مناقشة لمقال السحر والدين
تناول الكاتب كمال غزال العلاقة بين السحر والدين ونقل عدة نظريات فى الموضوع كلها بالطبع تخالف كتاب الله وقبل مناقشة تلك النظريات ينبفى الفول :
السحر فى دين الله الإسلام وهو دين أبو البشرية كان السحر جريمة من جرائم محاربة الله ومن ثم السحر خارج الدين أى كفر به ولذا قال سبحانه :
" ولا يفلح الساحر حيث أتى"
وبعد هذا عندما حرف الدين تم إدخال السحر فيه كنوع من أنواع تضليل الناس وابعادهم عن الإسلام
النظرية الأولى نظرية روبرتسون تتبنى وجهة نظر أن الدين غير السحر حيث قالت كما قال الكاتب:
"العلاقة بين السحر والدين علاقة موغلة في القدم، يذهب روبرتسون سميث إلى أن الدين باعتباره شيئاً آخر غير السحر والشعوذة، ومنذ أقدم العصور يخاطب العشيرة الأقربين وينصب على كيانات ودودة قد تغضب أحياناً على قومها ولكنها دائماً تتسم بالسماحة إلا اتجاه أعداء أتباعها أو المارقين على المجتمع،"
وتبنت النظرية أن الدين محبة الآلهة المزعومة لعابديها حيث قال :
" الدين بالمعنى الحقيقي للكلمة لا يبدأ بخوف غامض من قوى مجهولة، بل بتقديس ودي لآلهة معروفة ترتبط بأتباعها بأواصر قربى وثيقة.
وليس الدين بهذا المعنى ربيب الخوف، والفارق بينه وبين رهبة الإنسان البدائي من أعدائه غير المرئيين مطلق وشاسع، سواء في أقدم مراحل التطور أو أحدثها."
وحكاية المحبة لا توجد إلا فى أديان قليلة كالنصرانية مع وجود كراهية أيضا فيها ويعتبر الدين البهائى واحد من الأديان النادرة الذى يعبر عن المحبة ولكن فى مقابل كفارات مالية كبيرة يغنمها قادة الدين وفى المقابل لا يوجد عقاب دنيوى أو حتى أخروى طالما دفع الإنسان الكفارات
وتناول الكاتب أن النظرية تتبنى وجهة النظر القائلة أن السحر يظهر فى عصر التفكك الاجتماعى حيث قال :
"ولم تبدأ قوى السحر الغيبية القائمة على الرعب والطقوس التي تهدف إلى مهادنة الآلهة الغريبة في غزو الدين القبلي أو القومي إلا في عصور التفكك الاجتماعي، اذن، فالسحر عند سميث يرجع إلى عصور التفكك الاجتماعي عند الإنسان البدائي."
وأما نظرية شفيق مقار فتربط بين الدين وهو الكهانة وبين السحر حيث تقول :
"بينما يذهب شفيق مقار في كتابه " منشأ السحر والدين " إلى أنه في فجر التاريخ، وقف الإنسان عارياً، جاهلاً، منشدهاً، أمام ظواهر الطبيعة وغوامض الكون في سعيه إلى الذود عن نفسه وتأمين بقائه في عالم غير محايد تماماً لا يعبأ بوجوده أو يكترث لموته أو غير دار بما يحف به من صعاب او يتربص به من مهالك، كانت محاولات الإنسان القديم النفاذ إلى مكنونات الغوامض التي واجهه العالم بها لدرء الشر الذي أيقن أنه يتربص به من وراء تلك الحجب من قوى خفية وفوق طبيعية، بل ومحاولة الانتقال من مرحلة استرضائها ومنع أذاها إلى مرحلة ضمها إلى صفه، لتكون له لا عليه، ومن المسعى الأول نشأ السحر، ومن المسعى الثاني نشأت الكهانة.
لقد بدأ السحر والدين كتوأمين إلا أن انفصالهما كان محتوماً منذ البداية. لقد كان الرحم الذي ولد التوأمان منه رحماً مركباً من خوف الإنسان وفضوله، ونزوعه إلى القوة وسعيه إلى تأمين بقائه وإشباع حاجاته، عوإمل جعلته يتسيد على غيره من المخلوقات، أدوات تمكنه من فرض نوع من التحكم على الظواهر الطبيعية يجعلها تعمل لصالحه وتتيح له في الوقت ذاته التعامل مع القوى الخفية التي آمن بوجودها وراء الظواهر الطبيعية ومن هنا كان من المحتم أن يفضي ظهور السحر والدين كتوأمين مع إختلافهما جذرياً في نفس الوقت إلى الصراع بينهما."
والنظرية خاطئة فلا وجود للإنسان البدائى المزعوم واثباتها محال لأنه يجب احياء الموتى وسؤالهم عن ذلك أو يوجد من عاش فى البداية وحكى هذا والسحر والكهانة نشأ نتيجة الكفر بالدين الحق الذى يحرمهما ومن ثم لا يمكن للإنسان أن يبدأ بالسحر وهو جاهل وإنما يحتاج للعلم لكى يعرف كيف بكون ساحرا والإنسان الأول وهو آدم(ص) كان عالما كما قال سبحانه :
" وعلم آدم الأسماء كلها "
وتناول الكاتب كون الدين والسحر عدوان فاحدهما يعبر عن غرور الإنسان والثانى يعبر عن تواضعه حيث قال :
" السحر تعبير عن الغرور الإنساني، إذ يجسد إعتقاد الإنسان بأنه قادر بجهده الخاص على التحكم في ظواهر الطبيعة، وهي ظواهر يشترك السحر مع توأمه الدين في الاعتقاد بمرونتها وقابليتها للتحكم والتعديل،
- بالمقابل يعبر الدين عن التواضع الإنساني، إذ يجسد اعتقاد الإنسان بأنه أضعف وأضأل شأناً من أن يتحكم في ظواهر الطبيعة أو يستغل مرونتها وقابليتها للتعديل لصالحه وبجهده الخاص. وهو اعتقاد يجعله يتنصل من غرور السحر والاكتفاء بمحاولة الوصول إلى القوى العليا بالصلاة والشعائر والطقوس واستوضائها كيما تتحكم تلك القوى لحسابه في ظواهر الطبيعة وتكف عنه أذى القوى الخفية الشريرة التي يعج بها العالم غير المرئي."
وانتهى الكاتب لوجود عداوة بين الدين والسحر حيث قال:
"وهذا التناقض والصراع بين السحر والدين، أدى في النهاية الى حالة من العداء المستحكم وصل من ناحية الدين إلى حد التحريم والتجريم."
وتناول الكاتب قصة هارون(ص) وماروت(ص) مبينا أن السحر نشأ من أصل سماوى حيث قال:
"هاروت وماروت :
من وجهة نظر دينية نشأ السحر من مصدر سماوي. وتروي القصة (متفق عليها مع بعض الاختلافات في التفاصيل) أن الملكين هاروت وماروت قد نزلا من السماء وهما يحملان علم السحر، وذلك في مدينة بابل، مع تحذير الناس بأنه فتنة وأنه يجب أن لا يستخدم في الشر. .فتعلم منهم الناس السحر الأسود، وهكذا فإن مصدر السحر في الفكر الديني هو مصدر سماوي بخلاف وجهة نظر علماء الأنثروبولوجيا (علم الأجناس البشرية) وتاريخ الأديان من المصدر الأرضي البشري للسحر.
بالطبع هاروت (ص) وماروت(ص) ليسوا من الملائكة وإنما رسولان بشريان من قبل الله لأن الملائكة لا تنزل الأرض لخوفها وعدم طمأنينتها كما قال سبحانه :
"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
والسحر الذى نزل عليهما هو الوقيعة بين الناس كما قال سبحانه" فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه"
والرسولان لم يأمرا أحد بالعمل بالوقيعة وإنما نهيا عنها الناس حتى لا يدخلوا النار لأنها كفر حيث قالا " إنما نحن فتنة فلا تكفر "
وتناول الكاتب نظرية فريزر التى تربط بين السحر والعلم باعتبارهما عدوان للدين حيث قال :
"نظرية السحر والدين عند جيمس فريزر
عرض العالم الكبير جيمس فريزر (1854 - 1941) الذي كان له التأثير البالغ في دراساته للميثولوجيا وعلم مقارنة الأديان لنظريته في السحر والدين في الجزء الأول من كتابه الغصن الذهبي The Golden Bough . لقد كان فريزر شأنه في ذلك شأن الكثيرين من علماء عصره الذين تأثروا بفلسفة عصر التنوير، ويؤمن بتشابه الجنس البشري في الأساسيات.
وتعتبر نظرية السحر والدين من أهم ما أسهم به فريزر في الدراسات الأنثروبولوحية التطورية وأبرز ما في نظريته هو محاولته الربط والتقريب بين السحر والعلم اللذان يقفان موقف التعارض مع الدين، ولكنهما يقومان على أسس ومبادئ منطقية إحداها تعتمد على تداعي المعاني وترابط الأفكار، وإن كانت عملية التداعي في السحر تتم بطريقة خاطئة لذلك أطلق فريزر على السحر لفظ العلم الزائف.
يقوم السحر في نظرية فريزر على مبدأين أساسيين، هما:
المبدأ الأول: الشبيه ينتج الشييه
ويعني ذلك أنك إن صنعت دمية تشبه الشخص العدو وقمت بقتلها أو الإضرار بها، فإن هذا العدو سيموت أو يتأذى وفقاً لمبدأ " الشبيه ينتج الشبيه " وهو ما نجده في ممارسات سحر الفودو.
المبدأ الثاني: استمرار التأثير المتبادل بين الأشياء حتى بعد انفصالها أي أن الأشياء التي كانت متصلة في وقت من الأوقات يؤثر كل منها في الآخر حتى بعد إنفصالها، على غرار ما نراه في ممارسات السحرة الذين يطلبون أثراً من الشخص المستهدف (قطعة من ملابسه مثلاً).
- ويعتبر هذان المبدآن في نظر فريزر قانونين للسحر البدائي أو بعبارة أخرى موقف البدائي من السحر، فنظرية فريزر هي نظرية موقف الرجل البدائي من العالم ونظرته إليه وهي تقوم على أساس ملاحظة البدائي وخبرته الطويلة بظواهر الحياة وأحداثها وتقلب الفصول، وكلها أسس مهمة في قيام العلم والتفسير العلمي، ومن هنا جاء ربط فريزر بين السحر والعلم. وإن كان السحر في رأيه:" علم زائف ""
بالطبع مبادىء فريزر القائمة هلة وجود إنسان بدائى ليس عبيها أى دليل فلا هو أو غيره شاهدوا أو عايشوا ذلك الإنسان ومن ثم فالنظرية لا أساس حقيقى لها لانتفاء مبدأ المشاهدة والمعايشة كدليل على صحة النظرية
وأما مبادىء السحر وهى صناعة شبيه وايذاء الحقيقى بإيذاء الشبيه الصناعى فهو خبل لافتراق الاثنين ولو كان النظرية صحيحة ما كان هناك حروب فيكفى فقط عمل أشباه للجنود لقتلهم والمبدأ الثانى وهو التأثير بين المنفصلين كما فى طلب أثر أى فطر كما يقال العامة من إنسان كشعرة أو قطعة ملابس فهو من ضمن الخبل والوهم فلا يمكن أن تؤذى الأخر بواسطة شىء منفصل عنه
وفرق فريزر بين السحر والدين حيث قال :
" أقام فريزر في تمييزه بين السحر والدين على أساس أن الدين يشترط الاعتقاد في الكائنات الروحية أو الإلهية والأرباب، بينما يتألف السحر من الأعمال والممارسات والشعائر التي تتصل بالكائنات الأخرى (مثل الأشباح)، وهو يعتمد على عبارات وتعاويذ وصيغ كثيراً ما تكون غير مفهومة لدى الأشخاص الذين يستخدمونها أنفسهم، وذلك بخلاف الدين الذي يستخدم اللغة العادية السائدة في المجتمع الذي ينظر إليهم - السحرة - نظم ة تختلف عن نظرتهم لرجال الدين، اذ يعتبرونهم أقل مكانة وأدنى في المرتبة، وإن كان ذلك المجتمع يسخرهم (أي السحرة) لمصلحته.
- وفي النهاية يقف فريزر في صف الاتجاه الذي يرى بأسبقية السحر على الدين، إذ يرى بأن السحر هو الذي مهد لظهور الدين وأن معظم الممارسات والطقوس التي تتصل بعالم الغيبيات وبالكائنات الإعجازية أو الخارقة للطبيعة هي في الأصل ممارسات وطقوس سحرية اتخذت طريقاً إلى الدين الذي نشأ تاليًا للسحر."
وأسبقية السحر للدين ليس عليها أى دليل ودليل إثباتها محال وهو احياء الموتى البدائيين فى نظر فريزر
وتناول الكاتب نظرية ابن خلدون حيث قال :
نظرية السحر والدين عند ابن خلدون
"يقول ابن خلدون (1332 - 1403) وهو مؤسس علم الإجتماع: " ونقدم هنا مقدمة يتبين بها حقيقة السحر، ذلك أن النفوس البشرية وان كانت واحدة بالنوع، إلا أنها مختلفة بالخواص، وهي أصناف، كل صنف مختص بخاصية لا توجد بالصنف الآخر، وصارت هذه الخواص فطرة وجبلة لصنفها فنفوس الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لها خاصة تستعد بها للمعرفة الربانية ومخاطبة الملائكة وما يتبع ذلك في التأثير بالأكوان. أما نفوس السحرة فلها خاصية التأثير في الأكوان (وأعتقد أن المعني هنا هو المادة أو العالم المادي) واستجلاب روحانية الكواكب للتصرف فيها والتأثير بقوة نفسانية أو شيطانية ".
وللتفرقة بين الساحر والنبي يقول ابن خلدون:" فأما تأثير الأنبياء فبمدد إلهي وخاصية ربانية ونفوس الكهنة (وربما يقصد السحرة) لها خاصية الإطلاع على المغيبات بقوى ىشيطانية، وهكذا كل صنف مختص بخاصية لا توجد في الآخر "."
بالطبع ما ينسب لابن خلدون هو مخالف لكتاب الله فالسحرة لا يؤثرون فى الأكوان ولا يعلمون الغيب فقد نفى الله عنهم الفلاح فى كل موقف فقال :
" ولا يفلح الساحر حيث أتى"
فكيف يؤثر الساحر وهو فاشل فى كل الأحوال ؟
وقارن الكاتب بين النظريات حيث قال :
"مقارنة بين النظريتين
فيما يتعلق بنظريتي السحر عند كل من جيمس فريزر و ابن خلدون نلاحظ الآتي:
1 - السحر عند فريزر مصدره بشري خالص بينما له مصدر سماوي عند ابن خلدون، حيث يتبنى النظرية الدينية المتمثلة في أن هذا السحر جاء بواسطة الملكين اللذين نزلا في بابل أو على الأقل من الشياطين والجن، وهي جميعها كائنات غير مرئية.
2 - بينما يعتبر فريزر السحر علماً زائفاً، فإن ابن خلدون يعتبره علماً حقيقياً على الأقل في بعض جوانبه ويعتمد على معرفة الكواكب وتأثيراتها وكذلك خواص الأعداد والاستعانة بالجن والشياطين"
وهذه المقارنة صحيحة ولكن ما قاله الاثنين فيه أخطاء متعددة بيناها عند نقد كل نظرية فيهما