بصمات على المرآة من العالم الآخر ما حقيقتها؟
الكاتب هو حسين سالم عبشل من اليمن
منذ القدم خشي الإنسان من رؤية انعكاس صورته على الماء حيث اعتقد أنه يرى انعكاس روحه، وفي الحضارات القديمة استخدم الناس النحاس المصقول كالمرايا ولم تظهر المرايا الحديثة إلا عام 1835 م عندما قام الكيميائي الألماني "يوستوس فون ليبيغ" بطلاء طبقة رقيقة من الفضة على سطح الزجاج ليصنع أول مرآة بشكلها الحالي، ومع ابتكار المرايا ساد الاعتقاد بين الناس أن المرايا هي بوابة للتواصل مع العالم الآخر وأنها تحتفظ بالأرواح في داخلها ولا زالت هناك العديد من المعتقدات والخرافات التي تدور حول المرايا حتى يومنا هذا، بل إن هناك أناس لا ينامون إلا إذا قاموا بتغطية المرآة بقطعة من القماش خوفا من تعرضهم للأذى بسبب الأرواح
ولعل من أشهر أفلام الرعب التي تحدثت عن المرايا هو فيلم الرعب الأمريكي mirrors ، الذي تم إنتاجه عام 2008 م والذي أدى فيه دور البطولة الممثل الكندي كيفير ساوثر لاند
فيلم mirrors أحد أشهر الأفلام التي تناولت موضوع المرايا
يبدأ الفلم برجل يقف متوسلا أمام المرآة التي يظهر فيها شخص يشبهه تماما ثم يقوم هذا الشخص بنحر عنقه ليسقط الرجل ميتا، ليحل مكانه في العمل بن كارسون (كيفير ساوثر لاند)، ذلك الرجل الذي فصل من عمله كمحقق في شرطة نيويورك والذي يقرر العمل كحارس ليلي في متجر ماي فلاور الذي تعرض للحريق قبل 5 سنوات ولم يتبق منه سوى مستودع توجد به العديد من المرايا، وفي أول ليلة له في المكان يلاحظ كارسون وجود بصمات أصابع على المرايا ظلت صامدة رغم محاولته إزالتها، ويجد في المكان محفظة تعود لجاري لويس حارس المتجر السابق، وفي المحفظة يجد ورقة كتب عليها إسكير
في هذه الأثناء تقوم أخت كارسون بالانتحار بشق فمها أمام المرآة، مما يجعل كارسون يتأكد من أن شكوكه حول المرآة صحيحة وأنها هي السبب فيما يحدث، فيحاول تحطيم المرايا في المتجر ولكنها لا تتحطم، فيصرخ متسائلا ماذا تريد؟ فيتشقق الزجاج ويظهر اسم إسكير، عندها يحاول كارسون حل لغز تلك الكلمة وهذا المكان، فيقوم بالنزول إلى الطابق السفلي المغمور بالمياه ليجد أرشيف الدراسات النفسية ويكتشف أن هذا المتجر قد بني على أنقاض مستشفى سانت ماثيو للأمراض النفسية، وعندما يزيح الطوب من الجدار يجد غرفة تغطي جدرانها المرايا ويوجد في وسطها كرسي يتصل بصديقه الشرطي ويطلب منه مساعدته في العثور على معلومات عن المريض إسكير، ثم يعود ليخبره أنها مريضة تبلغ 12 عام كانت قد توفيت نتيجة انتحار جماعي بذلك المستشفى، ولكن كارسون يكتشف من سجلات المستشفى أن تلك الفتاة ما زالت على قيد الحياة وأنه تم إطلاق سراحها قبل يومين من الحادثة
يرى بصمات على المرآة في هذه الأثناء تلاحظ زوجة كارسون انعكاسات غريبة في المرايا التي في منزلها فتقوم باستدعاء كارسون الذي يقوم بطلاء جميع المرايا التي في المنزل باللون الأخضر يشعر كارسون أن عائلته في خطر ويذهب للبحث عن تلك المريضة وعندما يصل إلى منزلها يخبره أخاها أنها كانت طفلة عنيفة وتم تشخيص حالتها بانفصام بالشخصية وتم أخذها إلى ذلك المستشفى حيث قام الطبيب بتثبيتها على كرسي محاط بالمرايا لكي تواجه مرضها، وعندما شفيت وعادت إلى المنزل لاحظ أهلها أشياء غريبة تظهر في المرايا الموجودة بالمنزل ولهذا قرروا إرسالها للعيش في دير قديم يمنع تواجد المرايا فيه
يذهب كارسون لمقابلة آن في الدير وهناك تخبره المرأة العجوز أنها كانت ممسوسة بروح شريرة ثم خرجت منها تلك الروح وانتقلت إلى المرآة لتجمع أرواح من تقتلهم، ورفضت العودة معه إلى ذلك المكان حتى لا تخرج تلك الروح الشريرة من جديد، ولكن كارسون يجبرها على الذهاب معه إلى غرفة المرايا أسفل المتجر، وفي هذه الأثناء تحاول الروح الشريرة اختطاف ميكي كارسون وتستميت أمه في إنقاذه وحمايته وأختهيقوم بتقييد المرأة على الكرسيوفي غرفة المرايا يقوم كارسون بتقييد المرأة على الكرسي ليبدأ المكان بالاهتزاز وتنطلق الأضواء من المرايا وتنطلق الشياطين محطمة المرايا التي يتناثر زجاجها في المكان، وتستحوذ الشياطين على تلك العجوز وتتحول إلى مسخ مرعب يهاجم كارسون الذي يتمكن في الأخير من القضاء عليها بواسطة إشعال النار في أنابيب الغاز الممتدة داخل النفق مما يتسبب في انفجار ضخم يدمر المبنى ويجعله كومة من الأنقاض، وبعد أن يهدئ المكان يشق كارسون طريقه وسط الحطام ويخرج من المبنى ليرى رجال الشرطة والإطفاء الذين جاءوا لإنقاذ المصابين ونقل الجثث، ولكن الغريب في الأمر أنه لم يلاحظه أحد منهم، ويلاحظ كارسون أن الأسماء على ملابسهم مكتوبة بالمقلوب كما هوالحال في المرآة ويتقدم وسط الشارع حتى يصل إلى زجاج أحد المباني ليرى وجهه ولكنه يكتشف أن انعكاسه لا يظهر وأيقن أنه تعرض للسحق بين أنقاض المبنى وأن روحه صارت عالقة في عالم المرآة الغامض ولا يظهر للعالم الحقيقي سوى بصمات يده على الزجاج
على عكس كثير من أفلام الرعب التي ترتبط أحداثها بقصص واقعية إلا أن هذا الفلم استوحيت أحداثه من فيلم كوري into the mirror الذي تم إنتاجه عام 2003 م، ولكن هل من الممكن أن تترك الأشباح بصماتها على الأسطح الزجاجية؟ وبعد أن قمت ببحث بسيط في محرك البحث وجدت أن هناك قصة حقيقية تشبه في بعض تفاصيلها أحداث هذا الفيلم
بصمات يد فرانسيس ليفي:
أمام النافذة التي تطل على أحد شوارع مدينة شيكاغو، جلس فرانسيس ليفي ليرتاح بعد يوم عمل شاق في إطفاء الحرائق، استغرب زملاؤه صمته وهدوءه المريب، فقد تعودوا على مزاحه وضحكاته التي كانت تملأ المكان، وعندما سأله أحدهم عن سبب صمته، وقف ليفي أمام النافذة ووضع يده عليها ثم التفت إليهم وقال بصوت حزين: ودعا يا أصدقائي، أظن أنني سوف أرحل عن هذه الحياة اليوم وما أن سمع زملاءه تلك الكلمات حتى انفجروا ضاحكين معتقدين أنه يمازحهم، وفجأة دوت صفارات الإنذار وتحرك الجميع لتجهيز المعدات وسيارة الإطفاء التي انطلقت إلى مكان الحريق، حيث كانت ألسنة اللهب والدخان تتصاعد من نوافذ مبنى كوران هال ذا الأربعة طوابق
وبينما قام بعض رجال الإطفاء بتوجيه خرطوم الماء ليطلق زخات من المياه لإطفاء النيران، قام فريق آخر بنصب السلالم وتسلق الطوابق الأربعة لكي يقوم بإخلاء الموظفين من المبنى، ومع حلول المساء انتشرت النيران إلى الطوابق العليا وصار هيكل المبنى ضعيف جدا مما تسبب بانهيار السقف ومحاصرة رجال الإطفاء تحته، وبسبب عدم توفر أجهزة التنفس فقد لقي 9 من رجال الإطفاء ومدني واحد مصرعهم، وجرح 20 آخرون، ومن بين القتلى كان رجل الإطفاء فرانسيس ليفي الذي تنبأ بموته في ذلك اليوم
بصمات فرانسيس تظهر على الزجاج!
أقيمت مراسم جنازة رسمية لرجال الإطفاء الذين ضحوا بأنفسهم لأنقاد الآخرين، وبعد التحقيق اكتشف المحققون أن الحريق الذي حدث بتاريخ 18 أبريل عام 1924 م كان بفعل فاعل نتيجة لوجود أثار وقود بالمبنى وقد ثبت تورط مدير شركة للمعدات الرياضية الذي افتعل الحريق لكي يحصل على أموال طائلة من شركة التأمين، وتمت محاكمته وعقابه، وعندما عاد رجال الإطفاء إلى مقر عملهم لاحظ أحدهم آثار يد على سطح زجاج النافذة التي وقف عندها صديقهم الراحل فرانسيس، ولكنه لم يعر الأمر أي اهتمام، ويوما بعد يوم أصبح أثار اليد واضحة ولفتت انتباه العاملين في المكان، وفيما ظن البعض أن شبح فرانسيس عاد تاركا بصمته على الزجاج، اعترض آخرون مبررين ما حصل أنها مجرد بصمات تركها فرانسيس قبل مقتله بذلك الحادث الأليم، ولحسم الأمر قام أحدهم بمحاولة محوها بقطعة قماش، ولكن الآثار ظلت على الزجاج بالرغم من محاولتهم إزالتها بالمواد المنظفة، مما أثار ضجة بين الناس وتوافد الصحفيين لتوثيق هذا الحدث الغريب، ظلت البصمة على الزجاج لمدة 20 عام حتى عام 1944 م عندما رمى صبي توزيع الصحف بصحيفة على النافذة فتحطمت في نفس التاريخ الذي توفي به فرانسيس
ألكسندر كامبل في منتصف القرن 19 عاش سكان قرية جيم ثروب حياة هادئة وكان عملهم يقتصر على استخراج الفحم من المناجم المنتشرة في مقاطعة كاربون الواقعة بولاية بنسلفانيا الأمريكية، ومع ازدياد الطلب على الفحم كونه المصدر الرئيسي للطاقة بتلك الفترة فقد اضطرت السلطات إلى جلب المزيد من العمال من خارج القرية، وكان من بينهم العديد من المهاجرين الايرلنديين الذين عملوا في ظروف قاسية في المناجم ومات العديد منهم، مما دفع الايرلنديين إلى تشكيل نقابة للمطالبة بحقوق عمال المناجم، ولكن هذه المطالب جوبهت بالرفض من ملاك المناجم مما دفعهم لتشكيل عصابة للقتل والاختطاف أطلق عليها عصابة " مولي ماجواير " وانضم إليها عدد كبير من الايرلانديين الناقمين على التمييز والظلم الذي تعرضوا له
وفي جريمة شنيعة أقضت مضجع السلطات بتلك القرية، حيث قامت تلك العصابة باغتيال كلا من جون بي جونز ومورجان باول وهما من ملاك مناجم الفحم، وبعدها قامت الشرطة باعتقال أربعة متهمين من المهاجرين الايرلنديين بعد أن تمكن أحد المخبرين من اختراق العصابة وجمع الأدلة ضدهم، وأثناء المحكمة عرضت الأدلة وأصدر القاضي أحكام بالإعدام على كلا من مايكل دويل، جون دوناهو، إدوارد كيلي وألكسندر كامبل، وتم نقلهم إلى سجن كاربون كونتيري وقضوا عدة أيام في انتظار إعدامهم
كان يرى من خلال النافذة منصة الإعدام
ومن خلال نافذة الزنزانة رقم 17 كان ألكسندر كامبل يشاهد الحراس وهم يقومون بنصب منصة الإعدام وقد تدلت من عليها المشانق، ويتحسر على حظه العاثر الذي أوقعه في هذه الورطة، فهورجل مسالم كان يملك حانة لبيع المشروبات الكحولية وقد تورط بسبب اجتماع رجال العصابة في حانته من دون علمه بحقيقتهم، وفي صبيحة 21 يونيوعام 1877 م توجه عدد من الحراس إلى الزنزانة في آخر الممر وفتح الباب ليتفاجأ الرجال الأربعة أن موعد إعدامهم قد حان، وبينما كان الحراس يقومون بتقييدهم بالأصفاد استطاع ألكسندر كامبل الإفلات منهم وقام بتلطيخ يده بالوحل من أرضية الزنزانة القذرة ثم ضرب بيده على الحائط وهويصرخ " أنتم تعدمون شخصا بريئا وسوف يلحق العار بالمدينة، هذه لطخة يد الرجل البريء ولن تزول أبدا مهما حاولتم "لم يكترث الحراس لكلامه وسرعان ما كبلوه بالأصفاد واقتادوهم إلى منصة الإعدام حيث لقوا مصيرهم المحتوم، وبالرغم من مرور السنين ومحاولة الحراس محوها بمواد التنظيف إلا أن لطخة يد ذلك الرجل ظلت على الجدار وصارت حديث الناس لسنين طويلة، وفي عام 1930 م قرر مدير السجن روبرت ال بومان إزاله ذلك الجدار الذي أصبح مزارا لسكان المدينة مما تسبب له بالإزعاج، وبعد أن قام العمال ببناء جدار آخر ظهرت لطخة اليد مجددا بعد عدة أيام بالرغم من طلاء الجدار بالجص الأبيض، وفي عام 1995 م قام الأخوان توم وبتي ماك برايد بشراء مبنى ذلك السجن القديم وحولاه إلى متحف يحكي تاريخ المدينة وظلت لطخة اليد على جدار الزنزانة رقم 17
في إحدى الليالي المقمرة توقفت سيارة على جانب الطريق المار من مدينة فيرميليون الواقعة في مقاطعة لورين بولاية أوهايوالأمريكية، ونزل مجموعة من الشباب للتخييم بين الأشجار الغابة وقضوا تلك الليلة بشرب المشروبات الكحولية واشعلوا النار للتدفئة وتجمعوا حولها وبدأ كل منهم في سرد بعضا من قصص الرعب وكان للغابة قصة أرادت أن ترويها لهم
ففي بدايات القرن التاسع عشر أقيمت دار جور للأيتام على الأرض التي تكسوها أشجار الغابة اليوم وكان الميتم يتسع لمائة يتيم، وفي أحد الأيام شب حريق ضخم في ذلك الميتم وحوصر الأطفال بداخله ولم يستطيعوا الخروج، وماتوا جميعا بعد أن تحولت أجسادهم الغضة إلى رماد بين حطام المبنى، يقال أن مدير الميتم هومن قام بإشعال الحريق حتى يحصل على أموال من شركة التأمين وهناك من يعتقد أن أحد الجيران أزعجته ضحكات الأطفال أثناء لعبهم فقرر أن يخمد أصواتهم إلى الأبد بذلك الحريق بعد الحريق أصبحت الأرض مجرد ساحة جرداء تنبعث منها رائحة الشواء رغم مرور السنين، وعندما يسدل الليل ستاره تظهر أطياف الأطفال لتلعب وتلهو بين جذوع الأشجار، وعندما شاهدها أحد شباب المخيم كاد أن يفقد صوابه من الهلع مما دفع رفاقه إلى أصطحابه إلى السيارة، وهناك أنقسم الشباب بين مصدق ومكذب لما حصل، وفجأة صرخ أحدهم عندما شاهد زجاج السيارة وقد ظهرت عليه بصمات لأيادي صغيرة يعتقد أنها تعود إلى أطفال الميتم، وغادر الجميع المكان بأقصى سرعة
يعتقد سكان تلك المنطقة أن أشباح الأطفال لا زالت تلعب بين أشجار الغابة وتقوم بترك بصمات أياديها الصغيرة على زجاج السيارات التي تتوقف في ذلك المكان"
بالطبع لا وجود لشىء مسكون فالأشباح اشباح الموتى لا ترجع للحياة باى شكل كما قال سبحانه :" وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون "وأما الجن فلا يظهرون لأحد من البشر لأن سليمان(ص) طلب ألا تعطى تلك المعجزة وغيرها من المعجزات لأحد من الرسل بعده حيث قال :" رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى"