خواطر حول تحقيقات: حادثة طريق إربد - عجلون
الكاتب هو كمال غزال وموضوع المقال رسالة من سيدة من الأردن للكاتب عن حلم حلمته وتحقق فيما بعد عن حادث تصادم سيارات وقد ابتدأ بالكلام عن رسالة السيدة حيث قال :
في 3 أبريل من عام 2010 تلقيت رسالة من مسيد المومني وهي سيدة أردنية (31 سنة) وتتعلق برؤية غريبة راودتها في نومها تعتقد أنها انعكاس لتفاصيل حادثة مرورية فعلية نشرت خبرها إحدى الصحف الأردنية وإضافة إلى موقع إلكتروني، ومما يدعو للاستغراب هو التشابه الكبير بين تفاصيل ما ورد في الحلم (على ذمة الرواي) وتفاصيل الحادثة الفعلية مما لا يترك مجالاً واسعاً لاعتبارها مجرد مصادفة، هذا وقد سبق أن نشرت إحدى التجارب التي عاشتها مسيد المومني وكانت بعنوان: "قصص واقعية: كرة ضوء غامضة"، على أية حال أترك للقارئ تحليل ما سيأتي ذكره:"
وأما حلم مسيد فقد روته حيث قالت:
"تفاصيل الحلم:
تقول مسيد المومني أنها شاهدت حلماً في 14 مارس، 2010:"صحوت قبل تمام الساعة السابعة صباحاً وعدت وغفوت لثواني معدودة ولكني شاهدت حلم سريع كنت أقف عند تقاطع للطرق في طريق بين إربد وعجلون واتممت مهمة لي في كراج للسيارات ثم توجهت إلى الشارع الرئيسي لأركب الحافلة وأذهب لمكان عملي، ركبت الباص ولكنه لم يكن من الباصات التي تعمل على ذلك المسار أصلاً إذ كان يتبع مساراً آخر بعيد، وكنت قد تفاجأت به هنا على هذا الطريق ومع ذلك صعدت إليه وبعد أن سار الباص لمسافة بسيطة (مع ان السائق لم يكن يقود بسرعة) شاهدته كما لو أنه اصطدم بحافة تل صغير وإذ بمقدمة الباص تدخل وتنهار باتجاهي، غير أنني كنت أجلس في نهاية الباص وكنت إطمئن لنفسي بأن الإصطدام لن يطالني ولكنه بقي يتقدم إلى أن انقلب الباص واصيبت قدمي اليمين فنزلت بهدوء من الباص ولم تكن الإصابة بليغة فهي مجرد رض بسيط"
وقد قرأت مسيد خبر الحادث بعد حلمها فى اليوم التالى :
وتضيف مسيد المومني:" لم اهتم للحلم حيث كنت اعتقد أنه رؤيا عابرة إلى أن سنحت لي فرصة قراءة خبر منشوراً في اليوم التالي في الصحف الأردنية احد المواقع الأردنية الإخبارية ويدعى المدينة نيوز"."
وأما الخبر فى الجريدة فهو حيث قال المقال:
"تفاصيل الخبر
في 14 مارس 2010 وعند الساعة 11:00 صباحاً نشر موقع المدينة نيوز الخبر التالي:
"تسبب إنقلاب باص نقل على خط إربد - عجلون بإصابة 25 شخص حالتهم العامة متوسطة حسب مصدر في مديرية الدفاع المدني في إربد". تجد رابط الخبر هنا، كما نشرت إحدى الصحف الأردنية بأن سبب الحادثة عائد إلى إنفجار في عجلة الباص وحدثت إصابات بين الركاب دون قتلى.
تحليل مقارن
لنقارن الآن ما جاء في الرؤية مع ما تحقق منها ونشر في نص الخبر:
1 - الزمان: وقعت الحادثة في صباح يوم الأحد وذلك قبل نشره عند الساعة 11:00 في موقع المدينة نيوز بينما رأت مسيد المومني حلماً عنت حادث عند حوالي الساعة 7:00 صباحاً. 2 - المكان: وقع الحادث على طريق إربد-عجلون ورأت مسيد المومني في حلمها أنها كانت في نفس الطريق بين إربد وعجلون وعلى الرغم من أن مسيد المومني تقطن في قرية صغيرة واقعة على طريق اربد- عجلون إلا أن الحادث وقع في منطقة بعيدة نسبياً عن مكان سكنها. والمسافة بين إربد وعجلون تتطلب 40 دقيقة في الباص.
3 - طبيعة الحادث: حادث مروري، ذكرت مسيد المومني:"كما لو أنه اصطدم بحافة تل صغير" وفي الواقع كان إنفجار عجلة الباص.
4 - نوع المركبة: باص أو حافلة وهي تتطابق بين الحلم واحادث الفعلي. وتذكر السيدة مسيد المومني أنها حافلة لنقل الركاب وتحققت أيضاً أنها تتبع مساراً غير الذي كانت تسير عليه في ذلك اليوم. كما في رؤاها.
5 - مكان الصدمة: لاحظ من الصورة المنشورة للباص والجهة التي تلقت الضرر الأكبر، وهي تقع عند الجانب الأيمن من الباص من دون أن تتأثر المقاعد الأخيرة في الباص، وقارنه مع ما ذكرته السيدة مسيد المومني في منامها حيث ذكرت بأنها تلقت إصابة عند قدمها اليمنى!، ولكن كانت في مأمن نسبياً لجلوسها في نهاية الباص!!، فهل إصابة القدم اليمنى في الحلم إشارة إلى الضرر الذي تلقاه الباص في جانبه الأيمن؟!
وأخيراً ... ذكرت مسيد المومني بأنها لا تملك سيارة وليست من الاشخاص الذين يعطون اهمية للسيارات وصيانتها والغريب انها قامت (في حلمها) بتنظيف الكراج وكنسه وبعد أن رتبته تركته ومشت لتلحق بالباص إلى مكان عملها (يوم الأحد الذي يصادف أول ايام العمل في الأردن)، ولدى سؤالها عن صلتها بأحد الركاب الذين وقعت لهم الحادثة المذكورة قالت:" لم يحدث وفيات ولكن كان هناك اصابات طالت بعضاً من الـ 25 راكباً وقد تحريت عن الأمر لعلي أجد بين أسماء الركاب الذين استقلوا الحافلة شخصاً يمت لي بقرابة او على معرفه بي فلم أجد! ""
والحقيقة أنه ليس شرطا فى الحلم أن يكون صاحب خفى الحلم فنحن نحلم بالموات ومع هذا ليس لهم وجود حالى فى دنيانا ويكون تفسير الحلم هو :
أن تأتى سيرة واحدة منهم على لسان أى شخص يصادف الإنسان وقد يكون الميت واحد حى
وكل ما حلمت به مسيد هو قراءة الخبر فى الجريدة فهذا تفسيره