خواطر حول التوابيت المعلقة .. نعوش تخلد الموتى
الكاتب هو ريان الزهراني وموضوع المقال هو وجود توابيت معلقة للموتى في بعض البلاد الجبلية وقد تكلم عن ايمان البشرية بالموت وتكلم عن أن الناس يختلفون في فيما يصنع بالجثث حيث قال :
"مهما كانت ديانة الشخص أو جنسيته أو عرقه او معتقداته فأنه يؤمن بالموت لا محالة، هذه هي نهاية كل كائن حي على وجه الأرض بلا شك. لكن الاختلاف لا يكون في هذه النقطة، بل يكون في طريقة دفن الميت، فعلى مر العصور ابتكرت بعض الحضارات أساليب غريبة وعجيبة في دفن موتاهم، وهذه الأساليب غالبا ما تكون نابعة من خلفية دينية أو تقليدية، وبعضها قد لا تخطر على بالك عزيزي القارئ."
وتكلم عن أن قوم بو قوم بدفن موتاهم في توابيت شجرية مطلية بالبرونز وعلقوها بسلاسل من فوق المرتفعات حيث قال :
"على سفوح ومنحدرات جبال (جونغشيان) في مقاطعة (سيتشوان) جنوب الصين تم تعليق مئات التوابيت التي حيرت أهالي تلك المناطق لعدد من القرون يقال بأنها تعود لقوم (بو) الذين كان لهم نفوذ كبير في جنوب الصين في غابر الأيام، وقد صنعت التوابيت من جذوع الأشجار المجوفة التي تنتشر بكثرة هناك وتم طلائها بطلاء برونزي لحمايتها من العوامل الطبيعية أو غيرها.
عمر بعض هذه التوابيت يتعدى 3000 سنة، أما الحديثة منها فتعود لحوالي 1500 سنة واحدث تابوت تم تعليقه يعود إلى ما يربو على الأربعمائة عام. "
وتكلم عن السبب في هذا العمل فذكر ان هناك نظرية عن أن السبب القرب من آلهتهم المزعومة ونظرية أخرى عن حماية الجثث من الحيوانات المفترسة حيث قال :
"وقد دارت الكثير من الشائعات حول هذه التوابيت الغامضة، والى وقتنا هذا لم يستطع احد التوصل لسبب تعامل قوم (بو) مع موتاهم بتلك الأساليب. لكن الخبراء الذين اجروا الدراسات المعمقة هناك رجحوا بأن السبب يتعلق بمعتقدات شعب (بو) ورغبتهم في أن يكونون قريبين من الإلهة في السماء ويستطيعون الوصول إليها بسهولة، وكذلك يرى البعض أن طريقة الدفن هذه تحمي جثث الموتى من الحيوانات المفترسة والنهاشة والتي تكثر في تلك الأصقاع والبقاع النائية والتي كانت تنبش القبور وتأكل الجثث ليلة دفنها."
وتكلم عن عناية أهل العصر بتلك التوابيت حتى لا تسقط وتتحكم حيث قال :
"وفي الآونة الأخيرة يقوم الخبراء بإجراء صيانة دورية لتلك التوابيت المعلقة لكي لا تسقط إلى الوادي في الأسفل. أحد أولئك الخبراء قال بأنهم اكتشفوا وجود 15 تابوت تعود في تاريخها إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام وهي ذات أهمية تاريخية كبيرة لأنها تعطينا لمحة عن معتقدات الأجداد وكيفية تعاملهم مع موتاهم وعادات الدفن لديهم.
هذا ه وما تحتويه تلك التوابيت الغريبة المصنوعة من جذوع الاشجار
هناك مئات التوابيت على السفح، بعضها يصعب الوصول إليه، خصوصا العلوية منها، لكن صيانتها أمر ضروري جدا لأنه في السنوات المنصرمة سقط أكثر من 20 تابوتا منها إلى أسفل الوادي ومن بعدها أمرت الحكومة الصينية بأجراء صيانة دورية ومستمرة لها، ويسابق الخبراء الزمن لصيانتها وعدم تكرار سقوطها مستقبلا."
وتكلم عن اختفاء قوم بو من التاريخ في ظروف غامضة حيث قال :
"أما عن قوم (بو) فقد كانوا من الأقليات العرقية المنتشرة في الصين، ويقال بأنهم اختفوا في ظروف غريبة لا يعلم احد سببها، وقد تركوا ورائهم ثقافة غنية ورائعة مازالت تسحر العقول وتستفز الخيال."
بالطبع طبقا لكتاب الله لا يوجد ما يسمى ظروف غامضة فكل من هلكوا قبل بعثة خاتم النبيين(ص) هلكوا بعقاب إلهى عقابا لهم على ذنوبهم وهى كفرهم كما قال سبحانه:
"فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ"
وقال :
"أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ"