خواطر حول مقال نصب مجهول لتخليد حدث غامض
الكاتب هو محب الغموض من العراق وموضوع المقال هو حكاية فقد طفلين أثناء لعبهما خارج المنزل ورغم حملات البحث المكثفة التى قام بها الوالدين بمساعدة الجيران ,اهل القرية والقرى المجاورة إلا أنهم لم يعثروا على الطفلين وبعدمدة حلم أحدهما من مكان بعيد بمكان وجود الطفلين وعندما ذهب للوالدين ساروا معه ومعهم اهل القرية فعثروا على الطفلين ولكنهما كانا ميتين بسبب برودة الجو وفيما بعد تم اقامة نصل لهما
حكى الكاتب الحكاية حيث قال :
"اليوم أذكر لكم قصة من ذاكرتي من كتاب قرأته قبل زمن بعيد، وهي قصة عن نصب غريب موضوع لتخليد قصة تكاد تبدو غير حقيقية لولا أنها حدثت بالفعل.
لو حالفك الحظ وزرت الولايات المتحدة اليوم فأرجو منك الذهاب إلى ولاية بنسلفانيا ستجد هناك عند متنزه (بلونوب Blue Knob) نصبا تذكاريا صغيرا تكاد الكتابة تختفي من على سطحه ويخلد هذا النصب المكان الذي وجدت فيه جثث طفلين صغيرين قبل أكثر من 150 عام ..
ليس الغريب هو سبب موتهما فحسب انما كيفية العثور عليهما أيضا ..
لدى السيد سامويل كوكس وزوجته سوزان طفلين جميلين هما جورج (7 سنوات) وجوزيف (5 سنوات)، عاشت العائلة في كوخ صغير بناه سامويل بيديه ليكون سكنا له ولعائلته، وفي وقت كانت أغلب الأراضي تغطيها الغابات ولم يصل العمران إليها بعد في ولاية بنسيلفانيا.
نصب مجهول لتخليد حدث غامض
كانت العائلة تقطن في كوخ صغير قرب إحدى الغابات في صباح أحد أيام شهر نيسان من سنة 1865، سمع السيد سامويل كوكس كلبه الوفي وهو ينبح في الغابة القريبة من منزله فاعتقد أن كلبه لربما أمسك سنجابا أو حيوانا ما، فقام بإحضار سلاحه الناري وتوجه الى الغابة خلف الكلب ولم يلمح طفليه الذين عادة ما يلعبان في الفسحة خلف المنزل قرب الغابة، لهذا ظن أنهما عادا للبقاء في المنزل.
أما زوجته فحين لم تلمح طفليها اعتقدت أنهما ذهبا مع والدهما إلى الغابة ولهذا لم تبحث عنهما.
حين عاد السيد سامويل من الصيد اكتشف أن طفليه مفقودين فبدأ بالبحث عنهما ولكن لم يجدهما في المنطقة القريبة من كوخه، لهذا هرع إلى جيرانه وبحلول منتصف الليل اجتمع أكثر من 100 رجل للبحث عنهما وقاموا بإشعال النيران في مناطق من الغابة عسى أن يلمحها الطفلين ويتوجهان إليها .. ظلوا ينادونهم ولكن بلا جدوى.
في اليوم التالي اجتمع أكثر من 1000 شخص للبدء بعملية بحث محمومة وقاموا بتمشيط المنطقة القريبة والبعيدة بأكملها واستمروا بالبحث إلى اليوم التالي وبلا فائدة أيضا.
في تلك الفترة كان هنالك جدول قريب يمر في الغابة وقد بدأ منسوبه بالارتفاع بسبب ذوبان الثلوج ولكن من غير المعقول أن الطفلين قد تمكنا من عبور الجدول هذا، ولربما حاولا وغرقا أثناء المحاولة ولهذا قاموا في اليوم التالي بتمشيط الجدول عسى أن يعثروا على أثر للطفلين ولكن أيضا بلا جدوى.
نصب مجهول لتخليد حدث غامض
حملوا مشاعلهم وأخرجوا الوالدين بالقوة عندها بدأت الشكوك تحوم حول الوالدين نفسهما وبدأت الشائعات تقول بأن الوالدين قد قتلا الطفلين ودفناهما في حديقة المنزل أو في الكوخ وادعيا أنهما فقدا على أمل استدرار عطف الناس ومساعداتهم المالية، لهذا شكل الناس مجموعة كبيرة وتوجهوا إلى الكوخ حاملين مشاعلهم وأسلحتهم وأخرجوا الوالدين بالقوة ومزقوا المنزل خشبة خشبة واقتلعوا الأرضية وحفروا حول الكوخ بكامله ولكن كالعادة لم يجدوا شيئا، فعادوا إلى منازلهم تاركين ورائهم منزلا مدمرا وقلوبا محطمة.
ثم اتجه الناس إلى خدمات ساحرة معروفة في المنطقة وأحد مستنبئي الماء (شخص يستطيع إيجاد الماء وإن كان تحت طبقات الأرض) لكن مستنبئ الماء لم يتمكن من العثور على دليل على مكان الطفلين أما الساحرة فزعمت أنها تعرف أين مكانهما، وقادت الناس إلى المكان ليتبين في النهاية زيف ادعائها.
زعمت الساحرة بأنها تعرف مكانهما في نفس الوقت وفي قرية أخرى تبعد حوالي 300 كيلومتر عن مكان قصتنا, كان المزارع البسيط جايكوب يعيش مع زوجته وحين سمع بقصة اختفاء الطفلين قال لزوجته:" كم أتمنى أن أعرف أين انتهى الحال بهذين المسكينين عسى أن أخفف من لوعة والديهما"
وفي تلك الليلة حلم جايكوب حلما غريبا , حيث وجد نفسه في بداية طريق في غابة كثيفة الأشجار ومشى فيها وبعدها وجد جثة غزال ميت فعبرها ثم وجد فردة حذاء طفل قرب جذع شجرة ساقط على جدول صغير، وفي الحلم لمح فسحة في الغابة وكان متأكدا أنه إن وصل إليها فإنه سيجد الطفلين وتوجه إليها، ولكنه فزع من نومه عند وصوله إلى الفسحة وقبل معرفة ماذا يوجد فيها والعرق يتصبب من جبينه.
اعتقد أن الحلم هذا سببه ما تكلم به مع زوجته وتأثره بالقصة إلا أن نفس الحلم تكرر في الليلة التالية ولثلاث ليالي وبنفس التفاصيل, لم يخبر جيكوب أحدا سوى زوجته ولكنه عزم على التأكد من صحة حلمه، فتوجه إلى الغابة التي يسكنها والد الطفلين وحين قص حلمه على الموجودين قرر البعض الخروج معه وبرفقتهم السيد سامويل.
بقيت القصة خالدة حتى يومنا هذا وجد جايكوب الطريق الذي رآه في منامه في الغابة وسار فيه وكان واثق الخطى كأنه يعرف المكان، وبعد مسافة طويلة وجد جثة الغزال كما في الحلم, فزاد في خطواته وقلبه يعلمه ما سيجد بعد فترة وبالفعل وجد فردة الحذاء قرب جذع الشجرة الساقط على الجدول، وهنا بدأ بالركض والناس تركض معه ليصل إلى فسحة بين الأشجار وهنا بدأ قلبه يدق بعنف أشد لأن هنا كان يستيقظ من حلمه ولا يعلم ما الذي سيجده وكانت المفاجأة حين دخل في تلك الفسحة بين الاشجار ليجد الجميع الطفلين نائمين بعد أن أنهكهما اللعب ولكن كانا جثتين هامدتين وقد ماتا بسبب العوامل الجوية.
بعد هذه القصة بستين عاما تم عمل النصب القائم إلى يومنا هذا تخليدا لهذه الحادثة الغامضة.
ملاحظة:
القصة قرأتها في كتاب اسمه (عالمنا المجهول) وقد وجدت معلومات عن القصة الأصلية من ضمنها النصب المجهول الذي خلد هذه القصة."
بالطبع الحكاية من الممكن حدوثها في اى مكان ففى عمليات البحث عن المفقودين تسقط كمن الجميع تفصيلة واحدة ومن ثم لا يمكن العثور على المفقودين لأن من بحثوا تركوا هذا المكان دون قصد أو أنهما استبعدوا وجود المفقود فيه