البدع فى كتاب الله
بدع من جذور الكلمات القليلة الورود فى كتاب الله مع أن من أشهر الكلمات المأثورة فى الخطب :
"وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار"
وقد ورد عنها الآتى فى كتاب الله :
بديع السموات والأرض :
بين الله أنه بديع أى خالق والمقصود فاطر السموات والأرض فقال سبحانه:
"بديع السموات والأرض"
وهو ما شرحه بقوله سبحانه:
"فاطر السموات والأرض "
وشرحه أيضا بقوله سبحانه:
"الذى خلق السموات والأرض"
فالبديع إذا هنا يعنى الخالق أول مرة خالق الكون من عدم كما يقال
النبى (ص) ليس بدعا من الرسل(ص) :
أمر الله رسوله (ص)أن يقول للخلق :
ما كنت بدعا من الرسل والمقصود ما كنت نوعا جديدا من الأنبياء(ص)وبكلمات أخرى:
ان محمد ليس حالة مخصوصة لم يسبق لها أنها وجدت بين الرسل (ص)وإنما هو مماثل لهم تمام المماثلة وفى هذا قال سبحانه :
" قل ما كنت بدعا من الرسل"
ابتداع الرهبانية:
بين الله أن المؤمنين برسالة عيسى كان فلو قلوبهم رهبانية ابتدعوها والمقصود :
ان المؤمنين بعيسى (ص) اخترعوا خوفانية أى خوف زائد فى نفوسهم وبكلمات أخرى زادوا أحكام على أنفسهم تقلل من التمتع بمتاع الدنيا الحلال
وهذه الرهبانية لم يكتبها الله عليهم والمقصود لم يفرضها الله عليهم
وبين أن السبب فى اختراعهم الرهبانية هو:
أنهم أرادوا بها رضوان الله
ومع أنهم هم من اخترعوها فهم لم يرعوها حق رعايتها والمقصود :
لم يقوموا بها كما اخترعوها بالضبط إلا المؤمنين منهم وأما الكثيرون فهم خالفوها كما خالفوا وحى الله وفى هذا قال سبحانه:
"ثم قفينا على آثارهم برسلنا بعيسى ابن مريم وأتيناه الإنجيل وجعلنا فى قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فأتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون"