خواطر حول مقال هل كان القدماء يستعملون الحاسبة؟!!
الكاتب هو اياد العطار وموضوع المقال استخدام القدماء للآلات الحاسبة حيث تناول العثور على جهاز غريب وسط سفينة رومانية حيث قال :
"جهاز غريب يكتشفه العلماء وسط حطام سفينة رومانية قديمة غارقة قرب احدى الجزر اليونانية، جهاز سيقلب جميع المفاهيم التي تصورها علماء التاريخ والباحثون عن العالم القديم ويثير الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام، تعال معي عزيزي القارئ للتعرف على احد الالغاز الذي عجز العلماء عن التوصل الى حل لها، لغز جهاز "الكمبيوتر" الاغريقي الذي عمره 2150 سنة!!!"
وحكة حكاية العثور على الحاسوب حيث قال :
"قصتنا لهذا اليوم بدأت في عام 1900 م حينما كان "الياس ستادياتوس" اليوناني يقوم بعمله اليومي والروتيني في الغطس الى قاع البحر لجمع الاسفنج، في ذلك اليوم لم يحالف الحظ الياس في الحصول على الكثير من الاسفنج لذلك قرر ان يجرب حظه في مكان جديد لم يسبق له الغطس فيه وقد كان لقرار هذا الصياد اليوناني البسيط الاثر الاكبر في اماطة اللثام عن احد الالغاز التاريخية التي حيرت علماء التاريخ والباحثين لقرن من الزمن، فقد شاء القدر ان يكتشف صياد الاسفنج هذا حطام سفينة اغريقية قديمة على عمق اكثر من 200 قدم تحت سطح الماء، سفينة احتفظت في جوفها ولمدة الفين عام على الكثير من الكنوز الفنية والتاريخية التي اعطت للعالم صورة واضحة عن مدى الازدهار والرقي الذي بلغته الحضارة الاغريقية في تلك الفترة من التاريخ وقد قام الباحثون بنقل تلك الكنوز الى اثينا لغرض تنظيفها ودراستها. في عام 1902 م كان احد الباحثين يعكف على دراسة قطع الكنز عندما اثارت انتباهه قطعة متأكلة من المعدن وجدت مع الحطام، كانت عبارة عن دولاب مسنن كذلك المستعمل في المكائن الحديثة وبمزيد من التدقيق اكتشف الباحث بأنه جزء من جهاز ما وانه مرتبط بمجموعة اخرى من الدواليب المسننة المختلفة الاحجام والمشابهة نوعا ما للدواليب الصغيرة الموجودة داخل الساعة، لقد جلب هذا الاكتشاف اهتمام العلماء وقاموا بمزيد من الابحاث والدراسة وتوصلوا الى نتيجة كانت عبارة عن صدمة حقيقية قلبت رأسا على عقب جميع المفاهيم التاريخية عن مدى التقدم التقني والعلمي الذي كان سائدا في العالم القديم، فقد توصل الباحثون الى ان الدولاب المسنن هو جزء من جهاز حاسبة آلي يقوم بحساب مواقع الشمس والقمر والافلاك والبروج في فترة معينة من الزمن تحددها المعلومات التي يقوم مستعمل الجهاز بإدخالها عن طريق عتلة معينة، اي انه يقوم بنفس عمل اجهزة الكمبيوتر المبسطة ولكن مع فرق واحد غريب ومحير وهوان الجهاز عمره 2150 عام!!!
في الحقيقة ان هذا الجهاز اثار الكثير من التساؤلات وغير العديد من المفاهيم المتعلقة بالتطور العلمي للبشرية، بل ان البعض من الباحثين ذهب بخياله بعيدا ليثير نظريات قديمة عن وجود حضارة متطورة في جزء من البحر الابيض المتوسط تدمرت واختفت في ظروف غامضة تاركة خلفها مجموعة من الاثار التي يقف العلماء عاجزين عن معرفة اسرارها، فمثلا حتى بدايات القرن العشرين لم يكن العلماء يظنون ان القدماء عرفوا الية استعمال الدواليب المسننة لصنع الاجهزة المعقدة (استعملت فقط في مجالات بسيطة مثل دواليب الماء في السواقي والانهر) وان هذه التقنية ظهرت في القرن الثامن عشر ولم يكن احد يتخيل وجود جهاز كهذا في العالم القديم الا في روايات الخيال العلمي، الغريب ان الجهاز كان يعطي نتائج حسابية مذهلة ويستخدم عدة تقاويم زمنية لاعطاء نتائج دقيقة فعلى سبيل المثال فأن عدد ايام السنة في هذا الجهاز هو365.25 يوما اي انه عرف السنة الكبيسة وهو امر لم تعرفه التقاويم القديمة الا عند ظهور التقويم الرومي او اليولياني سنة 46 قبل الميلاد والذي استغرق تطويره قرنا كاملا ليحصل على نتائج دقيقة اي ان الجهاز قد سبقه بما يقارب الثلثمائة سنة، وكما ان التقنية نفسها تثير الاستغراب فالجهاز يعطي مجموعة دقيقة من المعلومات عن طريق تحريك 30 الى 72 دولابا مسننا متشابكة مع بعضها بطريقة لطيفة ودقيقة وهو امر لم يعرف له العالم مثيلا حتى القرن الثامن عشر"
وتناول كون الجهاز القديم شىء محير وغامض حيث قال :
كيف توصل القدماء في عام 150 قبل الميلاد الى صنع جهاز كهذا؟ سؤال محير لازال العلماء لا يعلمون على وجه الدقة جوابه، بعض العلماء يرون ان الجهاز هو خلاصة لعلوم القدماء وان العالم القديم لم يكن متخلفا وبدائيا بصورة مطلقة كما يتخيله البعض بل ان هناك العديد من الحضارات التي عرفت رقيا وتطورا كبيرا مثل الحضارة الفرعونية والبابلية والاغريقية والصينية، فالهندسة المصرية وعلم التنجيم والرياضيات البابلي والنظريات العلمية والفلسفية الاغريقية والتقنيات العلمية الصينية كلها تؤكد ان القدماء وصلوا في زمن ما الى تقدم ورقي كبير، وفي كتب التاريخ القديم وجد العلماء اشارة الى جهاز مشابه صنعه العالم اليوناني العبقري ارخميدس الذي درس في الاسكندرية ونبغ في علم الهندسة والرياضيات ورغم ان جهاز ارخميدس هذا لم يصل الى ايدي العلماء ابدا وكان الكثيرين يظنون انه مجرد اسطورة الا ان وصفه المذكور في كتب المؤرخين يشبه الى حد كبير طبيعة ومواصفات الجهاز اليوناني، فجهاز ارخميدس كان يصور حركة الافلاك والكواكب وبطريقة عمل مشابهة، اذن جهاز ارخميدس لم يكن اسطورة وهو الامر الذي دفع العلماء الى النظر بجدية الى مجموعة من الاساطير المذكورة عن هذا العالم العبقري واحدها هي قصة حرق سفن العدو عن طريق مرايا كبيرة على الساحل توجه اشعة الشمس لتشعل النار في بدن السفينة الخشبي، وقد قام العلماء بتجربة للتحقق من هذه الاسطورة عام 1973 عن طريق تثبيت 70 مرآة على الساحل وتوجيه اشعة الشمس المنعكسة منها الى سفينة خشبية في عرض البحر وقد نجحت التجربة في اشعال النار في السفينة." وتحدث عن علم الحيل في تراثنا حيث بين اختراع الرزاز لجهاز خادم آلى حيث قال :
|"وفي عالمنا العربي والإسلامي نبغ العالم الجزري (بديع الزمان أبوالعز بن إسماعيل الرزاز) في القرن الثاني عشر في صنع مجموعة من الآلات والساعات الترفيهية التي تعمل عن طريق حركة الماء او الدواليب المسننة واساليب اخرى فيزيائية وهندسية لطيفة، كانت الآلات الجزري تحتوي على تماثيل وشخصيات تتحرك وتحدث اصواتا لذلك يعده البعض مؤسس تقنية الروبوت او الانسان الالي (الاصح دمى متحركة وليس روبوت لأن التقنية تختلف فالروبوت يمتلك القدرة على اتخاذ بعض القرارات والاعمال بدون تدخل الانسان اما الدمى المتحركة فلا تملك هذه القدرة ولكن على العموم الفكرة متشابهة) وبعيدا عن الخرافات والاساطير فالعلماء يعتقدون بأن القدماء كانوا في كثير من الاحيان قاب قوسين او ادنى من تحقيق قفزة نوعية في تطور الحضارة البشرية لولا الحروب البربرية المستمرة والوحشية التي كانت دائما تقضي على اسس الحضارة وتسوق الانسانية نحو مهاوي الجهل والتخلف (على سبيل المثال حرق مكتبة الاسكندرية في مصر ومكتبات بغداد على يد المغول).
اخر اخبار الجهاز عزيزي القاريء ان هيئة بحث علمية لدراسته متكونة من علماء امريكان وبريطانيين ويونانيين توصلوا عام 2008 الى انه كان يستعمل ايضا لتحديد تاريخ اجراء بعض الالعاب في الاولمبياد اليونانية القديمة."
بالطبع حكاية جهل القدامى وبدائيتهم هى نتاج نظرية التطور التى تم ادخالها في معظم العلوم حتى التاريخ ولكن الحقيقة عكسها وهى :
أن الإنسان الأول وهو آدم(ص) كان عالما بالقراءة والكتابة والعلوم كما قال سبحانه :" وعلم آدم الأسماء كلها "
وكانت الأقوام الكافرة التى أهلكها الله قبل عصر خاتم النبيين متقدمة في التقنيات حتى ان الله عندما قارن بينهم جعل من في هصر خاتم النبيين(صً أقل من عشر من سبقهم حيث قال :"وما بلغوا معشار ما آتيناهم"