خواطر حول مقال السرنمة: رعب الأحلام القاتلة
الكاتب هو حسين سالم عبشل وموضوع المقال هو السرنمة وهى كلمة منحوتة من عبارة السير في أثناء النوم وقد ابتدأ المقال بسؤال عن امكانية ارتكاب الإنسان جرائم كالقتل وهو لا يشعر حيث قال :
"هل من الممكن أن ترتكب جريمة قتل من دون أن تدري؟!"
وقام بالاجابة مبينا وجود حياة أثناء النوم حيث قال :
"ربما تكون عادة السير أو الكلام اثناء النوم عادة غريبة ومضحكة، يتندر بها أفراد الاسرة أو الاصدقاء على الشخص المصاب بتلك العادة، لكن ماذا لو تحققت تلك الاحلام واستيقظت من حلمك ويداك ملطخة بالدماء واكتشفت أنك قد ارتكبت جريمة أثناء نومك؟ "
وقام بتعريف السرنمة حيث قال :
"فما هي السرنمة وكيف تحدث؟ ..
السرنمة هي نوع من اضطراب النوم حيث يتكلم الشخص أو يسير أثناء نومه، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، منها نفسية مثل القلق والتوتر وربما بسبب الاجهاد والارق، وأحيانا يكون السبب خلل عضوي بالدماغ، تحصل هذه الأمور عند الاطفال بكثرة لكونهم لا يستطيعوا التفريق بين الحقيقة والخيال، وتستمر أحيانا إلى سن البلوغ وهنا تكمن المشكلة.
السرنمة هي نوع من اضطراب النوم حيث يتكلم الشخص أو يسير أثناء نومه ينقسم النوم إلى خمسة مراحل، تكون حركة العين غير سريعة في المراحل الأربع الأولى، وتتميز هذه المراحل بتحرر العضلات وقدرتها على الحركة، وتكون الاحلام فيها نادرة الحدوث وبالرغم من ذلك يستطيع النائم السير في المرحلة الرابعة في حال حدوث الحلم كون عضلاته متحررة، عكس المرحلة الخامسة حيث تكون حركة العين سريعة وتظهر خلالها الاحلام ولكن العضلات تكون مشلولة ولهذا لا تحصل السرنمة في تلك المرحلة."
بالطبع لا يمكن للإنسان ان يفعل أفعال إرادية أثناء النوم كالسير والقتل أو الطبخ أو ممارسة شىء لا يمكن لأحد فعله إلا وهو متيقظ
والسرنمة هى ابتكار من المجرمين وهم الأطباء والمحامين لاخراج المجرمين أبرياء من القضايا أو تخفيف عقوبتهم
المجرم الأول هو أول طبيب ومحامى اتفقا على عمل تقرير طبى يقدم للقضاء لتبرئة أو تخفيف العقاب على رجل أو امرأة غنية
وحكى لنا الكاتب حكايات عديدة عن قتلة قاموا بجرائمهم أثناء السير في النوم حيث قال :
"وهناك حوادث كثيرة عن أشخاص ارتكبوا جرائم قتل أثناء نومهم وتمت تبرئتهم منها لكونهم لم يكونوا بوعيهم عند ارتكابهم للجريمة، وهنا سوف أذكر بعض حوادث القتل التي حصلت أثناء النوم.
قام بقتل اخيه الصغير وحاول قتل امه
تحصل حالات السير أثناء النوم بكثرة عند الاطفال والمراهقين كون أدمغتهم لم يكتمل نموها بعد، ولهذا ابتدأت بذكر حوادث قتل الأطفال لأفراد أسرهم أثناء النوم، ولعل أشهرها هي حادثة القتل التي وقعت في منزل آل جودينو، لطالما كان دانيال جودينو الفتى ذو13 عام يتعرض لنوبات خوف وهلوسة شديدة حيث أخبر أمه عدة مرات أنه يرى أشباح في المنزل، ولكي يزول عنه الخوف كان دانيال ينام وبندقية والده بالقرب منه، وفي صبيحة يوم 18 مارس عام 2009م أيقظته والدته لكي يستعد لذهاب للمدرسة وطلبت منه أيقاظ أخيه الصغير، بينما ركبت سيارتها لكي توصل أبنها الأصغر للمدرسة، وعندما عادت للمنزل دخلت المطبخ لتحضير الافطار، أثناء ذلك سمعت طلقات نارية، حيث قام دانيال بقتل أخيه الصغير أوليسيس ذا 4 أعوام، ثم توجه إلى المطبخ وأطلق النار مرتين على والدته ماريا جودينو وأصابت أحدى الطلقات ذراعها، وبسبب نفاذ الذخيرة رمى دانيال البندقية وأخذ سكين المطبخ في محاوله منه للإجهاز على أمه المسكينة التي أخذت تصارعه رغم جرحها البليغ، وأثناء ذلك بدأ دانيال يعود لوعيه وأخذ يبكي ويصرخ نادما على ما فعله: أنها الاشباح يا أمي .. وبعد أن قامت والدته بالاتصال بالشرطة، تم القبض على دانيال جودينو وأثناء محاكمته قام المحامي بتقديم نتيجة الفحوص التي تثبت أن دانيال مصاب بالسرنمة، ومع هذا حكمت عليه المحكمة بالسجن خمس سنوات بإصلاحية ولاية كولورادو للمراهقين كونه لم يبلغ السن القانونية.
جوان كيجر .. الفتاة التي قتلت عائلتها من دون ان تعلم!
أما القصة الأخرى فحصلت في ولاية كنتاكي، في ليلة 17 اغسطس عام 1943م، بينما كانت الفتاة جوان كيجر على سريرها، سمعت اطلاق نار فقامت مفزوعة وأخذت مسدسين كان والدها يحتفظ بهما في خزانة الملابس وأخذت تطلق النار على مقتحمين المنزل، لتجد والدتها جيني تصرخ من الألم بعدما اخترقت أحدى الرصاصات فخذها، وبينما كانت تمشي بتخبط، اصطدمت قدمها بجثة أخيها جيري ذا 6 أعوام وبجانبه جثة والدها كارل، لم تتحمل جوان هذا المشهد الدامي وخرجت مسرعة وقادت السيارة إلى منزل جارها روبيرت مايو، وأخبرته عما حصل لأسرتها من اعتداء من قبل لصوص حاولوا سرقة منزلهم، وبعد استدعاء الشرطة لأحظ المحققون أن لا أثر لاقتحام المنزل فجميع النوافذ والأبواب كانت مغلقة، وبعد فحص البصمات وأغلفة الرصاصات، تبين أن الرصاصات التي قتلت أخاها وأبيها وأصابت أمها قد انطلقت من نفس المسدس الذي كان بيد جوان وتحمل بصماتها، كما شهدت السيدة جيني والده جوان بذلك أمام المحكمة، وبعد اربعة اشهر من اعتقال جوان كيجر ذات 15 عام، تم اطلاق سراحها وتبرأتها من تهمة القتل العمد بعدما استطاع المحامي اقناع هيئة المحلفين أنها لم تكن واعية عند حدوث الجريمة وتعاني من اضطرابات النوم.
كينيث جيمس ..
قاد سيارته عدة كيلومترات وهو نائم ليقتل حماته! .. قد تحصل مشاكل بين الزوج وحماته ولكنها لا تصل إلى جريمة القتل مع أن الاحتمال وارد على كل الاحوال، ومن بين حوادث القتل أثناء النوم فأن قضية كينيث جيمس باركس هي الأغرب على الاطلاق لكون حوادث السرنمة تتعلق بالحركات البسيطة أثناء النوم وليس الأمور المعقدة كقيادة السيارة لعدة كيلومترات بدون حدوث أي اصطدام. حصلت أحداث هذه القضية الغريبة بمقاطعة أونتاريوالكندية وبطلها هو الشاب كينيث جيمس باركس ذو23 عام، متزوج وأب لطفلة ذات خمسة أشهر، كانت علاقته جيد بأسرته وحمويه، وقد كانت حماته تصفه بالضخم اللطيف، ولكن هذا اللطف لم يدم طويلا فقد تورط كينيث بلعب القمار وأدمن عليه وتسبب له بخسائر فادحة مما دفعه لاستخدام مدخرات العائلة ثم أستلف بعض المال من حماته، ولكي يغطي على خسائره قام كينيث باختلاس مبلغ 32 الف دولار من مكان عمله مما تسبب بفصله من العمل وتهديده بالسجن، تلك المشاكل المتراكمة تسبب لكينيث بالأرق واضطرابات بالنوم وجعلت تصرفاته يغلب عليها الانفعال والعصبية، وبتاريخ 24 مايو عام 1987م استيقظ كينيث مبكرا وأرتدى معطفه ثم أنطلق بسيارته من مدينة بيكرينج الواقعة جنوب مقاطعة أونتاريو حتى وصل إلى منزل دينيس وود والد زوجته، قاطعا مسافة 24 كيلومتر، وهناك أخذ يطرق باب المنزل بقوة وعندما وجد دينيس أمامه أنقض عليه بقطعة من الحديد مما تسبب له بجراح بالغة، ثم توجه الى حماته باربرا آن وود ذات 42 عام وأنهال عليها بطعنات من سكين كان يحمله حتى لفظت أنفاسها، ووسط هذه الفوضى والدماء النازفة أستعاد كينيث وعيه ورأى السكين يقطر دما من يده، فما كان منه الا أن قاد سيارته إلى مركز الشرطة وأعترف هناك أنه قتل شخصين، وبعد التحقيق معه ووضعه بالسجن، طالت مدة اعتقاله ولم تحسم القضية بسبب الجدل الذي أثير بالمحكمة بين الادعاء والمحامين وبعد تقديم الفحوصات الطبية التي تثبت صدق كينيث وأنه فعلا يشكو من السرنمة أطلق سراحه عام 1992 م مع التأكيد على وجوب خضوعه للعلاج المكثف لحالته تلك..."
وبعد أن انتهى الكاتب من حكاياته ذكر لنا الأفلام التى ذكرت الظاهرة التى ليست بظاهرة حيث قال :
"بعض الافلام التي تناولت ظاهرة السرنمة
نتيجة لتعدد حالات القتل أثناء النوم فقد قامت هوليود بعمل الكثير من الأفلام التي تحدثت عن ظاهرة السرنمة القاتلة، ومن أشهر تلك الافلام الفلم الامريكي ( the sleepwalker killing) الذي تم انتاجه عام 1997م ويؤدي دور البطولة الممثلة الأمريكية هيلاري سوانك والممثل تشارلز إستن، وتدور أحداث الفلم حول رجل يقوم بقتل حماته ويصيب حماه بجراح بليغة أثناء نومه، دون علمه بما حصل، وفي عام 2010م تم أنتاج فلم ( in my sleep) ويقوم بدور البطولة الممثل الأمريكي فيليب وينشستر والممثلتان لاسي تشابيرت وأبيغيل سبنسر، أما قصة الفلم فتتمحور حول ماركوس ذلك الطبيب الذي يعاني من السير أثناء النوم ويقتل أحد أصدقائه دون أن يتذكر ذلك، أما أخر تلك الأفلام فهوفلم ( side effects) الذي صدر عام 2013م وهومن بطوله الممثلان البريطانيان جود لووكاثرين زيتا جونز، والممثلة الامريكية روني مارا، وتدور أحداث الفلم عن الأعراض الجانبية لدواء مهدئ تناولته بطلة الفلم وجعلها تقوم بقتل زوجها أثناء النوم."
وأنهى المقال بسؤال عن كيفية التفريق بين القاتل النائم فعلا وبين القاتل بعلمه حيث قال :
"ملاحظة
وهنا نجد هذا السؤال الملح يطرح نفسه، كيف يمكن تمييز أن القاتل أرتكب جريمته أثناء النوم أو بعلمه التام بجريمته؟ هل من الممكن أن يخدع المجرم الشرطة ويدعي أنه يعاني من السرنمة القاتلة؟
طبعا الأمر ليس بتلك الصعوبة، وذلك بعمل ( electroencephalogram) أو ما يعرف بقياس موجات الدماغ، فكما هو معروف فأن الدماغ يصدر ذبذبات تعكس نشاطه الكهربائي والتي تتغير مع تغير مراحل النوم من موجات بطيئة الى سريعة الحركة، والتي تقاس عبر أقطاب يتم توصيلها على فروة الرأس، كما أن العلم قد تطور وصار بالإمكان عمل صور ملونة للدماغ تبين أماكن النشاط في فصوص الدماغ، مع هذا فأن الامر يدعو للشك، فكيف لشخص أن يقود سيارته وهو نائم دون أن يصطدم؟! وكيف لرجل أن يلبس قناع ويهاجم أفراد أسرته؟!
والملاحظ أن الرابط المشترك في كثير من تلك الحوادث هو أن المتهمين كانوا في قمة اليأس من المشاكل والديون التي تراكمت عليهم، وربما كانت الدافع للقتل في قرارة أنفسهم."
بالطبع لا يوجد شىء اسمه التفرقة لأنه لا وجود للسير أثناء النوم وغالبا ما يقوم المجرمون إن لم يكن دوما بتمثيل سيرهم أثناء النوم قبل ارتكاب جرائمهم بفترة عدة مرات حتى يشهد الأهل والجيران والأصحاب أنهم وجدوهم وشاهدوهم عدة مرات وهو سائرون أثناء النوم ومن ثم عندما يرتكبون الجرائم يطلبون شهادة هؤلاء والتى تأتى في صالحهم
وأحيانا يقوم بعضهم بزيارة طبيب نفسى ويحكى له عن حكاية السير أثناء النوم وهى شهادة أخرى لضمان الافلات من العقاب
بالطبع السير أثناء النوم هو أكذوبة كبرى فكيف يمكن لنائم أن ينزل من بيته ويفتح السيارة ويقفل الباب ويشغلها ويسير عشرين كيلومتر دون أن يصطدم بسيارة أو حيوان أو إنسان أو حتى دون أن يشاهده بعض الناس وهو يسوق نائما فينبهونه أو يوقفونه والغريب أن يذهب ويقتل حماته التى يحبها ثم يذهب لمركز الشرطة ويبلغهم بما حدث وهو يسوق مسافة كبيرة دون أن يصطدم بشىء ولا يخطىء حتى الطريق للشرطة ؟
بالطبع الشريك الأكبر في تلك الجرائم هم العاملون بالطب النفسى والذين صدقوا الكاذب الأول منهم والذى جعل السير في أثناء النوم مرضا ودرسه لهم في الطلب النفسى والشريك الثانى هم العاملون بالمحاماة والذين جعلوا اشتراكهم فى تلك القضايا مصدر للحصول على الشهرة والمال