إضاءات حول تابوت الأمان: وسيلة لتجنب الدفن حياً
الكاتب هو كمال غزال وقد تناول فى بداية المقال أن الناس قديما كانوا يفعلون أمورا للتأكد من موت الميت كضربه على الوجه والنداء عليه كثيرا حيث قال :
"فيما مضى كانت الوسيلة الوحيدة للتأكد من أن الشخص قد فارق الحياة فعلاً هو ضربه على وجهه والصياح به مراراً وتكراراً لعله يستيقظ من غيبوبته أو سماع ضربات قلبه، فإذا لم يصدر عنه أي رد فعل فسيتم إجراء مراسم الجنازة والدفن ببساطة."
والكاتب يعتبر القدامى متخلقين علميا مع أن الإنسان الأول كان أعلم الناس كما قال سبحانه :
" وعلم آدم الأسماء كلها"
وأما حديثا فهناك شروط للتحقق من حدوث الموت فعلا فى الطب وهو قوله حيث قال :
"لكن في يومنا هذا يلتزم الأطباء بتعريف وشروط الموت السريري، ورغم ذلك تبقى حالات نادرة لا يمكن معها تأكيد موت الشخص فعلياً رغم إتخاذ هذه الإجراءات "
وتناول الكاتب أن فى بعض الحالات يعجز الأطباء نتيجة خطأ منهم أو خطـ من أجهزتهم فيقررون موت الحى وتكررت حكاية دفن الأحياء باعتبارهم موتى ومن ثم لجأ البعض لاختراع ما يسمى بتابوت الأمان وهو قوله حيث قال :
"وعبر الزمن لوحظت حالات عديدة على إستيقاظ المدفون وهو في التابوت ويدل على ذلك آثار خدوش على أطراف التابوت بعد محاولاتت يائسة للخروج من هذا الصندوق، وقد سجل (ويليام تيب) هذه الحالات في أواخر القرن التاسع عشر حيث أحصى 219 حالة لأشخاص ظن الناس خطأ أنهم متوفون وهم في التابوت قبل موعد دفنهم، كما أحصى 142 حالة لأشخاص استفاقوا بعد دفنهم أحياء.
ولهذا فكر بعض الأثرياء وخصوصاً أولئك المصابين برهاب الأماكن الضيقة أو المغلقة Claustrophobia باستخدام "توابيت الأمان"، وذلك لتفادي مشكلة الدفن حياً وهي لم تعد متوفر في يومنا هذا مع الأسف."
ووصف الكاتب التابوت حيث قال :
تابوت الامان Safety Coffinsفي هذه الطريقة يوضع الشخص الذي اعتقد الناس أنه متوفى في التابوت وفي باطن الأرض وذلك على عمق 6 أقدام تقريباً (180 سنتمتر)، ويكون هناك قضيب مفرغ على الأرض ولكنه متصل في التابوت المدفون بحيث يخترقه ويكون قريباً من متناول الشخص المدفون وهكذا يتمكن الشخص المدفون في حال استيقاظه من رفع علم أو حتى قرع جرس.
كما بإمكانه تنفس الهواء من خلاله، وبعد انقضاء 42 ساعة بدون إشارة (رفع علم أو قرع جرس)، يتأكد أقارب المتوفى ومعارفه من موته المحتم.
وهناك نوع من توابيت الامان يدعى تابوت تيبرغر والمجهز بجرس كإشارة في متناول الشخص المدفون حياً حيث يربط حبل حول رسغ المتوفى افتراضياً فإذا نهض اهتز الجرس.
ومما ساهم في ازدياد الطلب على توابيت الأمان في تلك الفترة هو تفشي وباء الكوليرا في القرنين الـ 18 و 19، والازدياد الكبير لعدد الضحايا، حيث سجلت حالات عديدة على استيقاظ الكثيرين من ضحايا وباء الكوليرا بعد افتراض موتهم وهم في التوابيت، وهذا ما استوحاه الفنان أنطوان فيرتز في لوحته "
بالطبع توابيت الأمان لم تنقذ أحد لأنه لا يتواجد فى المقابر أحد فى كل الأوقات وكل المناطق ومن ثم احتمال انقاذ أحد نادر جدا
الرئيسية 
