خواطر حول كتاب الثغور الباسمة في مناقب فاطمة بنت رسول الله (ص)
الكاتب هو جلال الدين السيوطي وقد تناول غرضه من الكتاب وهو ذكر مناقب فاطمة حيث قال :
"فهذا جزء سميته:
«الثغور الباسمة في مناقب سيدتنا فاطمة بنت سيدنا رسول الله (ص)»"
وتناول المناقب من خلال إيراد الروايات حيث قال :
"أخبرني شيخي شيخ الإسلام والمسلمين تقي الدين الشمني بقراءتي عليه قال: أخبرنا الجمال عبد الله بن علي الحنبلي قال: أخبرنا أبو الحسن العرضي قال: أنبأتنا زينب بنت مكي، ح وأنبأنا عاليا أبو عبد الله محمد بن مقبل الحلبي، عن الصلاح بن أبي عمر المقدسي قال: أنبأنا أبو الحسن بن البخاري. قالا: أخبرنا أبو علي الرصافي قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو علي التميمي قال: أخبرنا أبو بكر القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد، أنبأنا عطاء بن السائب عن أبيه، عن علي :
«أن رسول الله (ص) لما زوجه فاطمة، بعث معه بـ: خميلة، ووسادة من أدم حشوها ليف، ورحيين، وسقاء، وجرتين، فقال علي لفاطمة رضي الله عنهما ذات يوم: والله لقد سنوت حتى لقد اشتكيت صدري، وقد جاء الله أباك بسبي، فاذهبي فاستخدميه، فقالت: أنا والله قد طحنت حتى مجلت يداي؛ فأتت النبي (ص) فقال: ما جاء بك أي بنية؟ فقالت: جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تسأله، ورجعت، فقال: ما فعلت؟ قالت: استحييت أن أسأله. فأتياه جميعا، فقال علي رضي الله عنه: يا رسول الله، والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة : قد طحنت حتى مجلت يداي، وقد جاءك الله بسبي وسعة، فأخدمنا. فقال رسول الله (ص): والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوي بطونهم، لا أجد ما أنفق عليهم، ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم. فرجعا، فأتاهما النبي (ص) وقد دخلا في قطيفتهما، إذا غطت رؤوسهما تكشفت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما تكشفت رؤوسهما، فثارا، فقال: مكانكما، ثم قال: ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟ قالا: بلى، فقال: كلمات علمنيهن جبريل عليه السلام: تسبحان في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان عشرا، وتكبران عشرا، وإذا أويتما إلى فراشكما، فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين. قال: فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله (ص). قال: فقال له ابن الكواء: ولا ليلة صفين؟ فقال: نعم، ولا ليلة صفين». هذا حديث صحيح مشهور، أخرجه الأئمة الستة وغيرهم من طرق كثيرة بألفاظ مختلفة مطولة ومختصرة.
فأخرجه البخاري في: الخمس، عن بدل بن المحبر، وفي فضل علي عن محمد بن بشار عن غندر، وفي النفقات عن مسدد عن يحيى، وفي الدعوات عن سليمان بن حرب.
وأخرجه مسلم في: الدعوات عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار كلاهما عن محمد بن جعفر، وعن ابن أبي شيبة عن وكيع، وعن عبيد الله بن معاذ عن أبيه، وعن محمد بن المثنى عن ابن أبي عدي.
وأخرجه أبو داود في: الأدب عن مسدد عن يحيى، وعن حفص بن عمر.
ثمانيتهم عن شعبة عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي.
وأخرجه البخاري أيضا في: النفقات عن الحميدي ومسلم: في الدعوات عن زهير بن حرب.
والنسائي عن: قتيبة.
ثلاثتهم عن سفيان، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى.
وأخرج مسلم أيضا في: الدعوات عن عبيد بن يعيش، ومحمد بن عبد الله بن نمير، كلاهما عن عبد الله بن نمير، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن مجاهد به.
وأخرجه أبو داود أيضا: في الأدب عن عباس العنبري، عن عبد الملك بن عمرو، عن عبد العزيز بن محمد.
والنسائي: عن ابن السرح، عن ابن وهب، عن عمر بن مالك المعافري وحيوة بن شريح.
ثلاثتهم عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن كعب القرظي، عن شبث بن ربعي، عن علي به.
وأخرجه أبو داود أيضا في الخراج: عن يحيى بن خلف، عن عبد الأعلى. وعن مؤمل بن هشام، عن ابن علية.
كلاهما عن سعيد الجريري، عن أبي الورد بن ثمامة، عن ابن أعبد، عن علي به.
وأخرجه الترمذي في: الدعوات.
والنسائي في: عشرة النساء.
كلاهما عن أبي الخطاب زياد بن يحيى البصري، عن أزهر بن سعد السمان، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن عبيدة بن عمرو السلماني، عن علي به.
وأخرجه النسائي أيضا في: النكاح عن نصير بن الفرج، عن أبي أسامة عن زائدة.
وابن ماجه في: الزهد عن واصل بن عبد الأعلى، عن محمد بن فضيل.
كلاهما عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي به.
وأخرجه أحمد، عن أسود بن عامر وحسين وأبي أحمد الزبيري.
ثلاثتهم عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، عن علي به.
وأخرجه الطبري في: «تهذيب الآثار»، من طريق القاسم مولى معاوية عن علي به. ومن طريق أبي أمامة، عن علي. ومن طريق عمارة ابن عبد، عن علي. ومن طريق محمد ابن الحنفية، عن علي. ومن طريق أبي مريم، عن علي.
وأخرجه مطين في: «مسند علي»، من طريق هانئ بن هانئ، عن علي.
وممن أخرجه أيضا: ابن حبان في «صحيحه»، وجعفر الفريابي في «الذكر»، ويوسف القاضي في «الذكر»، والدارقطني في «العلل»،
والبيهقي. والبزار.
وورد أيضا من حديث أبي هريرة، أخرجه مسلم.
ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار».
وأصله في «سنن أبي داود» من حديث أم الحكم وضباعة بنت الزبير، أخرجه أبو داود.
ومن حديث أم سلمة، أخرجه الطبري في «تهذيبه».
ومن مرسل علي بن الحسين، ومن مرسل عروة، أخرجهما جعفر في «الذكر»."
والرواية السابقة بها أغلاط عديدة منها:
الأول زواج على بفاطمة وهو امر محال أن يتزوج العم ابن اخيه وهو ابن عمه وهو في مستوى أبيها وفى الحرمة قال سبحانه:
" وبنات الأخ"
الثانى إباحة السبى في الإسلام وهو ما يعارض أن السبى من أعمال الكفر كما فعل قوم فرعون وفيهم قال سبحانه:
"ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا فى ضلال"
وحكم أسرى الحرب هو اطلاق سراحهم بعد انتهاء القتال بدون مقابل مادى أو بمقابل مادى كما قال سبحانه :
فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثختنموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها"
وتناول زواج فاطمة من على وهو أمر كما سبق الكلام مستحيل وقوعه لأن الرجل جعله أخاه حسب الروايات في المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وجعله أخاه فيما بعد في الحديث" أنت منى بمثابة هارون من موسى"
في كل الأحوال علينا إنكار هذا الزواج وكل ما بنى عليه أو إنكار الاخوة وبنوة العم والروايات هى :
"ذكر الأحاديث الواردة في تزويج فاطمة
قال ابن منده في «المعرفة»: «تزوج علي فاطمة بالمدينة بعد سنة من الهجرة، وبنى بها بعد ذلك بنحو من سنة، وولدت له: حسنا وحسينا ومحسنا وأم كلثوم الكبرى وزينب الكبرى».
وفي «الطبقات» لابن سعد بسند مرسل: «تزوج علي فاطمة في رجب بعد مقدم النبي (ص) المدينة بخمسة أشهر، وبنى بها بعد مرجعه من بدر، وفاطمة يوم بنى بها علي بنت ثمان عشرة سنة».
وقال غيره: «تزوجها علي بعد وقعة أحد، وسنها يومئذ خمس عشرة سنة ونصف»."
هنا وقت الزواج المزعوم في رواية بعد خمس شهور من الهجرة وفى رواية بعد سنتين وفى رواية بعد ثلاث بعد أحد
كما أن سنها في رواية 18 سنة وفى رواية 15.5 سنة
وكل هذا يثبت أنها كلها روايات كاذبة
وقال أيضا:
"أخرج البيهقي في الدلائل عن علي قال: «خطبت فاطمة إلى رسول الله (ص)، فقالت لي مولاة لي: هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول الله (ص)؟ قلت: لا، قالت: فقد خطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله (ص) فيزوجك؟ فقلت: أوعندي شيء أتزوج به! فقالت: إنك إن جئت رسول الله زوجك. فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله (ص)، وكان لرسول الله جلالة وهيبة، فلما قعدت بين يديه، أفحمت! فوالله ما استطعت أن أتكلم، فقال رسول الله (ص): ما جاء بك؟ ألك حاجة؟ فسكت! فقال: ما جاء بك؟ ألك حاجة؟ فسكت! فقال: لعلك جئت تخطب فاطمة! فقلت: نعم، فقال: وهل عندك من شيء تستحلها به؟ فقلت: لا والله يا رسول الله! فقال: ما فعلت درع سلحتكها؟ فوالذي نفس علي بيده إنها لحطمية [ما ثمنها أربعة دراهم، فقلت: عندي]، فقال: قد زوجتك، فابعث بها تستحلها بها، فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله (ص)».
وأخرج البزار بسند حسن عن بريدة قال: «قال نفر لعلي رضي الله عنه: لو خطبت فاطمة بنت رسول الله (ص). فأتى النبي (ص) فقال: ما حاجتك يا علي؟ قال: ذكرت فاطمة بنت رسول الله (ص). قال: مرحبا وأهلا. لم يزده عليهما، فخرج علي رضي الله عنه إلى أولئك الرهط وهم ينتظرون، قالوا: ما وراءك؟ قال: ما أدري غير أنه قال لي: مرحبا وأهلا، قالوا: يكفيك من رسول الله (ص)، أعطاك الأهل وأعطاك المرحب، قال: فلما كان بعد ما زوجه، قال: يا علي إنه لا بد للعروس من وليمة! فقال سعد: عندي كبش. وجمع له رهط من الأنصار آصعا من ذرة، فلما كان ليلة البناء قال: يا علي لا تحدث شيئا حتى تلقاني. فدعا النبي (ص) بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على علي رضي الله عنه ثم قال: اللهم بارك فيهما، وبارك لهما في نسلهما».
وأخرج أبو داود من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: «لما تزوج علي فاطمة قال له رسول الله (ص): أعطها شيئا، قال: ما عندي شيء، قال: أين درعك الحطمية؟».
وأخرجه ابن سعد عن عكرمة مرسلا وزاد: «فأصدقها إياها، وكان ثمنها أربعمائة درهم».
وأخرج ابن سعد عن علباء بن أحمر اليشكري: «أن عليا تزوج فاطمة، فباع بعيرا له بثمانين وأربع مائة درهم، فقال النبي (ص): اجعلوا ثلثين في الطيب، وثلثا في الثياب»."
والروايات السابقة فيها تعارضات متعددة منها :
المهر في رواية الدرع و في رواية بعير وهو تعارض ظاهر
قيمة المهر في رواية أربعة دراهم وفى رواية 480 درهم
وهذا معناه كذل الروايات والتى تتعارض مع المهر في كتاب الله وهو القنطار كما قال سبحانه:
" فإن آتيتم احداهن قنطارا"
وقال أيضا:
وأخرج عن حجر بن عنبس - وكان أدرك الجاهلية - قال: «خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال النبي (ص): هي لك يا علي، لست بدجال» يعني لست بكذاب، وذلك أنه كان قد وعد عليا بها، قبل أن يخطب إليه أبو بكر وعمر."
والرواية لا تثح فأبو بكر وعمر أجداد لها لأن ابنتاهما زوجات أبيها ولا يصح أن يتزوج الرجل واحدة من حفيداته من بناته أو من غيرهن
وقال أيضا:
وأخرج عن عطاء قال: «خطب علي فاطمة، فقال لها رسول الله (ص): إن عليا يذكرك، فسكتت، فزوجها».
وأخرج عن عكرمة قال: «لما زوج رسول الله (ص) عليا فاطمة كان فيما جهزت به سرير مشروط، ووسادة من أدم، وقربة. وقال لعلي: إذا أتيت بها فلا تقربنها حتى آتيك وكانت اليهود يؤخرون الرجل عن امرأته فلما أتي بها قعدا حينا في ناحية البيت ثم جاء رسول الله (ص) فدعا بماء فأتي به، فمج فيه ومسه بيده، ثم دعا عليا فنضح من ذلك الماء على كفيه [كتفيه] وصدره وذراعيه، ثم دعا فاطمة، فأقبلت تعثر في ثوبها حياء من رسول الله (ص)! ثم فعل بها مثل ذلك، ثم قال لها: يا فاطمة، إني ما آليت أن أنكحتك خير أهلي» وأخرج نحوه موصولا من طريق سعيد بن المسيب عن أم أيمن.."
هنا من جهاز المرأة سرير وهو ما يعارض أنه كان جلد كبش في الروايات التالية:
وأخرج ابن ماجه عن علي قال: «لقد أهديت ابنة رسول الله (ص) إلي، فما كان فراشنا ليلة أهديت إلا مسك كبش».
وأخرجه ابن سعد بلفظ: «لقد تزوجت فاطمة، وما لي ولها فراش غير جلد كبش، ننام عليه بالليل، ونعلف عليه الناضح بالنهار، وما لي ولها خادم غيرها».
وأخرج البزار عن جابر قال: «حضرنا عرس علي وفاطمة، فما رأينا عرسا كان أحسن منه، حشونا الفراش بالليف، وأتينا بتمر وزبيب، فأكلنا، وكان فراشها ليلة عرسها إهاب كبش»."
والكل يعارض أن الفراش كان مراتب حشو ليف في الروايات التالية:
"وأخرج ابن سعد عن أسماء قالت: «جهزت فاطمة إلى علي، وما كان حشو فراشهما ووسائدهما إلا الليف، ولقد أولم علي على فاطمة، فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته؛ رهن درعه عند يهودي بشطر شعير».
وأخرج عن رجل أخواله الأنصار قال: «أخبرتني جدتي أنها كانت مع النسوة اللاتي أهدين فاطمة إلى علي، قالت: أهديت في بردين، عليهما دملوجان من فضة مصفران بزعفران، فدخلنا بيت علي فإذا إهاب شاة، ووسادة فيها ليف، وقربة، ومنخل، ومنشفة، وقدح».
وأخرج الإمام أحمد في الزهد عن علي قال: «جهز رسول الله (ص) فاطمة رضوان الله عليها في خميل، وقربة، ووسادة من أدم حشوها ليف».
وأخرج عن علي قال: «ما كان لنا إلا إهاب كبش ننام على ناحيته، وتعجن فاطمة على ناحيته»."
وتناول مناقب المرأة حيث قال :
ذكر خصائص فاطمة ومناقبها
أخرج الشيخان من طرق عن المسور بن مخرمة قال: «سمعت النبي (ص) يقول وهو على المنبر: إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم»، «وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله (ص) وبنت عدو الله أبدا».
وفي رواية: «فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها»، «وأنا أتخوف أن تفتن في دينها».
وللحاكم عن سويد بن غفلة قال: «خطب علي بنت أبي جهل، فاستشار النبي (ص) فقال: أعن حسبها تسألني؟ فقال: لا، ولكن أتأمرني بها؟ قال: لا، فاطمة مضغة مني، ولا أحسب إلا أنها تحزن أو تجزع، فقال علي: لا آتي شيئا تكرهه».
وأخرج البزار والطبراني: عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن عليا خطب بنت أبي جهل، فبلغ ذلك النبي (ص)، فبعث إليه رسولا: «إن كنت تؤذينا بها، فرد علينا ابنتنا».
قال ابن التين: «أصح ما تحمل عليه هذه القصة أن النبي (ص) حرم على علي أن يجمع بين ابنته وغيرها، لأن ذلك يؤذيه لكونه يؤذيها، وإيذاؤه (ص) حرام بالاتفاق».
وقال شيخ الإسلام ابن حجر: «الذي يظهر أنه لا يبعد أن يعد في خصائص النبي (ص) أن لا يتزوج على بناته، ويحتمل أن يكون ذلك خاصا بفاطمة »."
وكل هذه الروايات باطلة فليس من حق والد الزوجة أن يطالب الزواج بطلاق ابنته لزواجه عليها فالطلاق يكون بسبب بين الزوجين وليس من بينه الزواج عليها لأنه تحريم لما أحل الله في قوله :
"فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع:
ولو كان النبى(ص) يقول هذا وما هو من قاله وإنما المفترون عليه ويلغى الوحى لألغى زواجه من زيد
وقال أيضا:
"وأخرج الترمذي: عن بريدة وعائشة قالا: «كان أحب النساء إلى رسول الله (ص) فاطمة».
وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي: عن عائشة قالت: «ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول الله من ابنته فاطمة، في قيامها وقعودها، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه، فلما مرض دخلت فأكبت عليه، ثم رفعت رأسها فبكت، ثم أكبت عليه ثم رفعت رأسها فضحكت، فسألتها عن ذلك، فقالت: أخبرني أنه ميت من وجعه هذا فبكيت، ثم أخبرني أني أسرع أهله لحوقا به، فضحكت».
وأخرج البخاري: عن عائشة أم المؤمنين قالت: «اجتمع نساء رسول الله (ص)، فجاءت فاطمة تمشي، ما تخطي مشيتها من مشية أبيها، فقال: مرحبا بابنتي، فأقعدها عن يمينه، فسارها بشيء فبكت، ثم سارها فضحكت، فقلت لها: أخبريني بم سارك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله (ص) سره. فلما توفي قلت لها: أسألك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن فنعم، سارني، قال: إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة، وإنه قد عارضني العام مرتين، ولا أرى ذلك إلا اقتراب أجلي، فاتقي الله واصبري، فنعم السلف أنا لك، فبكيت، ثم سارني فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، فضحكت»."
وأخرج الترمذي: عن أم سلمة قالت: «دعا رسول الله (ص) فاطمة عام الفتح، فناجاها فبكت، ثم حدثها فضحكت، فلما توفي سألتها، قالت: أخبرني أنه يموت فبكيت، ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران فضحكت».
والروايات لا تصح فالرسول (ص) لا يعلم الغيب ومنه موت ابنته بعده كما قال سبحانه على لسانه:" ولا أعلم الغيب"
وقال أيضا:
"وأخرج عن أنس: «أن النبي (ص) قال: حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون».
وأخرج البزار: عن علي: «أن النبي (ص) قال لفاطمة: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة، وابنيك سيدي شباب أهل الجنة».
وأخرج عن عمران بن حصين: «أن النبي (ص) عاد فاطمة وهي مريضة، فقال لها: كيف تجدينك؟ قالت: إني وجعة، وإنه ليزيدني أني ما لي طعام آكله، قال: يا بنية، أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين؟ قالت: فأين مريم؟ قال: تلك سيدة نساء عالمها».
وأخرج أحمد وأبو يعلى والحاكم وصححه: عن أبي سعيد الخدري قال: «قال رسول الله (ص): فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، إلا ما كان من مريم بنت عمران»."
والغلط في تلك الروايات هو وجودة سيادة في الجنة وكل أحاديث السيادة تعارض في الدنيا قوله سبحانه" إنما المؤمنون اخوة" وتعارض في الجنة قوله سبحانه" اخوانا على سرر متقابلين" فلا توجد سيادة لأحد على أحد
وقال أيضا:
"وأخرج البيهقي في دلائل النبوة: عن عمران بن حصين قال: «كنت مع رسول الله (ص) إذ أقبلت فاطمة ، فوقفت بين يديه، فنظر إليها وقد ذهب الدم من وجهها، وغلبت الصفرة عليها من شدة الجوع، فرفع يده حتى وضعها على صدرها في موضع القلادة، وفرج بين أصابعه، ثم قال: اللهم مشبع الجاعة، ورافع الوضيعة، ارفع فاطمة بنت محمد. قال عمران: فسألتها بعد فقالت: ما جعت بعد يا عمران»."
الغلط في الرواية حدوث معجزة اشباع فاطمة دون طعام بسبب وضع اليد على الصدر وهو ما يعارض منع الآيات وهى المعجزات في عهد النبى(ص) كما قال سبحانه:
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وقال أيضا:
وأخرج الطبراني بسند حسن: عن علي قال: «قال رسول الله (ص) لفاطمة: إن الله يرضى لرضاك، ويغضب لغضبك»."
الغلط في الرواية أن يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها وهو ما يخالف أن رضا الله هو بسبب طاعة الخلق له وغضبه بسبب معصية الناس له وليس لأنثى أو حتى ذكر من الخلق
وقال أيضا:
"وأخرج البزار: عن ابن مسعود قال: «قال رسول الله (ص): إن فاطمة حصنت فرجها، فحرمها الله وذريتها على النار»"
الغلط في الرواية أن إنسانة فعلت فعل فأثابها الله عليه ومن بعدها من أولادها وهو ما يعارض قوله سبحانه:
" فلا تزر وزارة وزر أخرى"
ويعارض أن كل واحد له سعيه وهو عمله كما قال سبحانه:
" وان ليس للإنسان إلا ما سعى"
وتناول وفاتها وسنها حيث قال :
"فصل في سنها ووفاتها
قال المدائني وغيره: كانت فاطمة أصغر بنات رسول الله (ص).
وقال ابن عبد البر: كانت هي وأم كلثوم أصغر بناته واختلف في الصغرى منهما. والصحيح: أن أولى بناته زينب، ثم الثانية رقية، ثم الثالثة أم كلثوم، ثم الرابعة فاطمة.
وذكر ابن إسحاق أن مولدها وقريش تبني الكعبة، وبنت قريش الكعبة قبل المبعث بسبع سنين ونصف، وقيل: ولدت عام المبعث، وقيل غير ذلك.
وكانت وفاتها: بعد رسول الله (ص) بستة أشهر، وقيل: بثمانية أشهر، وقيل: بثلاثة أشهر، وقيل: بسبعين يوما، وقيل: بشهرين. والصحيح الأول، قاله الواقدي وغيره.
وكانت وفاتها: ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان، سنة إحدى عشرة من الهجرة.
قال الذهبي: والصحيح أن عمرها أربع وعشرون سنة، وقيل: إحدى وعشرون، وقيل: ست وعشرون، وقيل: سبع وعشرون، وقيل: ثمان وعشرون، وقيل: تسع وعشرون، وقيل: ثلاثون، وقيل: ثلاث وثلاثون، وقيل: خمس وثلاثون."
وكل الروايات والأقوال متعارضة مما يدل على أنها كلها مفتراة
وقال أيضا فيمن دفنها:
"قال عبد الله بن الحارث: «فمكثت بعد رسول الله (ص) ستة أشهر وهي تذوب»، قال غيره: وما رؤيت ضاحكة بعده.
قال جماعة: وغسلها زوجها علي، وصلى عليها، ودفنها ليلا. وقيل: صلى عليها العباس،
وقيل: أبو بكر. ونزل قبرها علي والعباس وابنه الفضل."
ونلاحظ التناقض في دافنها فمرة على ومرة أبو بكر
ونأتى إلى الحمق والجنون وهو أن الميتة غسلت نفسها وهو قول الكاتب:
"وقد ورد حديث أنها لم تغسل وأنها غسلت نفسها عند موتها: فأخرج ابن سعد في الطبقات وأحمد في مسنده: عن سلمى قالت: «اشتكت فاطمة شكواها التي قبضت فيه، فكنت أمرضها، فأصبحت يوما وخرج علي لبعض حاجته، فقالت: يا أمه اسكبي لي غسلا، فسكبت لها غسلا، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل، ثم قالت: يا أمه أعطيني ثيابي الجدد، فأعطيتها فلبستها، ثم قالت: يا أمه قدمي فرشي وسط البيت، فاضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدها، وقالت: يا أمه إني مقبوضة وقد تطهرت فلا يكشفني أحد، فقبضت مكانها، فجاء علي فأخبرته، فقال: لا والله، لا يكشفها أحد، فدفنها بغسلها ذلك».
هذا حديث غريب وإسناده جيد، إلا أن فيه ابن إسحاق وقد عنعنه، وله شاهد مرسل، وقد ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وتعقبه شيخ الإسلام ابن حجر في القول المسدد وأنكر عليه الحكم بوضعه، فإن صحت هذه القصة عد ذلك من خصائصها."
وفى الرواية غلطين ظاهرين الأول علم الحية بموتها وهو علم بالغيب لا يعلمه إلا الله كما قال " إنما الغيب لله"
والثانى ألا يكشفها أحد وبالطبع مباح كشف الزوجة أو الأم أو الأخت أو البنت .. فقد تكون حية وليست ميتة أو قد تكون مغمى عليها
وقال أيضا معارضا أنها لم تغسل فروى أن من غسلها على وأسماء بنت عميس :
"وأخرج عن أم جعفر أن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس: «إني أستقبح ما يصنع بالنساء، يطرح على المرأة الثوب فيصفها، فقالت: يا ابنة رسول الله (ص) ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة، فدعت بجرائد رطبة، فحنتها، ثم طرحت عليها ثوبا، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله! إذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي، ولا يدخلن أحد علي».
قال ابن عبد البر: «فهي أول من غطي نعشها في الإسلام على تلك الصفة، ثم بعدها زينب بنت جحش».
وقال ابن سعد: «أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا عمر بن محمد بن عمر بن [علي عن أبيه عن] علي بن حسين عن ابن عباس قال: فاطمة أول من جعل لها النعش، عملته لها أسماء بنت عميس، وكانت قد رأته يصنع بأرض الحبشة»."
وتناول ما سماه بقاء نسبها وهو تخريف فليس للمرأة نسب وإنما النسب للرجل كما قال سبحانه:
" ادعوهم لآباءهم"
وهو قوله حيث قال:
"فائدة: [بقاء نسب رسول الله (ص) من فاطمة]
قال العلماء: انقرض نسب رسول الله (ص) إلا من فاطمة! لأن أمامة بنت بنته زينب، تزوجت بعلي، ثم بعده بالمغيرة بن نوفل، وجاءها منهما أولاد، قال الزبير بن بكار: انقرض عقب زينب."
وأخيرا ختم الكتاب بما روى عنها من روايات وهى :
"فائدة: [روايات فاطمة بنت رسول الله (ص)]
جميع ما روته فاطمة من الحديث لا يبلغ عشرة أحاديث؛ لتقدم وفاتها.
فمما روته:
حديث: «المسارة» السابق. من رواية عائشة وأم سلمة عنها.
وحديث: «القول عند دخول المسجد». رواه الترمذي، وابن ماجه من رواية فاطمة الصغرى عنها مرسلا، وقد ثبت اتصاله من طريق آخر عن فاطمة عن أبيها الحسين عنها.
وحديث: «ألا لا يلومن امرؤ إلا نفسه، يبيت وفي يده ريح غمر». أخرجه ابن ماجه من رواية ابنها الحسين عنها مرسلا.
[وحديث: «ترك الوضوء مما مست النار». أخرجه أحمد من رواية الحسن بن الحسن عنها مرسلا].
وحديث: «ساعة الإجابة في يوم الجمعة، وإنها إذا تدلت الشمس للغروب». أخرجه البيهقي في الشعب.
وقد أخرج أحمد: عن محمد بن علي قال: «كتب إلي عمر بن عبد العزيز أن انسخ إليه وصية فاطمة، فكان في وصيتها الستر الذي يزعم الناس أنها أحدثته، وأن رسول الله (ص) دخل عليها فلما رآه رجع».
وأخرج عن ابن أبي مليكة قال: «كانت فاطمة تنقز الحسن، وتقول:
[بأبي شبه النبي ... ليس شبيها بعلي].
وأخرج الدارمي: من طريق أنس بن مالك عنها: أنها قالت له: «كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله (ص)».
وأخرج ابن عساكر: عن حابس بن سعد قال: «أخبرتني فاطمة بنت رسول الله (ص) أنها رأت في منامها أنها أنكحت أبا بكر، ونكح علي أسماء بنت عميس، [وكانت بنت عميس تحت أبي بكر، فتوفي أبو بكر وتوفيت فاطمة، فنكح علي أسماء بنت عميس]»."
والروايات معظم ما روى منها كذب وافتراء على كتاب الله من علم بالغيب واعتراض على قضاء الله
وأورد الكاتب ما نسب لها من شعر حيث قال :
[ما نسب لفاطمة من الشعر]
ومما ينسب لفاطمة من الشعر: قولها حين توفي أبوها (ص)، أورده ابن سيد الناس في سيرته:
اغبر آفاق السماء، وكورت ... شمس النهار، وأظلم العصران
فالأرض من بعد النبي كئيبة ... أسفا عليه كثيرة الرجفان
فليبكه شرق البلاد وغربها ... وليبكه مضر وكل يمان
وليبكه الطود المعظم جوه ... والبيت ذو الأستار والأركان
يا خاتم الرسل المبارك ضوؤه ... صلى عليك منزل الفرقان"
وهو شعر لا تقوله مسلمة لكونه اعتراض على إرادة الله وطلب محرم وهو البكاء على النبى(ص) ليل نهار وترك طاعة الله