الشجر في كتاب الله
شرح الله أنه قال لآدم (ص) وزوجته :
ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين والمقصود ولا تأكلا من النبتة فتصبحا من الكافرين وبألفاظ أخرى لا تتناولا من هذا الشجرة ثمرة فتصبحا من العصاة
قال سبحانه :
"ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين"
وكرر الله شرح نفس الأمر والنهى فقال لآدم(ص):
يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة والمقصود أقم أنت وامرأتك فى الحديقة فكلا من حيث شئتما والمقصود فاطعما من حيث أردتما ولا تقربا هذه الشجرة والمقصود ولا تأكلا أى لا تتناولا من ثمر هذه النبتة وفى هذا قال سبحانه:
"ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة"
وشرح الله أن الشيطان والمقصود شهوة النفس قالت:
ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة والمقصود ما منعكما إلهكما عن أكل ثمر هذه النبتة إلا أن تكونا ملكين والمقصود حتى لا تصبحا من الملوك وهو أن يكونا من الخالدين وهم الباقين لا يموتون وفى هذا قال سبحانه:
" وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين "
شرح الله للناس أن الشيطان والمقصود شهوة النفس قاسمهما والمقصود حلفت فقالت :
إنى لكما من الناصحين أى المخلصين
فدلاهما بغرور والمقصود أوقعهما بحيلة وقد أطاع الأبوين فذاقا الشجرة أى فأكلا من ثمر النبتة فبدت لهما سواءتهما والمقصود ظهرت للأبوين عوراتهما المغطاة فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة والمقصود فاستمرا يقطعان من ورق النباتات ويرميان على جسدهما من أوراق شجر الجنة وهى الحديقة حتى يغطيا العورات وفى هذا قال سبحانه:
"وقاسمهما إنى لكما من الناصحين فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سواءتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة"
وشرح الله أن الشيطان وهو الشهوة الضالة وسوست والمقصود حسنت له السوء فقالت :
يا أدم هل أدلك والمقصود هل أرشدك إلى شجرة الخلد وهى ثمرة البقاء وملك لا يبلى والمقصود وحياة لا تنتهى
وفى هذا قال سبحانه:
"فوسوس إليه الشيطان قال يا أدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى"
أنواع الشجر :
سأل الله رسوله(ص)ألم تر كيف ضرب الله مثلا والمقصود هل لم تعرف كيف قال الله تشبيها هو كلمة طيبة كشجرة طيبة والمقصود قول نافع كنبات نافع أصلها ثابت والمقصود جذرها سليم وفرعها فى السماء والمقصود غصونها فى الأعلى تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها والمقصود تثمر ثمرها كل فترة بأمر خالقها ؟
وفى هذا قال سبحانه:
"ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها"
وشرح الله أن الكلمة الخبيثة وهى القول الباطل يشبه الشجرة الخبيثة وهى النبات المؤذى الذى اجتث من فوق الأرض والمقصود الذى اقتلع من على الأرض ما لها من قرار والمقصود ما لها من دوام
وفى هذا قال سبحانه:
"ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار"
الشجرة الملعونة:
شرح الله لنبيه(ص) أن الرؤيا وهى الحلم الذى أريناك والمقصود أشهدناك وهو حلم دخول مكة مع المسلمين ليست سوى فتنة للناس والمقصود اختبار للبشر وبين له أن الشجرة الملعونة وهى النبتة المؤذية الثمار فى القرآن
والشجرة وهى النبتة الملعونة تعنى أنها تضر الكفار وليس هى التى تؤذى وفى هذا قال سبحانه :
" وما جعلنا الرءيا التى أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة فى القرآن"
شجرة طور سيناء:
شرح الله للناس أنه أنبت بالماء شجرة تخرج من طور سيناء والمقصود أخرج بالماء نبات الزيتون ينبت من أرض سيناء وهذه النبتة تعطى الناس الدهن وهو الزيت وتعطى الصبغ للآكلين وهو الطعام للطاعمين وفى هذا قال سبحانه:
"وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين"
الشجرة المباركة:
شرح الله أن نوره وهو دينه مثل والمقصود شبه مشكاة فيها مصباح والمقصود طاقة فيه منير والمقصود مكان داخل حائط به شىء يخرج ضوء وهذا المصباح المنير فى زجاجة وهذه الزجاجة تشبه الكوكب الدرى وهو النجم المتتالى النور وهذا الكوكب الدرى يوقد من شجرة والمقصود يضاء من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية والمقصود فى وسط الكوكب تماما وهذه الشجرة وهى النبتة زيتها وهو دهنها يكاد يضىء ولو لم تمسسه نار والمقصود يريد ينير الموضع حتى ولو لم تلمسه شعلة نار وفى هذا قال سبحانه:
" مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح فى زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار"
الشجرة في البقعة المباركة:
شرح الله أن موسى (ص)لما أتاها والمقصود لما وصل عند الشجرة نودى والمقصود أوحى له من شاطىء الواد الأيمن والمقصود من جهة المكان الأيمن المقدس طوى فى البقعة المباركة من الشجرة والمقصود عند المكان المقدس حول النبتة فسمع موسى (ص)الوحى :
أن يا موسى (ص)إنى أنا الله رب العالمين والمقصود إنى أنا الإله خالق الكل وفى هذا قال سبحانه:
فلما أتاها نودى من شاطىء الواد الأيمن فى البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إنى أنا الله رب العالمين"
شرح الله لنبيه (ص)أنه رضى عن المؤمنين إذ يبايعونه تحت الشجرة والمقصود أنه قبل من المصدقين بحكمه عهدهم إذا يعاهدونه على القتال أسفل الشجرة التى كان موجودا تحتها وقد علم ما فى قلوبهم والمقصود وقد عرف الله الذى فى نفوسهم وفى هذا قال سبحانه:
"لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما فى قلوبهم"
تحويل الشجر لآقلام:
شرح الله أن لو أن ما فى الأرض من شجرة والمقصود نبتة أقلام والمقصود تحول الذى فى الأرض من نباتات إلى أقلام وهى ادوات الكتابة والبحر تحول لحبر والمقصود مداد يمده والمقصود يزيده ماء سبعة بحار حبرا لكان الواقع هو انتهاء الأقلام والمداد من الوجود وما نفدت كلمات الله والمقصود وما انتهت إرادات الله وفى هذا قال سبحانه:
"ولو أنما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله"
الشجرة الفتنة:
استخبر الله:
أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم والمقصود هل الجنة أحسن نفعا أم نبتة الزقوم ؟
وشرح أنه جعل أى خلق شجرة وهى نبتة الزقوم فتنة للظالمين والمقصود ضرر يوجع الكافرين
وفى هذا قال سبحانه :
"أذلك خيرا نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين "
وشرح الله أن شجرة وهى نبات الزقوم تخرج فى أصل الجحيم والمقصود يطلع فى أرض النار وطلعها والمقصود وثمرها كأنه رءوس الشياطين والمقصود وثمرها يشبه شعور الكفار وهم آكلون والمقصود طاعمون من ثمار الزقوم فمالئون منها البطون والمقصود فمعبئون منها الأجواف وبعد ذلك لهم بعد الأكل شوبا من حميم والمقصود كوب شراب من الغساق
وفى هذا قال سبحانه:
" إنها شجرة تخرج فى أصل الجحيم طلعها كأنه رءوس الشياطين فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم"
شرح الله أن شجرة وهى نبات الزقوم وهو الضريع هو طعام الأثيم والمقصود أكل الكافر فى النار وثمر الزقوم يشبه المهل يغلى فى البطون أى يقطع الأمعاء والمقصود يحرق فى الأجواف كغلى الحميم والمقصود كحرق الغساق وهو السائل المغلى
وفى هذا قال سبحانه:
"إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلى فى البطون كغلى الحميم"
شجرة اليقطين :
شرح الله أن يونس (ص)من المرسلين وهم المبلغين للوحى إذ أبق إلى الفلك المشحون والمقصود إذا ركب فى السفينة المليئة بالركاب فساهم فكان من المدحضين والمقصود فكان من الخاسرين فى القرعة حيث خرجت عليه فقفز فى البحر فالتقمه والمقصود فابتلعه الحوت وهو مليم أى معاقب لنفسه بعد ركوبه بعد ظنه أن الله لن يقدر عليه فلولا أنه كان من المسبحين وهم المتبعين لوحى الله للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون والمقصود لبقى فى جوف الحوت حتى يوم يرجعون للحياة ولذلك نبذه بالعراء والمقصود أخرجه الله من جوف الحوت للخلاء على شاطىء البحر وكان سقيم والمقصود مريض وأنبت الله عليه شجرة من يقطين والمقصود أخرج له نبتة القرع كما يقول الناس حتى يستظل بها ويأكل من ثمارها وتحميه أوراقها من الحشرات وفى هذا قال سبحانه:
"فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين"
إنشاء الشجرة :
استنخبر الله الناس :
أفرأيتم النار التى تورون والمقصود أعلمتم الوقود الذى توقدون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون والمقصود هل أنتم صنعتم أصلها أم نحن الخالقون" ؟
نحن جعلناها تذكرة ومتاع للمقوين والمقصود نحن خلقناها آية والمقصود دليل على قدرة الله ونفع للمستعملين لها
وفى هذا قال سبحانه :
أفرأيتم النار التى تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون نحن جعلناها تذكرة ومتاع للمقوين "
الحكم في شجار المؤمنين :
أقسم الله لرسوله(ص)بنفسه فقال:
لا وربك إن الناس لا يؤمنون والمقصود لا يصدقون وحى الله حتى يحكموه فيما شجر بينهم والمقصود حتى يشركوه فى الذى تنازعوا فيه ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرج مما قضى والمقصود ثم لا يلقوا فى صدورهم بغض للذى حكم به ويسلموا تسليما والمقصود وينفذوا الحكم تنفيذا
وفى هذا قال سبحانه:
"فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرج مما قضيت ويسلموا تسليما"