الفهم فى كتاب الله
بين الله للرسول(ص) أن داود(ص)وسليمان (ص)كان هو لحكمهم وهو أمرهم وبلفظ أخر قضاءهم شاهد أى عارف حين يحكمان فى الحرث حين نفشت فيه غنم القوم والمراد زمن يقضيان فى قضية الزرع حين أفسدت فيه غنم بعض البشر
والمعنى أن فرد من الناس كان له زرع وكان لفرد أخر غنم فدخلت الغنم أرض الزرع فأفسدت الزرع بالأكل منه وحطمت الباقى بالسير فوقه فتحاكم الفردان إلى داود(ص)فحكم بأمر وهو كما يقال اعطاء صاخب الزرع الغنم تعويض له
وعلم سليمان (ص)بالقضية فامر بحكم مغاير وشرح الله أنه فهمها سليمان (ص)والمراد سهل له فقه الموضوع كما يجب فحكم بأمر عادل وهو أن يزرع مالك الغنم أرض الزرع حتى يكون الزرع كما كان زمن افساده ويأخذ زارع الأرض الغنم للاستفاد منها لزمن نمو الزرع إلى ما كان عليه زمن تحطيم وأكل الغنم له وبعد ذلك يأخذ كل واحد منهم ما كان له فصاحب الزرع يأخذ الزرع وصاحب الغنم ياخذ الغنم
وشرح الله أنه أتى أى أوحى لداود(ص)وسليمان (ص)حكما والمقصود علما وبلفظ أخر كتابا
وفى هذا قال تعالى "وداود وسليمان إذ يحكمان فى الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا أتينا حكما وعلما "
والغرض من القصة:
أن قاضى قد يفهم القضية كما يجب وقاض أخر قد لا يفهمها ومن ثم وجبت تشاور القضاة مع بعضهم فى القضايا التى يكون فيها خلط