مراجعة لمقال رجل الكهرباء الخارق .. حقيقة ام خيال!
الكاتب هو اياد العطار وموضوع المقال وجود أفراد لا تصعقهم الكهرباء حتى لو أمسكوا اسلاك الكهرباء بيديه العاريتين
وقد ابتدأ بالثول بكون الكهرباء قاتلة للكل فقال :
"الكهرباء قاتلة .. هذا ما تعلمناه منذ الطفولة وصار من البديهيات في حياتنا ولا يمكن ان نتخيل قيام إنسان عاقل بإمساك الأسلاك الكهربائية المنزلية بيديه العاريتين لأن ذلك معناه التعرض لصدمة كهربائية قوية قد تؤدي أحيانا إلى الموت."
وتساءل الكاتب عن وجود أفراد لا يتكهربون لومستهم الكهرباء بل لإن أجسامهم يؤخذ منها كهرباء حيث قال :
" لكن هل تساءلنا يوما فيما إذا كان هناك أشخاص لا تؤثر فيهم الكهرباء؟ العلم يقول كلا فجميع البشر يخضعون لنفس قوانين الفيزياء والأناس الخارقون لا وجود لهم إلا في قصص وأفلام الخيال. لكن هل هناك أشخاص تحدوا قوانين العلم ومزجوا الحقيقة بالخيال؟ هذا ما سنقرأ عنه في هذا المقال"
وتناول وجود أشخاص ينيرون المصابيح من اجسامهم حيث قال :
"العجوز تشانغ ديك (Zhang Deke) يقوم بإنارة مجموعة من المصابيح الكهربائية عن طريق الكهرباء التي يزعم انه يولدها من جسمه جميعنا نمتلك شحنة كهربائية على أجسادنا لكننا لا نشعر بها ولا نعيرها أي اهتمام لأنها لا تسبب لنا مشكلة باستثناء بعض اللسعات الخفيفة التي قد نشعر بها أحيانا عندما نمسك بمقبض الباب أو أي قطعة معدنية أخرى وهذه اللسعة هي نتيجة لتفريغ الشحنة الكهربائية الساكنة المتجمعة على أجسادنا وفي أحيان نادرة قد تكون هذه الشحنة الكهربية مكلفة ماديا خاصة عندما يكون جسدنا مشحونا ونمسك بقطعة الكترونية حساسة , مثل اللوحة الأم للحاسوب (motherboard) , فنعطبها لذلك ينصح دائما بأن نقوم بإفراغ شحنة أجسادنا الكهربائية قبل أن نتعامل مع الأجهزة الالكترونية الحساسة وذلك عن طريق الإمساك بأي جسم معدني. وبالإضافة إلى الكهرباء الساكنة فنحن نتعامل يوميا مع التيار الكهربائي المنزلي المتناوب في كل مفاصل حياتنا وقد تعلمنا منذ نعومة أظفارنا بأن هذا النوع من الكهرباء يسبب صدمة مؤلمة وربما يؤدي إلى الموت عند حدوث تماس معه لذلك فنحن نحرص في منازلنا على تغطية وحجب جميع الأسلاك الكهربائية والحرص على عدم حدوث أي تماس بينها وبين أجسادنا. الكهرباء مفيدة نعم .. لكنها خطرة أيضا وأحيانا تكون قاتلة للإنسان وهذا ينطبق على جميع البشر باستثناء عدة أشخاص حول العالم يزعمون بأن الكهرباء لا تؤثر بهم ويتحدون جميع قوانين الفيزياء فيتلاعبون بالأسلاك الكهربائية المميتة أمام عدسات الكاميرا بدون أن تطرف لهم عين.
جوزيه رفائيل الايا هو احد هؤلاء الأشخاص الذين حيروا العلماء , فهو رجل عادي يبلغ الأربعين من العمر ويعيش وحيدا في غرفة مستأجرة صغيرة في بورتوريكو, وللوهلة الأولى يبدو جوزيه مثل غالبية الناس الذين يقضون حياتهم كلها على الهامش , يأتون إلى الدنيا ويرحلون عنها من دون أن يشعر بهم احد أو يعيرهم أي اهتمام , لكن جوزيه يمتلك موهبة خاصة تميزه عن الآخرين , فعندما كان مراهقا مست يده عن طريق الصدفة احد الأسلاك الكهربائية العارية وقد اندهش بشدة بسبب عدم شعوره بأي ألم ومنذ ذلك الحين أدرك جوزيه بأن الكهرباء لا تؤثر فيه واخذ يتعامل معها يوميا بدون اكتراث في محله الصغير المتخصص بتصليح الأجهزة الكهربائية , ورغم ظهور جوزيه أمام عدسات الكاميرا وعرضه لقدراته عدة مرات إلا إن العلماء لا يجدون أي تفسير لعدم تأثره بالكهرباء ويعتقدون بأنه أما أن يكون رجلا خارقا يجترح المعجزات أو إن الأمر كله ينطوي على خدعة ما.
وفي انكلترا هناك جدة تدعى مافيز بريس تبلغ الستين من العمر وتزعم أيضا بأن لديها قدرات كهربائية عجيبة لكنها على العكس من جوزيه فقد تحولت قدراتها المزعومة إلى نقمة عليها بدلا من أن تكون نعمة , فهذه العجوز تزعم أنها وخلال أربعة عقود أعطبت عشرات الأجهزة الكهربائية وأحرقت مئات المصابيح الكهربائية , فيكفي أن تمس بيدها أي جهاز كهربائي ليتعالى منه الدخان الأسود , ولا احد يعلم سر هذه اللعنة التي رافقت السيدة بريس منذ شبابها , هل هي الكهرباء الساكنة؟ فهي تؤدي أحيانا إلى إعطاب بعض القطع الالكترونية والكهربائية الحساسة ولكنها لا تعطب ثلاجة أو جهاز تلفاز. السيدة بريس تقول إن ما خفف عنها وطأة خسائرها المالية بسبب قدراتها الكهربائية العجيبة هو نظام الضمان الذي تقدمه محلات الأجهزة الكهربائية لعملائها والذي يسمح لهم بإعادة الأجهزة المعطوبة خلال فترة زمنية محددة.
العجوز تشانغ يستعرض قدراته في الصين , هناك شيوعي عتيق عمره 71 عاما رفعه الناس إلى درجة نبي! , انه تشانغ ديك الرجل الذي حير العلماء بقدرته على توليد الكهرباء من جسده! فبإمكانه إنارة مصباح كهربائي ما أن يضعه على رأسه أو أذنه , وبإمكانه شوي سمكة على راحة يده خلال دقيقتين! كيف يفعل ذلك؟ هو نفسه لا يعلم! فهو يقول إن تيارا كهربائيا بقدرة 240 فولت يسري في جسده ورغم أن العلماء يقولون بأن هذا الزعم هو المستحيل بعينه إلا إن تشانغ يرد عليهم ببرودة متحديا أن يثبتوا العكس , وفي عام 1994 أخضعوه للاختبارات في إحدى الأكاديميات العلمية الصينية لكنهم لم يستطيعوا أن يجدوا أي تفسير لقدراته واكتفوا أخيرا بإعلان أن الرجل يعاني خللا ما في قدراته العقلية (من النوع الذي لا يوجد له تفسير ويجعل إنسان مجنون يكتب برامج حاسوب او معادلات رياضية غاية في التعقيد) , لكن تشانغ لم يعرهم اهتماما واستمر في استخدام قدراته الكهربائية في علاج بعض أمراض أصدقائه وأقاربه وأصبح الناس يسمونه بـ "الرجل الكهربائي".
خارق آخر متلاعب بالكهرباء هو سلافيسا باتجك من صربيا , فهذا الرجل الغريب المنظر الذي يبدو كأنه قادم من عالم آخر , يتلاعب بالأسلاك الكهربائية المميتة كأنه يتلاعب بأعواد ثقاب ويزعم بأن بإمكانه تحمل صدمة كهربائية بقوة 20000 فولت , وهو مثل الآخرين لم يعلم بقدرته العجيبة إلا عن طريق الصدفة , فقد تعرض مع احد أصدقائه إلى صدمة كهربائية قوية , وبينما أغمي على صاحبه وكاد أن يفقد حياته فأن سلافيسا لم يشعر بأي الم ومنذ ذلك الحين بدء في عرض قدراته العجيبة في تطويع الكهرباء والتلاعب بها أمام أصدقائه وأقربائه , وقد ظهر في عدة أفلام وثائقية قصيرة مصورة تثبت قدرته التي تحدى بها قوانين العلم والفيزياء بل وذهب ابعد من ذلك ليتحدى الموت نفسه إذ قرر الجلوس على كرسي الإعدام الكهربائي والتعرض لصدمة كهربائية قاتلة."
بالطبع حكاية هؤلاء الأشخاص إما أوهام وإما في أجسامهم شىء ما يمنع مرور التيار الكهربى مثل شرائح بديلة للعظام أو حشو أسنان مانع لمرور التيار الكهربى فهذا ما يفسر عدم صعقهم
وحذر الكاتب الناس من ملامسة التيار الكهربى باعتبار تلك الحالات شذوذ جسدى حيث قال :
في الختام ينبغي التذكير بأن هناك الكثير من هذه القصص عن أشخاص يمتلكون قدرات خارقة مع الكهرباء لكن يجب أن لا ننسى أيضا أن الكهرباء مميتة وانه حتى لو كانت تلك القصص صحيحة فأنها استثناء وشواذ عن القاعدة العامة لذلك ارجوا أن لا تتهور عزيزي القارئ وتجرب حظك مع الأسلاك الكهربائية فينتهي بك المطاف إلى ما لا تحمد عقباه وتذكر دوما بأن تطبق إجراءات السلامة عند تعاملك مع الكهرباء.