عطيه الدماطى
المساهمات : 2102 تاريخ التسجيل : 18/01/2023
| موضوع: خواطر حول حكاية الجرادة والعصفور الأحد مايو 12, 2024 8:07 pm | |
| خواطر حول حكاية الجرادة والعصفور " حكاية شعبية تونسية " الكاتبة هى ميهرونيسا بربروس من الجزائر وموضوع المقال هو الحظ عندما يواتى من لا يعلم شيئا وقد لخصت الأمثال الشعبية هذه الحكاية : قيراط حظ ولا فدان شطارة تيجى مع العور طابات الحكاية تحكى عن رجل جاهل كان قليل الحظ ولكن المصادفات رفعت قدره رفعا دون أن يكون لديه أى علم أو مهارة فأقواله التى تعبر عن حزنه وضيق وهمه حلت مشاكلة مع أنه قالها مصادفة الحكاية قائمة بالطبع على خرافة العرافة وهى علم الغيب الذى لا يعلمه مخلوق كما قال سبحانه : " وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو " تحكى الكاتبة فى البداية أن الأحفاد طلبوا من الجدة أن تحكى لهم حكاية فكانت حكاية العراف حيث تقول الكاتبة: "انتهيت من سقاية نباتات جدتي التي في فناء البيت وهممت مولية فشدني نتوء غريب على إحدى وريقات نبتة الحبق أمعنت النظر فيها فإذا بها جرادة صغيرة لامعة الاخضرار كأنها لتوها فقست من بيضتها بدت علي علامات الدهشة مما أثار انتباه الجميع فتقدمت جدتي وأمسكتها بين أصابعها ولوحت بها للأطفال الصغار قائلة: ها هي ذي زوجة العصفور فصاح جميعهم بصوت واحد: أعيدي حكايتها لنا يا جدتي .. كان في سالف العصر والأوان وفي مدينة من مدن ذلك الزمان رجل فقير يلقب " العصفور " يعيش مع زوجته الملقبة " الجرادة " في كوخ صغير في الضواحي كانت الجرادة مستاءة جداً من كون زوجها عاطلاً عن العمل فكانت تقوم بترقيع الملابس لتحصل على بعض المال. وفي أحد الأيام خرجت الجرادة للسوق ثم عادت ساخطة على حال زوجها وخاطبته قائلة: ما هذا الكسل يا عصفور اذهب وابحث عن عمل فلو كنت عاملاً لما احتجت أنا إلى ترقيع ملابس الآخرين فقال لها متململاً: وكيف يا جرادة في هذه الظروف الصعبة فقالت: الأمر سهل جداً فقد مررت وأنا سائرة في السوق برجال يرتزقون وبطريقة أسهل مما تتصور .. وأشارت المرأة على زوجها أن يأخذ كيساً مليئاً بالرمل ويضعه أمامه ويفرك فيه بيديه فسيتجمع الناس حوله أفواجاً يريدون أن يعلمهم بمستقبلهم ويرى سعدهم أعجب العصفور بالفكرة وقرر أن يجرب فأخذ كيس رمل كما أشارت زوجته واتجه إلى السوق وأخذ يفرك في التراب وينتظر أن يقصده الناس فواحداً بواحد بدأ الناس يتجمعون. دخل عراف على كبير العرافين وقال: سيدي الكبير أود أن أعلمك بأمر خطير هناك عراف جديد ليس من مجموعتنا يجلس في وسط السوق وقد تجمع حوله جمع من الناس غفير وأنا أخشى يا سيدي أن يسلبنا حظوتنا ويطير بمكانك فانتفض العراف من مكانه وقال مزمجراً: وأين هو؟. برح الزعيم مكانه وراح يراقب العصفور عن بعد وكان العصفور قد بدأ يرتاح للوضع وتطمئن له نفسه وكانت السعادة بادية على وجهه وهو يرى تلك الدنانير تنهمر عليه وعمله كما قلنا آنفاً أن يفرك الرمل الذي أمامه مدعياً أنه يرى من خلاله المستقبل وحظوظ الزبائن. وكعادة ذلك الزمن كان الناس شديدي الشغف حيال هذه الأمور بل ما زالت هذه العادة إلى الآن بدأت رغبة الزعيم تنموا في كسب هذا المقامر الجديد إلى صفه بما رأى له من شعبية في وقت وجيز فراح يفكر في طريقة لاختباره وبينما هو كذلك إذ وقعت عينه على عصفور صغير يطارد جرادة وهنا راودته فكرة. ترك الجرادة تمر وعرض ببرنسه للعصفور فأمسكه فيه وسار حتى كان واقفاً أمام الرجل الذي ظنه زبوناً جديداً ففتح كيس رمله لكن العراف الزعيم استوقفه قائلاً: لا .. لا لم آتي لهذا السبب لكن أعتقد أنك يا عزيزي ترى أن عمل هذا بالسهولة كان العصفور يحدق في الرجل تحديقا غبياً فأضاف قائلاً: أنا زعيم العرافين في هذا السوق وبما أنك اقتحمت منطقتي الخاصة دون إذني فإنك استحققت العقاب ذعر العصفور لسماعه هذه الكلمات وفكر في زوجته الجرادة التي ورطته في هذه المشكلة فأضاف العراف قائلاً: لكنني سأخضعك إلى اختبار فإن نجحت فيه عددتك عرافاً كفؤاً ودعوتك للانضمام إلى مجموعتي وإن فشلت .. وتغيرت ملامحه إلى غضب وحنق شديدين: فسأسحقك كالذبابة لم يستطع العصفور أن ينطق كلمة واحدة لشدة خوفه فلوح الزعيم بالبرنس في يده قائلاً: خمن ماذا يوجد داخله دارت الأرض به الفضاء وامتقع لونه وغار نفسه ولأن العصفور كان يتمتم بكل ما يفكر به تمتم قائلاً وهو يفكر في زوجته التي أوقعته في مشاكل كان في غنى عنها: لولا الجرادة ما وقع العصفور ليلتفت إلى كبير العرافين فيجده فاغراً فاه تعقد لسانه الدهشة ورمى بيديه على كتفي العصفور يهزهما وهو يقول بانفعال: أحسنت .. أحسنت ما كنت أحسبك لتحل لغزي ولكنك علوت توقعاتي وإكراماً لك سأعطيك مكاناً في مجموعتي التي تسيطر على السوق. فعلاً كان حظ العصفور رائعاً وحصل على تقدير زعيمه وكان يعمل من شروق الشمس حتى إذا حان الغروب اجتمع وكل أفراد المجموعة إلى الزعيم حيث يقتسمون ما يجنون من مال وكان وفيراً وكانت الجرادة زوجة العصفور تفخر أشد الفخر أمام جاراتها بآرائها الصائبة كما تقول وقد تركت ترقيع الملابس وارتاحت في بيتها وكانت هذه المرأة عاقراً لا تنجب ومع ذلك فإن زوجها لم يتركها ولم يتذمر من حالتها وكان هذا الرجل أعني العصفور رجلاً بسيطاً إلى حد الغباء بينما لم تكن الجرادة امرأة حادة الذكاء ولكنها كانت مدبرة جيدة. استتب الأمر للعصفور وقتاً يقدر بالشهور لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السَّفِنُ ففي صبيحة يوم بارد أعلن الملك خبر سرقة مست أموال دولته واستدعى كل عرافي تلك البلاد ليكشفوا له بما يدعون من خوارق عمن ارتكب هذه الجناية الفظيعة وقطع الملك في تلك الصبيحة كثيراً من الرؤوس وهدد بذلك كل عراف لا يأتيه بالخبر اليقين حتى جاء الدور على كبير العرافين ذاك وكان لا يعرف شيئاً إنه الآن في ورطة حقيقية ولكن له من الخبث والمكر ما يمكنه من الخروج منها بشكل لعين وأن يقحم يقحم فيها شخصاً آخر قال عنه للملك أنه كان يستحق لقب الزعيم منذ وقت طويل وقد عفا عنه الملك بذلك وقام باستدعاء العصفور. كلنا نرغب أن نعلم ما الشيء الذي سيقدمه هذا الرجل ولكن هذه المرة ليست ككل مرة إنه الملك والعبث مع الملوك أمر لا تحمد عقباه وكان العصفور يعلم أكثر من غيره أنه لا يملك أية أثارة من علم لكنه أراد أن يناور وليكسب وقتاً ولو كان قصيراً في الحياة فألقى إلى الملك أنه قادر على أن يأتيه بضالته على أن يمهله أربعين يوماً كاملة ويعطيه تسع وثلاثون دجاجة سمينة وديك فما ذا يا ترى سيقدم لنا العصفور تسع وثلاثون دجاجة وديك؟ ما هي الحيلة العظيمة التي يدبرها هذا الرجل البسيط. لكن العصفور كالعادة سيخون توقعاتنا فإنه ما كان يدور في خلده شيء وهو يعلم أنه سيموت عاجلاً أو آجلاً فأراد أن يمنح لحياته أربعين يوماً أخرى يتناول في كل يوم منها طبقاً لذيذاً من تلكم الدجاجات والديك الذي سيتوج العشاء الأخير مسكين الملك إنه ينتظر شيئاً عظيماً. أرسل زعيم العصابة وكانوا تسعة وثلاثين فرداً بالإضافة إليه واحداً يستطلع الأوضاع في المدينة وفور أن علم بقصة الملك مع العصفور عاد لزعيمه فأرسله ثانية للتنصت على دار العصفور كان العصفور يتناول عشاءه وفور أن أنهاه تنهد وقال: هذا واحد من الأربعين حصل مشيراً إلى اليوم الذي انقضى لكن اللصوص لم يكونوا يعرفون بقصة المهلة فظن رسولهم أن الرجل يقصده بكلامه فارتجف وتملكه الخوف وعاد مسرعاً إلى المكمن أين زعيمه يصب في مسامعه الخبر لكن الزعيم لم يصدقه تماماً فأرسل في الليلة التالية عضواً آخر ليتجسس على العصفور في عقر داره فسمع كما سمع الذي سبقه: هذا ثاني الأربعين حصل ليعود هذا الأخير ويخبر الزعيم بما سمع ليرسل الزعيم ثالثاً ليسمع كما سمع سابقاه: هذا الثالث من الأربعين حصل وظل الرعب مسيطراً على أفراد العصابة وهم يتداولون عليه واحداً بواحد حتى أتى دور الزعيم وقرر أن يذهب بمفرده ليجس الأمور كان العصفور هذه الليلة قد أنهى عشاءه الأخير المكون من الديك بشكل رئيس وكذلك قضى يومه الأربعين وانتهت مهلته وغداً سيقُطع رأسه لا محالة قال وهو يتنهد بحزن: هذا رأس الأربعين حصل ذعر زعيم العصابة وتراجع خطوات حذرة لقد تعرف العصفور عليه إنه في موقف لا يغبط عليه ولا يمكن أن يخلصه منه أحد إلا إذا أراد أن يتصرف بكياسة ويفدي حياته. صباحا أتى جنود الملك لاصطحاب العصفور خرج من بيته وكله ثقة كان يمشي كأنما على رأسه قبعة من ريش النعام مما أثار تعجب كل الناس وأحاطت به كل العيون تتبعه وما إن رأى قصر الملك حتى استحالت ثقته خوراً واستحال تبختره وهناً في أطرافه. - هيا يا عصفور هات ما عندك فقد انتهت مهلتك قال الملك فصد جبينه عرقاً وابتلع ريقه بصعوبة وقال بصوت خافت مترجرج: لعل سيادتكم لا تمانعون إن رحتم بصحبتي إلى المكان الذي فيه كنزكم فاتسعت عينا الملك وتهلل وجهه وقال: وهل عرفت أين هو؟ راح العصفور برفقة الملك وحشد كبير من الجنود حتى كانوا في قفر من القفار وتحت صخرة كبيرة جاثمة أمر الجند أن يحفروا كما أشار عليه العصفور حيث أكياس كبيرة منتفخة بدأت تظهر فسارع الملك إلى فتحها فإذا بالذهب والمجوهرات تتلألأ فيها إنه كنزه بعينه. تتساءلون كيف ذلك بالتأكيد ليس من كياسة العصفور في شيء كيف ولا يوجد في رأسه إلا الرمل ولكن في الليلة السابقة حدث شيء عجيب. كان صوت طرق الباب لا يكاد يسمع لولا يقظة الزوجة وفطنتها فأيقظت زوجها من نومه ففتح الباب وخرج دون أية احتياطات في لحظة حرجة كهذه ليجد أمامه أربعين رجلا لا يوحي مظهرهم بشيء تقدم إليه واحد منه يبدو أنه كبيرهم وهوى راكعاً يستجدي العفو والصفح وفعل من كان معه كما فعل جثى زعيم العصابة على ركبتيه قائلاً: أرجوك يا سيدي اصفح عنا ولا تفشي سرنا. وكالعادة يحدق العصفور تحديقه الأبله ذاك ليستأنف الرجل الحديث بصوت خافت: مستعد يا سيدي أن أصب كل ثروتي بين يديك لكن ارحمني ولا تشي بي إلى الملك أرجوك ولم يفهم العصفور كلامه فسحبته الجرادة من أهدابه وقالت في أذنه بصوت لا يكاد يسمعه سواها ومن حسن الحظ أن العصفور سمعه قالت بحنق: إنهم العصابة يا عصفور .. العصابة التي سرقت الملك يقولون أنهم سيدلونك عن مكان السرقات تظاهر بالقوة من فضلك فنفخ العصفور صدره ونظر للرجل المتوسل نظرة تعالي: - وأين السرقات الآن؟ - سأخبرك بكل شيء واذهب وخذ كنزك ولكن دعنا وشأننا ولا تشي بنا فإنا سنغادر المدينة بل البلاد كلها إلى الأبد ولن ترى وجوهنا بعد هذا. وهكذا اتفق العصفور مع رئيس العصابة الذي دله على مكان الكنز تتساءلون لماذا وفى رئيس العصابة بوعده بينما كان بإمكانه أن يغدر بالعصفور ويوقعه مجدداً في ورطة مع السلطان ورطة تطير برأسه والسبب أن الناس في ذلك العصر السحيق كانوا يخافون خوفاً شديداً من العرافين والزعيم آنذاك كان يعتقد أن الرجل الذي عرف عدد عصابته ومكمنها يعرف بطبيعة الحال أين الكنز حتى لو غير مكانه فأراد أن يظهر له نفسه مظهر الطيب ذي النية الحسنة لعله على الأكثر يغنم حياته والعصفور كالعادة لا يفكر بشيء إطلاقاً فثقته في هذا اللص كانت عمياء ولكن الحظ كان حليفه. أصبح العصفور ذو مكانة كبيرة عند السلطان وحاشيته الذي جعل منه مستشاره الخاص وأعطاه وزوجته جناحاً في القصر جناحاً فخماً يليق بمكانه كما يعتقد السيد الملك ولم يزل الحظ حليفاً للعصفور في قصر الملك ومرة ثالثة تجري الرياح بما لا تشتهي السًّفِنُ فقد زار الملكَ ملكُ البلاد المجاورة والذي كان صديقاً وحليفاً له زاره رفقة وفد كبير من حاشية ووزراء وكان ملكنا شديد الاعتداد بمستشاره الجديد " العصفور " الذي قد كان أثنى عليه في رسائل عدة وجهها إلى حليفه فأتى هذا الأخير معرباً عن رغبته الجامحة في التعرف على هذه الشخصية الفذة والحادة الذكاء محملا بكثير من العطايا التي كانت تجعل عيني الجرادة والعصفور تتلألآن لكن هذا الملك لم يكن كأي ملك فقد كانت له فراسة الصقر وشجاعة الأسد وعطاء الأرض ومن العلم دهر ومن الحلم بحر وكان قد حضّر اختباراً يختبر به العصفور فوجه إليه الكلام قائلاً: لقد سمعت عنك من ملكك ما يملأ نفس المكتئب سروراً ويرد الوضيع وقوراً وأنا شاكر لك عملك وجدك فاحمر وجه العصفور ونفخ ريشه فخراً بكلام الملك الموجه مباشرة إليه ولم يلبث أن انقبض وغص صدره عندما سمع التالي واصل الملك الحديث: وإني حضرت لك اختباراً يليق بمكانك وأمر جنوده فدخلوا بثلاثة براميل كبيرة وأردف الملك قائلاً: أريدك يا سي - وتعني سيد - العصفور أن تحزر ما في هذه البراميل الثلاثة المغلقة اسود وجهه وأظلمت عليه الدنيا وارتعدت أطرافه وهو يرى سيده الملك محمراً وجهه سرورا به وثقة فيه وزوجته الجرادة التي تعض على أناملها من الخوف وملك البلاد المجاورة الذي ينظر إليه متحدياً واتجهت إليه كل العيون تنتظر الجواب بشغف بالغ. لقد حوصر تماما ماذا يفعل؟ هل تخلى عنه الحظ بعد أن سكنت له نفسه وفي أشد ما يكون حاجة إليه؟ فهو كذلك يفكر في بداية دخوله هذه المهزلة فمن حادثة الجرادة والعصفور التي كانت في سهولتها كالعسل ثم حادثة كنز الملك المسروق التي كانت في احتدامها حامضة كالخل وأخيراً هذه الحادثة الثقيلة السوداء كالقطران وهو كالعادة رجل يتمتم بكل ما يفكر فيه فتمتم متنهداً متحسراً: الأولى عسل والثانية خل والثالثة قطران ولم يفق إلا على يد الملك تضرب كتفه ووجهه متهلل تهلل البدر: أحسنت .. أحسنت علت التصفيقات والزغاريد وانهمرت عليه التهاني من كل حدب وصافحه الملك وهنأه على نفسه وهنأ عليه ملكه وأجزل له العطايا وهو نفسه لا يصدق نفسه وكأنه في غيبوبة تنهال عليه تهاني الوزراء وإطراءاتهم وطلب منه الملك زيارته في مملكته وكانت زوجته الجرادة أكثر ما يكون فخراً بنفسها أمام بقية النساء فقد غدى زوجها الغبي من الحاشية الملكية وأكثر ما يكون منهم إلى الملك قرابة. وبفضل الجرادة - والحظ أولى - حظي العصفور بمكانة لا ينازعه فيها أحد عند ذي ملك ورياسة ولم يزل الحظ حليفه إلى آخر لحظات حياته ومن يدري .. قد يأتي يوم يصبح فيه هوملك البلاد بأسرها." والحكاية تقول أن العرافون لا يعرفون شىء وأن المصادفات وحدها هى من تجعلهم يصدقون على طريقة : كذب العرافون ولو صدقوا كما تبين أن الملوك هم والشعوب الججاهلة أكثر الناس تصديقا لوجود عرافين يعرفون الغيب وفى النهاية أشات الكاتبة إلى أن الحكاية تونسية ولكن الجزائريون يروونها لأطفالهم حيث قالت: "وحكاية الجرادة والعصفور هذه إحدى الحكايات الشعبية التونسية ورثها عنهم المهاجرون الجزائريون في أيام الاحتلال الفرنسي وهم أولاء يروونها لأبنائهم وأحفادهم يتناقلونها كابراً عن كابر ولا أدري إن كانت هذه القصة لا تزال تحافظ على شعبيتها في وطنها الأم ولكنها مع ذلك ما تزال تتمتع بحظوة لدى الأوساط الريفية أين تعايش الجزائريون مع التونسيين في ذلك الوقت. " | |
|