مراجعة لمقال رومانيا تعترف رسمياً بمهنة السحر
الكاتب هو كمال غزال وموضوع المقال هو خبر عن عن أن الحكومة الرومانية قررت إباحة العمل بالسحر وبالطبع لم تبحه لصحته وإنما أباحته لأخذ الضرائب من السحرة لأنهم يعملون فى الخفاء ولا يدقعون ضراءب
قال الكاتب فى إباحة الحكومة الرومانية للسحر :
"قامت الحكومة الرومانية بتعديل قوانين العمل شمل الإعتراف رسمياً بمهنة السحر ومزاولته، أتت هذه الخطوة التي دخلت حيز التنفيذ يوم السبت في 1 يناير من عام 2011 كجزء من مساعي الحكومة الرامية إلى القضاء على التهرب من الضرائب على نطاق واسع في هذا البلد الذي يعاني حالة من الركود الإقتصادي حيث فرضت ضريبة دخل مقدارها 16% لأي شخص يعمل لحسابه الخاص وعليه أيضاً أن يساهم في البرامج الصحية وبرنامج المعاشات التقاعدية.
بالإضافة إلى السحر شمل التعديل مهناً أخرى كمزاولة التنجيم والتحنيط والتدريب على السواقة، إذ تعتبر الآن "وظائف حقيقية "مما يصعب على أصحابها التفلت من ضريبة الدخل. وجاء هذا القرار بعد أشهر من النقاشات احتج خلالها السحرة وسخرت منها وسائل الاعلام المحلية. ويرى البعض أن القانون سيكون من الصعب فرضه، فالمدفوعات إلى السحرة والمنجمين غالباً ما تكون مبالغ نقدية صغيرة تتراوح بين (7 $ - 10 $) لكل عملية إستشارة."
الغريب هو تظاهر السحرة والساحرات احتجاجا على القانون حيث قال الكاتب:
"ساحرات احتججن على القانون
أثار القرار غضب بعض السحرة مما دفعهن للتهديد للإنتقام وكان على رأسهن ساحرة تبلغ من العمر 63 سنة وتلقب بـ "الساحرة الملكة" وتدعى (براتارا بوزيا) حيث أخبرت موقعاً للإنترنت تملكه شبكة تلفزيونية شهيرة ( Realitate.net) بأنها تخطط لعمل سحر باستخدام الفلفل الأسود والخميرة بهدف خلق فتنة في الحكومة، كما قامت (براتارا) بإلقاء نبات سام يدعى ماندريك Mandrake ( أو بيض الجن في اللغة العربية و تناول جذوره يسبب الهلوسة أو رؤية أشباح) في نهر الدانوب لتعمل سحر ضد الرئيس والحكومة وكانت تلك الساحرة معتقلة في عام 1977 إبان فترة حكم (تشاوشيسكو) القمعي. كانت (براتارا) تجلس القرفصاء في فيلا لها في منتجع بحيرة موغوسوايا التي تقع شمال العاصمة بوخارست حيث قالت أيضاً أنها تعتزم عمل سحر يتكون من براز القط وكلب ميت وتعلل تصرفها بالقول:" نريد أن نؤذي من آذانا، هم يريدون تخليص البلد من كارثته على حسابنا نحن بدلاً من محاولتهم إخراجنا من ذلك المأزق الذي أدخلونا فيه". وأضافت بصوت يملأه الدخان وكانت تجلس بجوار موقد للحطب ومحاطة بقوارير السحر والمياه المقدسة والأواني الخزفية: " لعناتي تعمل دائماً "، بينما وصفت ساحرة أخرى في الدانوب القانون الجديد بـ "الغبي" وتقول:" ما هي هذه الضرائب!، نحن بالكاد نكسب شيئاً " حيث عرفت بنفسها باسم مستعار (أليسيا) على غرار ما تفعله الساحرات."
وهناك سحرة أخرين وافقوا على القانون حيث أن القوانين السابقة كانت تحرم وتعاقب على ممارسة السحر باعتباره خداعا ونصبا ودجلا وهو قول الكاتب حيث قال :
"ساحرات رحبن بالقانون
لم يكن لدى كل الساحرات نفس رأي (براتارا) حول القانون الجديد، فبعضهم وجده أمراً جيداً إذ تجمع عدد منهن حول النار على ضفة نهر (تشتيلا) الذي يقع جنوب رومانيا وألقوا بالذرة في النهر المتجمد للاحتفال بعيد التعميد Epiphany وأثنوا على قرار الحكومة حيث اعتبرنه اعترافاً رسمياًً بهن. ووقالت الساحرة (ميليسا مينكا) أنها سعيدة بالقانون الجديد، قبل أن تنطق بتعويذة تتمنى فيها بموسم حصاد جيد وكانت ممسكة بجرة مملوءة بماء نهر "مسحور" وغصن من نبات الهدال وشمعة في حين أن أختها (ميخائيلا مينكا) قالت:" القانون جيد جداً، ويعني أن مواهبنا السحرية نالت الاعتراف أخيراً وبإمكاني الآن أن ازاول نشاطاتي"."
وتناول الكاتب تاريخ السحر فى رومانيا مع الحزب الشيوعى حيث قال :
"تاريخ من السياسة والسحر
من الجدير بالذكر أن الخرافات في رومانيا لا تثير السخرية فهي الأرض التي شهدت ظهور الحاكم في العصور الوسطى والذي ألهم بدوره قصة دراكولا وكان جزء من ثقافتها لعدة قرون، كذلك يعتبر البعض أن الكنيسة الأرثوذكسية في رومانيا كانت ولا تزال متساهلة لوقت طويل أمام انتشار "الروحانيات"
وكان للراحل الديكتاتور الشيوعي (نيكولاي تشاوشيسكو) وزوجته (ايلينا) ساحرة شخصية خاصة بهم، وفي عام 2009 خسر (ميرسيا جيوانا) السباق الرئاسي أمام (باسيسكو) حيث كان ضعيفاً في مناظرة حاسمة، فألقى باللوم على معسكر خصمه متهماً إياهم بتسليط "الطاقة السلبية " عليه.
كما زعم مساعد (جيوانا) أنه كان هناك مؤامرة تتمثل بـ "شعلة أرجوانية" خلال الحملة الانتخابية، وأن الخصم (باسيسكو) ومساعدوه كانوا يتعمدون ارتداء اللون الأرجواني في أيام الخميس لزيادة فرصتهم في الفوز زاعمين أنه يدرء الشر عنهم (في الصورة باسيسكو خلال حملته الانتخابية التي حملت شعار الشعلة الأرجوانية)."
وهذا الكلام يدل على مدى تغلغل الايمان بقدرة السحر فى رومانيا كما يدل على مدى تأثير الغجر فى نشره فى المجتمعات
وتناول الكاتب أن السحر مهنة تدر أموالا كثيرة حيث قال :
"مهنة تدر الملايين
تجدر الإشارة إلى أن السحر يمارس بشكل واسع في رومانيا، إذ أن الاغلبية من المجتمع تؤمن بتأثيره، ويقدر عدد السحرة بعشرات الآلاف ولا تخلو قرية أو بلدة من وجود ساحرة فيها خصوصاً بين الغجر الذين يستخدمن أيضاً أوراق التاروت، وبعض الساحرات يمارسن ما أطلقن عليه "السحر الأبيض" أو سحر المحبة وبنظرهن أنه لا يتناقض مع تعاليم الكنيسة أو الإيمان مادام لفعل الخير. ويعد السحر في رومانيا مهنة تدرالملايين من الدولارات سنوياً."
قطعا العمل بالسحر محرم كما قال سبحانه :
"ولا يفلح الساحر حيث أتى "
وهو ضار بمن يمارسه ضررا دنيويا وأخرويا حيث يدخل العاملون والعاملات به النار كما قال سبحانه :
"ولقد علموا لمن اشتراه ما له فى الأخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون"
والغريب هو أن رئيس الحزب الشيوعى شاوشسيكو لمدة تقارب الخمسين سنة كان مؤمنا به هو وزوجته الشيوعية مع أن الشيوعية لا تؤمن به لأنها تتبع العلم كما يقال
الرئيسية 
