خواطر حول مقال الإيمان بالقدر
المقال هو عبارة عن نقول في وجوب الإيمان بالقدر وهو :
ما كتبه الله من أحداث ومخلوقات قبل الخلق وقد نقل أن الكافر بالقدر يعيش عيشة سيئة حيث قال :
قال ابراهيم بن إسحاق الحربي أحد تلاميذ الإمام أحمد بن حنبل : " من لم يؤمن بالقدر لم يتهنى بعيشه "
و القدر لغز كبير حار فى فكه أزكياء العلم و ما وصلوا بعد الإبحار فيه إلا إلى الحيرة و كثير منهم تزندق و كثير خرج من الملة ، لأن القدر سر من أسرار الله تعالى متعلق بعلمه و بحكمته "
وتساءل حيث قال :
سؤال :
لماذا يغنى الله الفاجر السفيه و يفقر الفاضل التقى ؟؟
من أولى بالمال آلفجر الذى ينفقه على شهواته أم الفاضل الذي لو كان معه لأطعم حتى الكلاب ؟ !
و الله تعالى لا يحب الفساد . فيعطى من يفسد و يحرم الأتقياء !!
هل تستطيع حل هذا اللغز ؟
الحل :
أن الله تبارك و تعالى قدر هذا التقدير لحكمة لا تعلمها أنت ، والله تعالى أعلم حيث يجعل رسالته
فسلم بالقدر تسلم و لا تتهم ربك . . . هذا هو الملاذ
قال صلى الله عليه و سلم : " إذا ذكر القدر فأمسكوا "
القدر الحكمة منه ليست مجهولة وهى :
العدل بين الخلق
ونقل عن التالى :
و قال الشافعى:
"ومن الدليل على القضاء و حكمه بؤس اللبيب و طيب عيش الأحمق
وعن علي رضي اللهم عنهم قال كنا في جنازة في البقيع فأتى النبي صلى اللهم عليه وسلم فجلس وجلسنا معه ومعه عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه إلى السماء فقال ما من نفس منفوسة إلا قد كتب مدخلها فقال القوم يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا فمن كان من أهل السعادة فإنه يعمل للسعادة ومن كان من أهل الشقاء فإنه يعمل للشقاء قال بل اعملوا فكل ميسر أما من كان من أهل السعادة فإنه ييسر لعمل السعادة وأما من كان من أهل الشقاء فإنه ييسر لعمل الشقاء ثم قرأ ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ) .
قال سراقة : ما أجدنى أجد على العمل منى كالأن .
فالله عز وجل ربط الأقدار بالأسباب ( فهما كقاعدة البناء والبناء ) فمن نقض أحدهما هدم البناء كله .
هؤلاء الذين يقولون لو كان الله تعالى قدر لى المصيبة فلم يعذبنى !
و من يقولون لو كان الله تعالى قدر لى أن أدخل الجنة فسأدخلها و لو كنت مثل فرعون !
هؤلاء لم يفهوا ما فهم سراقه ."
وتساءل سؤالا يبين به القدر حيث قال :
أسئلة :
هل تستطيع أن تنجب ولدا دون زواج ؟
ماذا تفعل عندما تجوع ؟ ماذا تفعل عندما تمرض ؟
قال عبد القادر الجيلانى: " أدفع أقدار الحق بالحق للحق "
فالجوع - قدر من الله - فإذا أخذ بالأسباب و أكل فدفع الجوع فقد قدر الله تعالى له أن يأكل لدفع الجوع ، اذا ( دفع قدر الله بقدر الله ) .
من داهمه المرض – فهذا قدر الله – أخذ بالاسباب و أخذ الدواء ليدفع العلة – هذا ايضا من قدر الله – فدفع أقدار الحق بأقدار الحق للحق .
و الذى يخالف الدلائل العقلية القاطعة لا يكفر و لكن يتهم بالجنون كمن قال : أريد ولدا و لكن دون زواج ، و كمن قال إذا قدر لى الله دخول الجنة فسأدخلها دون عمل حتى لو كنت مثل فرعون و هكذا .
و قد قال العلماء : " يصلح الإحتجاج بالقدر عند ارتفاع اللوم أما مع بقاء اللوم فلا :
فمثلا :
أن يعتدي بعض السفهاء على رجل بالسب و الضرب فيصبر و يقول : " قد قدر الله على ذلك بذنب ارتكبته . . . " فهذا غير ملوم و يصلح احتجاجه بالقدر .
أما من زنا ثم قال : " قد قدر الله على ذلك و لو شاء لمنعنى " فهذا ملوم و لا يصح له الاحتجاج بالقدر .
فلا بد من الإيمان بالقدر مجملا مع الأخذ بالاسباب لأن الله تعالى ربط الأقدار و الأسباب معا .
أقول قولى هذا و استغفر الله لى ولكم"
بالطبع القدر مجهول ومن ثم لا يعلمه أحد ومن ثم فالأنسان مخير فيما يعمل لأنه لو علم من الله ما يعمل لكان مسيرا ولكنه طالما يجعل فهو مخير وفى النهاية هو ينفذ ما كتبه الله بإرادته
وأما حكاية الأخذ بالأسباب فهى اختيار أخر بين عدم العمل بها او العمل بها فهى من ضمن حرية الإرادة الإنسانية كما قال سبحانه:
ط فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "