، فَلاَ يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَأْكُلُوا؟» 3فَأَجَابَهُمْ «وَلِمَاذَا تُخَالِفُونَ أَنْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ مِنْ أَجْلِ الْمُحَافَظَةِ عَلَى تَقَالِيدِكُمْ؟ 4فَقَدْ أَوْصَى اللهُ قَائِلاً: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ. وَمَنْ أَهَانَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ، فَلْيَكُنِ الْمَوْتُ عِقَاباً لَهُ. 5وَلَكِنَّكُمْ أَنْتُمْ تَقُولُونَ: مَنْ قَالَ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: إِنَّ مَا أَعُولُكَ بِهِ قَدْ قَدَّمْتُهُ قُرْبَاناً لِلْهَيْكَلِ، 6فَهُوَ فِي حِلٍّ مِنْ إِكْرَامِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ. وَأَنْتُمْ، بِهَذَا، تُلْغُونَ مَا أَوْصَى بِهِ اللهُ ، مُحَافَظَةً عَلَى تَقَالِيدِكُمْ. 7أَيُّهَا الْمُرَاؤُونَ! أَحْسَنَ إِشَعْيَاءُ إِذْ تَنَبَّأَ عَنْكُمْ فَقَالَ: 8هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، أَمَّا قَلْبُهُ فَبَعِيدٌ عَنِّي جِدّاً! 9إِنَّمَا بَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ لَيْسَتْ إِلاَّ وَصَايَا النَّاسِ.»سفر متى
والمفهوم من النص الأخير فى العهد الجديد هو أن كهنة اليهود حاولوا تحريف أمر الإكرام وهو الإحسان للوالدين وذلك عن طريق :
أن يدفع العاق المتخلى عن واجباته تجاه والديه مبلغ من المال للمعبد وبالطبع من يقتسمونه هم :
الكهنة وليس رب الكهنة وهو ما حاول ألمسيح (ص)أن يفهم الناس أن هذا المال لن يمنع عنهم عقاب الله فى القيامة بدخول النار
وما يمنع تواجد دور المسنين فى بلاد المسلمين هو الأحكام التالية :
الأول :
ان المسئول عن الأب أو الأم الكبار السن هم أولادهم الصبيان وفى حالة انعدام الصبيان تكون البنات هن المسئولات عنهم فى بيوت أزواجهن وفى حالة عقم الزوجين يتولى أبناء العم أو العمة مسئوليتهم تجاه عمهم وزوجته
وفى هذا قال سبحانه :
"وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"
وتحديدا من الآيات قوله :
"إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ"
والكلمة تحديدا عندك
بالطبع فى حالة تعدد الأولاد الصبيان من الممكن اقتسام الرعاية بينهم زمنا فكل شهر أو شهرين يسكنان عند واحد وقد يتحمل أحدهم المسئولية متطوعا فى كل الشهور
الثانى :
انكشاف عورات الأبوين لا يجوز إلا على بعض معين من الأقارب وهم المذكورين فى آية انكشاف عورة المرأة على غيرها من الرجال
وفى هذا قال سبحانه :
"وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ "
ومن ثم لا يجوز اطلاع العاملين فى دور المسنين على عورات النساء المسنات لكونهن من غير الأقارب كما لا يجوز اطلاع العاملات فى تلك الدور على عورات الرجال المسنين لكونهم من غير الأقارب
كما أنه لا يجوز اطلاع المسنين والمسنات على عورات بعضهم البعض لأنهم فى العموم ليسوا أقارب
الثالث :
وجوب الإحسان للوالدين ومن يضع أمه أو أبيه فى تلك الدور يكون غير محقق لواجباته التى أمر الله بها وهو قوله سبحانه :
" وبالوالدين إحسانا "
إن دور المسنين هى التفاف مثل التفاف كهنة اليهود على النصوص باعفاء الأولاد من العقاب على عصيانهم أمر الله
وهذا الالتفاف بصورة أخرى وهو جمع أصحاب تلك الدور الأموال من أولئك الأولاد العاقين
قد يقول البعض أن تلك الدور تعفيهم من المشاكل الزوجية حيث ترفض الزوجات وجود الأب أو الأم معهن فى البيت لسبب ما وأن وجودهما فى البيت قد يتسبب فى تشرد أولادهم بسبب طلاق الأمهات أو هروبهن من بيوت الزوجية
وبالطبع من ترفض ذلك هى عاصية لأمر الله بوجوب التعاون على الخير كما قال سبحانه :
" وتعاونوا على البر والتقوى"
وعاصية لأمر بالإحسان لكل الناس فى قوله سبحانه :
" وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ"
بالطبع يجب على كل ابن طلاق المرأة التى ترفض وجود والديه معه فى نفس البيت فى كبرهما لأنه هذا :
نشوز
والمقصود عصيان لأمر من أوامر الله
ولا يحق لأى مسلم أو مسلمة أن يعصى أى أمر أو نهى لله كما قال سبحانه :
"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا"
بالطبع المطلوب هو :
قفل تلك البيوت فى بلاد المسلمين لأنها إعلان حرب من قبل الأبناء على دين الله
وهى اعلان حرب لأنهم يعصون أمر بالإحسان للوالدين ويعصون كل النصوص المتعلقة بما ورد فى الوالدين من وجوب الحياة معهم فى بيت واحد وخدمتهم لهم كما كان الوالدين يقومان بخدمتهم وهم أطفال وشباب فى أول الشباب