خواطر حول مقال بدون طعام وشراب طوال 70 عاماً!
الكاتب هو كمال غزال وموضوع المقال أكذوبة هى أن واحد من البشر عاش سبعين سنة دون تناول طعام أو شراب وتناول الكاتب فى الابتداء أن العلم الحالى أثبت أن الإنسان قد يعيش حوالى شهرين بدون أكل حيث قال :
"كم يوماً يستطيع أن يبقى الإنسان دون طعام أو شراب؟ تظهر السجلات أن 50 يوماً هو متوسط بقاء الإنسان على قيد الحياة من دون طعام، وأطول فترة تحمل سجلت هي 74 يوماً"
وحكى لنا الكاتب حكاية هندى عاش بدون طعام أو شراب سبعين سنة حيث قال :
"لكن في الآونة الأخيرة تناولت العديد من وسائل الإعلام خبر مسن هندي (77 عاماً) اسمه (بريهالد جاني) حيث زعم أنه بقي على قيد الحياة من دون طعام أو شراب طوال 70 عاماً متواصلة وذلك منذ أن كان في السابعة من عمره مما لفت أنظار الجيش الهندي الذي أخضع حالته الفريدة للفحص والدراسة. يمكث (بيرهالد) الآن في مستشفى يقع في ولاية غورجارات في مدينة أحمد أباد حيث يخضع للمراقبة عن كثب من قبل فريق من الأطباء منذ 6 أيام دون شراب أو طعام.
حالة فريدة
من الغريب أن نتائج الفحوصات لم تأتي بأية آثار على الجوع أو التجفاف Dehydration ، ويواصل الأطباء مراقبة حالة جاني لمدة 15 يوماً آخرى، حيث يتوقعون أن تظهر عليه خلالها مظاهر جفاف خطيرة ونقصان في الوزن وإرهاق يليه فشل الأعضاء. كما أقر طبيب هندي متخصص بدراسة الأشخاص الذين يمتلكون قدرات خارقة Supernatural بحالته الفريدة ويظن الباحثين أن لدى جاني شيئاً ما في جسده غير موجود في الآخرين، ووفقا لشاه سودهير الدكتور الذي فحصه في عام 2003 أمتنع الكهل عن الطعام والماء لمدة عشرة أيام، قام جسمه بإعادة امتصاص البول الذي تشكل في مثانته، وهو ما شكك فيه البعض بعد أن انخفض وزن جاني قليلاً بعد نهاية التجربة. وقال أحد المختصين: "إذا صحت مزاعم، فسيكون هذا اختراقاً للعلوم الطبية .. سيمكننا من مساعدة البشر أثناء الكوارث الطبيعية."
قوة الإعتقاد:
زعم بيرهالد أنه غادر منزله في عمر 7 سنوات ليعيش كناسك متجول في منطقة راجستان أو ما يطلق عليه سادهو Sadhu ( رجل مقدس بنظر الهندوس). ويجدر بالذكر أن هناك اعتقاداً ينتشر في الهند يسمى أينيديا Inedia أو البريثارية Breatharianism ويعرف بأنه أنها القدرة على الاستمرار دون طعام أو حتى شراب وأن هذه القدرة ممكنة فقط إن اعتمد الجسم على البرانا Prana وهي القوة الحيوية في الاعتقاد الهندوسي أو الطاقة المستمدة من ضوء الشمس بحسب رأي بعض المؤمنين. ويعتقد بيرهارد بأنه استمر بالبقاء حياً على هذا المنوال بسبب جرعة سحرية أغدقتها الآلهة فيه."
والموضوع كله اشاعة تناقلتها الصحف دون عودة حتى للمذكورين فيها أو حتى التحقق من كونهم موجودين وتناول الكاتب رأى المكذبين للحكاية حيث قال :
"رأي آخر
يرى البعض أن حالة (جاني) أكذوبة انتشرت وصدقها الناس، وتصف الدكتورة (جوانا ماكميلان برايس) الأخصائية والرائدة في علم التغذية أن تلك الدراسة التي يجريها الأطباء على جاني خطرة وغير مجدية، وتتساءل عن الغاية منها، هل هو لإظهار تأثير القوة الروحانية؟ حيث تقول:"حينما يجهد المرء نفسه لأكثر من أسبوع دون طعام أو شراب تبدأ عضلاته بالإنهيار وينتهي بفشل عضلة القلب الضرورية والتي تزود الطاقة إلى الدماغ ومن ثم تنشأ ذبحة قلبية تودي بحياته". وتضيف:"ربما معتقدات جاني ساعدته في التغلب على غريزة البقاء الأساسية لكنها لن تستطيع إبقاؤه حياً من الناحية الفيزيولوجية، صحيح أنه يمكن للمعتقدات الروحية أن تمده بقوة ذهنية، لكنني أعتبر القول بأن الروحانية تغني عن الماء والطعام قولاً مثيراً للسخرية، فهو بكل تأكيد يكافح كل المثيرات الفيزيولوجية القوية فيضرب الجوع في جسمه بقوة ولكن بعد عدد قليل من الأيام سيخبره دماغه أنه عليه أن يأكل وإلا سيموت "، وتعتقد ماكميلان أن جاني لن يستطيع أن يقاوم لأكثر من بضعة أيام إضافية دون ماء وتقول بأن صيامه بعث برسالة خاطئة وبأن عزمه الذي يظهره هو بالتأكيد رسالة جيدة لكنها تعتقد بأن علينا أن نستفيد من طرق أجدى من مجرد البقاء دون طعام أو ماء."
بالطبع الحكاية أكذوبة لأنها آية والمقصود معجزة وقد منع الله الأيات عن الناس منذ بعثة خاتم النبيين(ص) حيث قال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"