الحرث فى كتاب الله
إرادة حرث الدنيا والآخرة:
بين الله أن من كان يريد حرث الآخرة والمقصود أن من كان يرغب فى جنة القيامة وبألفاظ أخرى أن من كان يعمل لدخول جنة القيامة نزد له فى حرثه والمقصود نضيف إلى أجر عمله والمراد العمل بعشر حسنات أو أكثر وأما من كان يريد حرث الدنيا والمقصود وأما من كان يشتهى لذائذ وهى متاع الأولى نعطه من متاعها
وفى هذا قال سبحانه:
"من كان يريد حرث الآخرة نزد له فى حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها "
حرث الناس للنبات:
سأل الله الناس أفرأيتم ما تحرثون والمقصود أعلمتم الذى تضعون فى التربة هل تنبتونه أم نحن المنبتون؟
والهدف من القول تعريف الناس أن ما يبذرونه فى الأرض من بذور النباتات لا يقدرون خلقه وإخراجه والله وحده هو القادر على ذلك
وفى هذا قال سبحانه:
"أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون "
حب الناس الحرث:
بين الله أنه حبب للكفار أخذ اللذات من النساء وهى الإناث عند الجماع والبنين وهم الأولاد والمراد الصبيان والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والمقصود حب المال ،والأنعام والحرث والمراد شهوة الأكل من الأنعام هى الحيوانات والحرث وهو النبات فأكل الناس من واحد من الاثنين أو هما معا
وفى هذا قال سبحانه:
"زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث"
النساء حرث للرجال:
بين الله للمسلمين أن النساء والمقصود الزوجات حرث لهم والمقصود سكن لهم وبألفاظ أخرى لباس لهم وواجبهم هو أن يأتوا حرثهم وهو لباسهم وهو سكنهم كيف أرادوا عند الجماع
وفى هذا قال سبحانه:
"نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم "
سقى البقرة الحرث:
بين الله أن موسى (ص)رد على سؤال قومه عن البقرة فقال:
إنها بقرة ليست من بقر العمل فهى لا تحرث التربة بشق الخطوط وتسويتها ولا تسقى الحرث والمقصود ولا تروى النباتات وبألفاظ أخرى لا تدير أداة الرى كى تروى الزرع
وفى هذا قال سبحانه:
" قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث "
حكم الوالد والولد فى الحرث:بين الله أن داود(ص)وسليمان (ص)كان الله بقضاءهم عالم حين يحكمان فى الحرث حين نفشت فيه غنم القوم والمقصود حين يقضيان فى الزرع وهو النبات المزروع بيد الناس حين أفسدت فيه غنم الناس وقد تحاكم الناس إلى داود(ص) فحكم داود(ص)بإعطاء الغنم لملاك الأرض المزروعة مع بقاء أرضهم معهم وعرف ابنه سليمان (ص)بالقضية فحكم بحكم أخر حيث فهم سليمان (ص) القضية أوضح من أبيه وحكمه كان أن يزرع ملاك الغنم الأرض حتى ينمو الزرع كما كان وقت الأكل ويأخذ ملاك الأرض الغنم للإستفادة منها لوقت وصول الزرع إلى ما كان عليه وقت أكل الغنم له وبعد ذلك يستر كل فريق ملكهم فمالك الزرع الزرع ومالك الغنم الغنم وفى هذا قال سبحانه:"وداود وسليمان إذ يحكمان فى الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم "الغدو صارمين على الحرثبين الله لنبيه (ص)أن الجنة التى نوى أصحابها منع الزكاة نزل عليها هلاك من عند الله وأصحابها نيام ليلا فأصبحت النبات المقطوع الذى بلا ثمر فلما صحوا من نومهم دعى كل واحد منهم الأخر فى أول النهار حيث قال : أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين والمقصود انتقلوا لمكان زرعكم وبألفاظ أخرى اذهبوا إلى حديقتكم إن كنتم جامعين للمحصول لـأخذه قبل حضور مستحقى الزكاةوفى هذا قال سبحانه: " فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين "
اهلاك المنافق الحرث:
بين الله أن المنافق إذا انصرف من عند الرسول (ص)تنقل فى الأماكن والسبب أن يظلم خلق الله فيها وشرح الله هذا بقوله أنه يهلك الحرث والنسل والمقصود يضر النباتات والحيوانات وبألفاظ أخرى يؤذى خلق الله من نبات وحيوان ومنهم البشر بعمله بغير وحى الله
وفى هذا قال سبحانه:
"وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل "
الريح المهلكة للحرث بسبب الظلم:
بين الله أن شبه ما ينفقه وهو ما يعمله الكفار فى الدنيا كشبه الريح التى فيها الصر وهى الهواء المؤذى والتى أصابت حرث قوم فأهلكته والمقصود والتى نزلت على نبات الزراع فدمرته وبألفاظ أخرى والتى نزلت على زرع ناس فحطمته والسبب فى التدمير هو أن القوم قد ظلموا أنفسهم
وفى هذا قال سبحانه:
"مثل ما ينفقون فى هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته "
تقسيمات الكفار للحرث:
بين الله أن الكفار جعلوا له مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا والمقصود أنهم اخترعوا حكم هو أن الله له من الذى خلق من الزروع والأنعام جزء فقالوا : هذا الجزء ملك لله والباقى لشفعائنا
وفى هذا قال سبحانه:
"وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا"
كما بين الله أن كبار الكفار اخترعوا حكم أخر حيث قالوا:
هذه أنعام وحرث والمقصود زرع حجر والمراد ممنوع أكلها لا يأكلها إلا من نريد
وفى هذا قال سبحانه:
"وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم "