إتباع الله ولو جلب خسارة

إتباع الله ولو جلب خسارة :
من المفروض على المسلمين إذا بلغنا من الله أمر أو نهى يجلب خسارة مادية أن يطبقوه ومن الأمثلة على هذا:
حكم الله الآمر للمسلمين أن يمنعوا الكفار من زيارة البيت الحرام وفيه قال الله :
"إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا "
فالأمر تسبب فى قلة فى الأنعام التى تهدى إلى الكعبة وفقدان بعض الدخل المالى الذى كان يجيئهم من زيارة الكفار للبلد الحرام ولذا عرف الله المسلمين أنهم إذا خافوا العيلة وهى الفقر فإن الله سيهبهم الغنى من لديه وفى ذلك قال الله:
"وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء "
إذا فالحكم الإلهى يطبق دون التفكير فيما يجىء من خلفه من فائدة أو أذى دنيوى وهذا التطبيق وهو التقوى والإيمان سيجلب للمؤمنين بركات الله أى فوائد الله من السماء والأرض وفى ذلك قال الله:
"لو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض "
وأما التكذيب بعدم تطبيق الأوامر والنواهى فإنه يأتى بالمصائب التى تسبب الفقر ومن أمثلة ذلك أن الله أرسل على أهل سبأ المصائب وهى سيل العرم وغير الجنتين ذات الأشجار المفيدة من الأنواع عالية الجودة والإنتاج إلى جنتين من الأثل والأكل الخمط وشىء من السدر قليل وهى نباتات ليست منافعها على نفس درجة جودة وإنتاج الأشجار التى كانت عندهم وفى هذا قال الله:
"لقد كان لسبأ آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتين ذواتى أكل خمط وأثل وشىء من سدر قليل "
وقال الله فى البلاد التى يكفر أهلها بعد اطمئنانها:
"وضرب الله مثلا قرية كانت أمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون "