عقاب أولو الضرر والمرضى

عقاب أولو الضرر والمرضى :
يقصد بأولى الضرر المعاقين سواء كانت الاعاقة مولود بها الإنسان أو أصيب بها بعد الولادة بسبب الجهاد أو بسبب حادثة وفيهم قال سبحانه:
"لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم"
وأما المرضى هنا فلا يقصد بهم المرضى الذين يشفون وإنما المرضى بأمراض مستمرة معهم حتى الموت وفى المرضى جميعا قال سبحانه :
"ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج"
بعض المعاقين والمرضى بأمراض مزمنة قد يرتكبون جرائم ولكن تنفيذ العقوبة فيهم قد يؤدى لموتهم مع أن العقوبة ليست نهايتها الموت كالجلد والعقوبة لا تلغى فى الإٍسلام إلا إذا تعلقت بعفو المجنى عليه كما فى جرائم القتل والجرح وبتر أو خلع الأعضاء أو إفسادها وهى جرائم نص الله على أن من حق المجنى عليه أن يقتص فيها أو يعفو وأما الجرائم التى ليس فيها عفو فلابد من تنفيذ العقاب بطريقة لا تؤدى لوفاة المضرور أو المريض بمرض مزمن
أخبرنا الله بحالة ما تم تخفيف العقاب فيها ولكن مع تنفيذ العقوبة وهى حالة زوجة أيوب(ص) فبدلا من ضربها أى جلدها مائة جلدة كل جلدة على حدة تم ضربها بمائة عصا صغيرة –أى حزمة واحدة- مرة واحدة لتقليل كمية الألم وفى هذا قال سبحانه:
"وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث"
قطعا هنا الحديث ليس عن جريمة وإنما تنفيذ لقسم أقسمه أيوب(ص) حيث خالفت زوجته أمرا ما
وبناء عليه فى الجرائم التى عقوبتها الجلد يمكن فعل هذا أو تنفيذ العقاب على عدة مرات بمعنى مثلا أن تقسم المائة جلدة على عشر مرات أو عشرين مرة أو أكثر حسب الحالة المرضية
وأما فى بعض الحالات التى عقوبتها بتر عضو أو افساده فينظر لكل حالة على حدة فمثلا من فقع عين أخر وله عين واحدة إن فقعت عمى وهو ما يؤثر على حياته تماما يتم تخيير المجنى عليه بين العفو عنه أو بين افساد عضو أخر للجانى من الأعضاء المزدوجة أو الأعضاء التى لا يؤثر افسادها على حياة المضرور كقطع أذنه مثلا ومثلا من يعيش بكلية واحدة وأفسد كلية أخر يخير هو الأخر فى عضو أخر وهكذا وهذا من باب منع الحرج وهو الأذى الأعظم عن المجنى عليه كما قال سبحانه :
"وما جعل عليكم فى الدين من حرج