دين الله الإسلام
دين الله الإسلام
دين الله الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دين الله الإسلام

منتدى اسلامى
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 خواطر حول خطبة الوسطية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عطيه الدماطى




المساهمات : 2111
تاريخ التسجيل : 18/01/2023

خواطر حول خطبة الوسطية Empty
مُساهمةموضوع: خواطر حول خطبة الوسطية   خواطر حول خطبة الوسطية Emptyالجمعة يوليو 21, 2023 12:25 pm

خواطر حول خطبة الوسطية
 الخطيب هو صالح آل طالب وقد ابتدأ الخطبة بالحديث عن عبادة الله وإنزال الله للشرائع حيث قال :
"أيّها المؤمنون، خلق الله البشرَ ليعبدوه، وأورَثهم الأرضَ ليوحِّدوه، وأرسلَ إليهم رسُلاً، وشرع لهم شرائعَ تناسِب ما هم عليه، كلُّ أمّةٍ بحَسَب حالها، كما قصَّ الله تعالى عن اليهود: وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنْ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوْ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ [الأنعام:146]
وذكر كلام ابن كثير فى تفسير الآية حيث قال :
 "قال ابنُ كثير: "أي: هذا التضييقُ إنما فعَلناه بهم وألزمناهم به مجازاةً على بغيِهم ومخالفتِهم أوامِرَنا، كما قال الله تعالى: فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا [النساء:160]، وَإِنَّا لَصَادِقُونَ أي: عادِلون فيما جازَيناهم به" "
وتناول ختم الشرائع بالوحى المنزل على خاتم الأنبياء(ص) حيث قال :
 "ثمّ إنّ الله تعالى ختم الشرائعَ بشريعةِ الإسلام التي جاء بها نبيُّنا محمّد ، فنسخت ما كان قبلَها، وجعلها الله خاتمةَ الأديان، فجاءت على أكملِ نظامٍ وأحسن إتقان، في جمالٍ وجلالٍ وصَلاحٍ لكلِّ البشريّة والأجيال، الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3]."
والغلط فى قول الخطيب هو أن كل شريعة دين منفصل والحق أن كل شرائع الله هى دين واحد كما قال :
"إن الدين عند الله الإسلام "
 وتحدث عن تعدد سمات الشريعة ألأخيرة واختار منها الوسطية حيث قال :
"ومِن أبرز سِمات هذهِ الشريعة المحمَّديّة الخاتمةِ الوسطيّةُ والاعتدال، وبُنِيت على جَلب المصالحِ ودرء المفاسد والتيسير ودَفع المشقّة، وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78]، يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ [البقرة:185]. وفي وَصفِ من شملته رحمةُ الله من أهل الكتاب: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ [الأعراف:157] أي: أنه جاء بالتيسير والسماحةِ والرِّفق ورفعِ الحرَج أو الحنيفيّة السَّمحة، كما قال النبيّ لأميرَيه معاذٍ وأبي موسى الأشعريّ رضي الله عنهما لمّا بعثهما إلى اليمَن: ((يسِّرا ولا تعسِّرا، وبشِّرا ولا تنفِّرا، وتطاوعَا ولا تختلِفا)) رواه البخاري ومسلم، وقال صاحبُه أبو برزةَ الأسلميّ رضي الله عنه: إنّي صحبتُ رسولَ الله وشهدتُ تيسيره.
وقد كانتِ الأممُ الذين من قبلِنا في شرائعِهم ضيقٌ عليهم، فوسَّع الله على هذه الأمّة أمورها وسهَّلها لهم.
مِن هذه المبادِئ وغيرها صارت هذه الأمّةُ وسطًا كما قال الله عز وجل: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا [البقرة:143]، قال القرطبي رحمه الله وغيره: "أي: عدولاً خِيارا، والوسَطُ هو الخِيار والأجوَد، كما يقال: قريشٌ أوسطُ العَرب نَسَبًا ودارًا، أي: خيرُها وأفضلها، وكان رسول الله وسَطًا في قومه، أي: أشرفَهم نسبًا".
عبادَ الله، ولما جعَل الله هذه الأمّةَ وسطًا خصَّها بأكملِ الشرائع وأقوم المناهج وأوضحِ المذاهب كما قال تعالى: هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ [الحج:78]."
 والحقيقة أن الوسطية تعنى العدالة وهى صفة كلها رسالات الوحى الإلهى دون استثناء  والأمة الوسط هى الأمة العادلة وتناوي سبب كلامه عن الوسطية حيث قال :
"أيّها المسلمون، لماذا الحديثُ عن الوسطية والسماحةِ في الدين والتشريع؟
لقد مرَّت فِتَن أُشرِبتها قلوبٌ وزلّت فيها أقدام ولاكَتها ألسُنٌ وخطَّتها أقلام ووافقت هوًى عند فِئام، فكانت تبِعاتُها لَديهم اختلالاً في الرُّؤَى واضطرابًا في التفكير، ولا غَروَ فإنّ الظلامَ ينتشر حين يخبو النور، لذا كان لزامًا على أهلِ العلم أن يبيِّنوا ويرشِدوا، وأن يَفهَمَ المسلمون ويُفهَمُوا المعانيَ والمقاصدَ الشرعيّة كما أرادها الله لا كما تفسِّرها أهواءُ البشر، مع أنّنا لا نعاني مِن أزمةِ إقناع بقدرِ ما نعاني من أصحابِ الهوى والأغراضِ ومَن امتلأت قلوبهم بالأمراض، يجرُّون الأمّةَ إلى التّغريب، ويدفعونها عن دينِها دفعًا؛ عن طريق الطّعن في الأسُس والثّوابت، بل تجرَّأ من لا علمَ عندَه على الدين ذاتِه ليفسّرُوه كيفَ شاؤوا، وليكيِّفوه على أهوائهم، حتى تجاوَزوا المرجِئةَ في انتقاصِ فرائضِ الدين والجُرأةِ على حدودِ ربِّ العالمين، كما بُليتِ الأمّة بمن يجتزئ الآياتِ ويختزل النصوصَ ويُعمِل فهمَه الخاصّ، فسُفِكت دماءٌ، وأُتلِفَت ممتلكات، وروِّع آمنون، وقُتل مؤمِنون ومستأمنون، ممّا جرَّ على الدينِ وأهله ويلاتٍ ونكَبات، يقول ابنُ القيم: "فما أمرَ الله بأمرٍ إلاَّ وللشّيطان فيه نزغتان؛ إمّا إلى تفريط وإضاعة، وإمّا إلى إفراطٍ وغلوّ، ودينُ الله وسَطٌ بين الجافي عنه والغالي فيه، كالوادي بين جبَلين والهدَى بين ضلالتين والوسطِ بين طرفين ذميمين" "
والحقيقة ان الوسطية ليست بين افراط وتفريط ولكنها نهج بين طرق متعددة كثيرة فليس يحيط به اثنين فقط افراط وتفريط وإنما يحيط بها أيضا سكون وسكوت وامتناع
وتناول بعد الإسلام عن الغلو حيث قال :
فهديُ الإسلام بعيدٌ عن الغلوّ والتنطُّع وإن حمَلَ عليه رغبةٌ في الخير ومحبَّةٌ في الدين، إلاَّ أنه عملٌ غيرُ رشيد ومنهج غير سديد لمخالفتِه الكتابَ والسنة، وهما الميزان لصحَّة المنهج وسلامة المعتَقَد وصوابِ العمل."
 وتناول من يسمون أنفسهم بالمصلحين ولكن فى داخلهم مفسدون حيث قال :
"وعلى هذا يُقاس إرادةُ الإصلاح، فكم من مصوِّتٍ: "إنما نحن مصلحون" وهم في حقيقتهم مفسِدون مخرِّبون، في طرفَي النقيضِ يعمَهون، قد اتَّخذت كلُّ طائفةٍ الأخرَى وسيلةً لتبريرِ مواقفها وتمريرِ مخطَّطاتها، والله أعلمُ بما يوعون، طرفٌ يكفِّر المسلمين وطرفٌ يريد من المسلمين أن يكفُروا، أهلُ هَوى، لا يقتَفون أثرَ نبيّ، ولا يؤمِنون بغيث، ولا يعفون عن عَيب، يأخذون بالشّبهات، ويسيرون في الشّهوات، المعروفُ عندَهم ما عرَفوا، والمنكَر ما أنكروا، مفزَعُهم في المعضِلات إلى أنفسِهم، وتعويلُهم في المهمَّات على آرائهم، كأنَّ كلَّ امرِئ منهم إمامُ نفسه، قد أخذ منهم فيما يرى بِعُرًى ثقات وأسبابٍ محكمات، ألا فلتَجِب صيانةُ الدين من عَبث العابثين وإحاطةُ الشريعةِ بسياجٍ يمنَع عنها اللاعبين."
 وتناول أن الشريعة لم توضع لارضاء أهواء العباد  وغنما وضعها الله ليعدل بين عباده حيث قال :
"أيّها المسلمون، مقاصدُ الشريعة وحدودُها لم توضَع على مقتضَى تشهِّي العبادِ وأغراضهم، بل هو حُكمُ العليم الخبيرِ الذي هو أعلمُ بمن خلَق وهو اللّطيف الخبير. فالواجبُ المرَدُّ إلى شريعتِه سبحانه، لا إلى أهواء العِباد، ولا إلى ما تُمليه أذهانُ البَشَر أو معارضة الوحيِ بالاستحسانِ والنظر، وَلَوْ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ [المؤمنون:71]."
 وتناول أن الوسطية تعنى وجوب الالتزام بكل أحكام الإسلام حيث قال :
"وكما أنَّ الوسَطَ يعني العَدلَ والخيارَ فالوسطيّة لا تعني التوسُّط بين الحقِّ والباطل والإيمانِ والفِسق، الوسطيّةُ لا تَعني التخلِّي عن ثوابتِ الإسلام ومقتضياتِه لأجل الاقترابِ من غيره، الوسطيّةُ لا تعني خَلطَ الأديان أو جمعَ الفضيلةِ مع الرذيلة، كما أنَّ الوسطيةَ لا تعني اطِّراحَ الحقِّ المستمَدِّ من الوحيَين حينَ لا يتَّفق مع الشهواتِ.
إنَّ مفهومَ الوسطية الحقيقيّ هو التمسُّكِ بجميع تعاليم الشريعة السّمحة بذاتها؛ لأنّ الإسلامَ بتعاليمه وشريعته يمثِّل الوسطيّةَ الحقيقيّة في العقيدة والعبادة والسلوك والمعاملة.
فالوسطيةُ في العقيدةِ أن يُعبَد الله وحدَه لا شريكَ له، وأن تصرَفَ جميع أنواعِ العبادة له من غير شركٍ ولا كهَنوت ولا وسائطَ أو بِدَع، وقد قال الله تعالى لنبيّه : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران:64].
والوسطيّةُ في ذاتِ العبادةِ أن لا يُعبَد الله إلاّ بما شرعَه من طريقِ رسوله محمّد ، فالتقصيرُ فيها جفاءٌ وفِسق، والزيادةُ عليها بدعةٌ وغلوّ.
والوسطيّةُ في الولاء والبراء لا تحتاج إلى مزايدةٍ أو تحكُّم، فقد حَكَمها الله تعالى بقوله: لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ [الممتحنة:8، 9]. وكذا الآياتُ المحكَمة والسُّنَن المفصّلة لطريقةِ التعامل مع غير المسلمين من حربيّين وذمّيّين ومعاهَدين ومستأمَنين ومن لم تبلُغه الدعوة أصلاً.
أمّا في الرجال والنساء فقد قال الله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228]، وفي العلاقةِ بين الزوجين: إمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ [البقرة:229]. وكذا في السلوك فإنَّ الذي قال: فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا [لقمان:33] هو الذي قال سبحانه: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ [الأعراف:32].
فهذا هو الصّراط المستقيم الذي جاءت به الشريعةُ من الحملِ على الوسَط من غيرِ إفراط ولا تفريط، فمن خرَج عنه فقد خرجَ عن قَصد الشارع."
 وتناول أمر الرسول(ص)بالقصد وهو العدل حيث قال :
"وقد كان النبيُّ يحثُّ على القصدِ في الأمورِ فقال لمعاذٍ رضي الله عنه لما أطالَ بالناس في الصلاة: ((أفتَّان أنت يا معاذ؟!)) رواه النسائي وأحمد، وقال: ((سدِّدوا وقارِبوا، واغدُوا وروحوا، وشيء من الدُّلجة، والقصدَ القصدَ تبلغوا)) رواه البخاري، وردَّ على من أراد التبتُّلَ وهجرَ النساء والانقطاعَ للعبادة بقوله: ((من رغِب عن سنّتي فليس منّي)) رواه مسلم. وقال الشاطبيّ: "فإنّ الخروجَ إلى الأطرافِ خارجٌ عن العدل، ولا تقومُ به مصلحةُ الخَلق، فإنّ طرفَ التشديد وطرفَ الانحلال كلاهما مَهلَكة"."
 وتناول أن الشرع لا يحتاج لأى تعديل عليه من قبل الخلق لأنها شريعة كاملة حيث قال :
"أيّها المسلمون، إنّ شريعةَ الإسلام بذاتها وبكلِّ تفاصيلها هي الوسطُ، فليست بحاجةٍ إلى تخفيفٍ أو تنقيص، وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78]. وعليه فإنّ الواجبَ على المسلمين أن يعُوا هذه الحقيقةَ لئلاّ يُنتَقصَ عليهم دينُهم بحجَّة الوسطيّة، فالله تعالى قد حكَم فجعل شريعتَه هي الوسَط، فمن نقص أو زادَ فعن الوسطيّة قد حاد، وشريعةُ الله كامِلة شاملةٌ لا تحتاج إلى تعديلٍ أو توجيه، الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3]. ولكن يبقَى الفقهُ والعِلم الذي به يُعرَف الموقف الشرعيّ الصحيح من كلِّ واقِعة، وهذا هو دورُ العلماء الربانيِّين الراسخين في العلم بما استُحفِظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء، يعرِفون مرادَ الله من شرعِه، ويتّبعون الدليلَ وليس الهوى أو الفكرَ المجرَّد، فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [النحل:43، 44]."
وتناول وجوب اتباع الأمة للوسطية التى طلبها الله حتى تنجو من اضرار الدنيا والآخرة حيث قال :
" أيّها المسلمون، إنَّ الوسطيّةَ التي تلتزمُها الأمّةُ أو طائفةٌ منها هي التي تنجِيها بإذنِ الله من الأزماتِ وتُعينها على البقاء والثّبات، فقد كُسِر الخوارج كما دُحِرتِ المرجئة وإن كانوا في كلِّ عصرٍ ينبتُون، لكن سرعانَ ما يُهزَمون، إلاّ أنّ الأمّةَ الوسط باقيةٌ بمبادئها وثَباتها، فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ [الرعد:17].
وإنَّ المسلمَ المتمَسِّكَ بكتابِ ربِّه السائرَ على منهاجِ رسوله القاصدَ النجاةَ في الدّنيا والآخرة لا تصدُّه الفتَن عن دينه، فلا يتنازلُ عمّا لديه من حقٍّ لأنّ بعضَ من انتسبَ إليه أخطأَ في توظيفِه أو رجاءَ التقارُب مع أهلِ الهوى والضلال، فدينُ الله كامِل، وانتقاصُ جُزءٍ منه خشيةَ الفهمِ الخاطِئ تغييبٌ للوعي وسببٌ لخَلط المفاهيم، يُنتِج جيلاً مفرِطًا أو مفرِّطًا، يأخذ جانبًا من الدّين ويجعلُه هو الدّين."
 وتناول أدوار الناس حيث قال :
"وعليه فإنَّ الواجبَ على المربِّين والمصلِحين والإعلاميّين والقائمين على مناهجِ التعليم مراعاةُ ذلك وتبصير الناس بأمور دينهم وما يجبُ عليهم بالتبصير النافي للخَلط، لا أن تُوارَى النصوص أو تحوَّر، فإنَّ العلمَ الشّرعيَّ الصافي ضمانةٌ بإذنِ الله تعالى ضِدَّ الانحراف الفكريّ أيًّا كان اتِّجاهُه، وهذا هو التوازُن الذي اتَّسمَت به هذه الشريعة. وكما يحرُم التطبُّب ممَّن لا يُحسِنه والفتوى ممَّن لا يعلَمها فكذا يحرُم الخَوضُ في دينِ الله بلا علمٍ، واللهُ من وراءِ القصد."
 والكلام كله القصد منه عدم تعليم الناس فالخطبة بكاملها لا تعلم الإنسان تفاصيل أحكام موضوع ما فالوسطية وهى العدالة مطلوبة هذا هو المعنى المستفاد ولكن أين أحكام الوسطية التى يجب أن تعلم موضوعا موضوعا ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خواطر حول خطبة الوسطية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دين الله الإسلام :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: منتدى القرآن :: منتدى مؤسسات البلاد-
انتقل الى: