مراجعة لمقال فريدا كاهلو.. من المعاناة يولد الإبداع
الكاتب هو هشام بودرا وموضوع المقال سيرة حياة رسامة اسمها فريدا كانت مصابة باعاقة وبعد ذلك أصيب في حادثة حطمت جسدها لمدة سنة ومن خلال آلامها ومكوثها في السرير عبرت عن آلامها وآمالها في لوحات رسم كانت السبب في شهرتها
ابتدأ المقال بجملة من مذاكرتها عن استغلال المصيبة في شىء مشرق حيث قال :
"ما أجمل أن ينظر المرء إلى الجانب المشرق بين الأشياء، ويستثمرها لتكون دافعا له ولغيره لبذل المزيد، فلابد من وجود ثقب للضوء في الأماكن المظلمة.
جملة من مذكرات الرسامة المكسيكية فريدا كاهلو المولودة في السادس من شهر يوليو سنة 1907 في ضواحي كويوكان من أب ذات أصول ألمانية وأم ذات أصول مكسيكية وتنتمي الأسرة إلى الطبقة المتوسطة .."
وتناول الكاتبة سيرة حياتها واصفا إياها بالفنانة السريالية حيث قال : "شهدت طفولتها ثورة زاباتا الذي أصبح فيما بعد أيقونة في تاريخ اليسار المكسيكي .. عرف على فريدا إنتماءاتها للتوجهات اليسارية في وقت مبكر من حياتها القصيرة ..
فريدا في طفولتها
كان لإصابتها بشلل الأطفال في قدمها اليمنى في سن السادسة أثرا بالغا في نفسيتها طوال حياتها .. فلقد أجبرتها الإعاقة على عدم إرتداء الفساتين أسوة بقريناتها الفتيات .. وكانت ترتدي الجوارب الصوفية طوال السنة لإخفاء قدميها لكي لا تتعرض للسخرية من رفيقاتها .. ولم تتوقف معاناة فريدا في حياتها عند إصابتها بشلل الأطفال ففي سنة 1925 تعرضت لحادث حافلة كانت تقلها إلى منزلها .. مما تسبب لها في كسور في كامل جسدها وخاصة في العمود الفقري ما اضطرها إلى التمدد على السرير لمدة سنة كاملة بدون حراك .. خلالها عملت أمها على الاعتناء بها حيث جهزت سريرا متنقلا لها .. كما وضعت لها مرآة ضخمة في سقف غرفتها .. ومنذ تلك اللحظة كانت فريدا وجها لوجه لمدة طويلة مع وجهها .. وكان ذلك إيذانا بولادة فنانة جديدة في عالم الفن التشكيلي .. فطلبت ريشة وألوانا وأوراقا وانطلقت تعبر عن نفسها برسم بورتريهات لنفسها كما تحب أن تراها ..
تقول فريدا عن هذه المرحلة: لم أرسم أبدا أحلاما بل أرسم واقعي الحقيقي فقط ..
تزوجت فريدا سنة 1929 من الرسام الجداري الثوري المكسيكي دييجو ريفيرا وكان يكبرها بعشرين سنة فعمره كان في حدود الثانية والأربعين .. إلا أن فريدا كانت تحبه جدا وقد علمها في بداية حياتها كيفية رسم اللوحات الفنية العظيمة .. ورغم الحب القوي الذي جمع ريفيرا وفريدا فقد كان للزوج له مغامرات نسائية كثيرة أثرت على العلاقة الزوجية إلى أن وصلت إلى مرحلة الطلاق .. وسبب الطلاق لفريدا صدمة نفسية قوية ..
تقول فريدا في مذكراتها عن مرحلة الطلاق: تعرضت حياتي لحادثين: الأولى أدت بي إلى شلل جسدي والثانية (الطلاق) أدت بي إلى شلل نفسي!!
فريدا مع زوجها ريفييرا
وانعكست مرحلة الطلاق على أعمال فريدا الفنية فطليقها لم يغب فكريا عنها .. فمرة ترسم لوحة تعبر من خلالها عن حبها له ومرة عن كرهها له .. إلا أن هذه المرحلة مرت كالجمر على فريدا وفي سنة 1940 وتحديدا في سان فرنسيسكو عادا الطليقان ليتزوجا مرة أخرى وليكملا ما تبقى لهم من حياة معا ..
رغم الآلام الجسدية والنفسية التي لحقت فريدا طوال حياتها القصيرة والتي تمكنت من تحويلها إلى أعمال فنية سوريالية خالدة ..
قال عنها زوجها ريفيرا: لم تضع امرأة من قبل كل هذه المشاعر في قطعة قماش .. ما تعيشه هو ما ترسمه. . ولكن ليست هناك تجربة إنسانية مهما كانت مؤلمة تستطيع أن تحوله إلى فن ..
وقال عنها أندريه بريتون: آلام جسدها .. إذا هي منبع فنها، امرأة ممددة في السرير بجسد متعب بالصفائح ومحاط بالمشدات، ليس لديها ما تفعله سوى أن ترسم بتلك النبرة السوريالية الخاصة ...
وقال عنها بيكاسو: لا أنا ولا ريفيرا بمقدورنا تقديم بورتريه كما تفعل فريدا ..
بعد أن اشتد المرض على فريدا طلب منها طبيبها عدم مغادرة سريرها .. إلا أنها أصرت على حضور آخر معارضها الفنية في المكسيك سنة 1953 كما أصرت على حضور مظاهرة على كرسيها ذات العجلات حاملة لافتة تطالب بالسلام اعتراضا على تدخل المخابرات الأمريكية في غواتيمالا ..
وقبل وفاتها أوصت بحرق جثمانها وكتبت؛ أتمنى أن يكون الخروج ممتعا، وأتمنى ألا أحتاج العودة أبدا ..
في 13 يوليو من سنة 1954 توفيت فريدا عن عمر يناهز السابعة والأربعين بسبب إلتهاب رئوي حاد ويقول زوجها ريفيرا عن موتها:
إن اليوم الذي ماتت فيه فريدا كان أحد أكثر الأيام مأساوية في حياتي، لقد اكتشفت أن الجزء الأفضل من حياتي كلها كان حبي لها ..
احتفظ زوجها برمادها في جرة وقد أوصى بأن يدفنا معا في بيتهما المسمى المنزل الأزرق في كويوكان بعد موته وبعد سنتان من رحيل فريدا توفي ريفيرا بمرض السرطان ودفن في مقبرة العظماء ولم تنفذ وصيته .. وتحول منزلهما فيما بعد إلى متحف فني يضم أعمال فريدا ومقتنياتها الشخصية وأصبح يؤمه ملايين الناس من جميع أصقاع المعمورة .. تركت فريدا إرثا فنيا خالدا يقدر بحوالي 200 لوحة فنية جسدت من خلالهم .. روحها وبشرتها وآلامها وحنقها ومعاناتها المريرة .. وما يلفت النظر أن فريدا استطاعت أن تجعل من لوحاتها مرآة لما يختلجها من مشاعر وحسرة وألم ولم تخلوا أعمالها من ذكر للتراث المكسيكي المتجسد في حضارة الأزتيك والمايا والطلاسم والطواطم وغيرها من الرموز وقد اختلف النقاد في نظرتهم إلى أعمالها الفنية بين معجب بها وغير مرحب .. إلا أن لا أحد يستطيع التقليل من مدى الشعبية والحب الذي وصلته فريدا خصوصا بعد وفاتها .."
الحركة السريالية في افن كما يقال كانت اعتراض على الفن القديم حيث رفضته الحركة وبدلا من رسم الوجوه والأشخاص أو عمل التلميذ تخيل كل واحد منهم الشخص كما يريد ورسمه وإن لم يكن منه شىء يمت للشكل المعروف ومن داخل تلك الحركة خرجت أنواع متنوعة من الأمور كالتفكيكية حيث يرسم مثلا الأنف في ناحية والفم في ناحية والعين في ناحية أخرى على غير النظام الذى خلقه الله
وختم المقال بذكر الأعمال الفنية التى جسدت حياة فريدا حيث قال :
"أعمال فنية جسدت قصة حياة فريدا
سلمى حايك جسدت شخصيتها في فيلم (فريدا) عام 2002
- في عام 1997قامت الفنانة العراقية عشتار ياسين بتقديم مسرحية في كوبنهاجن بعنوان شجرة الأمل تناولت فيها حياة فريدا
- في 2002أنتج فيلم أمريكي عنها بعنوان فريدا .. الحياة المتنافسة بطولة الممثلة المكسيكية سلمى حايك والممثل أنطوني موليود الفيلم مقتبس من كتاب عن سيرة الفنانة كتبه هايدن هيريرا في عام 1984م .. بعد عرض الفيلم تحول اسم الفنانة إلى اسم تتناقله وسائل الإعلام العالمية .. وتم طبع الملايين من أعمالها وصورها .."
بالطبع التعبير الفنى ليس مفيدا في الإسلام إلا أن يكون من ضمن الرسوم النافعة كرسم المبانى الهندسى أو الرسم التعليمى لأجهزة جسم الإنسان وأما غيره
والفن المعروف هو اختراع كفرى قصد به جمع أموال المغفلين وبيع ما لا قيمة حقيقية له فتجد لوحة تكلف دينار تباع لملايين أو آلاف مؤلفة من الدنانير