النصر فى كتاب الله
الله ناصر المؤمنين
بين الله للمسلمين أنه إن ينصرهم والمقصود يظهرهم على عدوهم فلا أحد يستطيع أحد أن يغلبهم وإن يخذلهم فمن الذى ينصرهم والمقصود يظهرهم والمراد يجعلهم يهزمون العدو من بعد الله ؟وفى هذا قال سبحانه :
"إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن الذى ينصركم من بعده "
وبين الله أنه قادر على نصر أى تأييد والمقصود إعزازهم فقال سبحانه:
"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير "
نصر الله للرسل (ص):
بين الله أن كلمته للرسل (ص)هى أنهم المنصورون والمقصود الظاهرين على عدوهم وإن جند الله هم الغالبون والمقصود المنتصرون وفى هذا قال سبحانه :
"ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون "
وبين الله أن الرسل (ص)قبل محمد(ص) قد كذبوا فصبروا على التكذيب وهم الذين أذاهم الكفار حتى جاءهم نصر الله والمقصود عذاب الله المصيب للكفار وفى هذا قال سبحانه :
"ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا "
الذين لا ينصرهم الله :
بين الله أنه يقول للكفار فى جهنم :لا تجأؤرا والمراد لا تطلبوا رحمتى اليوم إنكم منا لا تنصرون والمراد لا ترحمون وفى هذا قال سبحانه :
"لا تجئروا اليوم إنكم منا لا تنصرون "
الواجب نصرهم على الله :
بين الله أن من عاقب بمثل ما اعتدى عليه ثم بغى عليه لينصرنه والمراد سيظهره الله على ظالمه والمراد سيجعله الله يغلب الكافر وفى هذا قال سبحانه :
"ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب ثم بغى عليه لينصرنه الله "
جزاء الظان أن الله لن ينصره :
بين الله أن من يظن أن الله لن ينصره والمقصود لن يرحمه فى الدنيا والآخرة عليه أن يمدد بسبب للسماء ثم ليقطع ليعلم هل يذهبن مكره ما يغيظ والمراد عليه أن يفعل ما يقدر عليه وسيعلم النتيجة أنه قدرته لا تذهب غضبه وفى هذا قال سبحانه :
"من كان يظن أن لن ينصره الله فى الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ "
استنصار المسلمين بالمسلمين:
بين الله أن المسلمين فى بلاد الكفر إن استنصروا والمقصود طلبوا نصرهم وهو إنقاذهم من المسلمين فى دولة المسلمين فواجب المسلمين فى دولة المسلمين نصرهم والمقصود إنقاذهم عن طريق القتال ويستثنى من ذلك عدم نصرهم على الكفار المعاهدين وفى هذا قال سبحانه "وإن استنصروكم فى الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق "
نصر الله لرسوله (ص):
بين الله للمؤمنين أنهم إن لم ينصروه أى لم يعينوا النبى(ص) على عدوه فقد نصره والمراد أنقذه الله عندما كان ثانى اثنين فى الكهف وفى هذا قال سبحانه :
"إلا تنصروه فقد نصره الله ثانى اثنين إذ هما فى الغار "
وقد بين الله لرسوله(ص)أن الله حسبه حيث أيده بنصره والمقصود جعله يغلب بقوته وهم جنده والمؤمنين وفى هذا قال سبحانه
"فإن حسبك الله هو الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين "
وبين الله أنه أخذ عهد الأنبياء(ص) على أن الإيمان بمحمد (ص)ونصره والمقصود تأييده وفى هذا قال سبحانه:
"وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه "
دعاء المسلمين بالنصر :
دعا المؤمنون الله فقالوا:
أنت مولانا فانصرنا والمقصود فأيدنا على أى اجعلنا نغلب القوم الكافرين وفى هذا قال سبحانه "أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين "وقال أيضا:
"ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين "
فرح المؤمنين بنصر الله :
بين الله أن يوم انتصار المؤمنين على الروم يسر المؤمنون بنصر وهو بظهورهم على الروم وفى هذا قال سبحانه :
"ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله "
سبب نصر الله للمؤمنين:
بين الله للمؤمنين الحقيقة التالية إن تنصروا والمقصود تتبعوا دين الله ينصركم والمقصود يؤيدكم والمراد يرحمكم دنيا وأخرة وفى هذا قال سبحانه :
"يا أيها الذين أمنوا إن تنصروا الله ينصركم "
وبين الله أنه ينصرن والمقصود ليؤيدن من ينصره والمقصود من يتبع دينه وفى هذا قال سبحانه :
"ولينصرن الله من ينصره "
الذين ينصرهم الله:
بين الله أنه يؤيد بنصره والمراد يعين بجنوده وهم قوته من يريد فقال سبحانه:
"والله يؤيد بنصره من يشاء "
ومن يشاء الله هم المؤمنون الفرحون بنصر وهو إعانة الله لهم بجنوده فهو ينصر والمراد يعز من يريد وفى هذا قال سبحانه:
"ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء "
انتصار القلة على الكثرة :بين الله على لسان بعض المسلمين وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والمقصود كم من فريق قليل العدد غلب أى انتصر على فريق كثير العدد بأمر الله وفى هذا قال سبحانه : "وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله "وقد شرح الله للمؤمنين أنه إن يكن منهم عشرين صابرون يغلبوا والمراد ينتصروا على مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا والمقصود ينتصروا على ألف من الكفار وفى هذا قال سبحانه : "يا أيها النبى حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون "وقد خفف الله عن المسلمين ذلك فبين لهم أن المائة الصابرة تغلب والمراد تنتصر على مائتين والألف يغلبوا والمقصود ينتصروا على ألفين وفى هذا قال سبحانه: "الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله "نتيجة الحرب انتصار الحق :بين الله أن نتيجة الغلب وهو هزيمة الباطل والمقصود انتصار الحق ومعناه انقلاب أهل الباطل صاغرين وهو عودتهم مذلولين وفى هذا قال سبحانه : "فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين "وبين الله للكفار أنهم سيغلبون والمقصود سينتصر عليهم المسلمون ثم تدخلون النار وفى هذا قال سبحانه : "قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد"نتيجة حرب المسلمين النصر أو الشهادة :بين الله لنا أن من يقاتل فى نصر دين الله فيقتل أى يستشهد أو يغلب أى ينتصر فسوف يعطيه الله أجرا عظيما أى ثوابا كبيرا وفى هذا قال سبحانه بسورة النساء "ومن يقاتل فى سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما "
الانتصار للنفس:
بين الله أن المؤمن ينتصر والمقصود ينتقم من عدوه وبكلمات أخرى يعاقب العدو إذا أصابه البغى وهو الظلم وفى هذا قال سبحانه:
"والذين إذا أصابهم البغى هم ينتصرون "
وبين أن من انتصر أى انتقم بعد الاعتداء عليه ليس عليه سبيل أى عقال حيث قال سبحانه:
"ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل "
المدعوون من دون الله لا تنصر ولا تنتصر :
بين الله ان المعبودون من دون الله لا يستطيعون نصرهم والمراد رحمتهم ولا أنفسهم ينصرون والمقصود لا يقدرون على الدفاع عن أنفسهم وفى هذا قال سبحانه :
"والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون "وقال أيضا:
"ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون "
النصر فى بدر :
بين الله للمؤمنين أنه نصرهم والمراد أيدهم وبكلمات أخرى جعلهم يتغلبون على عدوهم فى بدر وهم أذلة وفى هذا قال سبحانه:
"ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة "
النصر وفتح مكة :
طلب الله من نبيه (ص)إذا جاء نصر الله والمراد فتح مكة وبكلمات أخرى أتى الغلب العظيم على أهل مكة فعليه أن يسبح بحمد الله ويستغفره وفى هذا قال سبحانه:
"إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره "وقد بشرهم الله بهذا النصر وهو الفوز العظيم وفى هذا قال سبحانه:
"وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين "
نصر الله لنا فى مواطن كثيرة :
بين الله للمؤمنين أنه نصرهم والمقصود أعانهم بجنده فظهروا على عدوهم فى مواطن والمقصود مواقع عديدة منها يوم حنين وفى هذا قال سبحانه :
"لقد نصركم الله فى مواطن كثيرة ويوم حنين "
فرح المؤمنين بالنصر على الروم :
بين الله للمؤمنين أنه بعد غلب الروم للمسلمين فى معركة سيحدث العكس وهو انتصار المسلمين عليهم وساعتها يفرح المؤمنون بنصر والمقصود جعلهم يغلبون الروم وفى هذا قال سبحانه :
"ألم غلبت الروم فى أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله "
نصر المسلمين لله ونبيه(ص):
بين الله أن الفقراء المهاجرين ينصرون والمقصود يتبعون حكم الله المنزل على نبيه (ص) وفى هذا قال سبحانه :
"للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون "
وبين أن أهل المدينة هم الذين أووا ونصروا والمراد أطاعوا دين الله وفى هذا قال سبحانه "والذين أووا ونصروا "
وبين الله أن المفلحين هم الذين صدقوا رسالة نبيه(ص)وعزروه والمقصود نصروه وبكلمات أخرى أطاعوه والمراد اتبعوا الوحى المنزل على النبى(ص)وفى هذا قال سبحانه :
"فالذين أمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه أولئك هم المفلحون "
عدم الانتصار من الأسرى :
بين الله أنه لو شاء لانتصر من الأسرى الذى حكم بإطلاق سراجهم بمقابل مالى أو بدونه والمراد لانتقم منهم بقتل المؤمنين لهم ولكن جعل البعض اختبار للبعض وفى هذا قال سبحانه :
"فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم بعضا "
أنصار الله :
أمر الله المؤمنين أن يكونوا أنصار والمقصود مطيعين لدين الله كما قال عيسى(ص)للحواريين من أنصارى والمقصود من مطيعى فى الله فقال الحواريون نحن أنصار والمقصود نحن مطيعى دين الله وفى هذا قال سبحانه :
"يا أيها الذين أمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصارى إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله"
ليس للظالمين أنصار :
بين الله أن الظالمين والمقصود الكفار ليس لهم أنصار والمقصود راحمين أى مخرجين لهم من عقاب الله وفى هذا قال سبحانه
" وما للظالمين من أنصار "
المنافقون والكفار وانتصار المسلمين:
بين الله لنا أن المنافقين قالوا للكتابيين عند الحرب:
لئن أخرجتم لنذهبن معكم ولا نطيع أحد فيكم أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والمراد لتساعدكم على غلب عدوكم والله يعلم إنهم لكاذبون لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم والمقصود لا يساعدونهم على عدوهم ولئن نصروهم والمراد ولئن ساعدوهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون أى لا ينقذون وفى هذا قال سبحانه :
"ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحد أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون "