مراجعة لمقال قلعة المرجان في فلوريدا
الكاتبان هما رامي الثقفي و كمال غزال وموضوع المقال بناء فى الولايات المتحدة فى فلوريدا يسمى قلعة المرجان وقد ابتدأ الكاتبان بوصف المكان حيث قاتلا :
|على بعد 30 ميلاً إلى الجنوب من مدينة ميامي في ولاية فلوريدا الأمريكية وفي منطقة زراعية يوجد أحد الهياكل "الغامضة" ويعتبره البعض أنه منافس لغموض ستونهنغ و أهرامات الجيزة في مصر، بنيت هذه القلعة من الحجر الجيري ويفوق حجم بعض أحجارها الحجارة التي استخدمت في بناء الهرم الأكبر في الجيزة وهي منحوتة بأشكال متعددة منها الأهلة والقبب والكراسي وما يعرف ببركة القمر أو البدر، فما هو سرها؟"
وحكى الكاتبان أن القلعة زعم إدوارد ليداسكالنين أنه من بناها وحده بدون آلات حديثة حيث قالا:
"قصة البناء والباني
في عام 1923 ادعى رجل اسمه (إدوارد ليداسكالنين) (1887 - 1951) أنه قام ببنائها بمفرده وبدون استخدام آلات حديثة وأن السبب الذي دعاه لبنائها هو أنه حين كان في (لاتفيا) موطنه الأصلي أحب فتاة في الـ 16 من عمرها واتفق معها على الزواج ولكنها هجرته قبل يوم الزفاف المتفق عليه فهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتنقل بين مدنها إلى أن استقر في فلوريدا، وقرر أن يبني لحبيبته قصراً معمارياً فريداً من نوعه في قطعة أرض قام بشرائها حيث تحول هجرها له بحسب قوله إلى بركان من الطاقة، وظل يبني في هذه القلعة طوال 28 عاماً بدءاً من عام 1920 وحتى وفاته في عام 1951.
قام (إدوارد ليداسكالنين) بجلب وقطع ورص ورفع أحجار تزن في مجموعها أكثر من 1100 طن وقام بترتيب الأثاث الحجري على الأرضية ووضع أسرة حجرية وطاولة طعام وكراسي وأشكال لأهلة وكواكب ونجوم، وصنع كذلك كرسي هزاز من الحجر قيل أن وزنه 30 طن وعلى الرغم من ذلك يستطيع أي شخص تحريكه بيده وإيقافه بيده!، وقام بعمل نوافير وبوابة متحركة قيل أن وزنها ليصل لـ 30 طن أيضاً تفتح وتغلق على محور في المنتصف بدقة وإتقان مدهش مثل بوابات الفنادق في العصر الحديث."
وأكملا الحكاية حيث قالا :
"إدوارد ليداسكالن وهناك رواية تقول أنه حين كان إدوارد يبني هذه القلعة حاول السكان المحليون التجسس عليه أثناء عمله بالليل وعلى ضوء المصابيح حيث أنه لم يكن يعمل أثناء النهار، ولاحظوا ما لم يصدقوه، الصخور الضخمة كانت كما لو كانت تطير في الهواء، ويقال أن شاباً سأله ذات مرة كيف يستطيع أن يحرك ويرفع هذه الأطنان بدون معدات فأجابه (ادوارد) ساخراً: " لقد وصلت إلى معرفة سر المغناطيسية، وأسرار أهرامات المصريين القدماء! "
وتساءل الكاتبان عن كيفية بناء الرجل القلعة بمفرده هكذا حيث قالا :
"كيف قام ادوارد ليداسكالنين بمفرده ببناء هذا الصرح؟ وكيف نصدق بسهوله هكذا أنه بناه لوحده بدافع الحب؟ وكيف قام بتحريك ورفع هذه الصخور الضخمة ومن ثم وضعها في أماكنها؟ فطول (إدوارد) لا يتجاوز 150 سنتيمتراً، ووزنه حوالي 50 كيلوغراماً."
وافترض الكاتبان بناء على المعروف فى الولايات المتحدة عدة تفسيرات حيث قالا:
"فرضيات التفسير
أهلة، أسرة، بوابات، نجوم
1 - تكهنات: مغناطيسية، قوة العقل، مخلوقات فضائية، سحر أسود
مات (إدوارد ليداسكالنين) في عام 1951 فمات سره معه، ولهذا برزت تكهنات عديدة وضجة إعلامية حول كيفية بناء القلعة، إذ أشار العديد من المصادر أن بناء القلعة لا يمكن تفسيره علمياً، وذكر مقال في مجلة أن: " هناك سؤال حير المهندسين والعلماء طوال عقود وهو كيف لشخص غير متعلم وهزيل أن يقوم بمفرده وبيده ببناء مثل هذا المكان؟ " ووفقاً لموقع إلكتروني خاص بالقلعة: " حيرت قلعة المرجان العلماء والمهندسين والدارسين منذ إفتتاحها في عام 1923 "، كما كانت هذه القلعة موضوع العشرات من المجلات والكتب التي تتناول الأمور الغامضة، كما كانت موضوع برامج تلفزيونية عديدة مثل: " في البحث عن " In Search Of و " أمور لا تصدق " That's Incredible و "ريبلي صدق أولا تصدق " Ripley's Believe It Or Not ، وكتب المغني بريطاني (بيلي آيدول) أغنية راجت شعبياً حول قصة (ليدسكالنين) وكانت بعنوان: " الحلوة ذات الـ 16 ".
ووجد بعض المهتمين دلالات متعددة ومتنوعة تركها إدوارد على الصخور، بعضها رسومات، وبعضها أرقام، وبعد تحليل هذه الدلائل ودراسة تصميم المعدات التي صممها بنفسه للعمل بها، وزعم البعض أن الرجل استطاع بعلمه وفهمه المتعمق للمغناطيسية أن يبطل عمل الجاذبية الأرضية مما خفف أوزان الصخور إلى الوزن الذي يمكن التعامل معه بمعدات بسيطة صممها بنفسه لإنجاز بناء هذا القصر."
الفرضية تقول بأن الرجل عرف سر المغناطيسية وبناء عليه بنى تلك القلعة وهو كلام لا يصدقه إلا مخرف
والفرضية الثانية وجود كائنات فضائية هى من بنت القلعة حيث قالا:
" والبعض الآخر رفضوا مثل هذه الأقاويل ورجحوا أن (إدوارد ليداسكالنين) استعان بمخلوقات من الفضاء لبناء هذه القلعة ولا يعتبر الحديث عن الكائنات الخارجية التي تركت بصماتها في العديد من الأماكن على هذه الأرض أمراً جديداً حيث تم اكتشاف العديد من الآثار التي يرى فيها المتمسكون بفكرة وجود حياة في الكواكب الأخرى الدليل على وجودهم منذ قديم الأزل."
وبالطبع هذه فرضية مرفوضة فى وجود لتلك الكائنات فى الأرض فلا أحد ياتى من السماء لأن فروجها وهى أبوابها مقفلة كما قال سبحانه :
" وما لها من فروج "
والفرضية الثالثة استخدام السحر حيث قالا:
"- واعتقد آخرون أن (ليداسكالنين) استخدم السحر الأسود على افتراض أنه لا يمكن لأحد بنائها ونحتها وقصها بتلك الطريقة ما لم يستعين بقدرات خارقة للعادة أو استخدام تقنيات هندسية غير معروفة لها علاقة بالجاذبية في توزيع الحجارة وبناء تلك القلعة."
وهى فرضية جنونية لا يصدقها أحد فالسحر لا يبنى شيئا وإنما هو الاعيب تنتهى بعدم الفلاح كما قال سبحانه :
" ولا يفلح الساحر حيث أنى"
وذكر الكاتبان فرضيات أخرى وكلها غير معقولة حيث قالا:
"وطوال عقود برزت قصص ونظريات غريبة عديدة عن (ليدسكالنين) وقلعته، وقال البعض أنه رفع كتل الحجارة بقوة عقله أو من خلال الغناء لها، والبعض الآخر قال أن (ليدسكالنين) لديه معرفة لم يفصح عنها حول المغناطيسية وما يطلق عليه اسم " طاقات الأرض "، وأشار أحد المؤلفين إلى احتمال أن (ليدسكالنين) وجد: " أنه لا وجود لشيء اسمه الجاذبية " وذلك بناء على افتراض أن:" العلم لم يتمكن من تفسير هذا الإنجاز، مما أدى إلى انتشار تكهنات غريبة ""
وأما التفسير العلمى فى رأى الكاتبين فهو قولهما حيث قالا:
" التفسير العلمي
أدوات عثر عليها في قلعة المرجان:
من السهل الادعاء بأن القلعة تتحدى التفسير العلمي، لكن عمليات البحث عن أية تحقيقات أجراها هؤلاء " العلماء المحتارون " لم تفضي عن أي شيء، وعلى الرغم من توفر معلومات مفصلة عن القلعة في الموقع الإلكتروني الخاص بقلعة المرجان إلا أن هذه المعلومات لم تذكر ولو باحث أو مهندس واحد قام فعلاً بفحص القلعة. وهذا بدوره يضع المزاعم تحت دائرة الضوء من جديد، والقول بأن "بناء القلعة لم يحظى بتفسير" لا يعني أبدأ أنه "لا يمكن تفسير بنائها ".
ومع ذلك يوجد معلومة يتفق الجميع عليها وهي أن: " (ليدسكالنين) بقي وحيداً طيلة حوالي 30 سنة يعمل معظم الوقت في الليل وبعيداً عن أنظار المتطفلين، حيث لم يراه أحد ينقل الحجارة كما لم يرى أحد عمليات نقل كتل الحجارة ولا يمكن لأحد أن يجزم بأن المهمة أنجزت من قبل (ليدسكالنين) بمفرده، ومن الواضح أن الإدعاء بأن (ليدسكالنين) لم يستخدم وسائل حديثة هو ادعاء صحيح ولكن من الخطأ الافتراض بأن: " الوسائل الحديثة في البناء مطلوبة لنقل هذه الكتل الضخمة من الحجارة ".
نموذج لأداة النقل والرفع
ويكمن الحل النهائي لهذا اللغز في تفسير (ليدسكالنين) الشخصي والبسيط وهي أنه أنجز ذلك بناء على قوانين الوزن والرفع عندما قال: " اكتشفت أسرار بناء الأهرامات "، مما يعني أنه استخدم نفس الوسائل التي استخدمها المصريون القدماء في بناء الأهرامات، وإذا كان (ليدسكالنين) صادقاً في هذا فإن لهذا اللغز حلاً خصوصاً أن الطرق التي أقام من خلالها المصريون الأهرامات مدروسة ومفهومة من الناحية العلمية ومنه كتاب (مارك ليهنر) في عام 1997 والذي حمل عنوان:" الأهرامات الكاملة " The Complete Pyramids . ويتوفر صور لحوامل وبكرات ورافعات في قلعة المرجان، ويشرح الموقع الإلكتروني لـ (والاس والنغتون) The Forgotten Technology كيفية نقل أوزان ضخمة من قبل شخص واحد فقط أو شخصين وباستخدام مبادئ فيزيائية بسيطة، وعملية مقارنة هذه القلعة بأهرامات مصر هي كمحاولة ذر الرماد في العيون، إذ يوجد اختلافات شاسعة في الوزن والمواد والتعقيد بين ألواح قلعة المرجان والحجارة العملاقة في أهرامات الجيزة لأن الحجر الجيري مسامي وخفيف، وكتل كبيرة منه تبدو أثقل مما هو عليه بالفعل.
ويفترض الكثير من مروجي الغموض وبكل غرور أن الذين عاشوا في أوقات سابقة مثل (ليدسكالنين) وحتى المصريين القدامى لم يكونوا على قدر كاف من الذكاء أو الحيلة لإقامة صروح عمرانية تثير الإعجاب الهندسي من غير مساعدة الكائنات الخارجية أو القوى الغامضة، ومع الأسف ينم هذا الرأي عن جهل بالتاريخ ويقلل من شأن عبقرية البشر، ومن المرجح أن العلماء لم يفسروا قلعة المرجان على وجه التحديد لأنه وبكل بساطة لا يوجد لديهم سوى القليل ليفسروه أو يشرحوه بشأنها.
إن غموض قلعة المرجان يبدو ببساطة أمراً يتعلق بأناس تلقوا معارف ضئيلة فرفضوا واقع الأمر وفضلوا أن يبقوا مصدقين لأسطورة خيالية."
القلعة إذا ممنوع دخولها على الناس وأصحابها أو القائمون عليها يحرمون دراسة أحد لتلك القلعة والتفسير الذى أراه هو أن الرجل أقام كتلا مفرغة من الداخل ومن ثم لا يوجد أحجار ثقيلة ولا شىء مما يمت لها بصلة واقامة الحجارة المفرغة أمر سهل من خلال قوالب صب معينة