إضاءات حول كتاب حديث بلال بن الحارث
الكاتب هو محمد البيطار وقد ابتدأ بذكر أن على الجفرى الصوفى هو وغيره يستدلون على الاستسقاء بالأموات بحديث ينسب إلى صحابى هو بلال بن الحارث وهو قوله حيث قال:
" يستدل الصوفية "هدانا الله وإياهم" على جواز الاستغاثة بغير الله ، وطلب المدد ....، بحديث بلال بن الحارث رضي الله عنه في الاستسقاء ... ، ويقول داعية التصوف "علي الجفري" في إحدى دروسه : ((يشتد القحط فيأتي كما ذكر الإمام ابن حجر العسقلاني ، في فتح الباري ، في المجلد الثاني ، في كتاب الاستسقاء ، ورواه البيهقي والحاكم وابن خزيمة بسند صحيح ، أن بلال بن الحارث المزني ، وهو من أصحاب المصطفى ، جاء إلى قبر رسول الله ، في سنة مقحطة في عهد عمر ، ووقف على القبر الشريف ، وقال: يا رسول الله لقد هلك .......))"
وانتقد الكاتب الجفرى مبينا كذبه في النقل عن الحاكم وابن خزيمة وابن حجر حيث قال:
"أولاً ـ لكي تعلموا مدى أمانة النقل عند الداعية علي الجفري ، وكيف أنه يستخف بعقول من يخاطب ، أفيدكم بأنه قد كذب على الحاكم ، وعلى ابن خزيمة ، لأن أحداً منهما لم يرو هذا الحديث في أي من كتبهما ، ولم ينقله أحد عنهما.!!!
ثانياً ـ إن الذي في فتح الباري ، مخالف لما نقله الجفري ، ففي فتح الباري (2ـ495) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وروى ابن أبي شيبة ، بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار ، وكان خازنَ عمر ، قال: أصاب الناسَ قحط في زمن عمر ، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا ، فأُتي الرجل في المنام ، فقيل له: ائت عمر .. الحديث ، وقد روى سيف ، في الفتوح ، أن الذي رأى المنام المذكور ، هو بلال بن الحارث المزني ، أحد الصحابة بحروفه قلت: قال ابن أبي شيبة ، في المصنف ، رقم (31993) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار ـ وكان خازنَ عمر على الطعام ـ قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله استسق لأمتك ، فإنهم قد هلكوا ، فأُتي الرجل في المنام ، فقيل له: إيت عمر فأقرئه السلام ، وأخبره أنكم مسقون، وقل له: عليك الكيس ، عليك الكيس ، فأتى عمرَ فأخبره ، فبكى عمر ثم قال: يا رب لا آلوا إلا ما عجزت عنه .
ومن طريق أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار ، رواه البيهقي في دلائل النبوة (7ـ47) ."
وقد تناول البيطار عيوب الروايات السابقة والتى حصرها في صفحات الكتاب الباقية في الانقطاع بين الأعمش وابو صالح وهو ما يسمونه التدليس وهو عيب كبير من عيوب الحديث وهو قوله حيث قال :
"وفيما تقدم عدة نقاط:
أولاً ـ عدم تصريح الأعمش بالسماع من أبي صالح ، وهو مدلس ، وعليه يحكم على الإسناد بالانقطاع ، كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث.
ثانياً ـ إن قولَ الحافظ: (بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار) ليس نصاً في تصحيح جميع السند ، بل إلى أبي صالح فقط ، ولولا ذلك لقال بإسناد صحيح ، والعلماء إنما يفعلون هذا لأسباب منها: أنهم قد لا يحضرهم ترجمة بعض الرواة ، فلا يستجيزون لأنفسهم حذف السند كله ، لما فيه من إيهام صحته ، خاصة إذا علمنا أن الحافظ ابن حجر ـ وهو سيد من كتب في تراجم الرجال ـ لم يعرف مالك الدار ، ولم يأت له بترجمة ، في أي من كتبه ، وكما أن البخاري في كتابه التاريخ (7ـ304) وابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل (8ـ213) لم ينقلا توثيقاً في ترجمته مالك ، عن أي أحد من علماء الجرح والتعديل ، مع كثرة اطلاعهما ، وقال الحافظ المنذري ـ وهو من المتأخرين ـ في كتابه الترغيب والترهيب (2ـ29): ومالك الدار لا أعرفه.
ثالثاً ـ إن هذه الرواية وعلى فرض صحة السند فيها إلى مالك الدار ، وعلى فرض أن مالك الدار ، ثقة ثبت ، فإنه يرويها عن رجل أتى القبر ... ، وبإبهام هذا الرجل يحكم على السند أيضاً بالانقطاع ، كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث.|"
إذا كما قال الكاتب انقطاعين أولهما بين ألعمش وابو صالح والثانى ابهام الصحابى
وتناول أن الراوى سيف بن عمر متهم عند اهل الحديث بوضع الحديث حيث قال :
"وأما بالنسبة للتصريح بكون بلال بن الحارث ، هو الذي جاء إلى القبر ، فهذا مما لا يصح بحال ، حيث لم يأت التصريح بكونه بلال بن الحارث ، إلا من طريق سيف بن عمر ، وهو أخباري متهم بوضع الحديث ، فضلاً عن بقية السند ، والذي فيه ما فيه ، ولكن ما قيل في سيف وحده يكفي لرد السند أصلاً ، وإليكم ما قاله علماء الجرح والتعديل ، في سيف.
قال الحافظ الذهبي ، في ميزان الاعتدال (3ـ353) في ترجمة سيف بن عمر: إن يحيى بن معين ، قال فيه: فِلسٌ خيرٌ منه ، وقال أبو داود: ليس بشيء ، وقال أبو حاتم: متروك ، وقال ابن حبان: اتهم بالزندقة ، وقال ابن عدي: عامة حديثه منكر ، وقال مكحول البيروتي: كان سيف يضع الحديث ، وقد اتهم بالزندقة .
وقال ابن الجوزي في كتابه ، الضعفاء والمتروكين (2ـ35) رقم: 1594: سيف بن عمر الضبي ، قال يحيى بن معين: ضعيف الحديث ، فِلسٌ خير منه ، وقال أبو حاتم الرازي: متروك الحديث ، وقال النسائي والدارقطني: ضعيف ، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات ، وقال إنه يضع الحديث. اهـ
ومن أراد مراجعة سند سيف بن عمر ، فليراجع تاريخ الطبري (2ـ508) والبداية والنهاية (7ـ104).
وقد أورد بعضهم شبهاً على تحقيق ضعف إسناد حديث مالك الدار فقال: قال الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال في نقد الرجال (3 ـ316): متى قال ـ أي الأعمش ـ "عن" تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم، وأبي وائل، وأبي صالح السمان ، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال. انتهى
وإسناد حديث مالك الدار يرويه الأعمش عن أبي صالح ، فأخذ من هذا النص عدم اعتبار العنعنة في هذا الإسناد من الأعمش.
وفي رد هذه الشبهة أقول:
يعتبر تحرير مسألة تدليس الأعمش ، من أهم المسائل التي يجب على طلبة العلم البحث والتحقيق في حالها ، وذلك نظراً لشهرة هذا الإمام وكثرة مروياته.
كيف تعامل العلماء مع تدليس الأعمش. أثبت العلماء تدليس الأعمش ، واختلفوا في تقييم تدليسه والتعامل معه.
فمنهم من رد أسانيده التي لم يصرح فيها بالسماع.
ومنهم من غض الطرف عن عنعنته ولم يعتبرها.
ومنهم من قبل عدم تصريحه بالسماع من رواة ، ورفضه في آخرين.
ومنهم من اضطرب فيه فمرة قبلها ومرة ردها."
وتناول الكاتب باستفاضة مبالغ فيها تدليس ألأعمش وهو كلام لا يهم القراء لأن المهم عند القراء هو النتيجة واما تلك الاستفاضة فمن يهتم بها هم أهل الحديث وهم ندرة وقول البيطار هو حيث قال: :
"وصف تدليس الأعمش:
1ـ الأعمش يكثر من التدليس.
ثبت تدليس الأعمش عن أكثر من عشرين شيخاً ، وعن أحدهم أكثر من مائة حديث. كما في "تهذيب الكمال" و "تحفة التحصيل" (1ـ134).
وقال ابن المبارك رحمه الله عن تدليس الأعمش: «إنما أفسد حديث أهل الكوفة أبو إسحاق والأعمش لكم».
وقال المغيرة: «أهلك أهل الكوفة أبو إسحاق وأعيمشكم هذا».
وقال سليمان الشاذكوني: «من أراد التديّن بالحديث، فلا يأخذ عن الأعمش ولا عن قتادة، إلا ما قالا: سمعناه».
كما في "معرفة علوم الحديث" (1ـ107)
وعبارة: أفسد حديث أهل الكوفة ، من أسوء العبارات التي يتهم بها مدلس ، حيث من المعلوم أن تسعة أعشار التدليس في زمن الأعمش كان بالكوفة.
2ـ الأعمش يدلس تدليس التسوية أيضاً.
قاله النووي في "الإرشاد" (34) ، والخطيب في "الكفاية" (364)، ونقل في (365) عن عثمان بن سعيد الدارمي أن الأعمش ربما فعل هذا.
3ـ الأعمش يدلس رجالاً ضعفاء ومتروكين.
قال العلائي في "جامع التحصيل" (1ـ101): «قال أبو معاوية: كنت أحدث الأعمش عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد. فيجيء أصحاب الحديث بالعشي، فيقولون: حدثنا الأعمش عن مجاهد بتلك الأحاديث. فأقول: أنا حدثته عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد. والأعمش قد سمع من مجاهد. ثم يراه يدلس عن ثلاثة عنه، وأحدهم متروك، وهو الحسن بن عمارة». وقال ابن عبد البر في التمهيد (1ـ30) «وكل من عرف أنه لا يأخذ إلا عن ثقة فتدليسه ومرسله مقبول ، فمراسيل سعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين وإبراهيم النخعي عندهم صحاح ، وقالوا مراسيل عطاء والحسن لا يحتج بها لأنهما كانا يأخذان عن كل أحد ، وكذلك مراسيل أبي قلابة وأبي العالية ، وقالوا لا يقبل تدليس الأعمش، لأنه إذا وقف، أحال على ملأ ، يعنون ثقة. إذا سألته عمن هذا؟ قال عن موسى بن طريف ، وعباية بن ربعي ، والحسن بن ذكوان».
وموسى بن طريف: كذاب.
وعباية بن ربعي: متروك متهم في دينه.
والحسن بن ذكوان: ضعيف.
كيف قيم العلماء تدليس الأعمش
اضطرب تقيم الحافظ ابن حجر رحمه الله ، لتدليس الأعمش بعض الشيء ، ففي كتابه "طبقات المدلسين" عد تدليس الأعمش في الطبقة الثانية مع الثوري وابن عيينة.
وفي كتابه "النكت" عد تدليسه في الطبقة الثالثة ، التي تلي طبقة الثوري وابن عيينة.
وقال العلائي في "جامع التحصيل" صفحة (113): «ثانيهما: من احتمل الأئمة تدليسه وخرجوا له في الصحيح وإن لم يصرح بالسماع وذلك إما لإمامته أو لقلة تدليسه في جنب ما روى أو لأنه لا يدلس إلا عن ثقة كالزهري وسليمان الأعمش وإبراهيم النخعي».
قلت: وفي هذا حيف كبير للزهري وأمثاله.
تقسيم الذهبي لتدليس الأعمش
قسم الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه "ميزان الاعتدال" (3ـ316) تدليس الأعمش فقال في ترجمته: «وهو يدلس وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به ، فمتى قال: أخبرنا فلان فلا كلام ، ومتى قال: عن تطرق إليه احتمال التدليس ، إلا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم ، وأبي وائل ، وأبي صالح السمان ، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال».
واعتماد الذهبي رحمه الله ، على تقسيم تدليس الأعمش هذا مبني على استقراءه لحديثه ، والحق أن هناك ما ينقض هذا التقيسم ، وفق قاعدة: المثبت مقدم على النافي. فقد قال الحاكم في كتابه "معرفة علوم الحديث" (1ـ35): «عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دماً وأميطوا عنه أذى. قال الحاكم: هذا حديث رواته كوفيون وبصريون ممن لا يدلسون وليس ذلك من مذهبهم ورواياتهم سليمة وإن لم يذكروا السماع ، وأما ضد هذا من الحديث فمثاله ما حدثناه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء أنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: ذكرنا ليلة القدر ....
قال الحاكم رحمه الله: لم يسمع هذا الحديث الأعمش من أبي صالح وقد رواه أكثر أصحابه عنه هكذا منقطعاً فأخبرني عبد الله بن محمد بن موسى ثنا محمد بن أيوب حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا خلاد الجعفي حدثني أبو مسلم عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش عن الأعمش عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: ذكرنا ليلة القدر ....»
وقال ابن معين: «قال سفيان الثوري لم يسمع الأعمش هذا الحديث من أبي صالح الإمام ضامن.
كما في "تاريخ ابن معين" رواية الدوري. (3ـ497)
وقال الإمام أحمد: «كان الأعمش يدلس هذا الحديث لم يسمعه من أبي وائل. قال مهنا ـ تلميذ الإمام أحمد ـ فقلت له: عمن هو؟ قال: كان الأعمش يرويه عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن أبي وائل فطرح الحسن بن عمرو وجعله عن أبي وائل».اهـ
كما في كتاب "تحفة التحصيل" (1ـ134).
وقال سفيان الثوري: «لم يسمع الأعمش حديث إبراهيم الوضوء من القهقهة منه ، وروى الأعمش هذا الحديث عن أبي صالح». اهـ
كما في كتاب "تحفة التحصيل" (1ـ134). وكان الحافظ ابن حجر رحمه الله ، يتخوف من رواية الأعمش عن أبي صالح وأبي وائل بالعنعنة , وإن كانت في الصحيح ، فقد قال في الفتح (12ـ82): «فيه: سمعت أبا هريرة وكذا في رواية عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن أبي صالح سمعت أبا هريرة وسيأتي بعد سبعة أبواب في باب توبة السارق وقال ابن حزم: وقد سلم من تدليس الأعمش. قلت: ولم ينفرد به الأعمش، أخرجه أبو عوانة في صحيحه من رواية أبي بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح».
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (11ـ559): «قوله عن أبي وائل هو شقيق بن سلمة وقد تقدم في الشرب من رواية أبي حمزة وهو السكري وفي الأشخاص من رواية أبي معاوية كلاهما عن الأعمش عن شقيق وقد تقدم قريبا من رواية شعبة عن سليمان وهو الأعمش ويستفاد منه أنه مما لم يدلس فيه الأعمش فلا يضر مجيئه عنه بالعنعنة».
وروى ابن عبد البر بإسناده أن الأعمش كان يدلس حديث إبراهيم التيمي: «.... حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري قال: حدثنا سليمان الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة.
قال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد: قال سفيان وشعبة: لم يسمع الأعمش هذا الحديث من إبراهيم التيمي.
قال ابن عبد البر: هذه شهادة عدلين إمامين على الأعمش بالتدليس وأنه كان يحدث عن من لقيه بما لم يسمع منه». اهـ التمهيد (1ـ30)
وقال ابن مهدي: «حديث الأعمش من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة ليس من صحيح حديث الأعمش». اهـ
العلل لابن أبي حاتم (1ـ97)
ومعنى أنه ليس من صحيح حديث الأعمش أنه دلسه ، كما مر عن سفيان وشعبة والقطان.
ومن التقسيم المعتبر لتدليس الأعمش
ما جاء عن شعبه رحمه الله ، حيث قال: «كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش وأبي إسحاق وقتادة. قال الحافظ: فهذه قاعدة جيدة في أحاديث هؤلاء الثلاثة أنها إذا جاءت من طريق شعبة دلت على السماع ولو كانت معنعنة». اه ـطبقات المدلسين (1ـ58)."
والعيب فيمن يتعاملون مع الروايات هو اعتمادها على نقد الأسانيد بدلا من نقد النص وهو متن الرواية وهو أمر يوفر الصفحات ويوفر تضييع أوقات القراء فيما لا فائدة منه من الكلام حول رجال الأسانيد
نص الرواية هو :
"أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله استسق لأمتك ، فإنهم قد هلكوا ، فأُتي الرجل في المنام ، فقيل له: إيت عمر فأقرئه السلام ، وأخبره أنكم مسقون، وقل له: عليك الكيس ، عليك الكيس ، فأتى عمرَ فأخبره ، فبكى عمر ثم قال: يا رب لا آلوا إلا ما عجزت عنه ."
وأغاليط الرواية هى :
الأول حديث الحى مع الميت مع علمه أن الموتى لا يسمعون وحتى لو صدقنا رواية سماع النبى (ص) كلام الأحياء فإنها قصرت السماع على سماع الصلاة عليه فقط دون أى شىء أخر
الثانى أن المسلمون يعرفون ان الاستسقاء عبارة عن دعاء أحدهم الله طلبا للماء كما دعى موسى(ص) لقومه كما قال سبحانه:
"وإذ استسقى موسى لقومه"
الثالث ان الرواية تتعارض مع الرواية الشهيرة وهى ذهاب عمر والعباس وغيره لصلاة الاستسقاء
الرابع أن كل المسلمين كانوا يجهلون حكم الاستسقاء عدا هذا الرجل الذى أتى القبر وهو كلام غير معقول
الخامس أن قبر النبى(ص) طبقا للحديث لم يكن بجوار المسجد وإنما وحده مع أنه معروف أنه داخل بيت النبى (ص) في حجرة عائشة فكيف يدخل الرجل الحجرة والمرأة كانت ما تزال حية دون استئذان أو كلام او غيره والسؤال كيف دخل ومن اذن له أم هناك قبر أخر غير القبر المعروف حاليا وفى التاريخ ؟