دين الله الإسلام
دين الله الإسلام
دين الله الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
دين الله الإسلام

منتدى اسلامى
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخول  

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 إضاءات حول رسالة إلى المسرفين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 95
تاريخ التسجيل : 05/01/2023

إضاءات حول رسالة إلى المسرفين Empty
مُساهمةموضوع: إضاءات حول رسالة إلى المسرفين   إضاءات حول رسالة إلى المسرفين Emptyالأحد أبريل 16, 2023 6:34 pm

إضاءات حول رسالة إلى المسرفين
الكاتب هو خالد الرشيد وقد بدأ الكتاب بالحديث عن الإسراف  حيث قال :
"مقدمة
* هذا الخير الذي عمنا وزاد .. هذا الترف الذي يعيشه البعض من خلال هذا الخير .. هذا العطاء الرباني أمانة .. سنسأل عنه يوم اللقاء العظيم.
« ... وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ... » الحديث. [رواه الترمذي].
* هذا الإسراف المفرط الذي تجاوز حدوده ابتداء من المصروف اليومي لطالب المدرسة، وانتهاء بالبناء الفاخر الباذخ.
* أدعوكم إلى احترام هذه النعم التي أعطانا الله، وصرفها بما يرضي الله سبحانه وتعالى، وإلى الهدوء والتريث ومحاسبة النفس قبل التوجه إلى محلات البيع وأسواق الاستهلاك"
وأول ما فعل الرشيد هو تعريف الإسراف من خلال كتب اللغة حيث قال :
"الإسراف لغة:
قال ابن الأعرابي: «أسرف الرجل إذا تجاوز الحد».
قال سفيان الثوري: «لم يسرفوا: أي لم يضعوه في غير موضعه».
والإسراف كل ما أنفق في غير طاعة الله. والإسراف في النفقة: التبذير
إن الرزق الذي بين أيدي الناس هو رزق الله، وهذا المال هو مال الله. والناس مستخلفون فيه والمعطي والآخذ كلاهما يأكل من رزق الله.
وقد حدد الإسلام أوجه الإنفاق لهذا المال، وبين صفات المؤمنين المستخلفين عليه."
وتناول كون إنفاق المسلمين هو القوامة أى التوسط بين البخل والإسراف حيث قال :
صفات المؤمنين
قال الله تعالى: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما} [الفرقان، الآية: 67].
هذه سمة الإسلام وصفته التي يحققها للأفراد وللجماعات ويتجه إليها في التربية والبناء، ويقيم بناءه على التوازن والوسطية والاعتدال.
والمسلم ليس حرا في إنفاق أمواله الخاصة كما يشاء وكما يحلو له، إنما هو مقيد بالتوسط بين الأمرين: الإسراف والتقتير."
وتناول الإسراف فى كتاب الله حيث قال :
"فالإسراف مفسدة للنفس والمال والمجتمع، والتقتير حبس للمال عن انتفاع صاحبه به والأمة من بعد، والإسراف والتقتير يحدثان اختلالا وصدوعا في جسم الأمة ومحيط المجتمع المسلم.
قال الله تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا} [الإسراء، الآية: 29].
التوازن هو القاعدة الكبرى في المنهج الإسلامي، والغلو والتفريط يخلان بالتوازن حيث تختل البنية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع إذا اتخذ كل فرد فيه ما يناسبه أو يراه.
ويصور ربنا سبحانه وتعالى البخل يدا مغلولة إلى العنق، ويرسم الإسراف يدا مبسوطة كل البسط لا تمسك شيئا.
ونهاية البخل ونهاية الإسراف قعدة كقعدة الملوم المحسور والمحسور لغة: الدابة التي تعجز عن السير فتقف ضعفا وهزالا وعجزا، وخير الأمور الوسط."
وتناول الآيات فى أمر الاعتدال فى النفقة حيث قال :
"يأمرنا ربنا سبحانه بالقصد والاعتدال وينهى عن البخل والإسراف: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط} [الإسراء، الآية: 29]. {الذين ينفقون في السراء والضراء} [آل عمران، الآية: 134]. لا تغيرهم السراء ولا تغيرهم الضراء لا تبطرهم فتلهيهم عن واجبهم، وقل من الناس من يصبر على النعمة فلا يبطر، والصبر يكون في النعمة والبلوى سواء.
{وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية} [إبراهيم، الآية: 31]. سرا حيث تصان كرامة الآخذين، وعلانية حيث تعلن الطاعة ومشاهد القدوة الحسنة في البذل والعطاء، كالموقف الخالد لسيدنا ذي النورين عثمان يوم تبوك .. يوم جهز الجيش بمفرده ومن ماله. حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما ضر عثمان ما عمل بعد هذا ... » "
وتناول بعض الحوادث التى حدثت من بعض الأمم فى مجال الإسراف كإسراف ثمود فى البناء حيث قال :
"مفارقات
هذا المتاع وهذه النعم أتظنون أنكم متروكون لهذا الذي أنتم فيه من دعة ورخاء ومتعة ونعمة .. لا يزعجكم طارق أو يفزعكم زلزال أو بركان أو زوال.
قال تعالى: {أتتركون في ما هاهنا آمنين * في جنات وعيون * وزروع ونخل طلعها هضيم * وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين * فاتقوا الله وأطيعون * ولا تطيعوا أمر المسرفين * الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون} [الشعراء: 146 - 151].
* إن انحراف العقيدة وفسادها ينشيء تصورات شاذة لدى أفراد الجماعة، وهذه التصورات لها آثارها السلبية في حياة الجماعة الواقعية، ولا تقتصر هذه التصورات على سوء الاعتقاد من الناحية التعبدية، بل يتعداه إلى كل نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
كما يتضح في الاستسلام لهذه المتع والجري وراءها. يذكرنا ربنا سبحانه: {فاتقوا الله وأطيعون * ولا تطيعوا أمر المسرفين ... }."
وتناول ظاهرة أخرى من ظواهر الإسراف غير المالى وهى قتل ألأولاد خوفا من الفقر حيث قال :
" وصحة العقيدة تظهر آثارها في صحة المشاعر وسلامتها في سلامة الحياة الاجتماعية واستقامتها.
هناك قتل الأولاد خشية وقوع الفقر .. وهناك على الجانب الآخر الإسراف المنهي عنه .. {ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم}. والجانب الآخر يدا مبسوطة كل البسط .. كلا الحالين مرفوض.
{ولا تطيعوا أمر المسرفين}. وهل من إسراف أشد من تجاوز حدود الله ومنهجه؟!"
 وتحدث عن وجوب صبر المسلم فى حالة الحاجة حيث قال :
"إن الشدة بعد الرخاء، والرخاء بعد الشدة، هما اللذان يكشفان عن معادن النفوس، وطبائع القلوب، ودرجة الغش فيها، والضعف، بل ودرجة الهلع والصبر، ودرجة الثقة بالله سبحانه وتعالى.
ومداولة الأيام وتعاقب الشدة والرخاء محل لا يخطيء، وميزان لا يظلم، والرخاء في هذا كالشدة وكم من نفوس تصبر في وقت الشدة، وتتحمل المشاق وتتماسك لكنها تتراخى في وقت الرخاء وتنحل.
والنفس المؤمنة الواعية هي التي تصبر في الضراء، ولا تستخفها السراء، وتتجه إلى الله في الحالين.
الغنى مع عدم الإسراف والتبذير، والفقر مع الصبر والتعفف، وتؤمن أن ما أصابها من الخير فبإذن الله، والفقر والغنى يصيب الإنسان بإذن الله ومراده. والمؤمن الحق يسلم بمراد الله في كل حال وهذا المال إما أن يقودنا إلى جنات النعيم أو يسوقنا إلى عذاب جهنم .. إما أن يكون حجة لك ويكون في ميزان أعمالك يوم العرض الكبير ويكون عاصما لك من النار .. وقد يكون حجة عليك يحرمك من نعيم الجنة ويؤدي بك إلى الهلاك "
وتناول الإسراف بلفظ التبذير حيث قال :
"قال الله تعالى: {ولا تبذر تبذيرا} [الإسراء، الآية: 26].
والتبذير كما يفسره ابن مسعود وابن عباس: «الإنفاق في غير حق».
وقال مجاهد: «لو أنفق إنسان ماله كله في الحق لم يكن مبذرا، ولو أنفق مدا في غير حق عد مبذرا».فليست هي الكثرة والقلة في الإنفاق .. إنما هو موضع الإنفاق.
ومن ثم كان المبذرون إخوان الشياطين؛ لأنهم ينفقون في الباطل، وينفقون في الشر"
وتناول كون المال هو مال الله وأنه يجب أن ينفق حيث أمر الله فى وجوه الخير حيث قال :
"مواقف
هذا المال مالك يا رب ..صرفته في طرق الخير وأنت تعلم وسعت على أهلي ولم أسرف، ومن وسع الله عليه رزقه فلينفق باعتدال وهدوء بذلته يا رب لإعمار بيوت الله في أقطار بعيدة .. في بلاد لا مساجد فيها، وقد حرم سكانها صلاة الجمع والجماعات .. امتثالا لأمرك.
{إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر}.
وقفت بعضه لفقراء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها رأيتهم عيانا يعانون الفقر والعوز والحرمان .. {في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم} [المعارج، الآية: 24، 25]. {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}.
تبرعت للمجاهدين في أرض الإسراء فلسطين، وللمجاهدين في أفغانستان، وأقطار إسلامية أخرى، لقول رسولك - صلى الله عليه وسلم -: «من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ... » الحديث هذا المال أمانة فلابد من صرفه في الوجوه التي أجازها الشرع الحنيف لا ينفقون أموالهم إلا ابتغاء مرضاة الله .. لا ينفقون لغرض أو لهوى في النفس ولا تقليدا للآخرين. ودعوة الإنفاق في كتاب الله تكررت مرات عديدة: {أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن ياتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة}.
وعدم الإنفاق تهلكة للنفس وللجماعة المسلمة لكي لا تصاب بالعجز والضعف.
والإنفاق ضروري لتضامن الجماعة، والتكافل بين أفرادها، والإنفاق أيضا تطهير للقلب، وتزكية للنفس، ومنفعة وعون للآخرين."
وعاد الكاتب للكلام عن صور من صور إسراف الكفار فى المال والمرتبطة بالعقائد الضالة حيث قال:
"عودة إلى كتاب الله
* قال الله سبحانه وتعالى: {وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون} [الأنعام، الآية: 136].
يجعلون له سبحانه وتعالى جزءا، ويجعلون لأوثانهم وأصنامهم جزءا غابت الأصنام والأوثان .. حل الهوى .. وحب الذات .. {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} [الفرقان، الآية: 43].
قال السدي: «كان الجاهليون يقسمون من أموالهم قسما يجعلونه لله، ويزرعون زرعا فيجعلونه لله أيضا، ويجعلون لآلهتهم مثل ذلك .. فما خرج للآلهة أنفقوه عليها، وما خرج لله تصدقوا به، فإذا هلك الذي يصنعونه لآلهتهم وكثر الذي لله قالوا: ليس بد لآلهتنا من نفقة، فأخذوا الذي لله وأنفقوه على آلهتهم».
أرأيتم غيبة الإيمان عن ساحة الأمة .. ماذا يحل بها من تصورات وقيم قصور في الفهم .. انحطاط في التصور؟! قال الله تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} [الأعراف: 31]."
وتناول صورة من صور الإسراف غير المالى وهى ممارسة زنى الرجال الذى يسمونه حاليا الشذوذ والمثلية تهربا من قباحة الفعل  حيث قال :
" والإسراف الذي وقع به قوم لوط، هو الإسراف في تجاوز منهج الله؛ والمتمثل بالفطرة السوية، فإذا هم يريقونها ويبعثرونها في غير موقع الإخصاب فأفسدوا فطرتهم وشذوا وانحرفوا .. اندفعوا مع تيار الحياة الهائج دون كابح أو زاجر أو رادع بمثل هذا الشذوذ استمر المسرفون في إسرافهم لا يحسون بما فيه من تجاوز الحدود؛ لقد انتهى بهم الإسراف وتجاوز الحد إلى الهلاك، وهذه مصارعهم شاهدة عليهم في أطراف جزيرة العرب وفي مساكن عاد وثمود وقرى قوم لوط.
{وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه} [طه: 127].
الحياة المقطوعة الصلة بالله وبرحمته الواسعة ضنك، مهما يكن فيها من سعة متاع. ضنك الجري وراء بارق المطامع والحسرة على كل ما يفوت، لقد أسرف من أعرض عن ذكر ربه، أسرف فألقى بالهدى بين يديه، وأسرف في إنفاق بصره في غير ما شرع الله. فلم يبصر من آيات الله شيئا أسرف في مد يده إلى أموال الناس وحقوق العباد فتجاوز حدوده .. أسرف في السير نحو المهالك والمعاصي فتجاوز ما رسم له {ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} [الأعراف، الآية: 31]."
وتناول ضوابط استخدام المال كمال اليتامى حيث قال :
" قال سبحانه: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا} [النساء: 5].
السفهاء الذين يخشى من إتلافهم للمال إذا هم تسلموه فلا يعطى لهم المال لأنه في حقيقته مال الجماعة، ومال الأمة والجماعة مصلحتها تقتضي ضبط أمور الأفراد العابثين بالمال فلا يجوز أن تسلمه لمن يفسد فيه."
وتناول صورة اخرى وهى غير مالية وهى الإسراف فى القتل حيث يقتل أهل القتيل غير القاتل من أهله مع القاتل وهو قوله حيث قال :
" وقوله تعالى: {ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل} [الإسراء، الآية: 33]. في مقابل هذا السلطان الكبير الذي أعطي لولي المقتول، ينهاه الإسلام عن الإسراف في القتل. استغلالا لهذا السلطان الذي منحه إياه والإسراف في القتل يكون بتجاوز القاتل إلى سواه ممن لا ذنب لهم كما يقع في الثارات الجاهلية، والإسراف في التمثيل وتشويه الجثة ونحوها."
وتناول الإسراف فى الرحلات والسفر حاليا وهو إسراف مالى حيث قال:
"مع المسافرين
بدأت رحلات السفر والمغادرة .. البعض يسافر إلى جنوب الجزيرة حيث الجمال الخلاب في جبال أبها المكسوة بالأشجار .. يتمتعون بجلسات هادئة عند المساء .. حيث الخضرة والبرودة تحاكي لون السماء الزرقاء الصافية وآخرون يمموا سفرهم إلى أوروبا وأمريكا وبلدان أخرى هنا يقع الإسراف .. والإسراف هنا من نوع آخر."
 وتناول إسراف النساء فى التعرى حيث قال :
"إسراف في كشف ما أمر الله بأن يستر - رغم التزام الكثير من النساء - تكشف بعض النساء عن كثير من محاسنهن ومفاتنهن جهلا بالقيم والمثل الإسلامية التي تربت عليها داخل بيتها وأسرتها ومجتمعها تظهر مفاتنها للفجرة وللكفرة .. زينتها التي أعطاها الله ينظرها الأجنبي .. وتجاهلت نهي ربها عن إبداء زينتها إلا لمحارمها: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن} [النور، الآية: 31].
فهل الأجانب الذين يرون زينتها من هؤلاء الذين ذكرهم الله سبحانه في محكم تنزيله. أم أنه مخالفة مقصودة لشرع الله.
يا أختي .. هل الحجاب عادة أم عبادة أم ماذا؟!!وزوجها وأبوها الذي يرافقها يعلم أنه غير صادق مع نفسه أيضا يراها زوجها وهي تكشف زينتها للأجانب، وتسرف في إظهار محاسنها للغير، وهل الستر والعفاف مطلوب داخل بلدها، وإذا ما غادرت بلادها تنتهي حدود الستر والعفاف ويبدأ الخط التصاعدي للتبرج والإسراف؟!وما أن يصلوا تلك البلاد وينزلون في شوارعها وفنادقها حتى يبدأ الإسراف الأشد خطرا، الاختلاط التام، حيث تضيع بنت العروبة - بنت الإسلام - وسط الزحام فلا تعد تعرف! الكل كاشف عن فتنته ومحاسنه، فلا تستطيع أن تميز عائشة عن «مارغريت» ولا فاطمة عن «ماري» ولا نجلاء عن «جوليت»هي تعتقد أن الله يراها .. وتعلم أنها مسرفة .. وتعي أنها قد تجاوزت حدود الله، وتعرف أنها غير صادقة إذا ما عادت ولبست حجابها، لكن لماذا هذا التجاوز وهذا الإسراف؟!
السؤال يجيب عليه الوالد صاحب الإثم الأكبر في رحلة العذاب هذه .. يرى أولادنا وترى بناتنا شوارع البلاد تلك وقلة حياء أهلها، ينهار الولد وتنهار البنت أمام الفتنة وأمام المغريات.
تهتز عقيدتهم .. يضعف انتماؤهم لهذا الدين، فلا تعود عقيدة الإسلام هي المحرك لهم والباعث على نوازع الخير فيهم بل ربما عاد البعض منهم وهم يسخرون بما نحمله نحن من معتقدات وقيم.
كان من الممكن الذهاب إلى جنوب الجزيرة حيث الجمال الأخاذ والخضرة والماء .. تبقى البنت في سترها وخدرها عفيفة ملتزمة شرع الله وحدوده والولد يمضي وقته بالقراءة والمطالعة وارتياد المساجد .. وساعات من الأمسيات يمضيها في بساتين أبها وجبالها المكسوة بالخضرة؛ خير له من أن يتجول هائما في شوارع المدينة تلك .. بين أناس لا تربطهم به أية رابطة .. ولا تصلهم به أية صلة .. لابد أن يتأثر أولادنا وبناتنا بعادات وأخلاق هؤلاء .. قد تعجبهم حضارتهم الزائفة ومظاهرهم الخادعة.
فتعود الأسرة من رحلتها وقد غضب الله عليها وقد أسرفت مالها وأسرفت من شرفها وخسرت بنيها وبناتها، والمستفيد من كل هذا الشيطان: {قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم} [الأعراف، الآية: 16]. وهذه فعلته بعد أن طرد من رحمة الله."
وتناول كيف كان الأهل يتزوجون بالقليل بدلا من الإسراف الذى نعيشه حاليا حيث قال:
"عودة إلى الماضي القريب
العودة ولو قليلا إلى أربعين سنة خلت ..كيف عاش آباؤنا وأجددانا؟!
* الزواج مثلا .. شاة واحدة مع قليل من الأرز أو «الجريش» .. والأسرة الميسورة .. شاتين أو ثلاثة ..كانت المحبة والألفة في أرقى معانيها وأسمى صورها!!الجميع راض بما قسم الله وأعطى .. لم يكن هذا التباهي في المسكن والمأكل والملبس والركوبة ..حدثني جار طيب وهو شيخ مسن .. والذكريات تحز في نفسه قال: كنا نذبح الشاة الواحدة ندعو لها أقارب العروسين وأهل الحي والكل سعيد شاكر لله على ما أنعم وفضل.هكذا سارت حياتهم رتيبة هادئة ينعمون براحة الضمير وهدوء البال .. يشربون من الينابيع العذبة الصافية .. يأكلون من كدهم وتعب يمينهم .. وينعمون بخير هذه الأرض المعطاء، ويقيلون تحت النخل الأخضر الزاهي، وعيونهم ممتدة مع الأفق الأزرق .. وقلوبهم الواعية تلهج بالذكر والدعاء .. يا الله .. الإيمان والستر والعافية.
وقائع ومشاهدات
فجأة أعطانا الله هذا الخير ..
* يحدث في الولائم، وفي قصور الأفراح، وبعض الدعوات الخاصة، أن توضع شاة كاملة باللوز والصنوبر .. أمام كل اثنين .. النتيجة معروفة.
والوقائع تشهد .. وأقاليم من بلاد العرب والمسلمين يشكون الفقر والجوع .. ويقاسون آلام العوز والحرمان .. نحن لا نعبأ بأن نرمي هذا الخير وهذه النعم في البراميل.
ولنا مع البراميل قصص ذات شجون ..كأن تعبئة البراميل ضريبة اعتدناها .. وسلوك طبيعي تعودنا عليه.التخلص من حاجات ما زالت في البيت ضرورية ولازمة؛ لنقوم بشرائها مرة أخرى .. ربما في اليوم التالي هذه البراميل شاهدة على إسرافنا وتبذيرنا وعدم حرصنا على هذا الخير وهذا العطاء."
وتناول إسراف الناس فى البناء حيث قال :
" أما عن البناء والعمارات فحدث ولا حرج.
الأصل في البناء الستر .. التغلب على حرارة الصيف الملتهب .. وبرودة الشتاء القارس ..
غدا البناء للتفاخر والتنافس والتباهي .. هذا بيت زيد .. هذه عمارة عمرو ..هذا الذي يحدث تجاوز لا يرضى عنه الله سبحانه وتعالى.
وعن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «من لبس ثوب شهرة أعرض الله عنه حتى يضعه متى وضعه .. » الحديث. رواه ابن ماجه."
 وتناول الإسراف فى الأكل حيث قال :
"وقد ذكر أهل اللغة أن الإسراف مجاوزة القصد في الأكل مما أحل الله.وقد عقد الإمام الترمذي في سننه بابا في كراهية الإسراف في الماء .. وذكر الإمام البخاري في صحيحه في باب الوضوء قوله: وكره أهل العلم الإسراف في الماء. هذا حال الماء فغيره أولى وألزم.
ماذا يراد من هذه الولائم المترفة والبذخ الزائد؟!كانت مائدة فلان! أي مائدة؟! طعامه أي طعام؟!بعض العادات والتقاليد تكلف الناس العنت الشديد في حياتهم، ثم لا يجدون لأنفسهم منها مفرا. هذه المعروضات والأزياء التي تفرض على الناس فرضا، وتكلفهم أحيانا ما لا يطيقون من النفقة تأكل حياتهم واهتماماتهم ..
هذا الاستهلاك غير المنظم غير المنضبط، وبعثرة مال الأمة بهذه الصورة غير المدروسة .. كل هذا سنسأل عنه يوم اللقاء العظيم .. «وفيم أنفقه .. » الحديث.
* هذا الهجوم اليومي على أسواق الاستهلاك والذي يستنزف ثروة الأمة وأموالها، هذه الجموع .. لا تعرف التؤدة والتمهل .. تسير بسرعة بلا منهج .. تتطلع بكل اتجاه .. يجذبها اللون واللمعان ورائحة الزهر تدخل السوق.عندها يبدأ البحث عن الأشياء ..المهم التخلص من هذا المال وبعثرته بكل اتجاه ..ملء صندوق السيارة بالأطعمة .. وتعبئة الكرسي الخلفي بالأقمشة والبعض يتوعد لليوم التالي لشراء المزيد .. حيث إن الوقت لم يتسع.والمسلمون في أقطار إفريقيا وغيرها بحاجة إلى جزء يسير من هذا المال.
عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بسعد وهو يتوضأ فقال: «ما هذا السرف؟! فقال: أفي الوضوء إسراف؟! قال: «نعم وإن كنت على نهر جار». رواه ابن ماجه.وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالطه إسراف أو مخيلة». رواه ابن ماجه.
المشاهد تتكرر، وفي مواقع شتى.
* التوجه الصاخب إلى أسواق الاستهلاك بلا خطة ولا روية حتى ساعات الليل الأخيرة .. نبحث عن الجديد .. أي جديد في عالمالاستهلاك؟ التوتر والقلق النفسي المصحوب عند البحث عن الجديد .. قتل الوقت بهذه الطريقة .. واستنزاف ساعات طويلة أمام وداخل أسواق الاستهلاك وتفحص كل ما هو جديد .. وما أكثر الجديد في عالم الاستهلاك."
وفى النهاية يدو الكاتب الناس إلى الانتهاء عن تلك الصور الإسرافية والتى تهدم المجتمع وتجعله مديونا لغيره حيث قال :
"دعوة والتزام
أدعوكم إلى الهدوء والتريث .. ومحاسبة النفس قبل التوجه إلى محلات البيع .. أدعوكم إلى مراجعة ما بثلاجاتكم .. ما بخزائن المطبخ .. على الأرفف ..ما بداخل الصناديق تحت الخزائن .. مداخل الغرف وعلى الأدراج .. وغرف الأطفال والسطح وحبل الغسيل.
أدعوكم إلى تفقد ما عندكم قبل تسجيل أي قائمة شراء .. اختصار ما أمكن من هذا المراد شراؤه. لعبتين للأطفال تغني عن أربعة ..لا داعي لأن تكون الفاكهة بأنواعها موجودة .. يكفي نوعين .. بل نوع واحد.أن تكون الخضار كلها متوفرة في البيت .. نبحث عن النقص فيها وكأن الأصل .. جمع ما يأتي إلى السوق متوفر ولازم في البيت .. والبعض يرى شراء كل ما تنبت الأرض.عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت». رواه ابن ماجه.
أدعوكم قبل التوجه إلى السوق تذكر مستقبل أولادكم .. تذكر إخوانكم المسلمين في الأقطار الفقيرة.
أدعوكم للتأمل ..
كيف عاش جيل العمالقة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتحوا أقطار الأرض وبطونهم خاوية، بثياب بالية تستر أجسادهم، وهم يرددون النداء الأبدي الخالد .. قول الله تعالى: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} [الحج، الآية: 41].خاضوا معركة بدر وهم صائمون .. دخلوا مكة فاتحين وهم صائمون أيضا.انتصار المسلمين يوم حطين كان في رمضان .. وكان الانتصار في عين جالوت في رمضان أيضا.لعل هذه الانتصارات العظيمة وهذه الفتوحات الكبيرة قاسمها المشترك أن المسلم في ساحات الجهاد وميادين البطولة .. إن كان خفيفا خاوي البطن فهو إلى الأمام أسرع وحركته في الميدان أوسع وثقته بالله أكبر.وأعداؤهم قد ثقلوا إلى الأرض بعد أن أوصلهم الشبع إلى التخمة .. وثقلت كروشهم .. وتبدلت عقولهم .. وعجزوا عن العطاء والمدافعة .. وكانوا إلى الاستسلام أسرع .. وإلى الارتماء بين حوافر الخيل أسرع وأسرع"
وتناول الكاتب كيفية أن رجال ألأعمال يعملون على أن يجعلوا المجتمعات عندنا مجتمعات استهلاكية تماما من خلال الإعلانات المتعددة وابتكار طرق تزيين شيطانية لبيع المنتجات غير الضرورية وابتكار سلع  وهو قوله حيث قال :
"مع المنتجين والمصدرين
لقد توصل المنتجون ومن يخطط لهم خلف المصانع .. بعيدا عن الآلات والصخب .. توصلوا إلى إنتاج وإبداع ما يبهر، ويرغب قسرا بشراء كل ما يعرض في المعارض ومحلات البيع.
هذه المعروضات - في غياب الثقة بالنفس - لا تترك لك خيارا أبدا تقف مشدودا متوتر الأعصاب مشدوها .. تفتح عينيك .. تفتح فيك .. تجمد في مكانك.اللون .. اللمعان .. التصميم .. السحر .. تقبل على الشراء بلا مراجعة ولا تفكير .. وتسلم حافظة نقودك باختيار.
هذا الفراغ والهوس الفكري يجعل من المرء لعبة المسخ بيد المنتجين والمصدرين ومن يقف خلفهم لاستنزاف ثروته ومدخراته.وهؤلاء هم المستفيدون أولا من هذا الإسراف.
تنبيه
الذين يخططون خلف المنتجين والمصدرين هم الأعداء الحقيقيون الساهرون أثناء نومنا .. اليقظون ساعة غفلتنا .. كيف يمكن أن نجعل المسلمين بلا مال؟
هب أن هؤلاء جميعا ليس وراءهم مؤسسات صليبية .. ولا شركات يهودية .. ولا محافل ماسونية .. ولا معاقل هندوسية.أليسوا هم جشعون بالطبع إلى الحد الذي يفوق مكرهم مكر تلك المؤسسات والشركات .. والتنافس على أشده فيما بينهم .. شاغلهم الوحيد التركيز على قدرات الإنسان المسلم واستنزاف طاقات وثروات أهل هذه المنطقة .. وسلب أموالهم على الاستهلاك غير المنتج، فتصبح منطقتنا كغيرها من البلدان بلا مال؛ عندها يسهل احتواؤها من بعد ضمن مناطق نفوذ البنك الدولي .. جمعيات حقوق الإنسان .. الصليب الأحمر .. رعاية الأسرة الفقيرة .. المعوقين .. قوافل التبشير ... إلخ.من بعد ..يدخلون إلى عقائد المسلمين .. من خلال الحاجة .. من خلال البطون .. من خلال العلاج والدواء ..
بعدها يراهن المسلم على دينه وخلقه وتكون النهاية .. بعدها لا ينفع الندم .. لا تنفع الدموع .. ولو جرت سواق وأنهار."
وبين الكاتب صورة من صور خداع رجال الأعمال وهو التغيير الموسمى أو ما يسمى موضة العام أو موضة الصيف أو الشتاء وغير ذلك  حيث قال :
طالتغيير الموسمي
تغيير الأشياء كل عام .. كل موسم .. بداية الفصل ..لدى البعض رغبة في متابعة الجديد .. حتى لا تفوتهم المتعة.* ثلاجة اشتريناها العام الماضي .. ما زالت جديدة .. رأت الأسرة ثلاجة بيت زيد .. موديل سنتها .. لابد من تنسيق الثلاجة وشراء ثلاجة جديدة .. وتلك تباع أو ترمى في سوق الحراج العام.* وصل من إيطاليا غرف نوم خشبها زان 100% تصميمها عجيب .. شكلها جذاب .. لابد من شراء الجديد ..هكذا يفرح الأعداء بناء .. يضحكون من أفعالنا ملء أشداقهم .. يصفقون ويهزؤون من سوء تصرفاتنا .. هم سعداء .. سعداء جدا؛ لأنهم استطاعوا أن يثبتوا واقعا؛ أن ما يخططون له ليلا حققوه نهارا .. والذي عجز عنه العدو المتمثل بالمدفع والطائرة .. جاءنا بلباس ناصح ودود."
 وتناول ما يحدث فى رمضان من صور الإسراف فبدلا من كونه شهر قلة الاستهلاك يتم استهلاك كميات من السلع أكثر من شهور العام الأخرى وهو قوله حيث قال:
"رمضان شهر الإسراف ... لماذا؟!
إن الصيام تربية روحية للأمة .. نتعلم فيه الترفع عن الشهوات والتجرد من أوضاع المادة، والانطلاق في إقامة الخير.والصوم وسيلة لتربية الأمة، تربية حازمة .. إنه شهر الرجولة الحقة وشهر الإرادة المستعلية.
لم يكن رمضان موسما للموائد الزاخرة بألوان الطعام والشراب .. وفرصة جميلة للسمر واللهو الممتد إلى بزوغ الفجر، والنوم العميق حتى غروب الشمس.استروحوا روائح الجنة في رمضان .. ترفعوا عن الدنايا .. ارفعوا بصائركم إلى السماء .. إن أمة تسرف في شهر رمضان ما لا تسرفه في السنة كلها هي أمة لم تع حقيقة صيامها بعد.لم يكن مراد الله سبحانه وتعالى وهدي رسوله - صلى الله عليه وسلم -، هذا الذي يحدث عند المسلمين في رمضان."
كما تناول الإسراف فى الأعياد حيث قال :
"ومن صور الإسراف ..الاستعداد لعيد الفطر .. تكليف النفس فوق ما تقدر وتطيق، صنوف الألبسة، ولعب الأطفال، وأصناف الحلويات والهدايا، فالبعض ينفقون الألوف المؤلفة في هذه الترهات، بينما هم من أبخل الناس في أبواب الخير وطرق البر والصلة."
وتناول أن صور الإسراف موجودة فى ناحية من نواحى حياتنا والأعداء يعملون على تثبيتها حتى لا تنهض الأمة من سباتها وهو قوله حيث قال :
"إن الأهواء والشهوات ضعف يقتل روح الأمة ويفرح أعداءها .."
* إسراف في كل اتجاه.
* إسراف في النوم وفي النهار؟!
* إسراف في التجول في الأسواق ومحلات البيع حيث الاختلاط والسفور.
* إسراف في توسيع المائدة ولا هدف إلا إرضاء الشهوة واتباع الهوى وتقليد الآخرين.
* إسراف البعض في التأفف والضجر من الصيام وعدم الارتقاء إلى مستوى هذه الفريضة العظيمة.
* إسراف في السهر ولا طائل من ورائه .. جله في القيل والقال.
متى نرتقي إلى مستوى رمضان ... ونرتفع فوق شهوة البطون."
وما غاب عن الكاتب هو أن كل تلك الصور المتسبب الأول فيها هم الحكام فهم من يشجعون كل ذلك من خلال إعلامهم ومن خلال السماح باستيراد وعمل المنتجات التى تسمى كمالية وإنتاج مواد أو استيرادها كالمدخنات والخمور ومنتجات التبرج وغيرها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://denallhakeslam.ahlamontada.com
 
إضاءات حول رسالة إلى المسرفين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دين الله الإسلام :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: منتدى القرآن :: منتدى الكتب-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: