الثقل والثقلاء
الثقل يقصد به إطالة البقاء فى مكان ما حتى يصاب صاحب المكان أو أهله بالأذى النفسى أو المادى
حكى الله لنا عن بعض المؤمنين الذين كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوهم لتناول الطعام فى بيته فكانوا بعد الأكل يجلسون ولا ينصرفون يتحدثون ساعات فى الليل وأهل البيت يريدون النوم أو التحرك فى البيت على حريتهم فكان هذا يؤذى النبى صلى الله عليه وسلم وأهل بيته
طول المكوث هذا قال فيه الوحى الإلهى ناهيا الناس عن الجلوس بعد الأكل :
"يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحى من الحق"
هذا نوع من الثقل وهناك أنواع أخرى منه كمن يذهب لبيت صديقه أو أخيه وهو يعلم فقره وحاجته فيطيل المكوث ليأكل ويشرب أكثر من مرة وهو ما جاء فى الرواية:
"لا يَحِلُّ لِمُسْلمٍ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَ أَخِيهِ حَتَّى يُؤْثِمَهُ، قالوا: يَا رسول اللَّه، وكَيْف يُؤْثِمُهُ؟ قَالَ: يُقِيمُ عِنْدَهُ وَلا شَيءَ لَهُ يَقْرِيهِ بِهِ.
وكمن يذهب لزيارة مريض فيطيل الجلوس والمرضى غالبا لا يحبون من يطيل الجلوس عندهم
وقد لخص المثل القائل حكم الله فقال :
"يا بخت من زار وخفف"
فالزيارة لابد أن تكون قصيرة إلا أن يكون هناك ود وصداقة بين الأصحاب أو الأهل فيطلبون هم من الزائر المكوث عندهم وقد حدد الحديث حق الزائر وهو الضيف ويقصد به من هو من خارج البلدة بأنه حقه البقاء ثلاثة أيام آكلا شاربا نائما فقد جاء فى الروايات سَمِعتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ، قالوا: وَمَا جَائِزَتُهُ يَا رسول اللَّه؟ قَالَ: يَومُه وَلَيْلَتُهُ، والضِّيَافَةُ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ متفقٌ عَلَيْهِ.
الرئيسية 
