البرء فى كتاب الله
براءة من الله ورسوله(ص) للناس:
بين الله للمسلمين أنه سيعلن براءة من الله ورسوله (ص) والمقصود سيقول أذان أى بلاغ منه ونبيه كما قال سبحانه:
"وأذان من الله ورسوله إلى الناس "وهذا لبيان أى ألاذان وهو الإعلام موجه إلى الذين عاهدوا من المشركين وهم الذين اتفقوا من الكافرين معهم على السلام بينهم وبينهم
وفى هذا قال سبحانه :
"براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين"
وكان تفسير البراءة هو الآذان والمعاهدين هم الناس والبيان يقول إن الله برىء من المشركين ورسوله ومعناه إن الله ونبيه (ص) محاربون للكفار ما عدا المعاهدين وفى هذا قال سبحانه:
"وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر إن الله برىء من المشركين ورسوله"
البراءة مما يشرك الناس:
أمر الله نبيه(ص) أن يقول للكفار إنما الخالق رب واحد وإننى برىء مما تشركون والمقصود وإننى كافر بالذى تعبدون من دون الله وفى هذا قال سبحانه:
"قل إنما هو إله واحد وإننى برىء مما تشركون"
البراءة من عمل الكفار :
طلب الله من نبيه إن كذبه الناس والمراد كفروا برسالته أن يعلن لهم التالى:
لى جزاء عملى ولكم جزاء عملكم أنتم بريئون مما أعمل والمقصود أنتم مخالفون لما أطيع وأنا برىء مما تعملون والمراد وأنا مخالف للذى تطيعون وفى هذا قال سبحانه:
"وإن كذبوك فقل لى عملى ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا برىء مما تعملون"
البراءة من الجرم:
بين الله لنبيه(ص) أن الكفار سيقولون عن القرآن افتراه محمد والمطلوب منه أن يقول للكفار :
إن اخترعته من عندى فعلى اجرامى أى جزاء عملى وأنا برىء مما تجرمون والمقصود وأنا مخالف عاص للذى تطيعون من دون الله وفى هذا قال سبحانه:
"أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلى إجرامى وأنا برىء مما تجرمون"
البراءة من عصيان المؤمنين:
أمر الله رسوله(ص) أن يخفض جناحه لمن أطاعه من المؤمنين والمقصود أن يذل نفسه لمن أطاعه من المصدقين وبألفاظ أخرى أن يجعل نفسه خادما للمصدقين به وبين الله أن المؤمنين لو عصوه أى كفروا برسالته فالواجب عليه أن يقول لهم:
إنى برىء مما تعملون والمقصود إنى مخالف لما تصنعون وبألفاظ أخرى إنى تارك لدينكم الذى تطيعون وفى هذا قال سبحانه:
"واخفض جناحك لمن تبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إنى برىء مما تعملون"
تبرئة الله لموسى(ص):
نادى الله المؤمنين ناهيا إياهم أن يصبحوا مثل الذين آذوا موسى والمراد ألا يكونوا شبه الذى أضروا موسى(ص) حيث اتهموه بتهم باطلة فكانت النتيجة أن برأه الله مما قالوا والمقصود فأظهر الرب براهينه على كذب الذى اتهموه به
وهذا معناه أنه يطلب من المؤمنين ألا يتهموا محمد(ص) كذبا بما اتهمت به كفار بنو إسرائيل موسى(ص) وفى هذا قال سبحانه:
"يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين أذوا موسى فبرأه الله مما قالوا"
براءة المسلمون والمسلمات :
بين الله أن الطيبات للطيبين والمراد أن المسلمات زوجات للمسلمين وفسر هذا بأن الطيبون للطيبات والمقصود أن المسلمون أزواج للمسلمات والسبب أنهم مبرءون مما يقول الكفار عنهم والمعنى أنهم طاهرون من التهم الباطلة التى يرميهم الكفار بها وفى هذا قال سبحانه:
"والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون "
البراءة من الرمى:
بين الله أن من يكسب خطيئة وفسرها بأمن يعمل إثما والمقصود من يرتكب جرم من الجرائم ثم يرم به بريئا والمقصود يتهم به طاهرا من عمل الجرم فقد وضعه على نفسه البهتان وهو الإثم العظيم والمقصود جعله عقابه النار الكبرى وفى هذا قال سبحانه:
"ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا"
براءة هود (ص) مما يشرك قومه :
بين الله أن عاد قالت لهود(ص) ما أتيتنا ببرهان وما نحن بمبتعدين عن أربابنا بسبب قولك أنهم ليسوا أرباب وما نجن لك بمصدقين إن نقول إلا أصابك بعض أربابنا بجنون فكان رده عليهم إنى أشهد الله وأشهدكم والمراد إنى مخالف للذى تطيعون من سوى الله وهذا معناه أنه ترك عبادة كل آلهتهم عدا الله وفى هذا قال سبحانه:
"قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركى آلهتنا عن قولك وما نحن لك مؤمنين إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إنى أشهد الله إنى برىء مما تشركون من دونه واشهدوا إنى برىء مما تشركون من دونه "براءة إبراهيم(ص) مما يعبد قومه:بين الله أن إبراهيم(ص) قال لشعبه ومن ضمنه والده آزر :إننى براء مما تعبدون إلا الذى فطرنى والمقصود إننى عاص للذى تطيعون إلا الذى خلقنى فقط فأنا أطيعه وفى هذا قال سبحانه :" وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إننى براء مما تعبدون إلا الذى فطرنى"وبين الله أن إبراهيم(ص) والمؤمنين معه وهو لوط(ص) فقط قالوا لشعبهم:إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله والمقصود إنا معتزلون لكم وللذى تدعون من سوى الله كما قال"وأعتزلكم وما تدعون من دون الله "والمعنى أنهم أعلنوا تركهم طاعة الكفار وطاعة دينهم الضال وفى هذا قال سبحانه:"قد كانت لكم أسوة حسنة فى إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله" براءة إبراهيم(ص) من والده:بين الله أن دعاء إبراهيم (ص) لوالده آزر بالغفران كان سببه أنه وعده قبل أن يعرف حرمة الاستغفار للكفار أن يستغفر له فلما تبيت له والمراد فلما أيقن لأنه كاره لله تبرأ منه والمراد اعتزله أى ترك طاعته لأنه يأمر بالكفر وليس معناه التبرؤ من نسبه أى القول أنه ليس ابنه كما هو شائع فى أوساط العامة وفى هذا قال سبحانه :"وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه" البراءة من آلهة قوم إبراهيم(ص): بين الله أن إبراهيم لما شاهد الشمس ظاهرة قال هذا خالقى فلما غابت عن نظره قال للناس يا شعلى إنى برىء مما تشركون والمراد إنى مخالف للذى تعبدون والمقصود معتزل للذى تتبعون من دون الله وفى هذا قال سبحانه:"فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربى هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إنى برىء مما تشركون"
إقرار امرأة العزيز أنها ليست بريئة :
بين الله أن امرأة العزيز عندما حضرت عند الملك لبيان براءة يوسف(ص) قالت الحقيقية والسبب كما قالت :
ذلك ليعرف يوسف(ص) أنى لم أكذبه فى غيابه وإن الله لا ينجح مكر الكاذبين وما أزكى نفسى والمفصود ما أريد أن أشكر نفسى إن النفس لموصية بالشر إلا ما رحم ربى أى إلا من نفع إلهى إن إلهى عفو نافع وفى هذا قال سبحانه:
" ذلك ليعلم إنى لم أخنه بالغيب وإن الله لا يهدى كيد الخائنين وما أبرىء نفسى إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى إن ربى غفور رحيم"
إبراء الأكمه والأبرص:
بين الله أن المسيح(ص) قال لقومه:
وأبرىء الأكمه والأبرص والمراد وأشفى الأعمى والمصاب بالبقع فى جلده وفى هذا قال سبحانه:
" وأبرىء الأكمه والأبرص"
براءة الشيطان من الإنسان :بين الله أن مثل المنافقين وأهل الكتاب المحاربين للمسلمين كشبه الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر والمراد عندما قال للفرد كذب إنى برىء منك إنى أخاف الله رب العالمين وحى الله فلما كذبه قال الشيطان إنى معتزل لك إنى أخشى الرب خالق الجميع وهذا شبه ترك المنافقين لليهود لما حوربوا وطردوا دون نصر وفى هذا قال سبحانه:"كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إنى برىء منك إنى أخاف الله رب العالمين"براءة الشيطان عند تلاقى الفئتين:بين الله أن الشيطان وهو هوى النفس زين أعمالهم والمراد جعل أعمال الكفار السيئة صالحة فى ظنهم وقال الهوة لهم :لا منتصر عليكم اليوم من المسلمين وإننى ناصر لكم وعندما تلاقت الفئتين والمعنى وعندما تقابل الفريقان فى القتال قال هوى النفس لكل منهم :إنى معتزل لكم والمراد أنا عدو لكم إنى أعرف الذى لا تعرفون إنى أخشى عذاب الله وفى هذا قال سبحانه:" وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإنى جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إنى برىء منكم إنى أرى مالا ترون إنى أخاف الله"براءة الأتباع من المتبوعين فى النار:
بين الله أن الذين اتبعوا وهم الذين أطاعهم الصغار قد تبرأوا من الذين اتًبعوا والمقصود قد تخلوا عن الذين أطاعوهم وبألفاظ أخرى كذبوهم فى زعمهم أنهم كانوا يعبدونهم وفى هذا قال سبحانه:
"إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا "
تمنى الأتباع التبرؤ من المتبوعين:
بين الله أن الذين اتبعوا وهم الذين أطاعوا كبارهم قالوا لو كان لنا عودة للحياة الدنيا لتخلينا عن السادة كما تخلوا عنا فى الآخرة وبألفاظ أخرى لو لنا بعث للدنيا سنكذبهم كما كذبونا وفى هذا قال سبحانه:
"وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا"
الغواة والبراءة :
بين الله أن الذين حق عليهم القول والمقصود أن الذين صدقت فيهم كلمة العذاب قالوا إلهنا هؤلاء الذين أضللنا أضللناهم كما ضللنا تبرأنا إليك والمراد أخلصنا لك ما كانوا إيانا يعبدون والمراد يطيعون وخلاصة القول أن الآلهة المزعومة تنفى أن الناس كانوا يتبعون إياهم وفى هذا قال سبحانه:
"قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون"
الله البارىء:
بين الله أنه هو الخالق البارىء وهو الخالق المصور وهو المشكل للخلق وفى هذا قال سبحانه:
"هو الله الخالق البارىء المصور "
التوبة للبارىء:
بين الله أن موسى (ص) قال لأهله :يا أهلى إنكم أهلكتم أنفسكم بعبادتكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم والمراد فعودوا إلى دين الله فاذبحوا بعضكم ذلكم أحسن لدى خالقكم وخلاصة الكلام أن طريقة التوبة من عبادة العجل هى ذبحهم لبعضهم البعض وليس هناك أحسن من هذه التوبة حيث يدخل القاتل والمقتول الجنة بعد موتهما وفى هذا قال سبحانه:" وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم "
العلم بالشىء قبل برئه:
بين الله أن ما حدث من حادث فى الأرض ولا فى ذوات الناس إلا هو مسجل فى سجل هو الكتاب المبين من قبل أن نبرأه والمقصود من قبل أن نخلقه فى وقته المحدد وخلاصة القول أن الله يعلم بكل شىء قبل حدوثه وفى هذا قال سبحانه:
"ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها"
خير البرية :
بين الله أن الذين أمنوا وهم الذين صدقوا حكم الله وعملوا الصالحات والمراد وفعلوا الحسنات هم خير البرية أى أفضل الناس ثوابهم لدى الرب فى الآخرة جنات تجرى من تحتها الأنهار والمراد حدائق عدن وفى هذا قال سبحانه :
"إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن"
شر البرية :
بين الله أن الذين كفروا وهم الذين كذبوا حكم الله هم أهل الكتاب والمشركين كلهم فى نار جهنم والمراد فى عذاب الجحيم خالدين فيها والمقصود مقيمين بها دائما أولئك هم شر البرية والمراد أوساخ الدواب وفى هذا قال سبحانه:
"إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها أولئك شر البرية