عطيه الدماطى
المساهمات : 2098 تاريخ التسجيل : 18/01/2023
| موضوع: روفا والوحش .. أسطورة أفافا إينوفا الأحد مايو 12, 2024 8:00 pm | |
| روفا والوحش .. أسطورة أفافا إينوفا الكاتبة هى رنين وموضوع المقال هو أن العالم القديم كان ملىء بالعجائب وهى المعجزات وهى الآيات حيث قال عن شيوعها : "في العصور الغابرة، قبل مئات القرون، عندما كان العالم يزخر بالأحداث الخارقة والأعاجيب وكانت الحيوانات تضحك وتبكي وتتحدث مع الإنسان .. في أحد المناطق بالعالم تحديدا في قرية أمازيغية، كانت هناك عائلة مكونة من ستة أفراد، الأب وأربعة أولاد وفتاة جميلة جدا تدعى روفا (غريبة). كان الأولاد جميعهم شجعان وأشداء ورثوا قوتهم الجسدية من والدهم (إينوفا) الذي كان يستطيع أن يقتل ثورا قويا بضربة واحدة من قبضة يده. كان العالم مليئا بالأعاجيب .. كان الجميع يهاب تلك الأسرة ويحترمها، روفا هي الإبنة الكبرى والمدللة وسط إخوتها، الجميع يفدونها بأرواحهم حتى لا يمسها أحد بأي سوء. كان لكل واحد منهم قدرة عجيبة ومميزة له، مثلا الشقيق الأكبر يستطيع أن يشق الأرض والبحار، وأخوه الذي يليه يمكنه أن يرى عبر الجدران، ثم الأصغر سنا منه لديه سمع خارق يمكنه من سماع قطرات الندى، أما الرابع والأخير فهو ذكي ذو مهارة وخفة، يستطيع سرقة البيضات من الحجلة وهي تحتضنهم بدون أن تشعر بذلك." وتناول تعاون أبناء القبيلة ووجود تشريعات للقبيلة حيث قال : "في تقاليد وعادات ذلك الزمن السحيق، كان أفراد القبيلة متعاونين ومتآزرين فيما بينهم، يجتمعون دائما كل ليلة في غابة شاسعة تقع أسفل القرية ليتبادلوا أطراف الحديث وليعلقوا على أحداث يومهم ويحلوا مشاكلهم ونزاعاتهم، كان لديهم أيضا كتب ودساتير قانونية مختلفة بالتأكيد عن قوانين عصرنا الحالي لكنها رغم ذلك كانت تمتلك من العدل والحس العالي القدر الكافي لإرضاء الجميع بكل ود وسلام." وتناول وجود غول أراد الهجوم على القرية فاستعدوا له بالسلاح وتحدث عن خطتهم لمنع الغول من ايذاءهم حيث قال : "بينما هم يتسامرون ذات ليلة، سمعوا صوتا مفزعا مصحوبا برائحة نتنة، فأخرجوا أسلحتهم ليستعدوا لمقاتلة هذا الكائن الذي يتربص بهم لكنه سرعان ما اختفى عن الأنظار قبل أن يمسكوا به، فاقترح السكان بناء كوخ من الطين يضعون به أسلحتهم ويحمونها من العوامل الجوية والحيوانات المفترسة وأيضا من ذلك الغول الذي يجول بالأنحاء، فأعطوا مهمة الحراسة لوالد روفا وأصبح هو من يترأس ذلك المكان ويبقى به ليل نهار، وابنته روفا تعد له الطعام كل يوم وتجلبه له مرتين، مرة في وقت الظهيرة ومرة بالليل. لم تكن الأبواب تملك أقفالا كما هي الآن، لذلك كان إينوفا يضع حشوة كبيرة قرب الباب ليمنع أي أحد من التسلل إليه، واتفق مع ابنته على كلمة سر من أجل الدخول، حيث يسألها بالأول: "من أنت؟ " فتقول: "اتسخيل إلدي تابورتا آ فافا إينوفا" بمعنى "افتح لي الباب يا أبي إينوفا أنا ابنتك روفا"، ثم ترجّ أساورها الفضية حتى يسمع صوتها ويتيقن من أنها هي" وتناولت عمل الغول على خداع والد الفتاة حيث قالت : "في أحد الأيام حضر الغول خلسة قرب الكوخ واسترق السمع ليعرف الكلام الذي يدور بين روفا ووالدها، وهكذا انتهز الفرصة المناسبة ووقف قرب الباب وقال: "افتح لي الباب يا أبي اينوفا أنا ابنتك روفا" فعرف الأب أن هذا ليس صوت ابنته رغم أن الغول كان يمتلك صوتا يشبه أصوات البشر، فقال له: "ابتعد من هنا أنت لست ابنتي روفا أنا لا أفتح الباب لأحد سواها، صوتك مختلف كما أنني لم أسمع أساورك". وفي اليوم التالي عندما أتت روفا لم يتجرأ والدها على فتح الباب لها إلا بعد أن طالبها بإعادة كلامها عدة مرات حتى يتأكد من أنها هي وأخبرها بأن الغول يحاول تقليدها." وتناولت الكاتب خديعة الغول بادعاء مرضه حيث قالت : "بعد عدة محاولات فاشلة، قرر الغول أن يأخذ المشورة من (أمغار) (الرجل العجوز الحكيم) أمغار حكيم القرية .. فذهب إليه وقال له: "أنا مريض بالحنجرة أرجوك اعطني وصفة للعلاج، أريد أن يصبح صوتي ناعما جدا مثل صوت فتاة شابة، أتوسل إليك .. وأريد أيضا أن يكون لدي شيء يصدر صوتا كصوت الأساور لكي أسلي به الأطفال الصغار". رد عليه الحكيم: "حسنا، الأمر سهل .. بالنسبة لصوتك فهناك حل واحد فقط، يجب أن تملأ حنجرتك بدهون الأغنام ثم تذهب إلى عش النمل فتفتح فمك وتسمح للنمل بالدخول، سوف يأكلون كل الدهن الذي يحيط بأحبالك الصوتية وهكذا سيصبح لديك صوت ناعم كالأطفال .. أما بخصوص صوت الأساور فذلك بسيط جدا، إذهب إلى النهر والتقط قواقع الأصداف الفارغة ثم اصنع منها عقدا وضعه حول رقبتك، عندما تحركها ستصدر خشخشة ممتعة ومبهجة للجميع"." ونجحت خدعة الغول حيث التهم اينوفا وأسر ابنته وحاول اخوتها تحريرها وقتل الغول وتحكى الكاتبة ذلك حيث قالت : شكر الغول الحكيم بشدة وذهب مسرعا ليطبق كل ما نصحه به، تجول في الأرجاء باحثا عن عش النمل وكرر التجربة مع آلاف النملات حتى أصبح صوته يشبه تماما صوت فتاة صغيرة، وبحث عن أجود الأصداف حتى حصل على نفس صوت أساور روفا، ثم توجه مهرولا إلى الكوخ وقال نفس العبارة السرية، فرد عليه الأب: (تشن تشن تيزفكاتينيم أ إلي روفا) بمعنى أنه يريد سماع صوت الأساور، فحرك الغول قلادته وانتهت خدعته بنجاح تام فتح إينوفا الباب فاندهش عندما وجد بدلا من ابنته غولا مخيفا بأنياب كبيرة يستعد للانقضاض عليه، نظر إليه بعيونه المفزعة وقال له: "وأخيرا أمسكت بك، من أين تريد أن أبدأ بالتهامك، من الرأس أم القدمين؟ " فكر الغول مليا فاختار أن يبدأ بالقدمين لكي لا يستطيع الرجل المقاومة والهروب، وبدأ بنهش جسد المسكين حتى كاد أن ينهيه .. وما هي إلا لحظات حتى حضرت الشابة روفا فصرخت من الرعب عندما لاحظت بأن الباب مفتوح على مصراعيه، لكنها لم تهرب بل قررت الدخول والتأكد من سلامة والدها. كاد أن يغمى عليها مما رأته ولم تملك المسكينة خيارا إلا محاولة الفرار وتحذير أهل القرية، لكنها بعد بضعة خطوات فقط أمسكها ذلك الوحش مستعملا خصلات شعره الطويل ثم أخذها إلى عرينه ووضعها في غرفة يخزن بها طعامه. بدأت روفا تصرخ بشدة طالبة النجدة من مصيرها الرهيب الذي ينتظرها حتى وصلت صرخاتها" وتناولت كيفية عثور الاخوة على اخهم وفك أسرها وهروبهم من الغول ثم عودتهم للقضاء فيما بعد ونجاحهم حيث قالت: "انطلق اخوتها للبحث عنها ..إلى آذان شقيقها الثالث الذي يمتلك قوة السمع، فقال لإخوته: "هناك أمر سيء يحصل لأختنا روفا فلنتحرك سريعا لإنقاذها، ليس من عادتها أن تبقى بعيدة في هذا الوقت المتأخر من الليل" فركضوا جميعا إلى الكوخ ولم يجدوا به إلا دماء وعظام والدهم، فتتبع الشقيق الثالث صرخات روفا حتى وصلوا إلى وكر مظلم موجود بكهف واسع ومخيف، ووجدوها مكبلة من معصميها وقدميها بخصلات شعر الغول القوية والمتينة شعرت روفا بالسعادة لأنها وجدت إخوتها سالمين ثم انفجرت بالبكاء وقالت بأن الغول يريد الزواج منها ولم تجد طريقة للتملص منه، فطمئنها إخوتها بأنها ستكون بأمان وسوف ينتقمون لموت والدهم. بقيت روفا في مكانها حتى أتى الغول وسحبها إليه، كان تعبا جدا ومنهكا من مطاردته للفرائس طوال اليوم، فألقى بنفسه على السرير بجانب روفا وبمجرد أن غط في نوم عميق استعمل الأخ حاد البصر موهبته لرؤية ما وراء الجدار فأخبر إخوته بأنه الوقت المناسب لإنقاذ شقيقتهم، وهكذا دخل أخوهم الذي يمتلك خفة اليد واستطاع ببراعة أن يفك تلك الأغلال المتشابكة عن يدي أخته وانصرف الجميع بأقصى سرعتهم حتى ابتعدوا عن ذلك المكان ثم جلسوا لكي يستريحوا قليلا، لكنهم قبل أن يلتقطوا أنفاسهم نبههم شقيقهم بأنه يسمع خطوات الغول قادمة نحوهم. هنا تدخل الأخ الأكبر واستطاع بقوته العجيبة حفر نفق عميق بالأرض، ثم اختبؤوا جميعا بداخله حتى لمّا وصل الغول بدأ يقول في نفسه: "أشم رائحة لحم بشري لكنني لا أرى أحدا!! " .. أخذت الأفكار تتضارب في ذهنه من التساؤلات والحيرة لهذا السبب قرر التوقف عن البحث ثم هم بالانصراف. وهكذا بعد عدة أشهر من الاستعداد والتخطيط تمكن الأشقاء الأربعة من الثأر من قاتل أبيهم مستعملين ذكاءهم ومواهبهم وقوة عزيمتهم، فأرجعوا الأمن والسلام إلى عشيرتهم، وما أن عادوا إلى قريتهم حتى استقبلهم السكان بفرحة عارمة محتفلين ومبتهجين بنصرهم العظيم وشاهدين لهم ببطولتهم الكبيرة. عاد الأمن والسلام إلى القرية .. " بالطبع الحكاية خرافية فلا وجود أغوال تأكل البشر ولا وجود لقوى خارقة للناس لأن الآيات وهى المعجزات كانت تعطى للرسل (ص) فقط كما قال سبحانه : " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون" ولكن أمثال تلك الحكايات اخترعها الكهنة لاخافة الناس وجعلهم يدفعون لهم الأموال لحمايتهم من شىء لا وجود له إلا أن تكون خدع يقومون بها من خلال عمل تماثيل متحركة تقوم بدور الغول الخيالى | |
|