مراجعة لمقال هل أم محمد آمنة نبية وموحدة؟
المقال من كتابة أحد الكفار سواء كان ملحدا أو غير هذا والمقال هو عبارة عن تجميع لروايات فى مواضيع متعددة الجامع بينها ذكر أم محمد(ص)
والغرض من المقال واضح وهو اتهام الإسلام بالتناقض مع أن الروايات كلها وما يقول الكاتب لا علاقة له بكتاب الله
الكاتب يحاول أمرين :
الأول أن الإسلام دين متناقض لا يجب على العقل أن يعتنقه
الثانى أن محمد(ص) لم يأت بدين جديد لأن قومه قريش كانوا يعبدون نفس الإله
ابتدأ الكاتب كلامه بما يسمونه سبب نزول سورة الإخلاص حيث قال:
"جاء في القرآن وصف الله التالي
قل هو الله أحد, الله الصمد , لم يلد ولم يولد, ولم يكن له كفوا أحد
سورة الإخلاص
الطبري في التفسير وسبب نزول الآية
حدثنا حميد قال: ثنا مهران عن أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية قال: الصمد: الذي لم يلد ولم يولد لأنه ليس شيء يلد إلا سيرثه ولا شيء يولد إلا سيموت فأخبرهم تعالى ذكره أنه لا يورث ولا يموت
حدثنا أحمد بن منيع و محمود بن خداش قالا: ثنا ابو سعيد الصنعاني قال: قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: أنسب لنا ربك فأنزل الله: {قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد} لأنه ليس شيء إلا سيموت وليس شيء سموت إلا سيورق وإن الله جل ثناؤه لا يموت ولا يورث {ولم يكن له كفوا أحد}: ولم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء"
والرواية لا تصح لأن الله ليس له نسب حتى تتم نسبته كما زعم الكفار فالنسب هو لمن يولدون وهو لم يولد ولا يلد
وحاول الكاتب الخبيث إثبات أن محمد(ص) أخذ معنى عبودية الله من أمه الله التى كانت وقومها يعرفون من هو الصمد فروى الروايات التالية:
"وبالمقارنة مع ما جاء في كتب التاريخ الإسلامي التي جاء بها التالي
جـ1 ... ,صـ98
باب: ذكر حمل آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا
الكتاب: الطبقات الكبرى
المؤلف: محمد بن سعد بن منيع أبو عبدالله البصري الزهري
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني علي بن يزيد بن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أبيه عن عمته قالت كنا نسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حملت به آمنة بنت وهب كانت تقول ما شعرت أني حملت به ولا وجدت له ثقلة كما تجد النساء الا أني قد أنكرت رفع حيضي وربما كانت ترفعني وتعود وأتاني آت وأنا بين النائم واليقظان فقال هل شعرت أنك حملت فكأني أقول ما أدري فقال انك قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها وذلك يوم الإثنين قالت فكان ذلك مما يقن عندي الحمل ثم أمهلني حتى إذا دنا ولادتي أتاني ذلك الآتي فقال قولي أعيذه بالواحد الصمد من شر كل حاسد قالت فكنت أقول ذلك فذكرت ذلك لنسائي فقلن لي تعلقي حديدا في عضديك وفي عنقك قالت ففعلت قالت فلم يكن ترك علي الا أياما فأجده قد قطع فكنت لا أتعلقه "
والرواية باطلة لتعارضها مع كتاب الله فمحمد(ص) ليس سيد الأمة لأنه بشر مثلهم كما قال سبحانه:
" قل إنما أنا بشر مثلكم"
وهو أخ للمؤمنين لأنهم جميعا اخوة كما قال سبحانه:
" إنما المؤمنون اخوة"
والرواية يتبين بطلانها أيضا من أنها تنسب الأمر لما يسمى بالسرحان بقولها "وأتاني آت وأنا بين النائم واليقظان"
يعنى من الأخر تهيؤات
ثم ذكر روايات عن الحمل حيث قال :
"قال وأخبرنا محمد بن عمر بن واقد قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري قال قالت آمنة لقد علقت به فما وجدت له مشقة حتى وضعته قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي أخبرنا همام بن يحيى عن إسحاق بن عبد الله قال قالت أم النبي صلى الله عليه وسلم قد حملت الأولاد فما حملت سخلة أثقل منه
قال قال محمد بن عمر الأسلمي وهذا مما لا يعرف عندنا ولا عند أهل العلم لم تلد آمنة بنت وهب ولا عبد الله بن عبد المطلب غير رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني قيس مولى عبد الواحد عن سالم عن أبي جعفر محمد بن علي قال أمرت آمنة وهي حامل برسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسميه أحمد"
وذكر الرواية التالية أيضا:
"باب: ذكر الفواطم والعواتك
الكتاب: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ج2
المؤلف: عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي أبو الفرج
أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزاز قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا ابن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قال: أخبرنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر بن واقد قال: حدثني علي بن يزيد بن عبد الله بن وهب بن ربيعة عن أبيه عن عمته قال: كنا نسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حملت به آمنة بنت وهب كانت تقول: ما شعرت أني حملت به ولا وجدت له ثقلة كما تجد النساء إلا أني قد أنكرت رفع حيضتي وربما كانت ترفعنى وتعود وأتاني آت وأنا بين النائم واليقظان فقال: هل شعرت أنك حملت فكأني أقول: ما أدري فقال: إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها.
وذلك يوم الإثنين.
قالت: فكان ذلك مما يقن عندي الحمل ثم أمهلني حتى إذا دنت ولادتي أتاني ذلك الآتي فقال: قولي أعيذه بالواحد الصمد من شر كل حاسد قالت: فكنت أقول ذلك"
ومما سبق نجد أن الكاتب الخبيث يريد أن يستنتج أن أم النبى الأخير(ص) كانت نبية لأن الوحى نزل عليها وهو كلام بلا أى دليل من كتاب الله كما حدث مع أم موسى(ص)
وكى يثبت أن الإسلام متناقض مع أن كل هذه روايات تاريخية ليست من عند الله ولا حتى مروية عن النبى(ص)يذكر روايات أخرى تثبت أن أم النبى(ص) كانت كافرة حيث قال :
"أم محمد كافرة في جهنم:
صحيح السيرة النبوية ما صح من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أيامه وغزواته وسراياه والوفود إليه
للحافظ ابن كثير
بقلم محمد ناصر الدين الألباني (رحمه الله تعالى) الطبعة الأولى المكتبة الإسلامية عمان – الأردن ص23
وروى مسلم عن أبي هريرة قال:
زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله، ثم قال:
((استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي، فزوروا القبور تذكركم الموت))."
وكالعادة يحاول الخبيث أن يعيد أن محمد(ص) أخذ الدين عن أمه الموحدة وقريش الموحدة فيقول :
"حول هذا الموضوع
إذا كانت آمنة أم الرسول كافرة و في جهنم و كانت تعيذ محمد بالواحد الصمد (كما ذكر سابقا) ومن المستحيل أن تعيذه بالواحد الصمد وهي لا تعلم من هو الواحد الصمد
اذا هي تعلم من المقصود به هذا الواحد الصمد
اذا: 1_ كانت موحدة 2_ كانت تؤمن بالصمد 3_ هي من الجاهلية
اذا أهل الجاهلية كانوا موحدين بالصمد"
ويصل الحمق بالكاتب إلى إعلان أن آمنة هى نبية ومن ثم فابنها أخذ الدين منها ويحاول من خلال كلام بعض المحرفين أن يثبت حقيقة نبوة المرأة مع أن الله نفى فى كتابه أن يكون الأنبياء(ص) نساء فقال :
" وما أرسلنا قبلك إلا رجال نوحى إليهم"
وإنما الأنبياء (ص) رجال
وينقل عن القرطبى كلاما فى نبوة النساء حيث قال :
"حول من هو المتكلم مع آمنة
قد يكون من كلمها هنا ملاك
دعونا نفترض انه ملاك
لنقرا ماذا يقول الاسلام حول من يأتيه الملاك ليبشره!!!
و الآن ما رأي القرطبي بمن يوحى اليه ... هل هو نبي.؟؟؟؟؟؟
والصحيح أن مريم نبية؛ لأن الله تعالى أوحى إليها بواسطة الملك كما أوحى إلى سائر النبيين حسب ما تقدم ويأتي بيانه أيضا في "مريم". وأما آسية فلم يرد ما يدل على نبوتها دلالة واضحة بل على صديقيتها وفضلها، على ما يأتي بيانه في "التحريم".
وروي من طرق صحيحة أنه عليه السلام قال فيما رواه عنه أبو هريرة: (خير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد).
ومن حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون).
وفي طريق آخر عنه: (سيدة نساء أهل الجنة بعد مريم فاطمة وخديجة). فظاهر القرآن والأحاديث يقتضي أن مريم أفضل من جميع نساء العالم من حواء إلى آخر امرأة تقوم عليها الساعة؛ فإن الملائكة قد بلغتها الوحي عن الله عز وجل بالتكليف والإخبار والبشارة كما بلغت سائر الأنبياء؛ فهي إذا نبية والنبي أفضل من الولي فهي أفضل من كل النساء: الأولين والآخرين مطلقا."تفسير القرطبي ج4 ص83
وهذا الكلام ليس فيه دليل على نبوة آمنة فلم يذكرها على الإطلاق فى الروايات المنسوبة للنبى الأخير(ص) فكيف استنتج الخبيث هذا الكلام مع أن كلام القرطبى إن كان صحيحا فهو كلام عن مريم بنت عمران وليست عن آمنة أم محمد(ص)
ويحاول أن يثبت أن الإسلام ليس دينا صحيحا لتناقض كلام الروايات فيقول :
"إذا لو كان المتكلم مع آمنة أم الرسول ملاك وأوحى اليها ما تقول وبشرها لكانت نبية
وهل الأنبياء في جهنم
اعتقد انه من الافضل أن نستبعد أن من تكلم مع آمنة ملاك بشرها وأوحى إليها لأنها ستكون نبية
ولو أيقنا أن المتكلم مع امنة رجل من قومها لأصبح قوم قريش غير مشركين وإله الجاهلية اسمه الصمد و هو واحد لا شريك له"
وبالطبع هذا الكلام قد يدخل على بعض القراء السذج الذين لا يفرقون بين الوحى الإلهى كمصدر للدين وبين كتب التاريخ الكاذبة التى ألفها الكفار ونسبوها لأسماء أناس يظن أنهم مسلمون
الموضوع ككل ليس له أى علاقة بالإسلام فهو روايات تاريخية متناقضة تحسب على من صنعوها وليس على الإسلام الممثل فى وحى الله الممثل فى القرآن وتفسيره الذى أنزله الله على نبيه(ص) لبيان معانى القرآن