الاقتداء والفهم الخاطىء
الاقتداء فى المفهوم العام هو أن نسير على خطى فلان أو علان دون أى نظر لشىء أخر
هذا المفهوم يصححه قوله سبحانه وتعالى :
" أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده"
هنا الآية حددت بمن نقتدى وهم :
الذين هدى الله ومن ثم فلا مجال للاقتداء بغير مسلم فى أى مجال من مجالات الحياة
وحددت أيضا نوع القدوة وهو :
هدى الذين الذين هداهم الله والمراد :
الوحى الذى أنزله الله على أولئك الصالحين
وحتى لو تساهلنا فى المعنى فالمراد أن نقتدى بالمهديين فى هداهم وهو طاعتهم لأحكام الله
ومن ثم عندما نقول أن نقتدى بالرسل (ص) فمعنى هذا أن نتبعهم فى الأعمال الصالحة لأن لكل منهم ذنوب فآدم (ص) عصى أمر الله كما قال تعالى ""ولقد عهدنا إلى أدم من قبل فنسى"
وموسى(ص) قتل نفسا واستغفر الله أى تاب إليه وفى هذا قال تعالى "ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذى من شيعته على الذى من عدوه فوكزه فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين قال رب إنى ظلمت نفسى فاغفر لى فغفر له إنه هو الغفور الرحيم قال رب بما أنعمت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين"
ويونس (ص) ظن ظنا خاطئا فى الله وهو عدم قدرته عليه ثم تاب إليه وفى هذا قال تعالى :
"وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى فى الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين"
ونوح (ص) طلب من الله طلبا خاطئا وهو ادخال ابنه الجنة لكونه من أهله ثم تاب واستغفر إلى الله وفى هذا قال سبحانه""ونادى نوح ربه فقال رب إن ابنى من أهلى وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إنى أعظك أن تكون من الجاهلين قال رب إنى أعوذ بك أن أسألك ما ليس لى به علم وإلا تغفر لى وترحمنى أكن من الخاسرين"
والنبى الأخير محمد(ص) ذكر الله له ذنوب تاب منها وفى هذا قال تعالى " واستغفر لذنبك" وقال " إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر"
إذا نحن لا نقتدى بالرسل(ص) أو الصالحين الآخرين وهم بقية المسلمين فى ذنوبهم وهى أعمالهم السيئة لأن المطلوب فى الآية هو الاقتداء بهم فى الهدى وهو طاعاتهم لأحكام الله
بقيت كلمة وهى :
أن هناك أمور فى الاقتداء الصالح تختلف باختلاف الظروف فمثلا تحكى الروايات أنهم كانوا يتبرزون أو يتبولون فى الخلاء وهو الصحراء أو الأماكن البعيدة عن العمران لعدم وجود كنف أى دورات مياه أى حمامات حسب ألفاظ العصر الحالى فى البيوت الأولى التى سكنوها والآن كل بيت به كنيف ومن ثم لا يصح الاقتداء بهذا الكلام
ومثلا كان الرجال يلبسون الجلابيب وكانت قصيرة غالبا لفقرهم فى بداية الهجرة ولم يكن لديهم سواها وفيما بعد لبسوا غيرها ومن ثم لا يصح أن نلبس جميعا الجلابيب لوجود ملابس غيرهم فالشرط فى لباس المسلم هو أن يغطى العورة ولا يبرزها ومن ثم يلبس المسلم ما يريد من جلباب أو سروال وقميص أو غيره من الملابس المتنوعة فمثلا الجلباب لا يناسب القتال لأنه يعوق حركة الأرجل عن أخرها لأن اتساعه مهما كبر فلا يتسع لخطوات الجرى والقفز [/justify]