القضاء الإلهى
يوجد نوعين من قضاء الله :
الأول القضاء الخلقى لمعنى أن الله إذا أراد خلق شىء يقول له كن فيكون والمقصود :
يخلقه بكلمة كن
وفى هذا قال سبحانه:
"بديع السموات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون"
وقال سبحانه :
"إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون"
وقال سبحانه :
"إنما قولنا لشىء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون"
وهذا القضاء هو :
ما نسميه القضاء والقدر والمطلوب فيه :
أن تؤمن أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ،وأن ما أخطاك لم يكن ليصيبك
والمعنى :
أنه لا يصيب الإنسان إلا ما كتبه الله وبذا طلب الله من كل مسلم أن يقول :
" قل لن يصيبنا إلا ما كتبنا الله لنا "
فالأحداث التى تحدث لنا كلها مكتوبة
إذا المطلوب أن نؤمن أن كل شىء يحدث مكتوب عند الله
ولكن السؤال :
هل المطلوب منا الرضا بما يحدث لنا ؟
من المعروف أن ما يحدث لنا فيه شر أى ضرر وفيه خير أى نفع فهل المطلوب أن نرضى بمعنى أن نسكت ولا نفعل أى شىء ؟
الإجابة هنا فى النوع الثانى من القضاء وهو القضاء التشريعى
النوع الثانى :
قضاء الله التشريعى وهو الأحكام التى أنزلها فى كتابه والتى لخصها فى العبادة حيث قال سبحانه:
" وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه"
والعبادة هى الحق وهى العدل الذى أنزله الله
بالطبع لم يطلب الله منا فى الأحكام أن نرضى بتوزيع بعضنا الأرزاق على بعض على هواه فالبعض يأخذ كثيرا والبعض يأخذ قليلا وإنما الله شرع أن الأقوات وهى أرزاق الأرض توزع بين الناس بالعدل حيث قال :
" وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين "
وأما تكثير الله الرزق وتقليله فى الشرع فهو أنه يوزعه حسب الأحكام فمثلا يكثر رزق من يجعله يرث أكثر من شخص ويكون لدى الموتى مال كثير ومثلا يكثر رزق من يجاهد بما يناله من الغنيمة فالرزق يكثر نتيجة الأحكام الشرعية ويقل حسبها
ولم يطلب الله منا أن نرضى باستمرارية المرض وإنما طلب منه التداوى وهو التشافى
ولم يطلب الله منا أن نرضى باعتداء الآخرين وإنما طلب رد العدوان حيث قال :
"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "
إذا المطلوب منا الرضا بقضاء الله بمعنى أحكام الدين وأما الفضاء المكتوب فالمطلوب منا ألا نرضى بما فيه ضرر منه وأن نغيره كما طلب الله منا إلى نفع أو صحة أو ما شابه وكله من القضاء المكتوب فى النهاية