الأمانة العلمية
من الأمور المنتشرة عبر وسائل التواصل وعبر شبكة الانترنت عموما أن هناك البعض ممن يكتبون يتهيأ لهم أنهم إذا كذبوا على الناس يشتهرون ويجعلون الناس يقبلون على العلم
ومما ابتلينا به عبر الشبكة العنكبوتية مقالات يسمونها الاعجاز العددى للقرآن وللأسف فإن الكثيرين منا عندما يقرئون بعض المقالات فيه تعجبهم ومن ثم ينقلونها دون تثبت من صحتها وهو فى أنفسهم بهذا عندما ينشرون يكون هدفهم نبيل وهو نشر القرآن ولكن للأسف الشديد نصيحة لا تنقل شىء إن كنت لا تتثبت من صحته وهو ما طالبت به الآية الكريمة :
" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ "
كانت كتب الإعجاز العلمى من أربعين سنة قليلة جدا ومن أوائل من كتبوا فيها واحد من مصر كان يسمى رشاد خليفة وكان أستاذا جامعيا فى كلية الزراعة
وللأسف الشديد فإن هذا الرجل كان فى الباطن من خلال ما سماه معجزة 19 المأخوذة من قوله سبحانه :
" عليها تسعة عشر"
بنى كم كبير من الأكاذيب يقول أن القرآن مبنى على العدد 19 وهذا العدد تبين فيما بعد أنه العدد المقدس عند الدين البهائى الجديد وعليه تقوم الأحكام المختلفة عندهم
وانخدع الكثيرون للأسف بكتب رشاد خليفة حتى عالمنا الشهير مصطفى محمود كتب كتبا بناء على تلك المعلومات الكاذبة التى أصدرها رشاد خليفة كالإعجاز العددى ومن أسرار القرآن
والفرد الوحيد الذى تصدى لأكاذيب رشاد خليفة بالمرصاد كان بنت الشاطىء الأستاذة عائشة بن عبد الرحمن فألفت الكثير من المقالات فى بيان أكاذيبه العددية من خلال دراستها للديانة البهائية وكانت تنشر فى جريدة الأهرام
رشاد خليفة هاجر من مصر إلى أمريكا فيما بعد وهناك ادعى النبوة وقتل فيما بعد
أمثال رشاد خليفة منتشرون والغريب أنهم ما زالوا يعتمدون كتابه العددى فى كثير مما يكتبون حاليا وإن كانوا غيروا الرقم 19 إلى أرقام أخرى متعددة هروبا من تهمة اعتناق البهائية
هؤلاء القوم يشابهون فى القديم جماعة كانوا يؤلفون الروايات الحديثية وينسبونها للنبى(ص) ويقولون نحن نكذب للنبى(ص) بمعنى أنهم يكذبون لنشر الإسلام والإسلام لا يقوم على الكذب والقول الحقيقى هو أنهم كانوا يفترون على النبى(ص)
لقد تعلمت من مقالات بنت الشاطىء ألا أصدق شىءمن ذلك الكلام العددى إلا بعد أن أعده بنفسى للوصول للحقيقة وفى معظم الأحيان كانت الأقوال كاذبة تماما
من تلك الأكاذيب أن عدد أيام السنة 365 يوم كما يزعمون وعدد الكلمات المشتقة من كلمة يوم 365
الغريب أن القوم يعتمدون أيام التقويم الشمسى والتى تخالف التقويم القمرى الذى جعله الله التقويم الإلهى كما قال سبحانه:
" إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ"
والذى أقصاه إذا كانت أيام الشهور 30 يوم هو 360 يوم وليس 365
فكيف استدل الكاذبون على شىء لا وجود له عند الله وهو التقويم الشمسى بكتاب الله؟
أليست هذه حماقة ؟
وقالوا أن عدد الكلمات المأخوذة من كلمة شهر 12 كلمة وهى نفسها عدد شهور السنة
وعند العد الحقيقى لكلمة يوم ومشتقاتها يوما ويومكم وأيام وغيرها تبين أن عدد الكلمات 430 كلمة تقريبا
وأما كلمة شهر ومشتقاتها فهى24 كلمة ونظرا لقلة عددها هنا ذكرتها:
الشَّهْرُ الْحَرَامُ: البقرة/194 (1)
بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ: البقرة/194 (1)
الشَّهْرَ الْحَرَامَ: المائدة/2 (1)
الشَّهْرِ الْحَرَامِ: البقرة/217 (1)
وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ: المائدة/97 (1)
الأَشْهُرُ الْحُرُمُ: التوبة/5 (1)
الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ: البقرة/217 (1)
الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا: التوبة/5 (1)
أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ: البقرة/197 (1)
أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا: التوبة/2 (1)
ثَلاَثُونَ شَهْرًا: الأحقاف/15 (1)
ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ: الطلاق/4 (1)
أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ: البقرة/226 (1)
أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ: البقرة/234 التوبة/2 (2)
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ... الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ ... ﴿١٨٥ البقرة﴾
... لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ ... ﴿٢ المائدة﴾
فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ وَكَانَ ... ﴿٩٢ النساء﴾
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ﴿٣٦ التوبة﴾
وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ﴿١٢ سبإ﴾
فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا﴿٤ المجادلة﴾
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴿٣ القدر﴾"
وبناء على ما تقدم احذروا من نشر أى شىء يتعلق بالاعجاز العددى إلا بعد التبين