إضاءات حول بحث حول زراعة الاَعضاء التناسلية
هذا البحث جزء من كتاب للكاتب محمد آصف المحسنى وموضوعه استبدال بعض الأعضاء التالفة التى يسميها بالغلط التناسلية مع أنها تناسلية إخراجية بأعضاء سليمة من الموتى
ابتدأ الكاتب كلامه بذكر تركيب الجهاز التناسلى للمرأة حيث قال :
"ينقسم الجهاز التناسلي للمرأة الى الداخلي والخارجي، ويتكوّن الداخلي من مبيضين أحدهما على اليمين والآخر على اليسار من قناة فالوب (القناة الرحمية) والرحم والمهبل، المبيضان متصلان بالرحم بواسطة وتر سميك على ناحية اليمين واليسار وهما عبارة عن أكياس تحتوي على عدد محدد من البويضات عند الولادة، أي عدد البويضات داخل المبيض تكون قد تم تكوينها قبل ولادة الانثى من بطن أُمّها، ويصل عدد البويضات في المبايض الى حوالي مليونين بويضة عند الولادة وتبدأ في التناقص لتصل الى 400 ألف بويضة عند البلوغ ثمّ يتناقص الى 400 بويضة قابلين للاخصاب، ويرجع السبب في هذا النقصان الى مراحل النضج المتعدد التي تمر بها البويضة ابتداء من الخلية الاَولية للبويضة حتّى مرحلة الناضجة قبل خروجها من المبيض، وذلك تحت تأثير هرمونات التناسل بشكل زيادة ونقصان لهذه الهرمونات"
والغلط فى هذا الكلام هو ولادة الطفلة ببويضات داخل كيس المبايض يصل عددها لاثنين مليون ثم يتناقص عددها عند البلوغ إلى 400 ألف ثم يتناقص فى النهاية إلى 400 بويضة فقط وهو كلام ليس علميا لأن لا أحد شاهد ذلك العدد ولا يمكن عده داخل كيس لا يتجاوز حجمه عقلة إصبع لرضيع أو رضيعة
المعروف أن البويضات تتكون كل أول شهر وتنفجر فى آخره إن لم يتم تخصيبها بالجماع
صحيح أن فى بعض ألأنواع كالدجاج يكون هناك ما يسمى بعنقود البيض وهو عنقود ليس ثابتا بمعنى أن الدجاجة كل فترة فى السنة تقوم بعملية التبويض لمدة شهرين أو ثلاثة يوميا أو يوم بعد يوم على حسب ثم تنقطع شهور عدة عن التبويض وبعد فترة تعود لعملية التبويض
وتكلم الكاتب عن تكوين مبيض الأنثى حيث قال :
والناظر الى تكوين الجنين معتمداً على المعلومات والحقائق التي يمدنا بها علم الاجنة يجد أنّ المبيض يبدأ تكوينه في الأنثى عند الأسبوع 8 ـ 12 للجنين الأنثى وهي في بطن أُمّها، ويتكون من الحمل الناتج من أخصاب حيوان منوي يحتوي على الصبغ السيني مع البويضة التي تحتوي أيضاً على الصبغ السيني، ثم تبدأ بعد ذلك عملية تخليق باقي الجهاز التناسلي للمرأة.
بعد ولادة الاَنثى تبدأ البويضة داخل المبيض مراحل النضج لتكوين البويضة الناضجة الصالحة للاخصاب في الفترة ما بين الولادة وبلوغ الأنثى سن البلوغ، ثم تبدأ هذه البويضات الناضجة بالنزول شهرياً من المبيض فاذا ما لقحت يحدث الاَخصاب والحمل، اما اذا لم تلقح يحدث ما نسميه بالطمث الشهري نتيجة للتغييرات الهرمونية"
وكل هذا الكلام ليس لها فائدة فى موضوع الزرع وإنما الفائدة هى فى قوله :
"فإذا ما قمنا ونقلنا هذا العضو ـ المبيض ـ من أُنثى الى أُنثى اُخرى فاننا بهذا قد نقلنا المبيض بما تحتويه من بويضات تحمل الصفات الوراثية التي ورثتها الأنثى المنقول منها المبيض من والديها الى أُنثى أُخرى والتي تم نقل المبيض لها، والابناء الناتجين من المنقول اليها سوف يكونون من الناحية الوراثية أولاد المنقول منها، وهذا هو خلط الانساب "
الكاتب هنا يحرم عملية نقل المبايض من أنثى ميتة أو حية لأنثى حية المبايض عندها تالفة والسبب فى رأيه هو خلط الأنساب
الغائب عن الكاتب هو أن كلام الأطباء عن كيس البويضات يحوى بويضات بذلك العدد هو كلام خيالى فلم يحدث أن عد أحدهم تلك البصيلات التى يسمونها بويضات ولم يحدث أن شاهدها أحد حقيقة بالعين وهى ليست بويضات وإنما خلايا يتحول بعض قليل منها 400 كما يقول الكاتب كما يقولون لبويضات فيما بعد ومن ثم إطلاق كلمة البويضات عليها ليس كلاما صحيحا فهو خلايا خاصة بالمبيض
إذا الحديث عن خلط الأنساب ليس صحيحا لأن البويضات تتكون كل شهر ثم تنفجر أو تخصب
وسوف نؤجل الحكم إلى نهاية النقاش بعد ذكر كلامه عن زرع الخصية وهو :
"زرع الخصية:
قبل ولادة الطفل الذكر تكون الخصية داخل التجويف البطني وتنزل الى خارج البطن (داخل الكيس) عند الولادة.
عند تخليق الجنين الذكر من أخصاب حيوان منوي يحتوي على الصبغ الصادي لبويضة تحتوي على الصبغ السيني يتحدد جنس الجنين ذكراً ثمّ يبدأ نتيجة لوجود الصبغ الصادي في هذا الجنين تكون الخصية في الأسبوع السادس من الحمل ثم تقوم هاتان الخصيتان بإفراز الهرمونات اللازمة لتكوين باقي الاَعضاء الخاصة بالجهاز التناسلي للذكر.
ووظيفة الخصية افراز هرمون الرجولة منذ المراحل الأولى من الحمل وذلك لتخليق باقي أعضاء الجهاز التناسلي للذكر ، كما أنها تقوم بتكوين الحيوانات المنوية عند بلوغ الرجل سن البلوغ من الخلايا الاَولية الموجودة في الخصية والتي تحمل الصفات الوراثية التي ورثتها تلك الخلايا الاَولية والدي حامل هذه الخصية، فالخصية تقوم بدور المصنع الذي ينتج الحيوانات المنوية بواسطة تأثير الهرمونات على المواد الاَولية (الخلية الاَولية التي تنتج الحيوان المنوي الناضج) الموجود في الخصية.
واذا ما تم نقل هذه الخصية الى شخص آخر فاننا بذلك ننقل المصنع بآلاته ومعداته والمواد الاولية التي يحتويها الى مكان آخر، ولا يكون دور المنقول إليه سوى تشغيل المصنع فقط، أي لن يكون له دور في نقل المورثات التي يحملها أولاده، بل سوف يساعد على نقل الصبغيات الوراثية التي ورثها الشخص المنقول منه هذه الخصية الى ذرية الشخص المنقول له الخصية.
وتعتبر هذا وكأننا قمنا بإخصاب بويضة زوجة الرجل المنقولة له الخصية بحيوان منوي لرجل آخر المنقولة منه الخصية، فاذا ما تم زرع الخصية بين الرجال فإننا نساعد على خلط الانساب.
وأما الاعضاء التناسلية الاَخرى كالقضيب والرحم والانبوبة والمهبل فهي كسائر أعضاء الجسد مثل القلب والكلية والكبد في عدم التأثير من الناحية الوراثية ولا تخلو منها الاَنساب ."
إذا الكاتب يحرم نقل المبيض والخصية باعتبار أن نقلهما هو عملية نقل مورثات من شخصين لشخصين مختلفين وأن المورثات المزعومة لا تتغير من الشخصين الأولين
وهذا الكلام ليس صحيحا فالبويضات والحيوانات المنوية متجددة بمعنى أن لا علاقة لها بالخلايا المنتجة وإنما هى أشياء تتجدد بتكوين جديد عن طريق الغذاء فالمنى فى الشخص المنقول له هو منيه هو ليس منى الشخص السابق لأن العضو يتوقف عمله بالموت والآلة التى هى العضو المنقول إنتاجها لا يمكن أن يكون إنتاج القديم هو نفسه إنتاج الجديد فعندما ننقل آلة من مصنع إلى مصنع أخر فإنتاج الجديد يكون غير إنتاج الجديد لأن المواد المغذية للآلة ليست هى نفسها القديمة
عملية خلط ألأنساب تكون صحيحة فى حالة لو أن الأطباء أو غيرهم من العلماء شاهدوا بالعين تلك البويضات المليونية وتأكدوا من وجودها وهو أمر محال لأنه يستوجب إخراجها من إنسان حى وفحصها بالعين والمجهر وهو أمر لم يقدر أحد على عمله حاليا وكذلك أمر الخصية وحيواناتها المليونية والتى يعرف كل رجل أن منيه يتجدد بعد كل عملية جماع فلو أن تلك الملايين التى لم يشاهدها أحد فعليا بالعين مثلها كبويضة أنثى ما تجدد إنتاجها بتلك الأعداد التى يزعمها العلماء
إن الإنتاج المتجدد فى الذكر أو فى الأنثى يعنى أن الآلة سواء مبيض أو خصية انتهى عملها مع الميت وأن ما تقوم بعمله إنتاج جديد من قبل الفرد الجديد ذكر أو أنثى
وإباحة نقل أعضاء من ميت إلى حى دون أعضاء ليس له أى مسوغ خاصة أن أصل الأعضاء القلب وهو الذى ينتج عنه كل الخلايا الأخرى من خلال تنقيته للدم
وتكلم الكاتب عن حرمة النقل من جهات أخرى حيث قال :
"أقول: زراعة الاَعضاء التناسلية في حدّ نفسها لا بأس به ان قدر الطب عليها يوماً ما، وإنما يشكل من الجهتين الاخيرتين:
الأولى: حرمة النظر واللمس المحرمين
الثانية من جهة الجماع بها إذ مباشرة المنقول إليه لزوجها أو لزوجته لا يخلو عن إشكال ولا فرق في الاشكال بين المبيض والخصية والقضيب والجهاز الخارجي للمرأة، وذلك لا لاَجل انتساب الجهاز المذكور الى صاحبه الاَوّل حتى اذا كان حياً فإنّ الانتساب الماضي غير مضر والانتساب الفعلي الى صاحبه الاَول ممنوع بل هو منتسب الى صاحبه الجديد، بل لاَجل ارتكاز المتشرعة على قبح الجماع بها، وهو يكشف عن تقبيح الشارع له وتحريمه، إلاّ أنْ يقال:
إن قبيحه عند المتشرعة لا لاَجل أنهم مسلمون ومتشرعة ولا لاجل أنهم العقلاء بل من أجل انهم من أهل الغيرة وكثيراً ما يشتبه الاَمر بين الغيرة وبين ارتكاز المتشرعة وعلى كل، القبح الذي يكشف عن منع الشارع إنماهو القبح الذي من المشهورات، عند جميع العقلاء بما هم عقلاء، ولتحقيق ذلك لا بد من مراجعة علم المنطق وعلم الأصول عند البحث عن ملازمة حكم العقل والشرع ، وكذا القبح الذي يعتقده المسلمون بما هم مسلمون فإنه يكشف عن تقبيح الشرع، فلاحظ وتدبر.
على أنّ في زرع الخصية بل في زرع المبيضين مانع آخر كما تقدم فما قيل من جواز زرع الخصية كأنه للجهل بما ذكره الاَطباء.
فان قيل: اذا فرض قدرة الطب على تفريغ الخصية من السائل المنوي نهائياً فأي مانع من نقلها الى بدن الغير اذ لا تخلط الانساب حينئذٍ؟
يقال في جوابه ـ كما قيل ـ إنّ الحيوانات المنوية الجديدة تتكون من نفس الخلايا وليست من خلايا جديدة.
لكن الممنوع شرعاً ـ على نحو مر ـ إقرار ماء الرجل في رحم أجنبية ولم يدل دليل على أن خلاياه يجب ان لا تكون من الاَجنبي، فتأمل، فإن المقام محتاج الى توضيح طبي وأنّه هل يصدق على الخلايا الماء أو المني أم لا؟ وما هي مقدارها؟
فإن قيل: كيف تكون الخصية مصنعاً للمني ويقول القرآن: (فلينظر الانسان مم خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب) ؟
يقال: إنّ الخصية توجد بين الصلب والترائب في أوّل تكوينها من الناحية الجنينية، وانما تنزل داخل الكيس (خارج البطن) عند الولادة.
أقول: مر أنها داخل التجويف البطني وليس هو من الترائب التي فسرت بأعلى الصدر، فتأمل. ثم إنّه لا فرق في الحكم بينما كان الغرض تحصيل النسل أو مجرد الاستمتاع، أو التجميل والتجمل حيث إنّ المبيضين يفرزان ـ بالاضافة الى البييضات ـ هرمون الاُنوثة الذي يضفي على المرأة صفات الجمال الأنثوي من نعومة الجلد ونعومة الصوت ورقة الشعر وتوزيع الشحوم على الجسم، كما إنّ الخصتين تفرزان بالاِضافة الى المني هرمون الذكورة الذي يضفي على الرجل غلظ الصوت ونبات شعر الوجه وخشونة الشعر والقوة البدنية وغير ذلك.
كما لا فرق في الحكم السابق بين كون المأخوذ منه حياً أو ميتاً، بوصية منه أم لا، على أنّ قطع الآلة التناسلية عن البدن بعوض أو هبة حرام على الحي ظاهراً، فلاحظ وتأمل"
بداية الصلب الذى يخرج منه الماء هو القضيب والمقصود ثقب القضيب الذى يتدفق منه الماء الذى هو المنى والترائب هى جوانب المهبل حيث يخرج منى المرأة فالمخرج إذا ليس خصية ولا بويضة وإنما المخرج هو الثقبين
وأما أنه لا فرق بين النقل من حى أو نقل من ميت فهو كلام مغلوط لأن عضو الميت ينتهى بالموت وأما عضو الحى فهو يعمل ومحرم نقل أى عضو من حى إلى حى لعدم الضرر الذى حرمته الشريعة بقولها:
" وما جعل عليكم فى الدين من حرج"
ومن ثم نقل عضو الميت مباح إلى الحى
وتكلم الكاتب عن مسائل متفرعة عن النقل حيث قال:
"فرعان
1 ـ لو فرضنا وقوع: زراعة الاَعضاء التناسلية حراماً أو حلالاً وباشر المنتقل إليه زوجته أو زوجها فالولد ولدهما كما مر، إلاّ أنْ تكون الخصية المنقولة حاوية لنطفة تكونت قبل نزعها من مصدرها، فالولد من صاحبها ظاهراً لا من المباشر، فلاحظ.
2 ـ الظاهر وجوب الدية على مَن قطع هذه الاَعضاء المزروعة كغيرها مثل القلب والكلية والعين وأمثال ذلك عملاً باطلاق أدلة الديات وعدم انصرافها الى قطع الاعضاء الاَصلية الاَولية، وأما قطع الاَعضاء البلاستيكية فلا تشملها الاَدلة لانصرافها عنها، والله أعلم، فإن انجر نزعها الى الموت ـ كالقلب البلاستيكي ـ فلا شكّ في تعلّق الدية الكاملة للنفس إنْ لم يتعمد، وإلاّ فعليه القود إنْ شاء الورثة وفي غيره يرجع الى الحكومة حسب اختلاف الموارد، فلاحظ."
الكاتب هنا يتحدث عن نزع الأعضاء دون رغبة الحى أى عن طريق خداعه أو بالغصب والحق:
أن حكم النزع بالخداع أوالغصب داخل فى حكم الحرابة وهى حرب الله ومن ثم يتم قتل المنتزع وقبل قتله إن كان له مال تؤخذ الدية منه
نزع الأعضاء الصناعية من حى يؤدى للقتل فى حالة القلب وأحيانا أعضاء أخرى ومن ثم يقتل القاتل وحكمها هى حكم الأصلية