خرافات الطيران فى الهواء والمشى على الماء
كثيرا ما كنا نسمع ونحن صغار أن الميت فلان أو الميتة فلانة طارت النعوش بهما فى الهواء وفى الأديان المختلفة قرأنا عن الذين يمشون على الماء وشاهد أفراد البعض وهم على الشاطىء يمشون فى الماء
السؤال :
هل هذه حقائق تحدث بالفعل أم خرافات تسببت فيها ظاهرة من الظواهر التى خلقها سبحانه وتعالى ؟
الإجابة :
لا أحد يطير فى الهواء و لا أحد يمشى على الماء بدون آلة ولكن حقيقة ما يحدث فى العلم ظاهرة اسمها :
الحيود الضوئى
وهذا الظاهرة ترينا ما لا أصل له أى ما لا حقيقة له
وقد ذكر الله سبحانه احدى صور الحيود الضوئى وهى :
سراب بقيعة
وهو ما يعرفونه بظاهرة السراب أو بحر الشيطان فى معتقد بعض أهل الأديان الأخرى
ظاهرة سراب بقيعة تجعل الإنسان يرى الأرض اليابسة وكأنها ماء والعطاشى يحسبونه ماء عندما يتيهون فى الفيافى والصحارى ومن ثم يسيرون خلف النظر وعندما تنتهى الظاهرة لا يجدون ماء فيموتون عطشا
وفى هذا قال سبحانه :
"والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب"
إذا العيون سليمة ولكنها ترى نتيجة اختلاف كثافة طبقات الهواء ما لا وجود له على أنه موجود
ومن ثم فظاهرة النعش الطائر تحدث خاصة عندما يتم تشييع الجنازة فى وقت الظهيرة فى الصيف أو فى جو مشمس حار حيث تحدث عملية حيود أى انكسار تجعل العين تشاهد الماشى على الأرض وكأنه طار فى الجو
الظاهرة هى خديعة بصرية خلقها فى الكون وسببها كما يقول علماء الضوء :
اختلاف درجات كثافة طبقات الجو المنخفضة
وأحيانا اختلاف كثافة مادتين كالماء والهواء فنحن نرى الملعقة إذا وضعت فى كوب الماء وكأنها انكسرت ونرى القلم إذا وضعناه فى كوب الماء وكأنه انكسر إلى قطعتين وليس على استقامة واحدة كما هى الحقيقة
نحن إذا أخرجنا الملعقة أو القلم من الكوب نجد أنها مستقيمان ليس فيهما ولكن الكسر ناتج من اختلاف الكثافة الضوئية بين الماء والهواء
وهذه الظاهرة تتكرر مع من ينظر إلى الأسماك فى البحر فهو يراها على مسافة محددة وعندما يدخل يده فى المياه يتبين له أن على هذا البعد لا توجد السمكة لأنها تتواجد على بعد أعمق مما شاهده من خلال الهواء
وهناك ظاهرة يعانى بعضنا منها نتيجة خلل ما فى الغذاء أو التمثيل الغذائى لبعض المواد فى الجسم وهى :
ظاهرة الذبابة الطائرة
فمن يعانى سوء تغذية أو خللا ما فى التمثيل الغذائى المغذى للعين يجد فى بعض أحيان أمام عين واحدة أو الاثنين ما يشبه ذبابة تذهب وتجىء ومن خلال ملاحظتى حيث أننى أعانى منها حاليا :
أنها تظهر خاصة عندما يمشى الإنسان فى ضوء الشمس الشديد أو ينتقل ما بين الظل وضوء الشمس
فهنا نرى ما لا وجود له فى الحقيقة وهو الذبابة التى لا وجود لها أساسا أمام أعيينا
ظاهرة الحيود الضوئى نتيجة اختلاف طبقات الشىء الواحد أو نتيجة اختلاف نوعي المادتين تظهر لنا الناس على الشواطىء وكأنهم يمشون على الماء بالفعل مع أنهم فى الحقيقة على أرض الشاطىء خارج الماء ومن هنا جاءت خرافة :
السير على الماء
وبالطبع هناك حاليا وقديما سير على الماء من خلال ألواح التزلج والتى يسمونهم :
ركوب الأمواج أو الركجمة وأحيانا من خلال ركوب لوح وشد مركب حديث للراكب من خلال حبل
وهذا أمر حقيقى وليس ظاهرة خداعية
ظاهرة الحيود الضوئى تظهر لنا الأشخاص من بعيد فى صورة مهزوزة فى غير مكانهم الحقيقى
وهناك رؤية لأمور أخرى تحدث نتيجة ظاهرة الحيود الضوئى فالبحارة فى كثير من الأحيان يرون جزرا على مسافة بعيدة وكلما ساروا إلى المكان لم يجدوا شىء وهى نفسها ظاهرة سراب بقيعة ولكنها العكس فبدلا من رؤية الماء يرون أرضا يابسة ومن ثم يمكن القول :
يحسبه البحار يابسة
وتتكرر الظاهرة فى أشياء أخرى حيث يرى الناس بلادا أو جبالا بأكملها مقلوبة فى الهواء وهى على الأرض لم تنتقل من مكانها نتيجة انعكاسات ضوئية حيث تنعكس صورة البلد فى البحر إلى الجو
وكلها رؤية كاذبة لا أصل لها وهى كما تحدث للفرد الواحد تحدث لجماعة كبيرة من الناس
وقد بين الله لرسوله (ص) أنه جعله والمؤمنون فى حرب بدر فى عيون الكفار عددهم قليل جدا حتى يستقل الكفار بقوتهم ولا يقدمون على حربهم بقوة وجعل المسلمين يرون الكفار قلة حتى يتجرئوا على حربهم بقوة
وفى هذا قال سبحانه:
"وإذ يريكهم إذا التقيتم فى أعينكم قليلا ويقللكم فى أعينهم ليقضى الله أمرا كان مفعولا"
وقد بين الله قدرته على إحداث النظر الكاذب فى يوم القيامة حيث يرى الإنسان الجبال جامدة ثابتة ومع هذا تسير سير السحاب فى الدنيا حتى تنسف
وفى هذا قال سبحانه:
" وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب صنع الله الذى أتقن كل شىء"
فتلك الرؤية الكاذبة هى نتيجة قدرة إلهية ولو عقل الإنسان لفهم أن الله لا يغلبه أحد فنظرك سليم ومع هذا ترى أشياء لا وجود لها فى الحقيقة ومن ثم فصحة النظر ليست دوما تدل على صحة الرؤية لأن الرؤية تتداخل فيها عدة أمور
أصحاب التفسير العلمى أرجعوا ذلك إلى :
ظاهرة الإنكسار أو الحيود الضوئى الناتجة من اختلاف كثافة طبقات المادة الواحدة أو اختلاف كثافة المادتين
وهناك أمر يجب الحديث عنه وهو :
أن بعض مهندسى الاضاءة أو من له علم بالإضاءة فى الاحتفالات الكبرى استغل علمه فى خداع الناس لجذبهم إلى دينه فظهرت مثلا صور العذراء والمسيح(ص)وبوذا وكريشنا وعلى والحسين وغيرهم فى السماء
العملية ليست معجزة لأن زمن المعجزات أنهاه الله بمنع الآيات وهى المعجزات فى عصر خاتم النبيين(ص) حيث قال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
العملية ببساطة هى نقل الصورة من على جهاز حاسوب أو ما يشبهه إلى جهاز عرض مضخم باتجاه السماء فى ليلة مظلمة
وللعلم فهذا الأمر موجود فى لعبة الكاميرا التى يشتريها أطفالنا فيجدون فيها صور متعددة للكعبة بالسعودية أو لميكى ماوس أو حيوانات فى الغابة فما عليك إلا أن تطفىء نور الحجرة وتوجه الكاميرا إلى جدار من جدران الحجرة المظلمة وسوف تظهر تلك الصورة التى تقاس بالملى فى داخل الكاميرا إلى صورة مكبرة تقاس بأكثر من عشرة سم
وهى نفسها تقنية العارض المسمى البروجيكتور أو الداتا شو وأمثالهما من مظهرات ومكبرات الصور