الوراثة والبيئة وأكذوبة علم النفس
العلم الناشىء فى أوربا نشأ فى ظروف تجارية أو كما يسمونها :
رأسمالية فهو ليس بعلم وإنما عند البحث فى أسس العلوم التى اخترعها الغرب نجد أن من اخترعوها اخترعوها لسببين :
الأول :
جمع أموال الناس
الثانى :
اضلال البشرية
علم النفس تم إنشاء أقسام له فى الجامعات ومن تلك الأقسام نشأ الطب النفسى الذى ارتبط فى غالبه بثلاثة من اليهود هم :
فرويد وأدلر ويونج
ومعظم النظريات التى ظهرت فى ذلك العلم كان الهدف منها :
-اعفاء الإنسان من مسئولياته باعتباره غير مسئول عن أعماله باعتبار اللاوعى واللاشعور ومن ثم أصبحت أمور مثل الكذب والسرقة أمراضا بدلا من كونها جرائم
- التربح من خلال المرضى النفسيين من خلال ساعات من الجلسات النفسية أو الاقامة الدائمة فى المصحات التى تستعمل فيها أدوات تعذيب مثل الجلسات الكهربية أو من خلال اختراع أدوية تجعل المريض مريض باستمرار حيث يدمن على الأدوية ومن ثم يزداد مرضه وعندما يغير له الدواء فإنه يدمن على أدوية جديدة وهكذا والغالب أن تلك الأدوية تنتج أمراضا جديدة أو أعراضا جديدة فحبوب النوم على سبيل المثال تحدث أثرا عكسيا وهو الأرق بعد مدة ومن ثم تزاد الجرعة كل فترة ومن ثم لا نجد أحد يشفى من المرض النفسى إلا نادرا وغالبا عندما يتخلص هو أو يتخلص أهله من تلك الأدوية ومن الطب النفسى
المخادعون فى العلوم تلك من ضمنهم من يخدعونا بإنشاء مشروعات لا تخدم الناس مثل اقامة مدن دون أن يوجد بها مشاريع صناعية أو زراعية أو تعدينية ومن ضمنهم من يسعون لإنشاء وكالات فضائية للسفر للكواكب أو لعمل مساكن للبشر عليها وكلها مشاريع وهمية يتم تصوير أفلام لها لخداع البشر ولكن الحقيقة تظهر يوما ما وتنكشف تلك الخدع
نعود إلى علم النفس حيث مشروعاته الوهمية وهى المعامل النفسية وأدويته التى تشفى الأمراض النفسية أو العقلية والتى لم تجلب للبشرية سوى مزيد من الأمراض ومزيد من الأوهام
الغريب أن علم النفس الغربى كله لو راجعنا أمثالنا الشعبية سنجده كل وجهات النظر والنظريات موجودة فيه
والمقصود أن الناس توصلوا له دون معامل ودون دراسة علمية وتجارب معملية
ومسألتنا فى المقال :
أن البيئة والوراثة تؤثران على الإنسان وهما سبب فى سلوكه السوى أو الاجرامى
والحقيقة أن لا البيئة ولا الوراثة تؤثران على الإنسان نفسيا لسبب بسيط وهو :
أنهما لو كانت تؤثران فهذا معناه ان الإنسان مسير وليس مخير
وبناء عليه يكون قوله سبحانه :
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
هو كذب والعياذ بالله
فمشيئة كل واحد منا هى التى تجعله يصدره قرارته إما باتباع هذا او ذلك فهو إما يقلد أهله وهذا هو حال معظم البشرية عبر عصورها المختلفة
فكل الأفراد المقلدين يتحذون قرارهم الشخصى بتقليد المجتمع وهو الآباء ولا يقصد بهم سوى من ربوهم من الرجال والنساء
ولذا قال الكفار كما قص الله علينا :
" إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون "
وقالوا أيضا :
" إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون "
وإما أن يصدر قراره بمخالفة ما عليه الآباء فيختار دينا أخر من أديان الأباء الأخرين أو يتوصل إلى أتباع دين الله وهى حالات قليلة جدا فى كل العصور وهؤلاء هم من أسماهم الله أولى البقية وهم:
أولى النهى
وهم:
أولى الألباب
وفى المعنى قال سبحانه :
"فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم"
وعلى رأس هؤلاء كان رسل الله (ص)فمعظمهم كانوا على دين غير دين الآباء فنجد نوح(ص) خرج على دين قومه وهم آبائه وإبراهيم (ص) خرج على دين أبيه وقومه بعد أن فكر فيمن خلق الكون ووصل إلى أنه الله حيث قال لهم :
" قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين"
نعود إلى علم النفس الحالى الذى سبقته الأمثال الشعبية إلى النظريات فنجد الأمثال الدالة على تأثير الوراثة مثل :
" اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها "
هنا المثل يقول أن البنت ترث صفات أمها
" من شابه أباه فما ظلم "
والمثل هنا يقول أن الابن الذى يرث صفات والده ليس ظالم
ابن الحرام يطلع يا قواس يا مكاس
هنا المثل يقول أن ابن الزنى يطلع سيىء مثله أبويه فيشتغل حارس والمقصود وصولى عند الحكام أو يجمع المكوس وهى الضرائب ومن ثم فى كل الأحوال يطلع شىء سيىء كوالديه
ابن الديب ما يترباش
والمثل يقول أن طباع الديب لا تتغير حتى لو ربوه على طباع مختلفة وهنا يرث الديب صفات أبويه
ابن الوز عوام
المثل يقول أن ابن الإوز يكون مثله أباه وأماه يجيد السباحة فهنا يرث الابن صفات أبويه
أبوك البصل وأمك التوم تجيب الريح الطيبة منين يا مشوم
المثل يقول إذا كان الأب سيىء والأم سيئة فإن الابن يرث منهما السوء
اقطع ودن الكلب ودليها اللى عنده خصلة ما يخليها
هنا المثل يقول أن طباع الكلب وهى دلدلة الآذان لا تتغير حتى ولو تم قطع آذن الكلب وهو ما يعنى أن الصفة الموروثة لا تتغير
عمر ديل الكلب ما ينعدل ولو علقوا فيه قالب
هنا المثل يقول أن الصفة الوراثية للإنسان السوء وهو ما يسمونه الطبع لا يتغير مثلما لا يتغير ذيل الكلب المعوج الذى لا ينعدل حتى ولو ربطوه بقالب من الحجارة كى ينعدل ويستقيم
اللى فى البزيزات ترضعه الوليدات
المثل معناه :
أن البنات ترث نفس صفات الأمهات فلا تتغير أخلاقهن فإن كانت الأم سوء فالابنة سوء وإن كانت حسنة الخلق تكون حسنة الخلق
اللى فيه ما يخليه
المثل معناه :
ان طبع كل واحد الموروث لا يتغير
وأما الأمثال الدالة على تأثير البيئة المحيطة كأهل الدين والآباء والأمهات والأصدقاء وغيرهم فمنها :
ابنك على ما تربيه
المثل معناه :
أن الابن على حسب تربية أمه فإن كانت تربية حسنة سيكون حسن وإن كانت تربية سوء فسيكون سوء
قالوا يا كنيسة اسلمى قالت اللى فى القلب فى القلب
اللى فى القلب فى القلب يا كنيسه
المثلان لهما معنى واحد :
بقاء كل واحد على دينه الذى تربى عليه دون تغيير
اربط الحمار جنب رفيقه إن ما اتعلم من شهيقه يتعلم من نهيقه
المثل معناه :
أن الحمير المحيطة بالحمار تعلمه الأمور
والمقصود :
ان الإنسان يتعلم ممن يرافقهم أخلاقهم
اضرب ابنك وأحسن أدبه ما يموت إلا ما يجى أجله
المثل معناه وجوب إحسان أدب الطفل ولو بالضرب فهو لن يموت إلا إذا انتهى عمره والمقصود :
وجوب التربية الحسنة ولو بالقوة لأنه لو مات من الضرب أفضل من يكون إنسان سوء والمقصود :
قليل الأدب
اكسر للعيل ضلع يطلع له اتنين
معنى المثل :
ضرب الطفل الذى لا يحسن الأدب حتى يحسن الأدب
اللى له عينين وراس يعمل ما تعمل الناس
معنى المثل :
اعمل كما تعمل الناس والمقصود :
تأثر بمن حولك
والمطلوب من الإنسان هو :
أن يعلم الحق من الباطل والمقصود الصواب من الخطأ فيتبع الحق ويترك الباطل
دون النظر لمن حوله وامن يحيط به والبراهين على أن البيئة أو الوراثة لا تؤثر هو :
أن ابن نوح(ص) الذى رباه والده على الحق كفر ومات كافرا كما قال سبحانه :
"قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح"
وإبراهيم (ص) الذى رباه أباه آزر الكافر خرج على دين والده الوثنى واتبع دين الله ودعاه والده إليه كما قال :
"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا"
ومن ثم أى حديث عن تأثير البيئة أو الوراثة النفسية هو كذب محض أشاعه القوم ليضلوا الناس
الغريب أن الناس فى الأمثال قالوا الحقيقة التى ذكرها كتاب الله حيث قالوا :
"يخلق من ظهر العالم فاسد ومن ظهر الفاسد عالم "
بالطبع الأمثال التى قلناها ليست حكر على أهالينا القدامى وإنما موجودة فى كل الثقافات تقريبا بألفاظ مغايرة ومعنى واحد