مناقشة أسطورة الأميرة نارتسانه
الكاتب هو كمال غزال وموضوع المقال هو حكاية من حكايات الحب التى كثيرا ما تكون كذب وهو حب مقاتلة شركسية لفتى شركسى قتلته دون أن تعلم أنه حبيبها وقد تناول العادات الشركسية حيث قال :
"في غابر الأزمنة عندما كانت حوافر الخيول تدك الأرض وتهزها هزّا لم تكن النساء الشركسيات يتبرجن ويقعدن في بيوتهن بل كنَّ شانهن شان الرجال يسرجن الخيول ويحملن الرماح والسيوف اللامعة ويتصدين للأعداء مثلهن مثل الرجال و كان في وسع النساء الشركسيات ليس فقط تربية شعور أحبائهن بل كان في مقدورهن أن يعملن سيوفهن في صدور الأعداء حتى أنهن كان في وسعهن أن يحافظن على حبهن مكتوما في صدورهن وقلوبهن اتقاء ألسنة السوء، ومن شهيرات النساء الشركسيات آنذاك الأميرة رائعة الجمال "نارتسانه"التي خلدت أسمها ملاحم نارت الشركسية فقد كانت تكتم في قلبها حبها العنيف لفتاها الشاب طبقا للأعراف الشركسية وفي إحدى المعارك استطاعت بمديتها أن تصلب فارساً في قلب الأرض كان الشرر يتطاير من عينيها وشعرها الحريري الناري يخفق في الهواء، توقفت الأميرة نارتسانه تلتقط أنفاسها وتحدق في الفارس الصريع الذي قتل على يدها وصدر عنها فجأة صرخة أليمة، إذ رأت حبيبها الفارس الشركسي وقد صرع على يديها .. "يا إلهي ماذا فعلت يداي .. " .. ، كان حبيبها مغمض العينين غارقا في الدم وقفزت من على حصانها وارتمت على صدر قتيلها تقبل شفتيه وتحاول أن تدفئه لعله يعود إلى الحياة .. لكن كان قد فات الآوان .. إن الموتى لا يسمعون رجاء ولا يشعرون بالخوف أو العطف .. "لقد غابت شمسي "
حكايات الحب القاتل موجودة تقريبا فى ثقافات الشعوب والنهاية الفاجعة كما حكاها الكاتب هى :
" انطلقت تلك الصرخة من أعماق الأميرة نارتسانه فاهتزت لها نجوم السماء واستلت خنجرها وغرزته في صدرها وسال النجيع من قلبها الجريح وكانت نهاية الأميرة نارتسانه على هذه الشاكلة"
يمكن تصديق الحكاية ولكن الناتج عنها هو ما لا يمكن تصديقه وهو أن مكان سقوط الحبيبة والحبيبة تحول لعين ماء معدنية تشفى الأمراض وهو قول الكاتب حيث قال:
"وحيث سقط القتيلان انفجر ينبوع، الينبوع النبيذي الذي يمكن أن يراه أي زائر للقفقاس حتى هذا اليوم. وحتى أن هذه المياه تعبأ إلى الآن وتباع في زجاجات على أنها مياه معدنية تشفي أمراضاً كثيرة ويسميها الروس (نارزان) وفي الرواية أن دم هذين العاشقين يحمل اسم الأميرة الشركسية نارتسانه ويقولون أيضا أن هذه المياه ليست فقط تشفي الأمراض ولكنها أيضا تهب القوة والنشاط لكل من يشرب منها."
بالطبع المعجزات وهى الآيات تعطى للرسل وليس لأفراد من الناس غير الرسل (ص) كما قال سبحانه :
"وما كان لرسول أن يأتى بآية إلا بإذن الله"
وبعد ختم الرسل(ص) انتهت الآيات وهى المعجزات من حياة البشر لقوله سبحانه :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وتناول الكاتب الشركس بالكلام حيث قال:
"لمحة عن الشركس
الشركس Circassians هم مجموعة تشمل سكان شمال القوقاز من الشابسوغ، الأديغة، الأباظيون و الأبخاز والشيشان وغيرهم. كنتيجة للحروب التوسعية التي شنتها الإمبراطورية الروسية في منطقة القوقاز أضطر الكثير من الشركس إلى الهجرة إلى الأراضي العثمانية أو الروسية بعد حروب وقلائل استمرت أكثر من مائة عام.
واستقر الشركس الأديغة خارج القفقاس في بلدان عربية مثل الأردن و سوريا وفلسطين، والأديغة شعب مقاتل منذ القدم، وقد تضمنت أعرافهم حمل السلاح والتدرب عليه بالنسبة للشباب. وقد عرفوا عبر التاريخ بقتالهم إلى جوار جيوش عديدة منها جيوش الفرس والروم والبيزنطيين والقبائل الذهبية، كما أنهم ممثّلون بكثرة في مماليك تركيا ومصر. ويعد الشراكسة الذين يدين معظمهم بالديانة الإسلامية أقدم الأمم المعروفة التي سكنت القوقاز الشمالي وقد اختلطوا بشعوب أخرى مما أدّى إلى ظهور فوارق لغوية بينهم، ووصلت مع تقدم الزمان إلى درجة كبيرة من الاختلاف رغم وحدة ثقافتهم الإسلامية واتحاد مصيرهم."
وتناول معنى اسم الفارسة المقاتلة حيث قال :
"معنى نارتسانة
الكلمة مكونة من جزئين هما:
نارت: نسبة إلى النارتيون وهم قبيلة شركسية من أجداد الشركس القدامى والذين عاشوا في شبه جزيرة "القرم" وشمال بحر "آزوف" والبحر "الأسود".
سانة: وتعني شجرة العنب."
والعجيب الغريب هو أن الكثير من عيون الماء فى البلاد المختلفة يحكون عن حكايات مشابهة أو مختلفة