السرقة فى كتاب الله

السرقة فى كتاب الله :
المراد بالسرقة أخذ مال الغير دون حق سرا أو علنا وبعلم أو بدون علم صاحب المال وسواء كان المال خاصا أم عاما
أما اخذ المال علنا وأنه مال عام فقد جاء فى سورة يوسف فصواع الملك وهو السقاية كان ملكية عامة ولم يكن مخبأ وإنما كان موضوع فى مكان واضح وفى هذا قال سبحانه :
" قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك "
جزاء السارق والسارقة هى قطع الأيدى لقوله سبحانه:
"والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما "
والمراد باليد هو الكف كما فى آية الوضوء كما قال سبحانه:
"وأيديكم إلى المرافق "
فالمعنى وأكفكم حتى نصف الأذرع
وقوله "أيديهما " يفيد قطع اليدين وليس يد واحدة كما هو مشهورلأن الله لو اراد يد واحدة لقال يديهما البمنى ولكن إبهاد اليدين دليل على قطع اليدين
ويحرم إعادة الأيدى بعد قطعها للسراق وإنما يجوز تركيبها فى أيدى معاقين ليس لهم ايدى أو من بترت أيديهم فى حوادث
والغرض من هذا القطع هو النكال وهو العقاب المستمر الذى يذكر السراق وغيرهم بهذه العقوبة والتى تجعلهم غير قادرين على شىء وفى هذا قال سبحانه:
"جزاء بما كسبا نكالا من الله "
وتشمل جريمة السرقة كل القضايا المالية وإن سميت بأسماء أخرى كالرشوة والاختلاس والقضية الوحيدة المستثناة من جرائم المال هى جريمة اتلاف المال لكون معنى السرقة غير متحقق فيها لأن المتلف لا يأخذ مال الغير وإنما يفسده
والمال المسروق يجب إعادته لصاحبه حتى ولو أنفقه السارق فيظل دينا عليه حتى يسدده لصاحبه مثله كمثل اعادة المال التالف لصاحبه إلا أن يتنازل صاحبه عنه
والسرقة لا تشمل الجائع الذى يأخذ طعاما ولا المريض الذى يأخذ علاجا ولا العارى الذى يأخذ ملابسا ولا أى شىء من ضروريات الحياة سواء كان الأخذ لنفسه أو لغيره من الجياع والمرضى والعراة والقول يأخذ هو ما يقال عنه يسرق فهذا ليس سرقة وإنما اخذ حق كفله الله له بقوله "وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين