مراجعة لمقال جيش تراكوتا .. أقدم جيوش العالم
الكاتب هو اياد العطار وموضوع المقال هو أن أحد حكام الصين قام بصناعة جيش من الفخار وسلحه وألبسه ملابس الجنود والضباط ووضعهم في مقبرته وقد حكى الكاتب لنا حكاية العثور على المقبرة والجيش حيث قال :
"جيش متكامل يقف بكامل عدته متأهبا للمعركة منذ أكثر من 2200 عام!! جيش تفانى في خدمة إمبراطوره الى درجة انه تحمل كل شيء من اجله وبقى منتصبا ليحرس قبره رغم مرور القرون الطويلة وتغيير الدول والحكام , انه جيش تراكوتا , الجيش الأقدم في العالم.
وقفوا لحراسة امبراطورهم لألاف السنين جيش تراكوتا ( Terracotta Army ) هو مجموعة كبيرة من الجنود الفخاريين تم اكتشافه عام 1974 من قبل مجموعة من المزارعين أثناء بحثهم عن الماء في موقع قرب مدينة شي آن الصينية , ومنذ ذلك التاريخ استرعى هذا الموقع أنظار العالم اجمع وأصبح من أكثر الآثار العالمية شعبية وذلك لكونه يقدم صورة دقيقة وفريدة لما كانت عليه الجيوش القديمة من ناحية التنظيم والتسليح والزي حتى ان من يراه لأول مرة ومن مسافة بعيدة يخيل اليه انه يرى جيش حقيقي بكامل عدده وعدته يتأهب للدخول الى ساحة المعركة "
وحكى الكاتب تخيلات القوم عن إنتاج المصانع الصينية لهذا الجيش من اكثر مكن ألفى سنة حيث قال :
"الجيش يعود تاريخه الى حدود عام 221 قبل الميلاد وتم صنعه على مدى قرابة الثلاثين عام , عملية إنتاج هذه القطع الفنية تدل على مدى الرقي الذي كانت تتسم به الحضارة الصينية في ذلك الزمان , فكل تمثال يتكون من عدة قطع تم إنتاجها بشكل منفصل في المصانع الإمبراطورية وكل قطعة تحمل رمز الخط الإنتاجي الذي صنعها , حيث صنعت وفخرت الوجوه والأبدان والأرجل والأيدي والأزياء كل على حدة ثم ربطت مع بعضها بالصلصال لتكون جسما واحدا وقد أضيفت الى القطع بعض التغييرات , خصوصا للوجه , لتكوين قسمات مختلفة لكل تمثال وهي من أكثر الصفات التي تثير إعجاب الناظر الى جيش تراكوتا حيث ان الوجه وطوال القامة والزي وحتى تصفيفة الشعر تختلف من تمثال لأخر , وبعد إكمال تجميع التمثال يتم طلاءه بألوان زاهية تماثل الزي الحقيقي للجيش الإمبراطوري ثم يتم نقله الى الحفر والخنادق المخصصة لوضع التماثيل وقد تم صفها وفقا للرتبة والصنف وحسب التقسيمات العسكرية المتبعة في الجيوش القديمة , فهناك حفر للمشاة وأخرى للخيالة وغيرها للضباط والرتب العالية , وتم تسليح التماثيل برماح وأسلحة حقيقية أخرى ولكن سرقت اغلبها من قبل اللصوص في العهود التالية. "
وأما سبب صناعة هذا الجيش فهو حماية الملك شى هيونك دى ومساعدته على همل مملكة بعد الموت وهذا هو قول الكاتب حيث قال :
"الغرض الذي من اجله صنع جيش تراكوتا هو حماية الإمبراطور شي هيونك دي , الإمبراطور الأول في سلالة تشين , ومساعدته على إنشاء إمبراطورية ثانية بعد الموت "
بالطبع كل ما يقال عن إيمان القدامى خاصة الحكام والملوك بالبعث بعد الموت هو كذب محض فكل الأقوام الهالكة هلكت بسبب كفرها بالبعث والحساب بعد الموت كما قال سبحانه :
" وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"
والظاهر أن كل ما أقيم من آثار في العالم لاثبات إيمان الكثير من الملوك والحكام بالبعث بعد الموت هو من عمل العصابات التى هدمت دولة المسلمين الأخيرة في القرون الأخيرة في عهد ما يسمى بالاحتلال وذلك لتكذيب ما في كتاب الله من كفرهم بالبعث
ففرعون كمثال قال فيه موسى(ص) ومؤمن قوم فرعون كما حكى الله لنا :
"قَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ"
وهو كلام يكذب ما يسمى بإيمان الفراعنة المزعومين بالبعث بعد الموت وما حكى في كتاب الموتى الذى هو أيضا هو من ـاليف تلك العصابات الحديثة
ووصف الكاتب المقبرة حيث قال :
"المقبرة التي دفن بها الإمبراطور تمتد لمسافة شاسعة حتى ان البعض يسميها مدينة الموتى , فمساحتها تبلغ 2200 × 975 متر وهي محاطة بالجدران وتحتوي على الكثير من الأبنية المرفقة بالقبر الذي تبلغ مساحته 500 × 500 متر وبني على شكل هرمي , والى الشرق منه هناك أربع خنادق طويلة اصطفت في ثلاثة منها تماثيل جيش تراكوتا بينما بقي الرابع فارغا ربما بسبب موت الإمبراطور قبل الانتهاء من عملية صنع التماثيل المخصصة له , بعض علماء التاريخ يعتقدون ان الجيش وضع عن عمد الى الجهة الشرقية من القبر ليكون بمواجهة المقاطعات التي فتحها الإمبراطور حديثا ولم تترسخ سلطة الإمبراطورية فيها بعد , جيش تراكوتا يتكون من 8000 جندي تقريبا و150 فارس إضافة الى 130 عربة حربية تجرها 520 من الخيول , وتتراوح أطوال قامة التماثيل بين 171 - 188 سنتمترا للجنود وقرابة المترين بالنسبة للقادة والضباط , وقد تم طمر الخنادق التي تحوي التماثيل بالتراب بعد وفاة الإمبراطور للحفاظ عليهم من السرقة ومن العوامل الجوية وذكرت بعض المصادر التاريخية الصينية ان الأشخاص الذين ساهموا ببناء المقبرة تم دفنهم أحياء مع التماثيل حتى لا يذيع سر مكانها.
جيش تراكوتا والمقبرة الإمبراطورية التي تضمه هو احد الآثار المدرجة ضمن التراث العالمي لمنظمة اليونسكو كما انه من أكثر المواقع الأثرية جلبا للسياح ويعتبره البعض العجيبة الثامنة من عجائب الدنيا."
الغريب هو أن كل الآثار المزورة دخلت ضمن خطة اليونسكو للحفاظ على التراث العالمى الذى هو ليس بتراث وإنما تزوير مفضوح للتاريخ والأديان وكل شىء تقريبا لجعل البشر في حالة من التوهان والحيرة أو حتى الفخر بمن لم يكن لهم وجود يوما