عطيه الدماطى
المساهمات : 2111 تاريخ التسجيل : 18/01/2023
| موضوع: قراءة فى قصيدة النفس تبكي على الدنيا الأحد فبراير 26, 2023 7:49 pm | |
| قراءة فى قصيدة النفس تبكي على الدنيا من القصائد المشهورة تلك القصيدة والتى لا يزال يرددها الخطباء والوعاظ كما ينشدها المنشدون خاصة الصوفية فى موالدهم ومغانيهم بالطبع القصيدة تنسب للعديد من الرجال منهم على بن أبى طالب ومنها محمد بن إدريس الشافعى وتحكى عنها الحكايات الكاذبة مثل الحكاية التالية: "ذهب رجل إلى علي بن أبي طالب ليكتب له عقد بيت ، فنظر علي إلى الرجل فوجد أن الدنيا متربعة عَلَى قلبه فكتب : اشترى ميت من ميت بيتا في دار المذنبين له أربعة حدود، الحد الأول يؤدي إلى الموت ، والحد الثاني يؤدي إلى القبر والحد الثالث يؤدي إلى الحساب والحد الرابع يؤدي إما للجنة وإما للنار. فقال الرجل لعلي : ما هذا يَا عَلْي ،جئت تكتب لي عقد بيت ، كتبت لي عقد مقبرة فقال له علي : النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت...ان السعادة فيها ترك ما فيها لا دار للمرءِ بعد الموت يسكُنها... إلا التي كان قَبلَ الموتِ بانيها فإن بناها بخير طابَ مسكنُه... وإن بناها بشرٍّ خاب بانيها أموالنا لذوي الميراث نجمعُها... ودورنا لخراب الدهر نبنيها أين الملوك التي كانت مسلطنةً..حتى سقاها بكاْسِ الموت ساقيها فكم مدائن فِي الأفاق قد بنيت..أمست خراباَ وأفنى الموتُ أهليها لا تركنن إلى الدنيا وما فيها... فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها لكلِ نفس وإن كانت على وجلٍ.. من المنيةٍ آمال تُقويهَا المرء يَبسطها وَالدَّهر يقبضُها..والنفسُ تنشرها والموتُ يطويها إنما المكارم أخلاق مطهرة... الدينُ أولُها والعقلُ ثانيها والعلمُ ثالثها والحلمُ رابُعها...والجودُ خامسُها والفضلُ سادسها والبّرُ سابعُها والشكرُ ثامنُها... والصبرُ تاسُعها واللينُ باقيها والله شارعها والله طالبها والله جازيها والجنة لعامليها والنفسُ تعلمُ أني لا أصادقها... ولستُ أرشدُ إلا حين أعصيها وأعمل لدار غداَ رضوانُ خازنُها...والجارُ أحمدُ والرحمنُ ناشيها قصورُها ذهب والمسكُ طينتُها... والزعفران حشيش نابت فيها قصورها سكن والمسك لشاربيها والرفرف والعبقرى حسان فيها أنهارها لبن محض ومن عسل...والخمرُ يجري رحيقا في مجاريها والطيرُ تجري على الأغصان عاكفة..تُسبّحُ اللّه جهراً في مغانيها" القصيدة فيها مخالفات لآيات الله أولها الشطر الثانى من البيت الأول: النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت...ان السعادة فيها ترك ما فيها فترك ما فى الدنيا يتعارض مع وجوب ألأخذ بالطيبات منها كما قال سبحانه: "قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق" وتتعارض مع قول المسلمين لقارون: " ولا تنس نصيبك من الدنيا" وتصحيح الشطر هو : أن السعادة فيها ذكر بانيها أو ذكر ناشيها أو ذكر باريها والمخالفة الثانية أن المسلمين يجمعون المال لذوى الميراث وأنهم يبنون البيوت للخراب وهو ما يعارض أن المسلمين ينفقون أموالهم لذوى الحقوق فى حياتهم كالإنفاق على الأسرة ومساعدة المحتاجين وبعد مماتهم للورثة كما قال سبحانه: "يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين " وأما بناء الدور فهو لكى تكون سكن لنا كما قال سبحانه: "والله جعل لكم من بيوتكم سكنا" ومن ثم يتم تصحيح البيت إلى : أموالنا لذوى الحقوق نجمعها ودورنا لرواح النفس نبنيها والمخالفة الثالثة مثل المخالفة الأولى وهى عدم الركون للدنيا وما فيها والذى يتعارض مع وجوب الأخذ بالحلال وهو الطيبات من الدنيا ومن ثم يصحح البيت من: لا تركنن إلى الدنيا وما فيها...فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها إلى : لا تركنن إلى الدنايا ومساويها فالحسن لا شك يمحوها ويفنيها والمخالفة الرابعة فى الأبيات التى تعدد المكارم حتى عشر مع أن الدين والعلم والبر والشكر والصبر كلها كلمات تعنى معنى واحد وهى : إنما المكارم أخلاق مطهرة... الدينُ أولُها والعقلُ ثانيها والعلمُ ثالثها والحلمُ رابُعها...والجودُ خامسُها والفضلُ سادسها والبّرُ سابعُها والشكرُ ثامنُها...والصبرُ تاسُعها واللينُ باقيها" ويكون بديلا لها بيت واحد هو : إنما المكارم أخلاق مطهرة...الدين معرفها والقلب طايعها ولأن من العشر من لم يشرعه الله كله كاللين لأنه أحيانا طلب الغلظة فقال : " جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم" وأيضا لم يشرع الجود كما نعرفه وإنما شرع القوام وهو العدل فى الانفاق فقال : "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكانوا بين ذلك قواما " يجب تغيير البيت التالى لها وهو : "والله شارعها والله طالبها والله جازيها والجنة لعامليها" إلى : والله عرفها والجنة لمطيعيها والله يديم خلود من فيها والمخالفة التالية هو كون رضوان خازن الجنة ولا يوجد نص فى القرآن بهذا كما أن الجار فيها ليس أحمد الذى هو محمد(ص)وحده وإنما الجار فيها كل مسلم ومن ثم يتم تصحيح البيت : وأعمل لدار غداَ رضوانُ خازنُها...والجارُ أحمدُ والرحمنُ ناشيها إلى : واعمل لدار غدا الصلاح مدخلها والجار سلم والرحمن ناشيها والمخالفة التالية كون الجنان قصورها من ذهب وأن المسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها فكل هذا لا ذكر له فى كتاب الله وإنما تخيلات ناتجة من رواية باطلة ومن ثم البيت التالى : قصورُها ذهب والمسكُ طينتُها...والزعفران حشيش نابت فيها تكون صحتها قصورها غرف والسعد لساكنيها والرفرف والعبقرى حسان فيها " والبيت التالى نسى الشاعر ذكر الماء فيه كرابع الأنهار حيث قال : أنهارها لبن محض ومن عسل...والخمرُ يجري رحيقا في مجاريها وفى الأنهار قال سبحانه: "مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير أسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى" ومن ثم يصحح للتالى : أنهارها لبن محض ومن عسل والخمر يجرى ومياها في مجاريها وأما البيت التالى : والطيرُ تجري على الأغصان عاكفة..تُسبّحُ اللّه جهراً في مغانيها" فهو مخالف لكتاب الله فالطير يشتهى لحمها وليست تسبح على الأغصان كما قال سبحانه: " ولحم طير مما يشتهون" ومن ثم تكون صحة البيت : والطير تقدم على الموائد زاهية لكل نفس في الجنة تشهتيها ومن ثم يجب تعديل القصيدة حسب المعانى فى كتاب الله كالتالى : النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت... أن السعادة فيها ذكر باريها لا دار للمرءِ بعد الموت يسكُنها... إلا التي كان قَبلَ الموتِ بانيها فإن بناها بخير طابَ مسكنُه... وإن بناها بشرٍّ خاب بانيها أموالنا لذوى الحقوق نجمعها ودورنا لرواح النفس نبنيها أين الملوك التي كانت مسلطنةً.. حتى سقاها بكاْسِ الموت ساقيها فكم مدائن فِي الأفاق قد بنيت.. أمست خراباَ وأفنى الموتُ أهليها لا تركنن إلى الدنايا ومساويها فالحسن لا شك يمحوها ويفنيها لكلِ نفس وإن كانت على وجلٍ.. من المنيةٍ آمال تُقويهَا المرء يَبسطها وَالدَّهر يقبضُها.. والنفسُ تنشرها والموتُ يطويها إنما المكارم أخلاق مطهرة... الدين معرفها والقلب طايعها والله عرفها والجنة لمطيعيها والله يديم خلود من فيها والنفسُ تعلمُ أني لا أصادقها... ولستُ أرشدُ إلا حين أعصيها فاعمل لدار غدا الصلاح مدخلها والجار سلم والرحمن ناشيها قصورها غرف والسعد لساكنيها والرفرف والعبقرى حسان فيها أنهارها لبن محض ومن عسل والخمر يجرى ومياها في مجاريها والطير تقدم على الموائد زاهية لكل نفس في الجنة تشهتيها | |
|