عطيه الدماطى
المساهمات : 2111 تاريخ التسجيل : 18/01/2023
| موضوع: ]نقد كتاب الألفية الجديدة الخميس فبراير 02, 2023 3:30 pm | |
| نقد كتاب الألفية الجديدة الكتاب مؤلفه الفرنسى جاك آتالى وهو من إصدارات وزارة التربية والتعليم المصرية بالتعاون مع المركز القومى للبحوث التربوية ستة اصدار 1995م الكتاب يتعرض للمستقبل القريب وهو عبارة عن توقعات لما سيحدث فى الألفية القادمة وهو ضمن كتب علم المستقبليات وبصراحة فهذا العلم ليس له فائدة إلا فى مجال واحد وهو مجال التخطيط المادى للمستقبل وأما التوقعات فهى الغيب الذى لا يعلمه سوى الله كما قال سبحانه فى سورة النمل : "قل لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله" وأهم النقاط التى ذكرها المؤلف فى الكتاب هى : 1-أهم ملامح النظام العالمى الجديد تتمثل فيما يلى: -أنه عالم مقسم بين الأغنياء والفقراء ص21 فالأغنياء هم البدو الأثرياء وهم "سوف يطوفون كوكب الأرض شأنهم شأن البدو الرحل بحثا عن الوسائل التى تساعدهم على استغلال الوقت الإضافى أو تسويقا للسلع والمعلومات والأحاسيس"ص22 والفقراء "هم الذين يتجولون بأعداد كبيرة هربا من المناطق المحرومة"ص23وهى مناطق تقع على محيط مركز النظام أو بعيدا عنه -النظام القادم سوف يستمد قوته من السيطرة على العنف فهذا" النظام المرتقب سوف يسيطر على العنف إلى حد كبير من خلال القوة الاقتصادية"ص24 -"أن القوة العسكرية سوف تستمر فى إحكام سيطرتها على كثير من مناطق الفقير فى البلدان النامية "ص26 -أن أى أمة لكى يكتب لها البقاء كدولة أو قوة عظمى لابد أن تمتلك قاعدة اقتصادية مزدهرة اقوم عليها قوتها العسكرية وقوتها السياسية فى النهاية"ص23 -"أن النظام الجديد سوف يشهد هجرة اللاجئين الاقتصاديين بأعداد كبيرة إلى مناطق الثروة والوفرة فى المراكز الاقتصادية الجديدة "ص24 - "أن مركز القوة سوف يذهب إلى اليابان وأوربا بدلا من الولايات المتحدة وسوف يعتمد فى الأساس على " تحقيق السيادة الاقتصادية فى عالم اعتنق ايدلوجية الاستهلاك"ص21 الفكرة المسيطرة على جاك آتالى هى سيطرة الاقتصاد العالمى وهذا ليس صحيحا كما يدلنا التاريخ فمثلا الثورة الفرنسية ألغت سيطرة الأغنياء على فرنسا وانتصر الفقراء الجوعى الذين قالت الملكة مارى أنطوانيت فيهم " إذا لم يجد الشعب الخبز فليأكل البسكويت " وهى مقولة يقال حاليا أنها شائعة لأن الملكة كانت تساعد الفقراء وأمامنا انتصار المسلمين العراة الفقراء الجوعى على فارس والروم رغم قوة اقتصاد البلدين زد على هذا أن الله عندما أمر المسلمين بإعداد القوة ذكر القوة منكرة وهذا دليل على أن المراد هو القوة فى كل شىء وليس فى مجال العسكرة أو الاقتصاد وفى هذا قال سبحانه فى سورة الأنفال : "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" 2- الصراع من أجل السيادة والسيطرة : يحلل جاك آتالى فى هذا الفصل الصراع بين مراكز القوى الجديدة من أجل السيطرة على مصادر القوة فى النظام الجديد وفى هذا التحليل يرى آتالى أن ما سيحدث هو : -"تدمير الشكل الاقتصادى الذى مقره نيويورك عن طريق أزمة شديدة ناجمة عن المنافسة الشرسة من أجل تحقيق السيادة على مراكز القوة الاقتصادية "ص26 -أن الشكل الهرمى للاقتصاد المرتبط بالنظام النقدى والذى تشكل الولايات المتحدة قمته قد بدأ فى التفكك وبدأت قمة الهرم تتسع حيث انهار الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة بدأ اقتصادها يضعف ويتدهور -ويرى آتالى أن القوى المرشحة لشغل مركز القوة الجديدة هى اليابان وأوربا المتحدة ولكن كل منها لا تتحقق فيها شروط ترشيحهما للمركز فاليابان عسكريا لا تستطيع" أن تضطلع بمهمة توفير الحماية العسكرية لدول الباسيفكى والدول البعيدة عن هذا المركز"ص29 وأمريكا يمكنها أن تقاوم الغزو الاقتصادى اليابانى لها "من خلال التجارة مع المركز الأوربى عبر الأطلنطى"ص30 وأما أوربا فلن تتوحد بعد نتيجة الهوة بين شرقها وغربها اقتصاديا وأيضا نتيجة للصراعات العرقية والأنظمة الشمولية كما فى يوغوسلافيا ومن أجل أن تستضيف أوربا هذا المركز"لابد إذن من تحقيق وحدة اقتصادية بين شرق أوربا وغربها ولابد للإصلاح السياسى إذا ما صاحبه اصلاحات اقتصادية العمل على خلق مراكز قوى لامركزية فى المجتمع"ص32 والفكرة المسيطرة على الفصل هى تنازع قوتين اليابان وأوربا الموحدة وهى فكرة ليست صحيحة لأن العملاق الصينى خرج من قمقمه وغزا الأسواق وأصبح القوة الاقتصادية الأولى فى العالم مع قوته النووية والسكانية كما أن التاريخ يبين لنا أن تصارع قوتين ليس هو الشكل الوحيد للصراع فهناك فترات تكون فيها قوة واحدة كقوة الرومان حيث سمى العصر باسم السلام الرومانى وهناك تعدد المراكز فى الصراع كما فى الحروب العالمية الأولى والثانية وفجأة تخرج قوة من الصراع كما حدث بانهيار الاتحاد السوفيتى 3-الخاسرون فى الألفية الجديدة: يقصد اتالى بالخاسرين " سكان الدول الواقعة على محيط المركز أو النظام العالمى الجديد وسكان مركز القوة ذاته"ص34 كما يرى " ان الخاسر الحقيقى فى الألفية الجديدة هو كوكب الأرض ذاته لو أن حاجة السوق أطلق لها العنان بدون قيود فالموارد الطبيعية التى استغرقت بلايين السنين للكشف عنها سوف تندر إلى حد كبير "ص35 ولسنا معه فى ندرة الموارد فالأرض ستكفى أى عدد من السكان بشرط تساوى الجميع فى ألأنصبة الموزعة عليهم كما قال سبحانه فى سورة فصلت : "وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين" وكلمة سواء تعنى متساوين فى الأنصبة ويؤكد آتالى على أن حركة الهجرة التى يقوم بها البدو الجدد قد قلبت الأوضاع رأسا على عقب فى عالمنا هذا لذا فإن الحاجة إلى كبش فداء سوف تعاود الظهور ويدلل على ذلك يعود شبح الفاشية فى صور متعددة منها الصراع بين الإسلام والنصرانية وعداوة البيض فى الشمال للسود المهاجرين بهم والحقيقة طبقا للقرآن هى : أن الصراع وهو الاختلاف بين الأمم لا يمكن ان يختفى من الوجود لأن هذه هى سنة الحياة كما قال سبحانه فى سورة هود: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم" فالله حسب الآية خلقنا من أجل أن نختلف مع بعضنا 4-البدوى الجديد: إن البدوى الجديد ليس البدوى الباحث عن الماء من أجل الحياة ولا الغجرى الخطر لكن البدوى الجديد هو من "من السكان ذوى الامتياز فى كل من مركز القوى الباسيفيكى والأوربى "ص37 وهؤلاء الصفوة يتكونون الآن وهم يقطعون علاقتهم بالأمة أو المكان فليس لهم أمة ولا وطن وسوف يستخدمون تكنولوجية متطورة تسرع بحدوث علاقات جديدة مع الأسرة والمدينة ومع الحياة والموت"ص37 وأهم ما يستخدمه البدو الجدد ساعة اليد والتليفون والفاكس والحاسب وذلك من أجل انجاز أعمالهم وسوف يقيمون فى الفنادق المتصلة بالمطارات فى كل ربوع العالم وسوق يمتلكون ما يريدون ويرى آتالى أن البدوى الجديد سوف يجعل من الإنسان سلعة يستخدمها وهو يعيد إلينا عصر الرق بصورة جديدة كما أن البدوى الجديد سوف ينظر إلى امتلاكه للأشياء على أنه رمز للحرية والقوة وهذا القول ليس جديدا فهذا البدوى متواجد فى كل العصور فهو الذى قال الله فيه: " ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد اثيم عتل بعد ذلك زنيم أن كان ذا مال وبنين" 5-التخلى عن السيادة والحاجة إلى الضوابط : يرى آتالى" أن العالم غير مستقر فإذا كانت الحدود القومية غير ذات موضوع فإن العالمية لم تحقق نصرا حتى الآن ذلك لأن القبلية أو النظام القبلى والتحررية الوحدوية أصبحت وفيرة وزاخرة"ص43 كما يرى أن الرأسمالية مع أنها تقضى على القومية والعنصرية والدينية والطبيعية من أجل النمو الاقتصادى فإنها مع نجاحها سوف تفشل وسيظل الصراع موجودا ويرى آتالى: أننا" لنبنى حضارة تدوم وتزدهر فإن البشرية مطالبة بأن تتصالح مع الطبيعة أو مع ذاتها عليها أن تعتنق ثقافة حضارية وتعددية تتسم بالتسامح وتمتزج بشعور عميق بكل ما هو مقدس أو دينى"ص44 كما يرى أن البشرية سوف تحتاج "إلى قادة مستعدين لقبول التخلى عن السيادة على حساب شعبيتهم"ص43 كما يرى أن الأفراد " يجب أن تتوفر لهم القدرة على الإسهام فى التراث الحضارى بتوجيه هذا التراث من خلال ممارسة حرياتهم"ص47 وآتالى واهم فى التخلى عن السيادة فالمسلمين إن تخلوا عن سيادتهم فقد تخلوا دينهم والنصارى إن تخلوا عن سيادتهم فقد كفروا بالنصرانية وكذلك باقى الشعوب فلا أحد سيتخلى عن دينه أى طريقة معيشته إلا أن يغير دينه إلى دين أخر ويلقى آتالى مزيدا من الضوء على كلمة بدوى وهى فى اللغة اليونانية أو الاغريقية تعنى الانقسام إلى أجزاء ومن معانيها القانون والنظام والأرض بقيت كلمة لآتالى وأمثاله الذى يقول أن المؤسسات الدولية تنشر الديمقراطية على أسس اقتصادية صلبة وهى : ان المؤسسات الدولية كالبنك الدولى تؤسس لشىء واحد وهو ديكتاتورية الأغنياء وسيطرتهم على الحكم وزيادة فقر الفقراء لأنها تفرض دوما فى كل البلاد تقليل الوظائف والحد من الانفاق الحكومى على متطلبات الشعب والحياة الحقة أى العادلة فى رأى كل شعب هى : أن يحكم نفسه عن طريق دينه الذى يدين به | |
|