خواطر حول مقال معبد الفئران
الكاتب هو اياد العطار وموضوع المقال هو عبادة بعض الهنود للفيران وأن هناك معبد خاص بالفئران يقوم الناس باطعامهم والعناية بهم
حكى الكاتب عما يقع فى المعبد حيث قال :
"في الوقت الذي يفزع فيه اغلب الناس لرؤية فأر في بيته فإن الهنود يبنون المعابد لفئرانهم ويقدمون لها الطعام والرعاية والحماية غير ابهين بالمخاطر الصحية حتى انهم يتناولون طعامهم معها في اناء واحد , هذا الامر قد يثير الاشمئزاز في بلدان اخرى اما في الهند , بلاد العجائب والغرائب , فهو من الامور العادية.
تطعم الفئران في اواني معدنية بالحبوب والحليب وقشور جوز الهند ويتبرك البعض بتناول الطعام في اناء واحد معها. عندما تنظر من الخارج , فأن الاحجار الرملية الصفراء والرخام الابيض الذي بني بها معبد كارني ماتا وكسيت به ارضيته لا تختلف كثيرا عن بقية المعابد الهندوسية في الهند. ولكن ما هو مختلف حقا هو طبيعة ساكنين المعبد, فمدينة دشنوك , 30 كيلومتر الى الجنوب من بيكانر هي المكان الوحيد في العالم الذي يوجد به معبد تكون الفئران فيه مخلوقات مرحب بها ومقدسة حيث هناك ما يقارب 20000 فأر تطعم وتتمتع بالحماية والرعاية فيه. معبد كارني ماتا هومن اكثر الاماكن التي تثير الفضول في ولاية راجيستان الهندية , حيث اصبحت مكانا مقدسا للعبادة منذ 500 سنة ولكن المعبد الموجود الان بني بواسطة احد المهراجات في اوائل القرن العشرين.
اما سبب تقديس الفئران فلأن الهندوس يعتقدون بأن هذه الفئران هي ارواح الاطفال الموتى حيث تخبرنا الاسطورة الهندية بأن الالهة كارني ماتا حاولت استرجاع روح احد الاطفال الموتى ولكنها فشلت في ذلك لأن ياما (اله الموت لدى الهندوس) كان قد استلم جسم الطفل ونسخه الى انسان ثاني (تناسخ وتقمص الارواح لدى الهندوس) ولذلك غضبت كارني ماتا لأنها لم تستطع ارجاع روح الطفل وامرت بأن تتقمص ارواح الاطفال الموتى شكل الفئران قبل ان تتحول الى بشر مرة ثانية ولهذا السبب فأن هذه الفئران في المعبد والتي يسميها الهندوس "الكامبا" او الاطفال الصغار ينظر اليها الهندوس على انها تختلف عن بقية الفئران التي تعيش خارج المعبد تطعم هذه الفئران في اواني معدنية مليئة بالحبوب والحليب وقشور جوز الهند وتتعهد عدد من العوائل الغنية برعاية المعبد والانفاق عليه هذا بالاضافة لما يقدمه زوار المعبد من الهندوس من طعام الى الفئران حيث يقوم البعض باطعام هذه الفئران بيديه والبعض الاخر يأكل مع الفئران بأناء واحد وذلك لغرض التبرك كما ان هناك سدنة للمعبد يتولون تنظيف المعبد اطعام الفئران التي تسرح وتمرح في ارجاء المعبد امنة مطمئنة ولا تخاف البشر حيث تأكل من ايديهم وتتسلق اجسامهم , ولحماية هذه الفئران من خطر الطيور المفترسة فأن المعبد مغطى بالأسلاك المعدنية كما ان الزوار يتوخون الحذر الشديد لكي لا يدهسوا الفئران بأرجلهم فيتسببوا بموتها.
ويتطلع الزوار عادة لرؤية واطعام الفأر الابيض وهو نادر جدا بين فئران المعبد ويعتبرون رؤيته فألا حسنا وانهم نالوا رضا الالهة وبدوره فالفأر الابيض يبدوانه يعلم بقيمته العالية لدى الزوار فهولا يقبل الطعام من يد البشر ويبتعد عنهم على عكس بقية الفئران.
معبد الفئران في دشنوك يجذب سنويا الالاف الزوار الاجانب اللذين يدفعهم الفضول لزيارته ورغم ان الكثير منهم وخاصة النساء يقفون عند باب المعبد ويخشون الدخول لخوفهم من الفئران ولكن الكثير يدخلون وليس غريبا ان ترى امرأة او رجل يقفزون ثلاثة او اربعة اقدام الى الوراء فزعين لمرور فأر على اقدامهم وفي الحقيقة فهم يرون عددا قليلا من الفئران في وقت الزيارة لأن اغلب الفئران شأنها شأن بقية القوارض تنشط في الليل."
بالطبع الهنود يعبدون اى شىء بحيث لم يتركوا أى مخلوق موجود فى الأرض أو البحر إلا عبدوه وهو أمر غريب أن تتواجد آلهة عندهم بعدد الأنواع المعروفة لدى الناس