مراجعة لكتاب الشهيد ابن الصديق عبد الله بن أبي بكر
الكاتب هو نضال عباس دويكات وموضوع الكتب هو حياة عبد الله بن أبى بكر في الروايات وقد ابتدأ الكتاب بذكر خيرية قرنت الصحابة على بقية القرون حيث قال في البداية:
"وبعد هم جيل الصحابة الأغر، الذين تربوا على يد معلم البشرية، نور الهدى، سيد الأولين والآخرين، الحبيب المصطفى، فكان كل واحد منهم صفحة مشرقة من صفحات التاريخ الإسلامي العظيم، هذا التاريخ الذي بهر الأولين والآخرين نقاء وصفاء وعزة وإباء وعقيدة وإيمانا، فكانوا شموسا للعالمين، يستنير بهم كل باحث عن الحق والحقيقة أبد الدهر،
واليوم نفتح صفحة من صفحات هذا الجيل الذي لن يتكرر، فهم كما أخبر النبي (ص) خير القرون، فعن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي (ص) قال: (خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ... )"
الرواية لا تصح لأن الخيرية في الأولين والآخرين كما قال سبحانه في المقربين السابقين وأهل اليمين :
"والسابقون السابقون أولئك المقربون فى جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الأخرين"
وقال:
"وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين فى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين ثلة من الأولين وثلة من الأخرين"
وتناول الكاتب ما يسميه المناقب مفتخرا لا بل بالابن وإنما بالابن حيث قال:
"نقف مع صحابي من الرعيل الأول، من السابقين الأولين من المهاجرين، من رواد دار الأرقم بن أبي الأرقم، ذاك الصحابي الجليل، عبد الله بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، من خير بيوت المسلمين وأعزها وأشرفها وأتقاها وأنقاها، فهو ابن الصديق أول من أسلم من الرجال، إبن العتيق ، ثاني اثنين في الغار"
ثم ذكر دوره في رحلة الهجرة حسب الروايات حيث قال:
"ابن أبيه وسميه عين لرسول الله (ص) على الأعداء في هجرته، كاشف لخطط المتربصين بالرسول (ص)ووالده، فكان أمينا على نبي هذه الأمة التي دفعت قريش الغالي والنفيس من أجل منعه من الهجرة، لكي لا ينشر دين الله في الأرض، ورفض المغريات التي أعلنتها قريش لمن يحضر محمدا حيا أو ميتا وهي مئة ناقة من الإبل، والتي جعلت شباب قريش وشيبها يتسابقون للحصول على معلومة واحدة تقودهم لهذا الكنز العظيم، فرضي الله عنه وأرضاه."
وهذا الدور وما يحكى في الروايات ليس عليه دليل من كتاب الله وقد الله أرجع النجاح في الهجرة إلى الجنود غير المرئية وليس إلى دور بشر حيث قال:
"إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها"
ومن ثم ليس هناك دور لعبد الله ولا لأسماء ولا لعامر لكونهم جميعا مرئيين
وتناول نسبه واخوته حيث قال :
"نسبه وإخوته:
هو عبد الله بن عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التميمي، والده أبو بكر الصديق بن أبي قحافة، خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويلتقي والده مع رسول الله (ص) في النسب في الجد السادس ، وأمه قتيلة بنت عبد العزى ، ولقد أختلف في إسلامها، وهي التي قدمت على ابنتها أسماء ذات النطاقين في المدينة المنورة أثناء الهدنة تحمل الهدايا، فأبت أسماء أن تستقبلها حتى أذن لها النبي (ص) بذلك، وقال بعض المفسرين أن هذه الحادثة كانت سببا في نزول قوله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين .... .
وكان أبو بكر قد طلقها في الجاهلية ،"
وهذه الجزئية بخصوص كون أمه بنت عبد العزى أبو لهب تجعل زواج النبى(ص) من عائشة باطل لأنه في تلك الحالة أب من أباءها ومن ثم لا يجوز ذلك الزواج ومن ثم يتم استبعاد أن تكون قتيلة تلك كانت زوجة أبى بكر
وقال أيضا:
"وأخته أسماء بنت أبي بكر الصديق (ذات النطاقين)، وهي أخته لأمه وأبيه، وأخته أم المؤمنين عائشة وأخوه عبد الرحمن بن أبي بكر من أبيه، فأمهما أم رومان بنت عامر بن عويمر ، وأخوه محمد بن أبي بكر من أبيه، وأمه أي (محمد) هي أسماء بنت عميس وقد تزوجها أبو بكر بعد استشهاد زوجها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ،"
وزواج ابو بكر من زوجة جعفر لا يجوز لأنه يعتبر والد للنبى(ص) باعتبار حميه ومن ثم يكون والد لكل أولاد عمه وتعتبر زوجاتهم محرمات عليه باعتباره أب من آباءهم
وقال أيضا:
"وأخته أم كلثوم بنت أبي بكر من زوجته حبيبة بنت خارجة ، ولم أطلع في كتب التاريخ والسير والتراجم على تاريخ يحدد مولده رضي الله عنه.
إسلامه: تذكر كتب التاريخ والسير والتراجم أن إسلام عبد الله بن أبي بكر كان قديما، دون تحديد للسنة التي أسلم فيها، وقولهم أسلم قديما يستشعر منه أنه كان من الذين أسلموا في بداية الدعوة والله أعلم، ولم أجد فيما اطلعت عليه من كتب السيرة والتاريخ أي ذكر لأحداث وقعت مع عبد الله بن أبي بكر في الفترة المكية بعد إسلامه سوى الحديث عند دوره المشهور في حادثة الهجرة النبوية الشريفة."
وتناول دور عبد الله في رحلة الهجرة والتى نفاها القرآن هى والأدوار الأخرى حيث قال :
"دوره في الهجرة النبوية:
الهجرة النبوية الشريفة علامة فاصلة في تاريخ الإسلام العظيم، لذلك نجد أن كل من شارك فيها ولو بحظ بسيط قد خلد ذكره في سجلات التاريخ، وكتبت له صفحات مشرقة من المجد، كيف لا؟
وقد كان لهم نصيب في دعم الحبيب المصطفى (ص) وصاحبه في وقت تخلى عنهم القريب والبعيد، وقد عرض كل من قدم المساعدة للنبي وصاحبه في هجرتهما نفسه للخطر الشديد، فهذه أسماء وهذا عبد الله وهذا عامر بن فهيره يتحدون قريشا بجبروتها وعظمتها ويقدمون أدوارا مختلفة كان لها الأثر الكبير بعد فضل الله تعالى وقدرته على نبيه بالنجاة من أيدي الكفرة والمجرمين، والإنتقال بالدين إلى محضن جديد وهو المدينة المنورة.
عبد الله عين يقظة وأذن واعية.
يتلخص دور عبد الله بن أبي بكر في الهجرة أثناء وجود النبي (ص) وأبي بكر في الغار أنه كان عينا لهما على تحركات قريش في بحثها عن النبي (ص) وصاحبه، وكان يقوم بدور التسمع لما يدور في مجالس قريش و نواديها، وما يقولونه حول رسول الله (ص) و صاحبه وما وصلوا إليه من تطورات، وكان ذلك في النهار، أما في الليل فكان يأتي النبي (ص) ووالده في الغار ويخبرهما بأخبار قريش وما سمعه ورآه في النهار، مما ساعدهما في رسم الخطة الدقيقة للهجرة والتحرك في الوقت المناسب دون أن يعرضوا نفوسهم للخطر، وهنا يتضح لنا مدى الحس الأمني والحذر الشديدين الذين كان يتمتع بهما عبد الله، فهو مع علمه بخطورة الأعمال التي قام بها في مكة من تسمع لأخبار قريش ورصد تحركاتها ومن ثم توجهه ليلا إلى غار ثور إلا انه لم يترك خلفه أي خيط يقود قريش إلى مكان إختباء النبي (ص) وصاحبه، خاصة أن العيون قد تلاحقه في كل وقت وكل حين علها تكشف ذاك السر الذي أقض مضجع قريش، ألا هو إختفاء النبي (ص) وصاحبه، وبعد ذلك فهو أنيس لهما في الغار ليلا، علاوة أنه كان يحضر لهما الطعام ليلا كما ورد في بعض كتب التاريخ ، وقد أورد البخاري في صحيحه في حديث عن الهجرة صفاتا كريمة لعبد الله بن أبي بكر تدل على فطنته وذكائه وتضحيته، فقد جاء (ثم لحق رسول الله (ص) وأبو بكر بغار في جبل ثور، فمكثا فيه ثلاث ليال، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر، وهو غلام شاب، ثقف لقن ، فيدلج من عندهما بسحر، فيصبح مع قريش بمكة كبائت ، فلا يسمع أمرا، يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام) ومن هنا يتضح لنا جملة من الصفات الكريمة التي تجلت في شخص عبد الله بن أبي بكر وهي الذكاء والفطنة مما ساعده في إنجاز مهماته تجاه النبي (ص) ووالده على أكمل وجه دون تعريضهما للخطر بكشف مكانهما، وكذلك سرعة الفهم والبداهة التي أهلته أن يكون جنديا صالحا في صفوف الحق، ولا شك أن صفة الجرأة كذلك من الصفات التي تجلت في شخص عبد الله فهو يذهب إلى ذلك الغار الموحش ليلا ويعود ليلا وحيدا، وتقودنا هذه الصفة إلى صفة أخرى وهي القوة الجسدية والتي أهلته أن يعتلي جبل ثور الذي ينسب إليه غار ثور على الأقل ستة مرات خلال ثلاث ليال وهي الفترة التي قضاها النبي صلى الله عليه ويسلم وصاحبه في الغار قبل إتمام مشوار الهجرة إلى المدينة المنورة، وصفة أخرى هي صفة الخداع للأعداء وهي عن طريق إيهامهم بوجوده ومبيته في مكة مع أنه قضى ليله في الغار، وهذه الصفات مجتمعة بجانب الإيمان والتقوى وحب الله ورسوله والاستعداد للتضحية جعلت من عبد الله بن أبي بكر جنديا مخلصا من جنود الدعوة التي يبتغي رجالها رضوان الله تعالى وحبه والسعي إلى ثوابه."
وقد نفى الله أن يكون أحد من البشر قد نصر الرسول(ص) وصاحبه في رحلة الهجرة حيث قال:
"إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار"
وتناول هجرة عبد الله إلى المدينة حيث قال :
"هجرته: ذكر الطبري في تاريخه أن عبد الله بن أريقط الدؤلي الذي كان دليل النبي (ص) في رحلته إلى المدينة لما رجع إلى مكة بعد أن وصل النبي (ص) إلى المدينة، أخبر عبد الله بن أبى بكر الصديق بوصول أبيه إلى المدينة، فخرج عبد الله بن أبي بكر بعيال أبى بكر بطلب من أبي بكر نفسه، وكان معهم أم رومان وعائشة وأسماء بنات أبي بكر رضي الله عنهم جميعا، وصحبهم طلحة بن عبيد الله حتى قدموا المدينة "
وتناول روايته للحديث حيث قال :
"روايته للحديث الشريف:
لم يكن لعبد الله بن أبي بكر مرويات عن النبي (ص) سوى ما ذكره البعض أنه روى حديثا واحدا عن النبي (ص) وقال البغوي فيما نقله عنه إبن حجر: (لا أعرف عبد الله أسند غيره وفي إسناده ضعف وإرسال)، وقال الدارقطني: وأما عبد الله بن أبي بكر فأسند عنه حديث في إسناده نظر تفرد به عثمان بن الهيثم المؤذن عن رجال ضعفاء ، والحديث المروي هو (حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا عثمان بن الهيثم الهوذني، قال: حدثنا الهيثم بن الأشعث، عن الهيثم أبي محمد السلمي، عن محمد بن عمار الأنصاري، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، عن عبد الله بن أبي بكر الصديق، قال: قال رسول الله (ص) " إذا بلغ المرء المسلم خمسين سنة صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء: الجنون، والجذام، والبرص، فإذا بلغ ستين سنة رزقه الله الإنابة إليه، فإذا بلغ سبعين سنة محيت سيئاته وكتبت حسناته، فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر، وكان أسير الله في الأرض، وشفع لأهل بيته) ."
والرواية لا تصح والغلط الأول أن بلوغ سن السبعين يمحو السيئات وهو ما بخالف أن ما يمحوها هو الحسنات كما قال سبحانه:
"إن الحسنات يذهبن السيئات"
والغلط الثانى ان من يبلغ التسعين يغفر له وهو ما يعارض أن الغفران سببه الاستغفار كما قال سبحانه:
" ومن يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"
وتناول دوره في الرواية حيث قال:
"والذي يظهر أن عبد الله لم يكن له دور كبير في الرواية عن النبي (ص) لسبب ما لم يذكر، فقد يكون الخوف من عدم ضبط الحديث والخوف من تحريف كلام المصطفى (ص) وباعث ذلك التقوى والخوف من الله هو الذي بعثه على قلة الرواية عن النبي (ص) كما كان حال والده الصديق بالنسبة للمكثرين من الرواية عن رسول الله (ص) من الصحابة الكرام."
وتناول زواجه من عاتكة بنت زيد حيث قال :
"مع زوجه عاتكة بنت زيد:
قدر لعبد الله بن أبي بكر أن يتزوج من عاتكة بنت زيد، وهي بنت زيد بن عمرو بن نفيل القرشية العدوية، من الصحابيات المهاجرات، وكانت حسناء جميلة ذات خلق بارع ، فأحبها حبا شديدا حتى غلبت عليه نفسه وشغلته عن مغازيه وغيرها، فأمره أبوه بطلاقها ، فأخذ يردد:
يقولون طلقها وخيم مكانها ... مقيما تمني النفس أحلام نائم
وإن فراقي أهل بيت جميعهم ... على كثرة مني لإحدى العظائم
أراني وأهلي كالعجول تروحت ... إلى بوها قبل العشار الروائح
فعزم عليه أبوه حتى طلقها، ثم تبعتها نفسه، فهجم عليه أبو بكر، وهو يقول:
أعاتك لا أنساك ما ذر شارق ... وما ناح قمري الحمام المطوق
أعاتك قلبي كل يوم وليلة ... إليك بما تخفي النفوس معلق
ولم أر مثلي طلق اليوم مثلها ... ولا مثلها في غير جرم تطلق
لها خلق جزل ورأي ومنصب ... وخلق سوي في الحياء ومصدق
فسمعه والده الصديق فرق له قلبه، فأمره فارتجعها، فقال عبد الله حين ارتجعها:
أعاتك قد طلقت في غير ريبة ... وروجعت للأمر الذي هو كائن
كذلك أمر الله غاد ورائح ... على الناس فيه ألفة وتباين
وما زال قلبي للتفرق طائرا ... وقلبي لما قد قرب الله ساكن
ليهنك أني لا أرى فيه سخطة ... وأنك قد تمت عليك المحاسن
وأنك ممن زين الله وجهه ... وليس لوجه زانه الله شائن
ومن هنا اتضح لنا صفات جلية في نفس عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما، ومن هذه الصفات بره بوالده وطاعته له في غير معصية لله تعالى، وهذا واضح من إستجابته لأمر والده الصديق بطلاق من يعشق من النساء وهي زوجه عاتكة رضي الله عنها، وليس هذا غريبا عن صحابي جليل عرف عنه التضحية والفداء لله ولرسوله الكريم (ص)، وإن كان هذا الأمر قد خالف هواه، ولكنه الإنقياد والإستسلام لله تعالى، وثاني هذه الصفات الإعتراف بالذنب ضمنا وهذا واضح في طلاقه لزوجته لأنه علم انه قصر في حق الله تعالى بسبب إنشغاله بزوجته مما دفعه للاستجابة لوالده وهذا عتراف بالتقصير والخطأ، وهذه شيمة عظيمة لدى المسلمين بشكل عام، وتحسب لعبد الله هنا بشكل خاص، خاصة إذا علمنا أن العشق (المباح) من أشد الأمور على النفس وأصعبها وفراق المحب ليس بالأمر الهين وهو يغالب النفوس إن لم تكن هذه النفوس كبارا، وصفة أخرى واضحة جلية وهي الوفاء للزوجة الكريمة الأصيلة وهذا واضح من خلال الأبيات التي وردت على لسانه في حق زوجته بعدما طلب منه أبوه إرجاعها"
وحكاية عاتكة لم تحدث لأنه ليس من اسباب الطلاق طلب الوالدين أو احدهما الطلاق فالطلاق له سبب شرعى خاص بالزوجين وليس بأحدهما
وأكمل الكاتب حكايته رجوعه لعاتكة واشتراطه شرطا مخالف لكتاب الله وهو عدم زواجها بعده وهو ما يعنى أن الحكاية بكاملها لم تحدث لأنه معصيتين لله وهو قول الكاتب حيث قال :
"ولا شك أن عبد الله كان يحب زوجه عاتكة حبا كبيرا وهذا يتضح لنا بشكل أكثر وضوحا عندما نسمع خبره معها أنه قبل وفاته ومن شدة حبه لها اشترط عليها ان لا تتزوج بعده على أن يجعل لها طائفة من ماله، وذكر البعض أنه جعل لها بعض أراضيه، وذكر آخرون أنه كتب لها حائطا ، وقد وافقت على ذلك وتبتلت وجعلت تمتنع عن الرجال بعد وفاة عبد الله رضي الله عنه، وكثر خاطبوها لحسنها وتقواها، وقيل تزوجها زيد بن الخطاب على خلاف في ذلك واستشهد عنها يوم اليمامة"
ويكمل الكاتب بقية الحكاية وهى معصية ثالثة وهو زواج عاتكة من عمر وهو يعتبر والدها فهو في مقام أبى بكر والاثنين حميان للنبى(ص)ومن ثم لا يجوز لها زواجها وبقية الحكاية هى :
"وقد تزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بعدما حاججها في تمنعها عن الزواج بعد عبد الله بن أبي بكر لأنه أعطاها بعض ماله على أن تبقى دون زواج بعده، وبعدما أقنعها عمر بالحكم الشرعي وافقت على طلبه وتزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأستشهد عنها، ومن ثم تزوجها الزبير بن العوام رضي الله عنه وقتل عنها شهيدا، ولذلك كان أهل المدينة يقولون: من أراد الشهادة فليتزوج عاتكة بنت زيد ، ثم خطبها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد انقضاء عدتها من الزبير، فأرسلت إليه إني لأضن بك يا بن عم رسول الله (ص) عن القتل، وتزوجها الحسن بن علي فتوفى عنها، وهو آخر من ذكر من أزواجها، والله أعلم ."
وتناول جهاده مع النبى(ص) حيث قال :
"جهاده مع رسول الله (ص)
قال ابن عبد البر في حق عبد الله بن أبي بكر
(لم يسمع له بمشهد إلا شهوده الفتح وحنينا والطائف والله أعلم) .
ولم يذكر لعبد الله بن أبي بكر حضور لأي مشاهد أخرى غير هذه الثلاثة، وقد يكون هذا فيه إشارة للحادثة التي ذكرت في كتب السيرة والتراجم أن عبد الله تزوج من عاتكة بنت زيد وأنشغل بها عن مغازيه وغيرها حتى أمره والده الصديق بطلاقها، فأستجاب له حتى سمع له أبياتا من الشعر قالها فيها فأمره بمراجعتها، والقصة ذكرتها سابقا في طيات هذا البحث، وقد يكون هناك أسباب أخرى لم تذكرها كتب السير والتراجم "
وذكر استشهاد عبد الله حيث قال :
"الشهادة ونهاية مشرقة.
صحبة النبي (ص) لهي شرف عظيم، ووسام عز وفخار باق في صفحة الصحابة الكرام، فهم أهل الإسلام الأوائل، والجهاد الأكبر، والهجرة والنصرة، والبيعة تلو البيعة لله ولرسوله، وهم أعلم الناس بالتنزيل،وخير القرون، وقد نال عبد الله بن أبي بكر هذا الشرف العظيم (ولا نزكيه على الله) فهو أعلم بحاله منا، فكان من المسلمين الأوائل، وقد حاز شرف الصحبة، وله دور عظيم مشهور في الهجرة، وهو من المهاجرين المجاهدين، ووالده الصديق أحب الرجال إلى قلب الرسول عليه السلام، وأخته عائشة أحب النساء إلى الرسول عليه السلام، فهو من خير البيوت وأطهرها، وأسبقها للإسلام، ومع هذا كله فقد حاز شرف الشهادة وهي من أجل الأعمال إلى الله تعالى، ومن أشرفها مكانة وأجرا وثوابا، فقد حضر عبد الله الفتح ثم حنينا ثم توجه مع الرسول عليه السلام لحصار فلول هوازن وثقيف في الطائف، وروي أن النبي (ص) نصب المنجنيق على أهل الطائف، أربعين يوما، قال ابن إسحق: حتى إذا كان يوم الشدخة عند دار الطائف، دخل نفر من أصحاب رسول الله (ص) تحت دبابة ثم رجعوا بها إلى جدار الطائف ليخرقوه، فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار، فخرجوا من تحتها، فرمتهم ثقيف بالنبل، فقتلوا منهم رجالا ، وفي رواية ونصب النبي (ص) المنجنيق على أهل الطائف، وقذف به القذائف، حتى وقعت شدخة في جدار الحصن، فدخل نفر من المسلمين تحت دبابة، ودخلوا بها إلى الجدار ليحرقوه، فأرسل عليهم العدو سكك الحديد محماة بالنار، فخرجوا من تحتها، فرموهم بالنبل وقتلوا منهم رجالا، وأصيب عبد الله بن أبي بكر بسهم في جسده
وقال المرزباني في معجم الشعراء:
إنما أصابه حجر في حصار الطائف فمات شهيدا ، وقيل إن الذي رماه به هو أبو محجن الثقفي، وقيل إن الذي رماه سعيد بن عبيد أخو بني عجلان كما أورد البيهقي في سننه (فقدم عليه وفد ثقيف ولم يزل ذلك السهم عنده، فأخرج إليهم، فقال: هل يعرف هذا السهم منكم أحد؟ فقال سعيد بن عبيد أخو بني العجلان: هذا سهم أنا بريته ورشته وعقبته، وأنا رميت به. فقال أبو بكر رضي الله عنه: " فإن هذا السهم الذي قتل عبد الله بن أبي بكر فالحمد لله الذي أكرمه بيدك ولم يهنك بيده، فإنه أوسع لكما) ، وقد عانى من هذه الإصابة زمنا حتى إندمل جرحه فبرء منه، ثم إنتقض الجرح ثانية فمات منه في شوال في السنة الحادية عشرة للهجرة في خلافة أبيه وكانت وفاته بعد أربعين ليلة من وفاة النبي (ص)، فعن القاسم بن محمد، قال: (رمي عبد الله بن أبي بكر بسهم يوم الطائف، فانتقضت به بعد وفاة رسول الله (ص) بأربعين ليلة) ."
وتلاحظ التناقض في سبب اصابته فمرة سهم ومرة حجر
وتناول تكفين عبد الله حيث قال :
"تكفينه:
جاء في بعض الروايات أن عبد الله بن أبي بكر كان قد إشترى حلة اشتريت للنبي (ص) ليكفن فيها ثم تركت هذه الحلة ولم يكفن فيها رسول الله (ص) فأخذها عبد الله بن أبي بكر وقال (لأحبسنها حتى أكفن فيها نفسي، ثم قال: لو رضيها الله عز وجل لنبيه لكفنه فيها، فباعها وتصدق بثمنها) ، وفي رواية أخرى عن عائشة تذكر أن الحلة إنما كانت في أصلها لعبد الله بن أبي بكر وأحضرت ليكفن النبي (ص) فيها ثم نزعت عنه (ص) حيث قالت: (أدرج رسول الله (ص) في حلة يمنية كانت لعبد الله بن أبي بكر، ثم نزعت عنه، وكفن في ثلاثة أثواب سحول يمانية، ليس فيها عمامة، ولا قميص»، فرفع عبد الله الحلة، فقال: أكفن فيها، ثم قال: لم يكفن فيها رسول الله (ص)، وأكفن فيها، فتصدق بها) ، ومن خلال هذه الروايات نلحظ أن عبد الله بن أبي بكر حبس الحلة بداية الأمر لتكون كفنا له عند موته بعد أن عدل عن تكفين النبي (ص) بها، ثم تركها لأنه أدرك أن الله عز وجل قد اختار لنبيه (ص) الأفضل بعدم التكفين في هذه الحلة والله تعالى أعلم، ومن ثم اختار عبد الله أن يبيع هذه الحلة ويتصدق بثمنها لله تعالى، ومن هنا أيضا نرى مدى تأسي عبد الله بن أبي بكر بالرسول (ص) وشدة حبه له من خلال تركه لهذه الحلة التي لم يكتب الله لنبيه أن تكون كفنا له بعد موته."
وكل هذه الحكايات لا فائدة منها وهى تتعارض مع الروايات في الكتب الرئيسية الكبرى
وتناول الصلاة عليه ودفنه حيث قال :
الصلاة عليه ودفنه:
توفي عبد الله بن أبي بكر في شوال من السنة الحادية عشرة للهجرة في أول خلافة والده الصديق رضي الله عنه، وذلك بعد وفاة النبي (ص) بأربعين يوما، ودفن بعض الظهر، وصلى عليه أبوه، ونزل في قبره أخوه عبد الرحمن، وعمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيد الله وتذكر كتب السير أن عبد الله قد دفن في المدينة المنورة، وكان يعد من شهداء الطائف وليس له عقب ."
الغريب أن رواية موته تتعارض مع رواية استشهاده فهل مات أو قتل ؟
سؤال بلا إجابة أمام تعارض الروايات
وتناول الكاتب رثاء زوجته له بعد موته رغم أنها تزوجت اثنين بعده حسب الروايات حيث قال:
"رثاء زوجته عاتكة بنت زيد له:
إن الزوج يحتل مكانة عظيمة في قلب زوجته، وفقدان الزوج لهو من أصعب البلايا التي تنزل بالزوجة في حياتها، فهي تفقد الخل والصاحب، والقلب الحاني عليها، ومن تستقيم به حياتها، وتقضى به حاجاتها، لذلك كان فراق عبد الله صعبا على قلب زوجه عاتكة بنت زيد، مع علمها بحبه الشديد لها، ولكثرة حبه لها إشترط عليها أن لا تتزوج بعد موته مقابل أن يكتب لها مالا أو أرضا، وذلك لأمور عدة، منها غيرته عليها رضي الله عنه مع حبه الشديد لها، ولطمعه أن تكون زوجته في الآخرة لأن المرأة كما ورد تكون لآخر أزواجها في الدنيا في الجنة إن دخلوا جميعا الجنة بإذن الله تعالى لما ورد في الحديث (أيما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده فهي لآخر أزواجها) ، ولذلك عندما رحل عبد الله بن أبي بكر عن الدنيا رثته عاتكة بشعر حسن قالت فيه:
رزئت بخير الناس بعد نبيهم ... ... وبعد أبي بكر وما كان قصرا
فآليت لا تنفك عيني حزينة ... ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
فله عينا من رأى مثله فتى ... ... أكر وأحمى في الهياج وأصبرا
إذا شرعت فيه الأسنة خاضها ... إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا
ولم تكن راغبة في الزواج بعده لولا أن أمير المؤمنين بين لها أن هذا الفعل خلاف الأولى على الأقل تقع فيه إن هي أصرت عليه، فتنازلت عن ذلك وقبلت بالزواج من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ويروى أن عائشة قالت عندما تزوجت عاتكة بعمر بن الخطاب تذكرها برثائها لعبد الله بن أبي بكر ووعدها له بعدم الزواج مقابل الأرض التي وهبها إياها، مقتبسة شعر عاتكة في رثاء عبد الله
فآليت لا تنفك عيني قريرة ... ... عليك ولا ينفك جلدي أصفرا!!!
ردي علينا أرضنا !!!!
وتزوجها عمر بن الخطاب في سنة اثنتي عشرة من الهجرة، فأولم عليها، ودعا أصحاب رسول الله (ص) وفيهم علي بن أبي طالب، فقال له علي: يا أمير المؤمنين، دعني أكلم عاتكة، قال: نعم. فأخذ علي بجانب الخدر، ثم قال: يا عدية نفسها أين قولك؟؟؟؟
فآليت لا تنفك عيني حزينة ... ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
فبكت. فقال عمر: ما دعاك إلى هذا يا أبا الحسن؟ كل النساء يفعلن هذا !!!."
وكما قررنا في السابق لا يمكن ان يتزوج عمر عاتكة لكونه أب من أبائها لأن أخته زوجة للنبى(ص) وعمر حمى النبى (ص)ومعه أبو بكر أى في مقام والده ومن ثم لا يجوز زواجه منه باعتبار أن أولاد عائشة وحفصة أحفاده وعبد الله خالهم